أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مازن كم الماز - أطروحة المجتمع الدولي














المزيد.....

أطروحة المجتمع الدولي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يتحدث الجميع اليوم عن " مجتمع دولي " علينا تحاشي مواجهته و الالتزام بقراراته و مما يؤخذ على النظام أو ينسب إلى جملة سياساته المتهورة هذه المواجهة مع جملة المشهد السياسي العربي الرسمي و العالمي طبعا الذي تتصدره أمريكا..السؤال الذي يطرح هنا هو مصدر الشرعية بالنسبة للنظام و البديل المنتظر..و إلى أية درجة تستمد هذه الشرعية من الخارج أو من الشعب السوري خاصة بغض النظر عن إرادة هذا الخارج و هل هذا يعود إلى أن هذا الخارج ( اقرأ الإدارة الأمريكية ) يفرض حضوره من كونه قوة التغيير المنتظر أم من كونه ضمانة تحقيق التغيير و التحول الديمقراطي أم من منطق قوة الأمر الواقع و عدمية مواجهته..

أولا لنضع الأمور في نصابها فحتى أكثر المؤيدين لتغيير تحمله الدبابات الأمريكية أو قرارات مجلس " الأمن " لا يزعم أن أمريكا تفعل هذا لعيون أطفال الميدان أو عواجيز الدويلعة أو سجناء صيدنايا..أقصى ما يقال حتى في الحالتين العراقية و اللبنانية أن هناك تناغما بين أهداف الغزوة الأمريكية و مصالح شعوبنا المقهورة التي لا تستطيع رد القهر و تغيير الأنظمة التي تسعى وراء تأبيد قهرها بكل أشكال السجون و التعذيب و كم الأفواه..هذا كمدخل لمقاربة الموضوع..ثانيا يستمد هذا التدخل جزءا من مشروعيته من فشل الأنظمة التي حكمتنا طويلا ( إلى الأبد كما ادعت و عملت على تحقيق ذلك ) في سبيل ما زعمته من تحديث و مقاومة و تصدي للمشروع الإسرائيلي و من قهرها للمجتمع و استيلاءها على البلد و قهرها للناس و لأي فعل مستقل للشعب ناهيك عن قمعها لأي معارضة..هكذا يلمع المشروع الأمريكي لمنطقتنا مستثمرا كم القهر الذي تعرضت له شعوبنا في محاولة لإظهار رجال المارينز و الدبابات الأمريكية كحاملة للتغيير الديمقراطي و هكذا يستخدم نزيف كرامتنا و ثروات بلادنا حجة لقهر جديد و ليل طويل جديد يراد له أن يخلف ليل القهر الذي سبقه..هكذا يراد تحويل الاحتلال إلى حالة ليست فقط مستدعاة بل ضرورية للتغيير و لإطلاق مشروع "دولة" مختلف عن حالة القهر الراهنة..أمريكا لم تبدأ ممارستها للسياسة في الشرق الأوسط أو العالم منذ 2003 و مجلس الأمن لم يتم تشكيله في السنوات الأخيرة..في عودة بسيطة لتاريخ ليس بالبعيد لجأت أمريكا لكل شيء في سبيل مصالحها بما في ذلك إلقاء قنبلة نووية على بشر آمنين..عندما أصبحت هذه المصالح تتعارض مع إرادة الشعوب لجأت إلى كل أنواع المؤامرات لتحقق مصالحها حتى لو أدى هذا إلى سفك للدماء البريئة و سحل الآلاف و قهر مجتمعات و شعوب بأسرها و بناء ديكتاتوريات عسكرية من الانقلاب على مصدق في إيران الذي أعاد شاهنشاه دموي إلى كرسي السلطة للحفاظ على النفط الإيراني في أيدي أمينة أي بعيدا عن متناول الشعب الإيراني إلى قصف قصر رئاسي يقطنه رئيس منتخب هو سلفادور أليندي بقذائف الطائرات وصولا إلى قتل الرئيس الشرعي للبلاد و تحويل البلاد إلى زنزانة كبيرة إلى أكثر من 200 حالة تدخل مسلح مباشر في بلاد أخرى لتغيير أنظمة شرعية أو لبناء ديكتاتوريات دموية ميزتها أمريكيا هي دفاعها عن المصالح الأمريكية في مواجهة مصالح أوطانها و شعوبها..