أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة......2















المزيد.....

أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة......2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإهـــــــداء:

 إلى النفوس المريضة التي تبحث عن الخلاص فلا تنساق وراء كل دعوات فقهاء الظلام.
 إلى كل مسلم مومن حافظ على سلامة إيمانه بالدين الإسلامي، ولم يوظفه في شأن سياسي: صغر، أو عظم.

 إلى الشهداء: ضحايا الإرهاب الديني: عمر بنجلون، ومهدي عامل، وحسين مروة، وسهيل طويلة، و فرج فودة... والقائمة طويلة.

 إلى كل من أدرك أن مجرد وجود تنظيم سياسي ذي بعد ديني يشكل خطورة على مستقبل البشرية.

 إلى ضحايا الإرهاب الحزبوسلامي في كل بلدان المسلمين.

 إلى ضحايا 16 مايو 2003 بالدار البيضاء.

 من أجل الحد من تأثير الحزبوسلامي في وجدان، وعقول المسلمين، وإعداد الشباب للمساهمة في العمليات الانتحارية التي لا يعرف مداها.

 من أجل وضع حد لقيام الحزب السياسي على أساس ديني.

 من أجل تجريم ممارسة تحريف الدين لتحقيق أغراض حزبية – سياسية.

 من أجل مجتمع بلا إرهاب.

 من اجل حماية العرب، و المسلمين في بلدانهم من الممارسة الإرهابية في شموليتها.

 من أجل مجتمع للعرب، وللمسلمين، يتمتع فيه الناس بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

محمد الحنفي




*************************







سؤال الماضي، سؤال الراهن، سؤال المستقبل، أية علاقة؟.....1

وإننا، عندما نرتبط بالمسجد، نرتبط بمؤسسة كانت لها مكانتها في زمن مضى، وتلك المكانة وقفت وراء حضارة شغلت العالم على مدى قرون بأكملها، والناس الذين حفل بهم التاريخ، وساهموا في نسج الحضارة الإنسانية، في مراحل تاريخية معينة، هم خريجو هذه المساجد، التي لعبت دورها التاريخي، لا كمؤسسة دينية كما يعتقد البعض. بل باعتبارها مؤسسة اقتصادية اجتماعية ثقافية عسكرية علمية، وسياسية. وهو ما أكسبها تلك القدرة الهائلة على تأطير جموع المسلمين، وإعدادهم للقيام بدورهم التاريخي، وفي مرحلتهم التاريخية، مما جعلهم يوجهون البشرية لإنجاز هذا التطور الهائل على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والعلمية، والتقنية، والعسكرية، الذي حققته البشرية.

فما الذي حصل للمسجد حتى صار مجرد مؤسسة حزبوسلامية؟

لماذا يتم تعطيل هذا الكم الهائل من المساجد؟

لما لا يعتمد برنامج مفتوح، لاستغلال مساجد المسلمين، في عقد حلقات دراسية، حول مجمل التاريخ البشري، وحول مجمل العلوم التقليدية، و العصرية، وحول الآداب، والفنون، وكل ما يساهم في الحد من آثار التخلف، التي تعاني منها مجتمعات المسلمين؟

وهل في الإمكان أن يفكر المسئولون في إعادة الاعتبار إلى المساجد، حتى لا تصير مجرد مؤسسات لإنتاج الفكر التخلف الذي يعشش، ويتكاثر في صفوف المسلمين؟

لماذا لا تتحول المساجد إلى مدارس من أجل تعميم التعليم، و من أجل محاربة الأمية؟

لماذا لا تتحول لإقامة أيام دراسية، في مختلف العطل، بتأطير الأساتذة الجامعيين، الذين يجب أن ينزلوا من أبراجهم العاجية، ليلتحموا بأفراد الشعب الكادح، وتحت إشراف الجهة المسئولة عن التوظيف الإيجابي للمساجد، لصالح المجتمع؟

