أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - قصي لبيب - ! كم أتألم لحاله















المزيد.....

! كم أتألم لحاله


قصي لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 00:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أسالت الصحافة المغربية الكثير من الحبر حول اقتراح العاهل المغربي محمد السادس، القاضي بمنح الصحراويين حكما ذاتيا و ذلك في خطابه يوم 25 آذار (مارس) 2006 ، و لتحقيق هذا الهدف أعاد تشكيل المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء الذي كان قد شكله والده الراحل الحسن الثاني و هو أحد دهاه القرن العشرين.
عين محمد السادس علي رأس هذا المجلس خليهن و لد الرشيد الذي كانت اسبانيا قد أسست له حزبا لها في الصحراء الغربية منتصف سنة 1974 سمته حزب الاتحاد الوطني الصحراوي محاولة مقارنته بالرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داداه المتزوج من فرنسية، و قد منحت فرنسا لبلاده الاستقلال يوم 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 1960.
و باعتبار الطالب المهندس خليهن و لد الرشيد المتزوج من اسبانية من مدينة اشبيلية و متطوعا للعب نفس الدور الذي لعبه ولد داداه، فان المخابرات الاسبانية حضرته جيدا لقيادة الحكم الذاتي بالصحراء الغربية في ذلك التاريخ.
الرجلان ليسا من طينة واحدة، فالمختار مرتبط بجذوره في موريتانيا و محب لزوجته دون شك، و قد لعب دورا محوريا في الدفاع عن بلاده و فرض شخصية الدولة الموريتانية على المستوي الأفريقي و الدولي و العربي و حتى علي الدولة المغربية التي باتت تطالب بكل موريتانيا – و ربما مازالت – و كان للراحل المختار ولد داداه عدد من العلاقات مع قادة الدول الأفريقية في المستعمرات الفرنسية السابقة.
أما ولد الرشيد فرغم الصورة التي كانت للمخابرات الاسبانية عنه فإنه من طينة أخري و بلاده الصحراء الغربية يتيمة في شمال غرب أفريقيا إذ تعتبر جيبا إسبانيا في منطقة فرنسية بالكامل، كما أن الرجل ليست له أية علاقة بالغير، بل حتى مع زوجته الاسبانية كما يقول الصحراويون.
لما هب الصحراويون في مظاهرات عارمة إبان استقبال بعثة الأمم المتحد لتقصي الحقائق شهري أيار (مايو) و حزيران ( يونيو) 1975، البعثة التي رفعت تقريرها إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) 1975 مؤكدة أن جبهة البوليساريو هي القوة السياسية المسيطرة في الصحراء الغربية، عندها فضل و لد الرشيد الالتحاق بالمغرب بمعية أعضاء من قيادة حزبه وبميزانية الحزب، و ذلك قبل أسابيع من توقيع اتفاقية مدريد يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1975 التي قسمت بموجبها بين المملكة المغربية و جمهورية موريتانيا، غير ولد الرشيد هكذا إذن كرسي العمالة من إسبانيا إلي المغرب، ما داما متفقين ( اسبانيا و المغرب) فلا بأس من تحويل البندقية إلي الكتف الأخرى.
أذكر في تحرياتي هذه أنني اطلعت علي مقابلة لولد الرشيد يوم 25 نيسان (ابريل) 1975 مع جريدة ABC الاسبانية يدافع فيها بحرارة عن استقلال بلاده، و قد ذكرني ذلك بمقولة أحد المفكرين: " ما أقبح صورة الإنسان الذي يدافع بحرارة عن معتقدات لا يؤمن بها".
كما أنني استمعت إلي مقابلة للرجل، عفوا لولد الرشيد، مع إذاعة العيون كبري مدن الصحراء الغربية أواخر شهر أيار (مايو) 1975 حاملا فيها راية استقلال بلاده، صابا جام غضبه علي الطامعين في بلاده و كان يقصد دون شك المغرب و موريتانيا، و يحتفظ الصحراويون بنسخة من تلك المقابلة.
و نظرا للخدمات الجليلة التي قدمها ولد الرشيد للمغرب، عينة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني وزيرا مكلفا بشؤون الصحراء لمدة سبعة عشر عاما.
ومن المنطقي القول: ما دامت الصحراء الغربية قد ضمت طوعا أو قسرا للمغرب فلم كل هذا الاهتمام الخاص سواء بتعيين وزير بدون وزارة أو مجلس استشاري ؟ أليست محافظة ككل المحافظات المغربية؟.
