أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الزهرة العيفاري - الإسلام السياسي وغياب المؤسسات الدينية !!!!!















المزيد.....

الإسلام السياسي وغياب المؤسسات الدينية !!!!!


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهر في السنوات الاخيرة سواء في الصحافة اوالمناقشات اصطلاح لم يكن له وجود في السابق . وهو الاسلام السياسي او الاسلام المسيس . واشتقاقاً منه ظهر اصطلاح النشاطات الاسلاموية ( وليس الاسلامية ) . ويبدو ان الحوادث المتلاحقة جعلت هذا الاصطلاح يحمل في طياته صفة سلبية بشكل جارح . ومن خلاله اخذت الاصابع تمتد لتشير الى ان المذنبين الرئيسيين في هذه السلبية هم العناصر " القيادية " للطوائف الدينية (و بالخصوص لذوي المزاج الطائفي ) من "اصحاب " المنظمات الاسلامية تحديدا بسبب
طروحاتهم الطائفية ونبذهم للديمقراطية ، بل ومن خلال استشفاف الروح الدكتاتورية في تأملاتهم المستقبلية بالنسبة للسلطة اذا مــا تركزت بأيديهم .
ولم يأت هذا الوضع الغريب من فراغ . بل ولد وترعرع في بعض البلدان ــ كما يبدو ــ على خلفيات نشاطات كانت تستهدف تأسيس دولة الفقيه او نشر الدعاية لها في البداية. وتبعا ً لظروف ملموسة اصبح يراود بعض رجال الدين شغف غير مسبوق بالاستحواذ على السلطة في البلاد عموما ( اي سلطة حتى بدون فقيه ) . سيما وان الامر كما رآه اولئك لا بأس ان يبدأ باختطاف فرصـــة التمتع بالسلطة كما اخذ يتمتع شيوخ الثورة الاسلامية في ايران ومن ثم التصرف حسب الامكانات التي تتوفر في حينها . ًاو الرضا في نهاية المطاف بسلطة حتى بدون ولاية لفقيه مــا ، ذلك لأن السلطة وحدها تعني الكثير ، خاصة انه ليس صحيحا ان شعوب كل البلدان ترحب بولاية الفقيه !!!.
و لكن هذه في الواقع عقدة سياسية يفترق عادة عندها المواطنون . وذلك عندما يريد البعض اقحام الدين بشؤون الدولة ، او بعبارة ادق استخدام سلطة الدولة لصالح الفئات الحاكمة ، بينما يفضل العلمانيون فصل الدين عن الدولة لابقائه نظيفا وبعيدا عن ادران الظلم و مغبة الاستخذاء امام الحكام الذين من الجائز انهم ربما يتحولون الى دكتاتوريين ويحولون الدولة عند ذلك الى سجن كبير للشعب باسم الدين . ً
وبقدر فهمنا للدين الاسلامي الحنيف هو دين الرحمة والاخلاق الفاضلة والعمل والبناء . ولم تربطه اية رابطة بالحقد والغلظة والتهديم او قتل الناس الابرياء وافساد حياة المجتمعات وجلب الرعب للاطفال والثكل للامهات ...
ونزعم ان التاريخ يشهد على ان السياسة لم تفارق الاسلام ايضا ً منذ نشوئه . ولكن لم يتصرف اولو الامر دائما بما تفرضه احكام الاسلام . فلطالما ارتكبت الخطايا الجسام وكأ نها مستقاة من احكام الدين بينما التاريخ سجلها كمظالم فرضت على الناس .
وبالمناسبة ان المسلمين التقاة في العرق خاصة قد تحملوا الكثير من العذاب وشظف العيش ودخلوا السجون وطالتهم الايادي الظالمة وقتل اغلب الائمة والمفكرون في العراق ابان ( العصر الذهبي ) وحتى قبله على يد الامويين . وذلك بسبب مطالبتهم بالعدالة الاجتماعية والحكم بالمساواة . وليس بعــيدا عـن المثقـفـين العراقيين اذا ً، التأ ثر المـباشر بالحركات الفكرية في الاسلام في مختلف العهود . والذي نريد ان نقوله هنا ، ان الفكر السياسي التقدمي انمــا ظهر في العراق قبل ان يرى النور في اوربا . وهذه في الواقع مأثرة عراقية اخرى غالبا ما يتجنب ذكرها اكثر المؤرخين .