إن أكبر غلطة ارتكبت في حق المساجد، هي التعامل معها على أنها مجرد مؤسسة دينية، مما جعلها جزءا من المقدس في معتقدات الناس، بدل أن تبقى مجرد مكان تتم المحافظة على نظافته، كأي مكان آخر تتم المحافظة على نظافته، دون تقديسه. وتلك القداسة هي التي تتملك وجدان الناس، وعواطفهم، وآلامهم، وآمالهم، عندما يدخلون إلى أي مسجد منها، من أجل التأمل، والتعبد، وإقامة شعيرة الصلاة بشكل فردي، أو بشكل جماعي. وهو ما يعني قبول كل ما يتلقاه رواد المكان المقدس على أنه هو أيضا مقدس. وتبعا لذلك، فالإمام مقدس، والخطبة مقدسة، والدرس الديني مقدس، وما يقدم من أكل مقدس، وما تتم التضحية به لصالح الإمام، ولصالح المسجد مقدس. لأن القداسة تتخذ طابع الكلية، التي يستغلها الإمام، لتقديم رؤيته للدين، عقيدة، وشريعة، على أنها رؤية مقدسة. وتلك هي البداية التي تجعل المساجد، معدة للاستغلال في أشياء أخرى، لا علاقة لها لا بالعقيدة، ولا بالشريعة. وهذه الأشياء التي لا تعني إلا أدلجة الدين الإسلامي، التي يقوم بها أئمة المساجد، الذين يستقطبهم الحزبوسلامي إلى صفوفه. وأدلجة الدين الإسلامي، لا يمكن أن تتبع إلا خطا سياسيا حزبوسلاميا، يسعى إلى إقناع عامة الناس بالانخراط في الحركة الحزبوسلامية، والعمل في إطارها، على أنها حركة مقدسة. وما تسعى إلى تحقيقه هدف مقدس. والدولة التي يقيمها الحزبوسلامي دولة مقدسة، و"الشريعة" التي يعمل على تطبيقها شريعة مقدسة، و ما يمكن أن يترتب عن تطبيق "الشريعة" لا يكون إلا مقدسا. وما دامت مجتمعات المسلمين تعاني من شيوع الأمية، وتدن في المستويات التعليمية، ومن الفقر، والمرض، ولا تستطيع استخدام عقولها فيما يقدم لها في المساجد، الذي تتقبله كما هو، وبدون نقاش، باعتباره منزلا من عند الله، في زمن لم يعد يوجد فيه شيء اسمه التنزيل، وباعتبار مقدميه رسلا، في الوقت الذي انتهى فيه زمن الرسالات.

وقد تم تعطيل هذا الكم الهائل من المساجد في بلاد المسلمين، وفي كل بلاد الدنيا، حتى لا تحل محل المؤسسات الاجتماعية الأخرى، مثل المؤسسات التعليمية في مستوياتها المختلفة، والمؤسسات الصحية، والمؤسسات الجماعية، وحتى لا تحل محل المؤسسات القضائية، وغيرها، من المؤسسات الأخرى، التي يزخر بها المجتمع، لتتحول إلى مجرد مؤسسة دينية صرفة، تقابل الكنيسة عند المسيحيين، والبيعة عند اليهود، لا يقصدها المومنون إلا لأداء الشعائر الدينية، التي يصير الهدف منها شيئا آخر، غير عبادة الله. فعبادة الله تصير غير واردة في الممارسة الدينية اليومية في المساجد.

