أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - بلد .. شهادات














المزيد.....

بلد .. شهادات


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دأبت الحكومة على مواجهة أى انتقادات لسياساتها بالتعالى والتسفيه وكأنه لا يوجد فى البلد من يمتلك الأهلية أو الجدارة لمناقشة أصحاب المعالى الوزراء .. ناهيك عن محاسبتهم.
وغالباً ما دعمت سخريتها من نقادها "المحليين" باللجوء إلى استدعاء شهادات "خارجية" تمتدحها، مهما كان مستوى "الخواجات" أصحاب هذه المدائح.
وفى كل مرة .. كنا نتحفظ فيها على مصداقية هذه التقييمات الأجنبية، انطلاقاً من أن "أهل مكة أدرى بشعابها"، ونقول أن الأفضل للحكومة أن تبحث عن ردود أفعال سياساتها فى شوارع وحوارى مدن وقرى ونجوع مصر .. كانت الحكومة تتعامل بصلف شديد مع مثل هذه التحفظات وتشدد على أهمية الشهادات والدرجات التى أعطتها لها دوائر أجنبية.
والآن .. انقلب السحر على الساحر .. ووقعت الحكومة فى شر أعمالها.
والسبب هو ان نفس هذه الجهات الأجنبية التى كانت الحكومة تصدع رءوسنا باى قصاصة ورق تأتى من جهتها، وتعتبرها "وثيقة" بالغة الأهمية تؤكد عبقريتها وعظمة سياساتها، أخذت فى الفترة الأخيرة تصدر تقارير تنطوى على انتقادات كثيرة من بينها انتقادات سبق لجهات محلية أن تبنتها وتعرضت بسببها لاستهزاء الحكومة وزعانفها .
وفى أقل من شهر تعرضت الحكومة لانتقادات عنيفة من تقريرين دوليين، أولهما تقرير "تيسير الأعمال" الصادر عن البنك الدولى ومؤسسة التمويل الدولية. وهو التقرير الذى وضع مصر فى الترتيب الـ 165 من حيث سهولة القيام بالاعمال. وهو تقييم بالغ السلبية يجعل مصر ضمن أسوأ إحدى عشرة دولة بهذا الصدد على عكس الصورة الوردية التى ترسمها الحكومة لنفسها ولسياساتها.
ومنذ ايام قلائل أصدرت مؤسسة "بيزنس مونيتور" العالمية تقريراً ثانياً وضع مصر فى الترتيب التاسع بين دول المنطقة فيما يتعلق بالاستقرار السياسى على المدى القصير.
ووفقاً للتقرير ذاته نجد أن الدول التى تسبق مصر تشمل الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وإمارة قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية.
وعلى المستوى طويل الأمد وضع التقرير مصر فى الترتيب السابع بعد قطر والأردن والامارات وعمان وإسرائيل وتركيا.
وكما جاء فى جريدة "العالم اليوم" الاثنين الماضى فأنه بينما "رصد تقرير المؤسسة العالمية نقاط القوة المصرية فى الاستقرار السياسى تحت حكم الرئيس حسنى مبارك ودورها الاقليمى فى عملية السلام، إلا انه حدد نقاط الضعف فى الصراع داخل الحزب الوطنى الديموقراطى الحاكم يبن الاصلاحيين والمحافظين والمعارضة للعلاقات مع أمريكا وإسرائيل، والتوتر مع التيار الاسلامى، والهجمات الارهابية على السائحين، وغموض الموقف حول من سيخلف الرئيس مبارك فى الحكم، والخلاف حول الدور السياسى لجمال مبارك".
" كما لفت التقرير النظر فى نفس الاطار إلى أن الاكتفاء بالاصلاحات التى واكبت الحملة الانتخابية الرئاسية سوف تشيع احساسا بخيبة الامل باعتبار أن الحرية المحدودة التى حصل عليها المصريون فتحت شهيتهم للمزيد من الاصلاحات. وفيما أشار واضعو التقرير إلى أن الفقر والبطالة أكبر المشاكل أمام الحكومة، حددوا مناطق القوة والضعف فى مستقبل الاعمال فى مصر، موضحين أن مواطن القوة تنحصر فى ارتفاع سعر البترول ونمو الصادرات السلعية والاستقرار السياسى النسبى، والسوق الأكبر فى المنطقة. تقابل ذلك نقاط ضعف تنحصر فى ارتفاع معدلات البطالة وعجز الموازنة بسبب فاتورة الدع والمستويات العالية نسبياً من الفساد والبيروقراطية".