اما الذي يحصل الآن لسمعة الاسلام في العالم(وعندنا ايضا ) فهو ً شيء مغـاير . بل والانكى من ذلك ان اسم الاسلام اخذ يستخدم مباشرة لترويع الناس وقتل الابرياء وعمل الموبقات في اكثر بلدان العالم وحتى بجوار العتبات المقد سة في وطننا العراق . بينما رجال الدين و مسؤولو المنظمات الاسلامية كالازهر الشريف والحوزات العلمية والمنظمة الاسلامية العالمية ساكتون و يواجهون ذلك بصمت يشبه صمــت القـبـور . وان تكلموا فبخجل وتردد . وربما هذا الواقع بالذات يوجب توجه المثقفين العراقيين بالمطالبة الشديدة للمراجع الدينية والمؤسسات ذات الاسماء العـريضة كالازهر والحوزة والمنظمة الاسلامية العالمية ليقولوا كلمتهم التي الزمهم بها الدين الحنيف . اي ليقولوا كلمة الحق و تحريم الارهاب والقتل ومؤازرة العراق الذي يكابد شراسة الارهاب ليل نهار ولم تسلم منه حتى العتبات المقد سة .
و يعلم الجميع انه قد بدأت المأساة الاسلامية في زماننا هذا بتشكـيـل امـــارة " اسلامية " يتربع على تختها مجرمون دوليون من امثال اسامة بن لادن والظواهــري في افغانستان اوالمــقبور الزرقاوي ومعهم وثلة كبيرة من سقط المجتمعات و المرتزقة وآكلي السحت الحرام وفتات الموائد وذوي الجهالة والمدمنين على المخدرات والظلاميين المسممين بافكار الهلوسة والهوس والذين يذهبون بحقد دفين الى التجمعات في الاسواق والشوارع والى دور العبادة لتفجير احزمتهم الناسفة وسط تجمعات ابناء الشعب العراقي المسالم بقصد القتل لا غير . معتقدين ان ذلك الطريق المؤدي الى الجنة والخلود الابدي مع الحوريات والولدان المخلدين .... هكذا قال لهم شيوخهم .!!!
وينتشر امراء القاعدة اليوم في لندن وامريكا واسبانيا وفي بلدا ن اوربية كثيرة وهم مستعدون لتوجيه مجاميع من شذاذ الافاق وفسيخ الصعاليك والمتسكعين على الارصفةالمهجورة بقصد تفجير عربات المترو اوالقطارات والبنايات الشاهقة واخيرا لقتل اناس لا يعرفونهم اساسا ً . انهم يقتلو لانهم ارسلوا ليقتلوا بأسم الاسلام !!!! .
ونعتبر ان الجريمة الرئيسية في هذا الامر ، هي ان شيوخ وامراء القاعدة ومنفذ ي تعليماتهم انما يستخدمون الاسلام بكل حجمه وجبروته شعارا لهم وغطاء لجرائمهم تلك . وليت الجريمة هذه تجري بالخفاء ولا يعرفها احد غير القائمين بها . بل ان الفاعليــن يربطون علنا ارهابهم " بمنظمات " ابتدعوا لها اسماء دينية " اسلامية " . كجيش محمد وجيش الاسلام وجيش السنة وجيش الشيعة و جيش الامام الفلاني .... ًوكقاعدة انهم يطلقون لحاهم ويهددون الجميع باسم منظماتهم التي اصبحت من الكثرة بصورة لا تصدق .
وفي بلدان اوربا ، هذه البلدان التي اكرمت الجاليات العربية وغير العربية وسمحت لهم ببناء مساجد وتكيات ليقيموا الصلاة والطقوس الدينية بها ،الا ان " الاسلامويون " هناك اصبحوا يتخذون من تلك " المؤسسات " ليس مقامات للعبادة فقط بل و مقرات لتجمعات مشبوهة قد تمس الدولة المضيفة ذاتها . وربما تنطلق منها لتنفيذ عمليات ضد السكان الاصليين كما حدث في لندن واسبانيا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها . والمتهمون كان فيها عناصر اسلاموية كما هو الحال بالنسبة لرموز مثل : ( ابو حمزة المصري وفلان المغربي او اليمني ـــ مثلا ً ـــ او ... . الخ . والنتيجة ان اقيمت الاحتجاجات و الضجة الاستنكارية على المسلمين والاسلام كدين من قبل سكان اوربا حتى اصبح المسلم في نظرهم ارهابيا ًوالدين الاسلامي عدوانيا . واختفت تلك الموجة التي حملت الكثير من الاوربيين الى اعتناق الدين الاسلامي . وربمــا سيؤدي نشاط الارهابـيـين بعد اتخاذهم الغطاء الديني الى التراجع الديني في العالم حتى لدى من سـبق له واعـتـنق الاسلام .
