أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - ليس حلفاً جديداً .. !! .. ؟















المزيد.....

ليس حلفاً جديداً .. !! .. ؟


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفهوم في عالم الدبلوماسية ، أن تزعم وزيرة الخارجية الأميركية " كونزي ليزا رايس " أن اجتماعها بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي + وزيري خارجية مصر والأردن ، الذين يمثلون الدول الأقرب إلى أميركا في العلاقات المتعددة من بقية الدول العربية ، هو تطوير في شكل العلاقة فيما بينها لمواجهة العثرات المتزايدة للسياسات والمصالح المشتركة ، لكنه من السماجة بمكان والاستغباء للآخر بمكان ، أن تزعم هذه الوزيرة " الذكية " ، أن هذا اللقاء " ليس تحالفاً جديداً " لنفي العلاقة التحالفية العريقة المديدة بين أميركا وبين الدول العربية إيّاها . فهذا الزعم بواقع الحال بمثابة نفي النفي ، وتأكيد على أن اللقاء هو تأطير جديد للتحالف القديم الأميركي مع الدول الآنفة الذكر ، قِدم مجلس التعاون الخليجي ، وقِدم معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ومعاهدة وادي عربة بين إسرائيل والأردن ، والمعبر عنه مادياً وفعلياً ، من خلال فتح الدول المعنية مجالاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والمخابراتية بلا حدود .. لأميركا بل ولإسرائيل نسبياً ، وتتموضع فوق أراضيها ، سراً وعلانية ، القواعد العسكرية بحرية تامة ، يضاف إلى ذلك الجانب " المؤدلج " لشرعنة هذا التحالف الذي هو نابع من إدراك متبادل شبه قدري ، نتيجة عزلة الأنظمة وفواتها وفشلها ونهبها لثروات شعوبها ، أن مصالحها مرتبطة عضوياً بتأمركها وبانتشار وهيمنة النفوذ الأميركي في المنطقة ، ونتيجة فشل إقلاع الإمبراطورية الأميركية دون معوقات حتى في أضعف حلقات الفضاء السياسي الدولي

من هنا ، فإن اللقاء " العربي - الأميركي " في القاهرة ليس تحالفاً جديداً ، أي لم يولد في 2 / 10 / 2006 في لقاء القاهرة . وإذا كان هناك من جديد في العلاقة التحالفية بين أطراف اللقاء ، فإنه قد تم بهذا الشكل برئاسة أميركية ، وبدأ التحالف ( 8 + 1 ) يأخذ الشكل .. الشكل فحسب .. الجديد الجمعي العلني بقيادة أميركا ، لإحداث إنطلاقة جديدة تطمئن المرعوبين من انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز الماضي ، ومن الفشل المتواصل لحكومات الدمى الأميركية في العراق ومن اختراق سقف الديمقراطية الأميركية في فلسطين ، لتقوم معاً بالإضافة لإسرائيل ، العضو الحاضر الغائب ، بدور القابلة لولادة الشرق الأوسط الجديد

وما الرغبة المشتركة للحلفاء في التمويه على فعلهم التحالفي ، بوصفه باللقاء وليس بالتحالف ، سوى الدليل على التهرب من شبهة التحالف مع أميركا ، التي وصل كره الشعوب العربية لها إلى معدلات غير مسبوقة ، نتيجة سياساتها الاستعمارية العدوانية ودعم العدوانية الإسرائيلية ضد الشعوب العربية ، لاسيما ما يجري منذ سنوات قليلة في العراق وفلسطين وأخيراً وليس آخراً في لبنان ، ونتيجة مسار سياسي متواصل منذ أكثر من نصف قرن ، لعب دوراً قذراً في دعم الأنظمة العربية المتخلفة والديكتاتورية ومشاركة هذه الأنظمة في نهب شعوبها ، ونتيجة زرع وتضخيم وتسليط الكيان الصهيوني لكبح أي نهوض جدي ديمقراطي اجتماعي قومي تحرري في المنطقة ، والدليل أيضاً على قذارة الأهداف المشتركة ، التي سيقوم التحالف بتحقيقها في الحاضر والمستقبل . وقد تم إعلان بعض هذه الأهداف ، وهي ، القضاء على المقاومة في المربعات العربية الملتهبة المناهضة للإحتلالات الأميركية الإسرائيلية ، وتجفيف مصادرها العسكرية والسياسية والمالية والشعبية باسم مكافحة الإرهاب ، وفرض الإستسلام العربي للكيان الصهيوني باسم السلام ، وتوفير الأمن والاستدامة للأنظمة العربية الحليفة باسم الاستقرار والبناء ، وتصفية حسابات إقليمية مع كل من إيران وسوريا ، وذلك لضمان ا ستحواز أميركا على الإحتياطي البترولي الأكبر في العالم ، وبناء الشرق الأوسط الجديد مع دور مميز لإسرائيل في ا ستثماراته وقيادته ما يلعب دوراً كبيراً في إنجاح المشروع الأميركي في العراق ولبنان والمشروع الصهيوني في فلسطين
وما أعلن من أهداف التحالف على خطورته لايشكل سوى قمة جبل الجليد ، وما هو مخفي أخطر وأسوأ ، إذ أن مشروع إعادة تفتيت وتذرير المنطقة برمتها مجدداً ، وإ شاعة الحروب الطائفية بين شعوب المنطقة يعتبر في عقيدة المتحالفين الشرط المطلق لتحقيق أهدافهم وهيمنتهم