ويلفت النظر أيضاً فى تقرير مؤسسة "بيزنس مونيتور" – التى تعد من المؤسسات البحثية ذات المكانة والتى تغطى أبحاثها 133 دولة نامية ومتقدمة، وتعمل فى مجال تقييم المؤشرات الاقتصادية – شدد على أن "الطبقات الغنية هى أكبر رابح حتى الآن" من الاصلاحات التى تحققت فى عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف.
والواضح .. وبدون التوقف كثيراً أمام التفاصيل .. ان الخطوط العريضة والأساسية لهذا التقييم يمكن تلخيصها على النحو التالى:
أولاً – جانب سياسى يتسم بالغموض ويفتقر إلى اليقين، وبخاصة فيما يتعلق بالخلافة السياسية وتداول السلطة ومستقبل العملية السياسية بصورة عامة. وهذا – فى رأى التقرير – يتناقض مع متطلبات خلق بيئة صديقة للاستثمار.
ثانياً- جانب اقتصادى يتمثل فى عجز الموازنة والتأثيرات السلبية لذلك فضلا عن الفساد والبيروقراطية.
ثالثا- جانب اجتماعى يتمثل فى انتشار البطالة كما يتمثل فى استئثار الطبقات الغنية بعائد الاصلاحات أو بالجانب الاكبر منها على الأقل.
هذه الثلاثية "السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية" تتساند وظيفياً وتؤدى فى النهاية إلى تراجع دور مصر الاقليمى، فبعد أن كانت مصر تتبوأ مكان الريادة تراجعت إلى المركز التاسع بعد دويلات وإمارات لم تكن موجودة على الخريطة عندما كانت بلادنا ملء السمع والبصر.
وكل هذه الاستنتاجات سبق للكثير من المحللين المصريين التشديد عليها، لكن الحكومة قابلت كل التحذيرات "الوطنية" من العواقب السلبية لما تفرضه هذه الصورة من اوجه خلل، باستعلاء وصلف واستهزاء.
وإذا كان من السهل على الحكومة اتهام الأصوات "المحلية" التى تبنت نفس هذه الانتقادات بالافتراء على حكومة الحزب وحزب الحكومة لأسباب تتعلق بالمنافسات الحزبية أو أى أسباب أخرى، فماذا عساها تقول عن المؤسسات الدولية التى رددت الانتقادات ذاتها تقريباً؟!
إننا لسنا من هواة البحث عن شهادات جهات أجنبية، مهما كانت هذه الجهات، ونرى بالعكس أن شهادة المواطن المصرى العادى هى الأولى بالرعاية والاهتمام والاحترام.
لكن بما أن "زمار الحى لا يطرب"، وبما ان حكومة الدكتور نظيف مقتنعة بأن "الشيخ البعيد سره باتع" ومولعة بالشهادات الأجنبية ,, فإننا نهديها تقرير "بيزنس مونيتور" لعله لا يلقى مصير الانتقادات التى تحمل شهادة منشأ مصرية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن البيزنس فى جزيرة افروديت - 1
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 2
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 3
- قواعد اللعبة
- لماذا يتلذذ البعض بالدعوة لتكميم الأفواه؟!
- الفنقلة!
- الجماهير .. احدث صواريخ حزب الله
- رجال الأعمال .. وأرباب السياسة
- صاحبة الجلالة تستعيد تاجها الضائع
- الانتماء والمواطنة:كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة (2)
- الإعلام جزء من المشكلة.. والحل
- البقية في حياتكم!
- سخافات بوش
- الصحافة ليست قلة أدب .. وحملة الأقلام ليسوا شتامين
- الانتماء والمواطنة: كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة
- »صاحبة الجلالة« حافية علي جسر من الذهب
- مأساة -المواطن- أمجد حسين
- رشيد يعيد الاعتبار لآليات رأسمالية القرن التاسع عشر!
- هل ندافع عن لصوص الرغيف .. بسبب الدعم؟!
- ماذا أنت فاعل يا وزير الثقافة؟


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - بلد .. شهادات