الا يحق لنا السؤال :
اين المنظمات الا سلامية الرئيسية ؟ ماهي اجراءاتها ؟ لماذا لم تتخذ اجراء ً دينيا ً ضد المجرمين الكفرة وقتلة البشر مثل ابن لادن والظواهري وابو حمزة والاخرين ؟؟ لماذالم يتم اعلان الحكم الديني عليهم الذي ينزع عنهم الصفة الاسلامية والتبرؤ منهم علنا ؟؟؟
اليس هكذا هو حكم الاسلام ؟ ام ان مفتي الارهاب وشيخ الارهابيين ((القرضاوي )) لا يوافق على حكم الاسلام ؟؟ اين الشيخ الطنطاوي ؟؟ اين المرجعية في الحوزة ؟؟ اليس من الواجب عليها الحكم بالاسم على القتلة ؟ لماذا لم تحرم وجود الميليشيات وفي رقبة قادتها الاف الضحايا ؟ لماذا تسكت المرجعية عن استمرار ميليشيا مقتدى الصدر وهي تسمي نفسها زورا وبهتانا بأسم ( جيش المهدي ) ، بينما علماء الدين يعلمون علم اليقين ان لا احد في الكون يملك اي سبب شرعي ان يجمع خليط من الشعب واعداء الشعب تحت اسم صاحب الزمان في تيار مشبوه يسميه جيشا ً؟؟!!! ثم اذا كان تجمع الائتلاف له الصفة الدينية والاكثرية البرلمانية بغير منازع اليس من واجبه ايضا العمل على اصدار حكم شرعي من المرجعية على كل من يقوم بقتل الابرياء وعلى قادتهم خارج الحدود او داخلها مثل ابن لادن والظواهري ...واعتبارهم خارجين عن روح الكتاب والسنة ؟ . اما هيئة علماء المسلمين فلم تقم حتى بالاحتجاج على هذا القتل بالجملة الذي يجري في العراق , وان قدمت احتجاجا في احدى المرات فهو ليس من قلب سليم . لانه احتجاج متردد وخجول في اكثر الاحيان . في حين ان للهيئة هذه اثر كبير اذا ما ارادت ايقاف الارهاب . قٌسما ً برب الكعبة .واذا كان امر الدين لا يهمهم فعلى الاقل ، رحمة بالعراق وشعب العراق . !!!
ونريد اخيرا التذكير بان المستقبل للعراق رغم كل المآسي والصعاب . فقد تحرك اهلنا في الرمادي ( عشائر الدليم ) المعروفون بالبأس . ونود ان نعرب عن ثقتنا بعشائر آل فتلة وآل ابراهيم والظوالم وآلبو محمد والاكرع و...غيرهم في انهم سيشاطرون اخوتهم آل دليم وزوبع . وبعزة الله سيقضون على الارهاب وكيد القتلة على ارض عراقنا . ولنا الامل ان سوف يأتي الينا الجماعة من دول الجوار للاعتذار .وسيقرر الشعب في وقتها كيف سيتصرف معهم .
ولكن هل يمكننا ان ننتظر من الجهات الدينية التصرف من الآن فصاعدا ً بان يمارسوا
واجبهم الديني ؟؟؟؟؟ ويجندون الدين الاسلامي الحنيف للدفاع عن ابناء الوطن ؟؟
نعـــم اننا ننتظر ان شاء الله .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقف كلنا مع العراق
- فيدرالية الجنوب !!!!؟
- حول الدعوة الى خصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب
- انتصار لبنان وموقف العراق المشرف
- المقاومة على لسان مخضرم
- المسافة بين الازدهار والدمار
- مسودة مشروع
- دراسات في الإقتصاد السياسي حول خصخصة ممتلكات الدولة
- مكافحة البطالة والتنمية في عراقنا الجديد
- مسودة مشروع برنامج اقتصادي لعراقنا الجديد
- lمشروع برنامج اقنصادي


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الزهرة العيفاري - الإسلام السياسي وغياب المؤسسات الدينية !!!!!