أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لافا خالد - المجردين من الجنسية في عالم تهاوت فيها المفاهيم والقيم وسقطت الأقنعة، معاناة السيد صبري حسين















المزيد.....

المجردين من الجنسية في عالم تهاوت فيها المفاهيم والقيم وسقطت الأقنعة، معاناة السيد صبري حسين


لافا خالد

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:19
المحور: حقوق الانسان
    


إن ما يؤلم ليس ما نقوله بل حقيقة معيشتنا له متغيرات سلبية تنهي مصير عائلةملامح تدعو لأن نصرخ في وجه من أهان كرامتنا وجعلنا بين ليلة وضحاها مجردين تقاسيم تخفي ضغطا كبيرا من أعباء زمن لم يرحم في

جوانبه الإنسانية الاقتصادية والاجتماعية وعلى مختلف الصعد , اللقاء في يوم ليس ببعيد هل نحن موجودوين بحكم قوانين وضعية أم لنا قوانين خاصة تميزنا عن سائر البشر, اتصالات كثيرة أجريتها إلى أن وصلت للسيد صبري الكردي السوري الذي خدم في صفوف الجيش السوري وسحبت منه الجنسية اعتباطاً دون سابق إنذار وفي مشاركته المصيبة آلافاً مؤلفة, القضية واحدة وتختلف لون المعايشة على أرض الواقع , فرح باللقاء قبل أن يعرف أنني صحفية ظن إني أحمل بشارة مكرمة بتصحيح أوضاع المجردين وتعويضهم سنوات الخراب الطويلة حينما أخبرته إنني صحفية وأرغب بإعداد ريبورتاج عن وضعه لييسمعنا العالم النائم على خيباته ولنخبر الآخرين إنهم كانو صامتين ونحن نقصف بالقرارات الاستثنائية ولازلنا نعاني ونعاني منذ عقود ولا تبدو للمأساة من نهاية ؟ من تراه يتحمل تبعات استمرار وتفاقم هذه الكارثة و أين هي الأحزاب الكردية هل دورها بالشجب والاستنكار والبيانات هنا وهناك أو كل عشر سنوات مظاهرة , ومنظمات حقوق الإنسان لما لا تتكلم إلا في المناسبات التعيسة , والمجردون انفسهم ماذا قدموا لقضيتهم , هل القضية عامة أم تخصنا ككرد فقط وإلا لما لا نسمع أصواتا من مكان آخر أبدا , الوعود قائمة بحل المشكلة من قبل السلطات المختصة متى ؟ وكيف ؟ ولما استمرت كل هذه العقود الطويلة ( من تاجر بقضيتنا ولازال ارموا أقنعتكم لم تعد الدنيا كما كانت هذه بعض المعاناة لأحد الضحايا الكرد المجردين من الجنسية ( مصيبة السيد صبري حسين ) له وضع مؤسف وحقيقة بائسة في فضاء كان رحباً سرعان ما تحول إلى أضيق من ثقب إبرة يروي لنا مأساته وهو تائه إن كان من ضحايا إحصاء 1962 أو له مرسوم خاص تم تجريده منها


الأمر ببساطة إنه كان متمتعا بالجنسية السورية وبعد الإحصاء بعشر سنوات وهو لا زال يخدم في الجيش سنة 1968 بعد أن أنهى ثلاث سنوات صدر قرار اعتباطي بتسريحه من أداء الخدمة في 15 /7 /1971 أي بعد الحركة التصحيحية السيد صبري عبدا لله حسين يروي لنا معاناته مع التجريد من الجنسية والآثار السيئة التي ترتبت على حياته وأسرته وقلبت الأمور على عقبيها كما يقول لا يكاد احدهم يصدق وضعي حتى من أصدر القرار والمسئولين عنها في دوائر السجل المدني وكل من أتقدم باعتراض على تصحيح هذا الوضع الخاطئ الذي أوقعوني فيه مع كل من كان ضحية هذا التمييز , وستسألينني كيف ذلك ؟

