أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - -أليس هناك حدود للمعارضة السياسية؟-














المزيد.....

-أليس هناك حدود للمعارضة السياسية؟-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصل,خلال السنوات الأخيرة,تجاوز للحدود(التي كان متعارفاً عليها داخل المعارضات السياسية في بلدان العالم كافة) من قبل المعارضات في بلدان عربية عدة,بدءاً من استعانة بالخارج الدولي أوالإقليمي لفرض أوتحقيق سياساتها المحلية الخاصة(السودان),إلى تشكيل غطاء محلي للاحتلال الأجنبي للبلد(العراق),وصولاً إلى معارضات في بلدان عربية عدة حاولت أوتحاول التعويل والمراهنة على صدام العامل الدولي مع النظام المحلي(أوالقوى المهيمنة على الداخل) من أجل إما تشكيل عامل ضغط على النظام لتحقيق أجندات معينة أومن أجل تغيير الوضع القائم,مع إدارة ظهرها لعامل التوازنات القائمة التي لاتسمح ل(المحلي)بالسيطرة على مجريات الأمور الداخلية بالبلد,بعد حصول هذان الاحتمالان,وإنما ل(الدولي).
لم نشاهد هذه الحالات(التي يبدو أنها أصبحت اعتيادية في المشهد السياسي العربي الراهن)في التاريخ الأوروبي,إلاعند المهزومين أمام الثورات الكبرى,أولاً عند آل بوربون والأرستقراطية الفرنسية المهزومة أمام قوى ثورة1789 ثم عند الروس البيض في الحرب الأهلية(1917-1920)التي خاضوها ضد البلاشفة,وإن كنا شاهدنا فيما بعد أحد زعمائهم,أي (ميليوكوف),زعيم حزب (الكاديت)الليبرالي,يقف من منفاه مؤيداً ستالين الواقف أمام دبابات هتلر الرابضة على أبواب موسكو,وهو مارأينا موقفاً مماثلاً له من قبل ابن الشاه لما وقف مع بلاده في الحرب العراقية الايرانية.
يعطي ذلك صورة عن مقدار الإنحدار النزولي التي وصلت إليه حالة السياسة العربية,هذا الإنحدار الذي لايشمل فقط الحكام والأنظمة,وإنما يتعداهم إلى الكثير من رموز وقادةالمعارضات العربية,وإلى عديد كبير من المثقفين العرب,حيث نجد هؤلاء الآن متسيدون لأحزاب وتيارات سياسية كبرى في عدد من الأقطار العربية,ولصفحات الكثير من الصحف العربية الرئيسية,وهم إما مؤيدون لما جرى في العراق,وللأجندات الأميركية في المنطقة, أوساكتون عليها, أوأنهم يمارسون حالة السكوت مع ممارسات تلتقي وتراهن ضمناً على تحركات واشنطن في المنطقة,أويلتقون مع الأخيرة عندما تطرح وصفات لقضايا عربية,أولمسائل تخص علاقات ثنائية بين بلدين عربيين,أويتطابقون معها في طروحات فكرية-سياسية,يمارسها الأميركان في العراق,ويروجون لها في أقطار عربية عديدة,مثل (الديموقراطية التوافقية"أو:الوفاقية"),أوالنظر إلى الوطن والديموقراطية من خلال (نظرية المكوِنات),وهذا مايؤدي إلى تزاوج الليبرالية(و"الديموقراطية")عندهم مع الطائفية والفئوية,وليس مع مبدأ(المواطنة),الذي قامت عليه الليبرالية عند مؤسسها جون ستيوارت ميل ,وقبل ذلك الديموقراطية السياسية كما رأينا بذورها وأسسها عند توماس هوبز وجون لوك ومونتسكيو.
تطرح هذه الصورة الإنحدارية اشكالية وصول السياسة العربية إلى حالة تجاوزت فيها القواعد المتعارف عليها في كل لعبة سياسية محلية داخل كل بلدان العالم,من حيث كون هذه اللعبة محكومة بقاعدة أنها ذات نطاق وطابع داخلي محض,وأنه ممنوع فيها مدُ الأيدي للخارج عبر النوافذ,أواستدعائه للدخول في اللعبة المحلية,أوالمراهنة عليه ضد طرف داخلي آخر,أوالإستقواء به عليه.