ولذلك فتعطيل المساجد عن أداء دورها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، لابد أن ينعكس سلبا على مجتمعات المسلمين مع مرور الأيام، وخاصة في القرن العشرين، والقرن الواحد والعشرين، حيث صارت إما مجرد أمكنة للقيام بأداء شعيرة الصلاة، و بث الفكر الغيبي المتخلف، الذي لا علاقة له بالحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. لتتحول بذلك إلى أمكنة للسيطرة الإيديولوجية الحزبوسلامية على عقول رواد المساجد، حتى يتحولوا، بدورهم، إلى حزبوسلاميين، ليصيروا بذلك عامل كبح للفكر العلمي، والتنويري، وإشاعة الفكر الغيبي المتخلف من جهة، ووسيلة لإشاعة السيطرة الإيديولوجية الحزبوسلامية على المجتمع ككل. والسيطرة الإيديولوجية الحزبوسلامية، هي مقدمة للسيطرة الحزبية، والسياسية الحزبوسلامية على وجدان الناس، وتجييشهم، وقيادتهم لتحقيق السيطرة على المجتمع ككل، بواسطة السيطرة الحزبوسلامية على أجهزة الدولة، التي تصير على يد الحزبوسلاميين "إسلامية" باختيارات اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ومدنية، وسياسية "إسلامية"، وصولا إلى العمل على "تطبيق الشريعة الإسلامية" التي تعود بالمسلمين في جميع أرجاء الأرض إلى الوراء أربعة عشر قرنا، كنتيجة لتخلي المسجد عن دوره التاريخي، بسبب سياسات دول المسلمين الذين كانوا، و منذ حصول دول المسلمين على استقلالها، محكومين بهاجس محاربة "المد الشيوعي"، حتى لا تتحول شعوب المسلمين إلى قوة قادرة على فرض إرادتها في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية على الحاكمين، وعلى المؤسسات المالية الدولية، التي تسعى، باستمرار، إلى نهب خيرات، وثورات الشعوب.

وحتى تتحول المساجد إلى وسيلة لتقدم المجتمع، وتطوره:

فلماذا لا يعاد النظر في مجمل الممارسة المكرسة في المساجد؟

ذلك أن اعتماد برنامج مفتوح لاستغلال مساجد المسلمين في عقد حلقات دراسية، حول مجمل التاريخ البشري، وحول مجمل العلوم التقليدية، والعصرية، وحول الآداب، والفنون، وكل ما يساهم في الحد من آثار التخلف، التي تعاني منها مجتمعات المسلمين، من أجل إخراج المساجد من حالة الشتات العميق الذي تعاني منه، أو من الدور السلبي الذي تلعبه في مجتمعات المسلمين، بإنتاج الرؤى المتخلفة للحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لتصير منارات معرفية تنويرية، تساهم بشكل كبير في إنقاذ مئات الملايين من المسلمين، من الجهل، والمرض، والفقر، ومن التخلف المعرفي، والحقوقي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، والعمل على محاربة كل الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، التي يعمل على إشاعتها الفكر الغيبي في المجتمع، ويسعى إلى تكريسها، واستغلالها الحزبوسلاميون، الذين لا ينتعشون إلا في مدارج التخلف، حتى تصير المساجد، فعلا، كما كانت في الزمن الماضي، خلايا عمل دؤوب، ومستمر، وفي جميع بلدان المسلمين، وفق برنامج محدد، وبأطر محددة، معدة سلفا للتعامل مع مستويات مختلفة من العمل، وفي أوقات يمكن للإنسان أن يعمل على الاستفادة منها، وحتى تقوم المساجد بدورها المشار إليه، لابد من إعداد الأطر المختلفة، سواء تعلق الأمر بأطر التدريس، أو أطر الإشراف الديني، أو أطر الحراسة، والعناية، والإعداد، وغير ذلك، على مدار أربع وعشرين ساعة، و إنشاء جهاز علمي، وثقافي، وسياسي، وفي جميع مستويات تواجد المساجد، لمراقبة المساجد، انطلاقا من ضرورة التزامها ببرنامج محدد سلفا، لتحقيق أهداف محددة، تختلف جملة، وتفصيلا عن الأهداف المتخلفة، التي تقف وراءها المساجد في عصرنا هذا.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- حول الموقف من تصريحات -بابا- الفاتيكان المتعلقة برؤيته للدين ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بين مبدئية الك.د.ش. وانتهازية بعض الكونفدراليين، يصير العمل ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- هل تفعل الك.د.ش. مبادئ النقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفرد ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- هل يحقق الانتهازيون النقابيون بعضا من فتات تطلعاتهم الطبقية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة......2