هاهو ولد الرشيد اليوم و كأنما يعيد التاريخ نفسه و لكن بطريقة مختلفة، يصرح للتلفزيون و الإذاعة و الصحف بنفس الحماس دفاعا عن الأطروحة المغربية (خذوا حذركم).
يعقب الصحراويون على ذلك بقولهم: إنه يحضر نفسه للعب نفس الدور مع استعمار آخر إذا ما حل بالصحراء الغربية و هو علي قيد الحياة.
الصحراويون الذين قابلتهم أو راسلتهم متكتمون و لا يحبذون الخوض في موضوع يخص شخصا بعينه، فإذاعتهم و صحفهم و قادتهم تفادوا الكلام عن هذا النوع النادر من البشر، الذي لا هم له إلا مصلحته الذاتية، وليأت الطوفان بعد ذلك.
المواطن البسيط يخالف ذلك الإحساس، فهذه المرأة التي تصنع الشاي لجماعتنا تقول مبتسمة بمرارة: "إنه ربيب لاسبانيا و ابن بالتبني للمغرب".
و بما أن ولد الرشيد قضي 17 سنة وزيرا بدون وزارة، فقد اهتم أكثر بجمع الثروة، و هو اليوم من كبار رجال الأعمال الصحراويين، يسير ثروته أخوه حمدي ولد الرشيد، فبالإضافة إلي كونه وزيرا فهو كذالك عمدة مدينة العيون يقيم في الرباط في فيلا فاخرة بأرقي أحياء عاصمة المغرب.
إن نسيت فلا أننسي أن ولد الرشيد طلق زوجته الاسبانية و تزوج من مغربية و هذه الأخيرة استولت علي جزء كبير من ممتلكاته العقارية في الرباط. المسكينة تخاف أن يكون مصيرها كمصير سابقتها الاسبانية.
أعاد له محمد السادس الاعتبار بتعيينه علي رأس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، و تم توسيع هذا المجلس ليشمل بعض القبائل الصحراوية وحتى الغير صحراوية مثل أيت برييم، و أيت زكري وقبائل أيت الخمس و لخصاص و غيرها.....
رئيس المجلس الاستشاري هذا معجب بالتجربة الاسبانية، و لطالما روج لها إبان زيارته إلي شبه الجزيرة الايبيرية، ربما تنطلي اللعبة علي المواطن الاسباني، لكن غاب عن ولد الرشيد أن المواطنين الأسبان أكثر تضامنا مع جبهة البوليساريو و أنهم يعرفون جيدا أن حكومة الرباط لم تأت بمقترح الحكم الذاتي إلا تحت ضغط الشارع الصحراوي بعد فضائح المغرب فيما يتعلق بعدم احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و جنوب المغرب الذي تقطنه جالية صحراوية معتبرة ما بين وادي النون و طرفاية.
خليهن ولد الرشيد كما يصفه الصحراوين لا يمكن أن يخرج عن القاعدة العامة فهاهو يطل علي وسائل الإعلام بالخطة الصهيونية القديمة القاضية بتوطين الفلسطينيين في أرض الشتات بعد أن انتزعت منهم أرضهم و شردتهم بين الدول المجاورة لفلسطين المحتلة.
يعلن ولد الرشيد نيابة عن السلطات المغربية التي أعادته إلي الواجهة، أنه علي الصحراويين أن يختاروا بين:
1 – العودة إلي الصحراء الغربية و هي محتلة.
2 – التوطين إلي البلاد التي فروا ا إليها تحت الحراب.
نفس المخطط الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة هذا ما صرح لي به أحد القادة العسكريين من جبهة البوليساريو، مضيفا: "لقد غاب عن السلطات المغربية أن الدماء الزكية التي سالت علي أرض الساقية الحمراء و وادي الذهب أغلي من أن تباع في سوق النخاسة، إن الخونة و عملاء الاستعمار هم أناس مطيعون أكثر من اللازم، تنطبق عليهم الحكمة الصحراوية – أطوع من ظيف – أي أطوع من الضيف، المسكين كم أتألم لحاله لأنه صحراوي".
هوامش:
* زيارات إلي الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية.
* لقاءات في مخيمات اللاجئين الصحراويين بجنوب غربي الجزائر.
* مراسلات مع ناشطين حقوقيين في الأرض المحتلة من الصحراء الغربية.
* جريدة لوجورنال ابدو المغربية.
* الصحيفة المغربية.
* موقع دفاتر الصحراء



#قصي_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة خاصة: نجاب و آخرون.
- مهمة خاصة:من المجد إلي الحريم


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - قصي لبيب - ! كم أتألم لحاله