هذا يؤدي باللعبة السياسية الداخلية للوصول لحالة,تؤدي إلى إما لفرض الخارج لقواعد جديدة على السياسة المحلية للبلد المعني,أولتحكمه بها وبمجرياتها عبر وضعها في مسار معين يغلَب فيها طرف على آخر,مما لايعبر عن مسارات سياسية تقود إليها التوازنات القائمة أوالفعلية على الأرض,وهو مايعني نشوء قوى سياسية (أوشخصيات)اصطناعية,أوبروز قوى تأخذ حجماً لايكون انعكاساً أومرآة صافية للبيئة الاجتماعية-السياسية المحلية.
وبالفعل,فإننا نلاحظ بأن المراهنين على الخارج إما لايملكون أرضية اجتماعية محلية كافية للتغيير بحكم ضيق قاعدتهم الاجتماعية التي هي إما فئوية أوعرقية أوأنهم لايملكون التأثير,ونجدهم في الوقت نفسه لايؤمنون بأن الفعل السياسي هو عملية انبات طويلة المدى,لذلك فهم ينضمون للعمل السياسي المعارض عندما تهبُ رياح خارجية,بعد أن كانوا في الزمن الصعب للديكتاتورية إما في مواقع النظام أوفي أحزاب موالية له أوفي موقع الساكت,فيما كان غيرهم في الأقبية والزنازين والسجون والعمل السري والمنافي,وإذا كان هناك من معارضي المنافي أومن السجناء السياسيين السابقين,من نجده في وضعية المراهنة على الخارج,فهؤلاء يجتمع عندهم فقدان الجذور الاجتماعية مع نزعة ثأرية لاتلوي على شيء,ولايتملكها الوسواس السياسي حيال أية وسيلة تؤدي لإسقاط الوضع القائم.
يقود ذلك, كله, إلى طرح سؤال أساسي:"ماهي حدود السياسي في اللعبة السياسية؟",مهما كان موقعه,حاكماً أم موالياً أومعارضاً.أي:هل استعانة السياسي بالخارج,أوالاستقواء به,لتحقيق أجنداته المحلية,من ضمن تلك الحدود,أم أنها تجاوز لحدود اللعبة,حيث لايأخذ السياسي تفويضاً من أكثرية مجتمعه أوجزءاً منه,سواء كان ذلك عبر انتخابات أم عبر شعبية تظهر من خلال وسائل أخرى غير صندوق الاقتراع,إلالينخرط في لعبة سياسية ,تنحصر حدودها وقواعدها ونظمها ولاعبوها في ومن داخل البيت حصراً,ولايسمح في كل دول العالم بتجاوز هذا النطاق مهما تصرف الخصم السياسي وظلم واضطهد,حيث أن علاج ذلك عبر القوى المحلية مهما طالت العملية المتوجبة لذلك ,وليس عبر استدعاء الخارج.
هذا الواقع المستجِد عربياً خلال السنوات الماضية يقود إلى سؤال:لماذا هذه القواعد للعبة السياسية مازالت محترمة وملتزم بها في كل دول العالم إلاعند بعض العرب الآن؟................ وهذا مايقود إلى سؤال آخر:هل السبب في اتجاه الحياة السياسية في أقطار عربية عدة إلى تجاوز هذه الحدود للعبة السياسية هو ناتج عن انفجار البنى االداخلية في بعض البلدان(أواحتمال وجود كمون لذلك في أخرى) وتشظيها ووصولها إلى حالة اللااندماج والتذرر المجتمعي؟...................



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف القوى السورية المعارضة من حرب12تموز
- لماذا تتمتع اسرائيل بكل هذا التدليل الدولي؟..............-
- مأزق حزب الله:تباين الجهد والنتائج
- الشرق الأوسط:إلى أين يتجه صراع الاقليمي والدولي؟
- آلام المخاض والقابلة الجديدة:هل حصل اجهاض للمشروع الأميركي؟
- في صيرورة ايران جزءاً من الصراع العربي الاسرائيلي
- -هل كانت الفلسفة الإسلامية مجرد جسر بين أثينا والغرب؟.... –
- مسار التسوية:محاولة للمراجعة-
- في النزعة الأميركانية
- هل هناك أفغنة للصومال؟-
- أميركا اللاتينية: يساران
- ابن حنبل والأشعرية
- اتجاهات غربية لإحداث تناقض بين العرب والأفارقة
- هل انتهى مشروع(اسرائيل الكبرى)؟
- بين الديموقراطية والليبرالية
- التيارات السياسية العربية:تغير وتطور الاصطفافات
- هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-
- من فلسطنة الصراع إلى تد يينه
- اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-
- حياد التقنية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - -أليس هناك حدود للمعارضة السياسية؟-