أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر يوسف سمرة - لماذا الاصلاح السياسي؟














المزيد.....

لماذا الاصلاح السياسي؟


ياسر يوسف سمرة

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 05:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تساءلنا لماذا يُطرح الإصلاح والإصلاح السياسي تحديداً بهذه الكثافة الآن في العالم العربي ؟ وماهي مبررات طرحه بشدة هذه الآونة , وأين موقع الإصلاح من اهتمامات السلطة والمثقفين والجمهور في هذه الزاوية المظلمة من العالم ؟ وهل هو تحدٍ مفروض من الخارج أم مطلب داخلي, وهل نضجت الظروف لهذا الاستحقاق ؟ ومن ثم هل تعتبر مسـألة الإصلاح قضية ترف فكري أم أنه بات ضرورة ملحة وصار الخيار الوحيد المتاح بين البقاء والعدم .
إن مفهوم الإصلاح في الثقافة العربية الإسلامية قديمها وحديثها, إنما يدل على الإمكانية الوحيدة للتغيير والتطوير , وما عداه من المفاهيم والمصطلحات يدل على أشياء مغايرة, فالتغيير خبطُ في المجهول, والثورة فتنة, والحرية تفلت, والديمقراطية فوضى , والعدل ما يراه الحاكم , والمساواة لا تتعدى لحظة الولادة ولحظة الموت وما بينهما تفاوت طبيعي خلقه الله في البشر على درجات . فالإصلاح بهذا المعنى ووفق هذه الثقافة ليـس أكثر مما يقدمه الحاكم بناءً على نصيحة أو رأي من يحق له إبداء النصيحة والرأي من ذوي الشأن والحظوة عنده .
اعتقد أن إخفاقاتنا التاريخية المتتالية على الأقل عبر المئة عام المنصرمة وتوجسنا من استمرارها إلى مئة عام تالية هو مبرر طرح هذه الإشكالية الآن . نحن العرب تاريخنا كموازناتنا , فكل مرحلة تحمَّل عجوزات المراحل السابقة بما فيها من إحباط ومآسي وآلام وإخفاقات . فبعد مرور أكثر من مائة عام على طرح مشاريع النهضة مازلنا في البداية نراوح ونعيد طرح الإشكالية ذاتها, الأمة , الدولة , الوحدة , الحرية , المواطنة ....... ولم نحقق منها شـيئاً .
المشكلة الأساسية على ما أرى , أن هذه الطروحات شغلت النخبة فقط عندنا ولم ينشغل بها الناس والمجتمع بعامة , على خلاف ما جرى الأمر عليه عند جيراننا في شمال المتوسط , وهذه النخبة لدينا كانت ولازالت برغم تطورها الكمي تشكل نسبة قليلة من المجتمع يمكن تجاهلها في الفعل التاريخي , لأنها غيرُ قادرة على إنتاج حدثٍ ما على مستوى الأزمة يُمكِّن من تجاوزها , فالتغيير والإصلاح لا يمكن أن يحصلا إلا من خلال فهم الواقع الاجتماعي ونقده . كما أنه لا وجود للإصلاح من دون حامل اجتماعي لـه .
وهكذا نجد أن جوهر أي حراك في المجتمع هو السياسة , فهي قلب المجتمع وعقله وقوته المحركة , "السياسة" هذا المفقود , الغائب الأكبر عن المجتمع العربي عموماً . طبعاً السياسة بمفهومها الصحيح والحديث "البوليتيك" , لاكما هو شائع عندنا باعتبارها "بلوتيكا" أي فن الكذب والرياء والمراوغة والخداع , هذه هي السياسة في ثقافتنا الشعبية ووعينا , ولا نلوم هذا الفهم وهذا التصور لأن المجتمع العربي عموماً لم ير من السياسة وعبر مئات متتالية من السنين /لا أستطيع تحديدها بدقة/ إلا الرياء والمراوغة والخداع فعلاً . بينما السياسة في العالم الآخر , العالم الحر , تعني فـن التدبير , تدبير أمور الناس وتنظيم شؤونهم والرئاسة عليهم . هي العقل المدبِّر للشـؤون الجماعية , وهي أهم العلوم وأنبلها , لابل هي سقف المعبد العلمي . أهم العلوم , لأنها تعمل على تحقيق التوازن بين حاجات الإنسان اللامتناهية وبين الموارد المحدودة والمتناهية , وأنبـل العلوم لأنها تعمل على التنسيق بين مختلف العلوم وتوجيهها .
السياسة هي علم إحياء الشعوب وإدارة مكوناتها وثرواتها , والإدارة الصالحة في اتجاه الخير وبناء الأوطان . فهي تسعى للرقي بالإنسان والمجتمع والسمو بإنسانيته, أما عندنا في دنيا العرب فهي تسعى لحيونة الإنسان واستحما ره .
وعلى العموم فكل حركة في المجتمع تبدأ بالسياسة , وراءها سياسة تدفعها , سواء أكانت حركة إلى الأمام أم إلى الوراء , فإذا كان المال عصب الدولة فإن السياسة عقلها . السياسة هي بمثابة العصب في عموم الحركة الاجتماعية , وهي مركز التوازن العصبي للهيئة الاجتماعية . فهي علم حكم الدول والمجتمعات الإنسانية , ارتبط وجود السياسة بوجود وظهور المجتمع وقبل المجتمع لا توجد سياسة .
إننا في العالم العربي لم نمتلك بعد مشروعنا السياسي "مشروع الدولة " الدولة الحديثة, دولة القانون والمشروعية , دولة المؤسسات والدستور وفصل السلطات والمواطنة والحرية والديمقراطية ........ وبرغم المخاض العسير والطويل ومنذ ما يسمى بعصر النهضة إلى الآن لم نحقق هذا المشروع وما زلنا نتخندق في أزماتنا ولم نحـل أيـاً منها , وما زلنا نختلف على ترتيبها بأيها نبدأ أولاً , والآلام ما زالت مستمرة ويبدو أن دربها طويل .

نعود فنؤكد أن بناء الدولة الحديثة هو قطب الرحى لحل مشاكلنا وأزماتنا وهي بمثابة المشروطية التاريخية لتحقيق أهدافنا وتقدمنا التاريخي . وكما ذكر أحد المفكرين " أعطني دولة أعـطك أمة " , فما هو موجود لدينا في عالمنا العربي
/ دولة السلطة لا سلطة الدولة / , وبنـاءً عليه نلحظ أنه كلما دخلت اسرئيل في أزمة يأتي النظام العربي لينقذها ويجد لها مخرجاً آمناً وكأنهم في شراكة استراتيجية معلنة أو كاد , لاسيما بعد الحرب الأخيرة , مما يبرهن بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الكيانات المسماة "دولاً عربية " ليـست بدول , لأنه لو كانت كذلك لما أيدت إسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان , وما كانت حاصرت الحكومة الفلسطينية الحالية المنتخبة "ديمقراطياً" من الشعب الفلسطيني . بناءً على طلب اسرائيل وأمريكا . لأن الدولة يفترض أن تعبر عن إرادة مواطنيها لا إرادة الآخرين القابعين وراء البحار والمحيطات .

فهل هـذه دول ؟ وهل هـذه سـياسة ؟
لنبني أولاً الدولة بمفهومها الحديث وبعدها لكل حادثٍ حديث .



#ياسر_يوسف_سمرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر يوسف سمرة - لماذا الاصلاح السياسي؟