حرب لقمة العيش قصص من رحم الواقع

أعيل اسرة تعداد نفرها ثمانية أشخاص كان الوضع يسير بطبيعته قبل أن يصدر القرار المجحف وأتجرد من الجنسية والتي على إثرها دفعت الضريبة وكل أفراد عائلتي في كل التفاصيل الآتية , علاوة على إننا حرمنا من حقوقنا المدنية وسحب الهوية التي تثبت وجودنا ومن خلالها ندير كل ما يتعلق بتفاصيل حياتنا بدءً من حرماننا من مزاولة العمل في أية وظيفة حكومية إلى حرماننا من تملك دارنا وأملاكنا , نتيجة إنني سجلت أملاكي باسم الغير تعرضت للابتزاز والتنكر من قبل الجهة التي سجلت سيارتي باسمه ودفعت آلاف الليرات لأستعيدها منه عنوة وهي حقي وحتى عقارنا في السوق تعرض لقصة مماثلة وكل ذلك لأنها ليست موثقة في دوائر الدولة باسمي ولو أنها من شقاتي وتعب سنوات عمري ,حرمت من حق الانتفاع ومن قانون الإصلاح الزراعي , اعمل متعهداً في بناء الشقق السكنية ولا أستطيع أن أسجل أي مقاولة باسمي وكانت هي بداية المعانة حينما حصل ما حصل فلقمة العيش وتأمينها أو قعتنا في أفخاخ كثيرة


إما لقمة العيش أو مقاعد الدراسة ومع الأمرين ضريبة في أسوأ الأوضاع كما أكد لنا ترك أولاده مقاعد الدراسة ليعملوا مع الأب وإن كمل البعض منهم إلا إنهم لم يتابعو التحصيل ليقينهم إنها لن تفضي إلى معيشة تليق بأسرة وهي بهذا الكم من الأفراد هل يمكن مصادرة حقه في التنقل في عالم تتهاوى فيه الحدود القومية قانون هنا وقانون هناك من المسئول بتبعات الإحصاء تشردت أسرة السيد صبري يشرح لنا أصعب المعاناة في سنواته الطويلة مع الإحصاء

الهجرة إلى الفردوس المفقود

يقول الظروف المعيشية الصعبة دفعت أخي بالهجرة سراً إلى أوربا من أجل تحسين معيشتنا هنا وهو متمتع بجنسية الدولة المقيمة فيها بعد أن أمضى فقط خمس سنوات هناك وكان هنا مجردا منها ومن مواليد هذه الأرض وأمضى نصف عمره دون أن يحصل على حقه في استرجاع هويته التي سحبت منه وما كان ليهاجر سراً إلا لأننا محرومين من حق السفر بأي غرض كان سواء للتحصيل العلمي أو التداوي فوثائقنا ممهورة بأنا غير صالحة للسفر وخارج القطر , زوجتي ولكن لم نتمكن من تسجيل أملاكنا بأسمائنا فهي لا حول ولا قوة, وإن لا نتمكن من تسجيل زوجاتنا على قيدنا ومن ثم الأطفال فذلك ما كان مصيبة المصائب إلى لحظتنا هذه ,أخي لم يتمكن من إجراء عقد قانوني ليثبت زواجه في السجلات المدنية ويسجل أولاده باسمه , طبعاً الآثار السلبية كانت شاملة على المستوى الإنساني والاقتصادي والاجتماعي وإن دخلت إلى تفاصيل تبعات كل ذلك فمجلدات لن تكفي ذلك من الثوار و سوري أصيل والأبناء مجردون كل ذلك ممكن والإحصاء استثنائي هو دمار عقود طويلة وما قلته ليس إلا غيض من فيض , ولأذكركم إنني من السكان الأصليين في المنطقة لست فاراً من حدود دولة أخرى أو لاجئاً أنا ابن هذه الأرض والدي كان من الثوار في عهد الاحتلال الفرنسي وله من الوثائق ما يثبت انتمائه ووجوده على هذه الأرض منذ ولادته إلى لحظة وفاته وخدم هذه الأرض بوفاء , لم يكتفي السيد صبري بسرد معاناته بل تقدم بطلبات كثير للاعتراض أوصل صوته إلى مستويات عالية في دائرة صنع القرار بعد ثلاثين عاماً ويزيد لا حياة لمن تنادي كل ذلك عبثاً كما يقول نسمع الوعود بحل هذه الكارثة ولكن ؟ للكعبة رباً يحميه , وهي حقاً صلابة البشر حينما يحملون آلامهم وأوجاعهم ويناضلون ويناضلون وهي ضعف لمن لا كيان له ويسعى ل إلغاء كياننا في هذا الكوكب الفسيح



#لافا_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معوقون أم عالم أكثر عوقا
- المرأة في الإتجاه الصحيح
- حوار مع بشار العيسى عن الحوار العربي الكردي


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لافا خالد - المجردين من الجنسية في عالم تهاوت فيها المفاهيم والقيم وسقطت الأقنعة، معاناة السيد صبري حسين