أما في منطقتنا فأمريكا هي الداعم الرئيسي و الحليف الإستراتيجي لإسرائيل "الديمقراطية الوحيدة في المنطقة" التي أشادت حلمها التوراتي على أشلاء ضحايا مجازرها و الدمار و الموت و المعتقلات..يجب أن نرى في هذه الحرب الأمريكية أبعد من الترهات الإعلامية عن الحرب على الإرهاب أو الدعوة لإصلاح الشرق أو حملة العلاقات العامة التي يقوم بها الليبراليين على التوازي مع قصف الطائرات و صراخ السجناء في أبو غريب و غوانتانامو..كانت الأصولية حليفا لأمريكا في حربها ضد المعسكر الاشتراكي سابقا و استخدمت أمريكا الأنظمة التي تراها الآن ديكتاتورية معادية للديمقراطية..يمكن أن نذكر الدور الإقليمي الذي أنيط بنظام صدام حسين بعد سقوط نظام الشاه شرطي المنطقة الأمريكي و الدعم الأمريكي لجهده العسكري ضد إيران و الصمت الذي قوبلت به مجازره في حلبجة و سواها من قرى و مدن العراق الذي استخدمت فيه أسلحة أمريكية راح ضحيتها الآلاف من أهل العراق.."المجاهدين" أنفسهم كانت الإدارة الأمريكية ترى فيهم "مقاتلين مدافعين عن الحرية" لكن الاصطفاف الجديد الذي تروج له أمريكا يصورهم الآن على أنهم أعداء للديمقراطية و التعددية!!..يرتبط هذا مع التغيير الذي طرأ على سياسة أمريكا في عصر التفرد السياسي و العسكري و وسيلة تحقيق مصالحها ذاتها التي سبق أن استخدم صدام و المجاهدين الأفغان لتحقيقها..أمريكا اليوم لا ترى مبررا للفعل غير المباشر..إنها تثق بقوتها العسكرية و سطوتها السياسية و قدرتها على الحسم إضافة إلى استخدامها لخطابها الإعلامي الاستهلاكي الذي يشكل جوهر فكر و ممارسة العولمة ليعيد إنتاج حالة تابعة في كل بقعة من العالم تستوعب أية حالة مقاومة و تعزلها عن جماهيرها..أمريكا هي من يحدد العدو و ذلك حسب منطق مصالحها و مصالح شركاتها العالمية..عدوها هي..الذي قد يكون غدا أيا من أنظمة "الواقعية السياسية" التي وجد الليبراليين الجدد أنفسهم في صفها و إلى جانبها و هي أنظمة القمع و الفساد و إهدار كرامة المواطن و هم الذين يتحدثون عن شرق جديد أفضل مع تقدم المشروع الأمريكي..أما الحديث عن قرارات مجلس الأمن فقد أصبح مكرورا لا يستدعي وقفة طويلة..هناك خطاب يريد أن يحول هذه القرارات إلى سيف مسلط على رقابنا كرمال عيون أمريكا و إسرائيل و يعطيها صفة القطعية صفة تقترب من قدسية النص الذي يتحدث عنه السلفيون..إنها أصولية جديدة لكنها تستبدل نصوص مقدسة تاريخيا بنصوص غير قابلة للنقاش ليس أمامنا إلا السمع و الطاعة إزاءها نصوص تتجاوز معناها أو ألفاظها أو أية تفسيرات لترتبط بدون تردد مع سياسة البيت الأبيض التي تقدم تأويلها الكلي الصحة لمعنى الديمقراطية أو الحرية البعيدة عن أي خطأ أو المعصومة عن الزلل و التي يتحول الخطاب إياه إلى حالة تبرير سياسي فكري ثقافي للقتل و القهر و الاستغلال الذي مارسته أمريكا سواء في الماضي أو في حاضرنا



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية , المعارضة و النظام
- ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
- حول تصريحات البابا الأخيرة
- منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
- مراجعة ضرورية
- من أجل بناء البديل اليساري في سوريا
- قراءة مغايرة ل 11 سبتمبر
- خيارات الشرق الأوسط الجديد
- المثقف, السلطة و الخارج
- التغيير و الشرق الأوسط الجديد
- العلمانية من جديد
- لا لحشرنا بين حانا و مانا
- قوة المثال اللبناني


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مازن كم الماز - أطروحة المجتمع الدولي