أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - إنه يبكي، ذلك القاضي الذي اسعدكم!














المزيد.....

إنه يبكي، ذلك القاضي الذي اسعدكم!


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1691 - 2006 / 10 / 2 - 09:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من بين كل كوارث العراق الدامية المخيفة يطالعك خبر يطغى على غيره. خبر مقتل زوج شقيقة القاضي محمد العريبي وابنها, لأنه تجرأ ووقف مع القانون ومشاعر شعبه الممزق فعامل المتهم الوحش كما يليق بمعاملة متهم.

شاهد العريبي بلا شك الهزال الذي اختير لتمثيل ارادة الشعب والقانون متمثلاً بالقاضيين السابقين وهو يصب الملح على جروح الشعب العراق, وتألم مع المتألمين في العراق وهم يرون الدكتاتور البغيض ينفث السموم بوجه الشعب من زنزانته وقضاته يتراجفون. وبلا شك ايضاً اعتصره الألم وقال لنفسه : "اليس في العراق من رجل؟" فأجابه ضميره: "لم لا تكون انت؟" فكان ما كان.
في عالم اليوم, أمر مكلف جداً ان تصحب معك ضميراً صاحياً, أما في العراق فهو حكم بالإعدام تقريباً.

لقد افرحتنا أيها القاضي الرائع بكبرياء رجولتك وأنت تدخل قفص الوحش الرهيب فلا ترتجف كما ارتجف من دخل قبلك ولم تتصاغر كما تصاغر من جاء قبلك, فوقفت مع القانون المهيض العاجز عن الدفاع عن نفسه دع عنك الدفاع عن مريديه. كنت تعرف الثمن جيداً, لكنك اردت ان ترسم ابتسامة أمل طال افتقادها,على وجوه أبناء بلادك.

لم تكن الأول الذي يدفع الثمن غالياً ولن تكون الأخير يا محمد. لقد سبقك الكثير من العراقيين الذين عز عليهم ان يقف الخوف بينهم وبين فرصة للحياة رأوها لشعب العراق. هذا شأن أبناء العراق الحقيقيين, بل وفي القائمة غرباء ايضاً لا يجمعهم مع العراقيين من قرابة إلا قرابة الإنسانية. اتذكر سيرجيو دي ميلو يا محمد؟

ليس إرهابيي الوحش وحدهم مسؤولين عن حزنك الكبير أيها الكبير. إنهم ايضاً رزكار وعبد الله عندما انحنيا فتركا رأسك بارزة تغري السياف بوحدتها وارتفاعها, وحين لم يتمكنوا من الوصول اليها صوبوا سهامهم الى قلبك, ليصيبوك في افراد عائلتك. لقد أراد القتلة إبعادك, ولو أنهم علموا ان قضاة العراق كلهم محمداً لما ارتكبوا ما لايعود عليهم بالنفع. لكنهم توقعوا رزكاراً اخر, او عبد الله آخر, يضع الشعب مكان وحشهم في قفص الإتهام فيحزن الثكالى ويفرح القتلة.
ومسؤول عن السهم الذي اصابك ايضاً, رئيس دولتك أيها القاضي حين غازل الوحش معتذراً مسبقاً عن توقيع اعدامه ان حكم عليه, وتأوه لأخيه السادي الذي إدعى المرض وأنبرى يقف بوجه المطالبة بمحاكمة زوجته, كأنها اول امرأة كانت ستحاكم في التأريخ. لقد نشر هذا الرئيس الجديد الرعب في العراق بحركاته البهلوانية, وأعلم الجميع ان وراء الوحوش في القفص تقف وحوشاً حرة اكبر كثيراً, تأمره بالرقص فلا يستطيع لها رفضاً.

ومسؤول عن المك العميق يا سيدي, نحن وسلبيتنا القاتلة وحيرتنا البلهاء وعجزنا المخزي عن الرد. النا ان نتوقع أن يعرف الفرح طريق بيوتنا وهذا مصير من يحاول إعادة الإبتسامة اليها؟ أغريب هو الحزن الطويل الذي يخيم علينا إن كان كل من يحاول ان يقف بوجهه, يترك وحيداً وأهله لسيف الجلاد؟

أكون كاذباً لو طمأنتك يا محمد ان شعبك سينتصر في النهاية, وأن تضحياتك لن تضيع هباءً. فالأمر معلق على كف عفريت وتضحيتك لاتعدوا ان تزيد فرصة النصر شيئاً. ألتضحية من أجل حياة انسانية كريمة تضحية سامية, أما التضحية من أجل مجرد فرصة لتلك الحياة, فأسمى وأكبر كثيراً, وقد كتبت عليك مثل تلك التضحية.

لا احد يدري من سينتصر في هذه الحرب الشرسة: الشعب ام الوحوش المتحدة, لكن الناس سوف تراقب الجلسات القادمة لتلك المحاكمة التي اصبحت رمزاً لمعركتها, لترى ان كان القاضي سيجرأ على الوقوف مع القانون في محنته والشعب في أصعب ايامه, ام مرتجف تتقافز على شفتيه الإبتسامات البلهاء. سينظر الناس الى شاشاتهم بلهفة وقلق, لترى ان كان الذي يجلس على كرسي القضاء فيها له ملامح العريبي ام رزكار محمد امين!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبي يجد جواباً لحيرته: بحث عن الحقائق في موضوع العنف في العر ...
- وجيهة الحويدر إمرأة تخاف ظلها
- أبي يفتش عن جواب لحيرته : بحث عن الحقائق في موضوع العنف في ا ...
- العراق المترنح بين فدراليتي الإبتزاز والجبن
- ملاحظات حول وثيقة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- العلم العراقي: المشكلة والحل
- قرار الرئيس
- النفط والفدرالية
- الحكام العرب أسلحة دمار شامل اسرائيلية
- النفط العراقي وتساؤلات حول الخصخصة والإستثمار وعقود الشركات ...
- هل تحمي الديمقراطية نفط العراقيين؟
- متى بدأ التأريخ؟
- نحو موقف يساري ناضج من الإسلام السياسي
- ثلاثة ارباع الشعب الهولندي شوفينيين عرب: ابتسامات للمثقف الس ...
- ديمقراطية العجائب:وزير الدفاع يتعهد بالقضاء على احد احزاب حك ...
- في انتظار افلام الكارتون
- كيف تنتصر الحكومة في الرمادي
- الصدمة: انتبه فأنت تساهم في الإرهاب!
- الزرازير والحساب
- دروس في الأخلاق, ولكن لمن؟ مجزرة حديثة ومجازر اخرى


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - إنه يبكي، ذلك القاضي الذي اسعدكم!