واللافت في سيناريو تحديث التحالف 8 ( العربي ) + 1 ( الأميركي ) أنه قد ا ستبعد أية مشاركة أوربية في عضويته ومخططاته ، كما ا ستبعد مشاركات أخرى من دول المنطقة كان لهل الباع الطويل في أحلاف الماضي مثل حلف بغداد ، الذي كان يشمل في عضويته كل من العراق وإيران وباكستان بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا وكانت إسرائيل وأميركا عضوين غير رسميين فيه

من طرف آخر ، فإن ما يمكن البناء عليه ، أنه طالما كان التحالف منذ القدم ، قبل أن تنهي السيدة " رايز " دراستها الثانوية ، ولطالما كان التحالف قيد العمل منذ سنوات عديدة ، ولطالما كانت السيدة " رايز " قادرة ، حسب العادة ، من مقرها في وا شنطن ، أن تستدعي إليها من تشاء ممن إلتقت بهم في القاهرة ، منفردين أو مجتمعين ، بواسطة السكرتاريا في مكتبها ، أو تحركهم عن طريق مساعديها بما ترغب وتشاء ، ، فأي جديد إذن يمكن أن ينتج عن هذا الشكل من التحالف " اللقائي " سوى ا ستعراض " القوة " لتغطية الإحباط الناتج عن الفشل النسبي للمشروع العربي الرسمي - الأميركي - الصهيوني الراهن والمهدد بالفشل التام في الأفق القريب ؟

إن الشعوب العربية لم تتجاوز بوعيها السياسي أنظمتها فحسب ، وإنما تجاوزت أنظمة دولية أيضاً ، وهي قادرة على كشف وتعرية كل السياسات والمؤامرات الاستبدادية المحلية والاستعمارية الدولية . وقد راكمت من التجارب والخبرات مايكفيها ، لتبدي عدم إكتراثها من " الجديد " من غير أن يفوتها الحذر ، من مثل لقاء القاهرة ، الذي فضحته ممارسات المشاركين فيه قبل أسابيع ليست بالكثيرة إبان الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان ، وهي تتابع كل يوم المجازر والقتل الهمجي الطائفي العنصري البشع في العراق وفلسطين ، الذي يمارسه أو يباركه الاستعمار الأميركي

إن أي مراقب موضوعي للسيرورة التاريخية المعاصرة للشعوب العربية يدرك ، دون كبير جهد ، أن حساب الحقل لن يطابق حساب البيدر لجماعة حلف القاهرة ، فكما أ سقط أبطال العراق حلف بغداد عام 1958 ، وأفشل شعب مصر العظيم العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي وهمش دولتين عظميين عام 1956 ، وهب الشعب الأردني مع ضباطه الوطنيين وحرر الجيش الأردني من الهيمنة البريطانية بقيادة غلوب باشا وفرض حكومة وطنية عام 1957 رغم الإرادة الملكية ، وكما كسرت وحدة الجيش والشعب في سوريا حصار حلف بغداد وإسرائيل والأسطول الأميركي السادس عام 1957 ، وكما صمدت المقاومة اللبنانية 33 يوماً في حرب غير متكافئة العتاد ، وجعلت من جنوب لبنان مقبرة لأ سطورة الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر .. فإن الشعوب العربية ، وخاصة الشعب المصري الكبير بكل شئ .. بوطنيته .. وقوميته ,, وكبريائه .. لن تسمح أن يكون مصير حلف " القاهرة " أفضل من مصير حلف بغداد

ولعله ، كما يقال رب ضارة نافعة ، أن يستفز هذا التجمع والتمركز للأنظمة العربية المفوتة بقيادة أميركا قوى اليسار خاصة .. والقوى الوطنية عامة .. على المستوى المحلي والمستوى العربي .. وأن يدفعها إلى اللقاء والنهوض لبناء ضفة نضالية مكافئة .. أكثر قدرة على المواجهة والانتصار .. على حلف القاهرة .. وعلى احتياط هذا الحلف من أنظمة عربية أخرى ا ستبدادية ومفوتة




#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار مبادرات نقابية وسياسية مناضلة شجاعة
- معركة الرغيف والكرامة والديمقراطية
- خمس سنوات إرهاب شامل
- نظام - الحزب القائد - .. !! .. إلى متى .. ؟
- حتى ينكسر الحصار
- السنديان العتيق
- التحالف الاشتراكي .. بداية جادة واعدة في حركة اليسار المصري
- أفول الأسطورة الإسرائيلية .. مهام متعددة في معركة واحدة
- لماذا ثقافة المقاومة .. ؟
- الوطنية الديمقراطية في زمن الحرب
- من هم أصدقاء أولمرت من الحكام العرب .. ؟
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي .. 2
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي
- حرب لبنان .. والمسؤوليات التاريخية
- حرب غزة .. والسؤال الآن .. !! ؟
- وقفة إجلال وتضامن مع حرية الصحافة في مصر
- بؤس السياسة السورية الراهنة
- اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟
- النظام في دائرة النار .. أي مؤتمر تحتاجه سوريا .. ؟
- مائة شكر وامتنان للحوار المتمدن


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - ليس حلفاً جديداً .. !! .. ؟