أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح اسماعيل حاجم - هل المواطن العراقي مستعد لتقبل الفيدرالية في الوقت الحاضر . ام نحتاج الى وقت لتفعيلها... ؟














المزيد.....

هل المواطن العراقي مستعد لتقبل الفيدرالية في الوقت الحاضر . ام نحتاج الى وقت لتفعيلها... ؟


فلاح اسماعيل حاجم

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الاجابة على هذا السؤال لابد من الاشارة الى ان الفيدرالية ليست سلعة ليتم قبولها او رفضها. ان الفيدرالية , كما تقول نظرية القانون الدستوري , شكل الدولة المساحاتي, والذي يعتمد في الدول المتعددة الاعراق والطوائف والقوميات والاثنياوت بالشكل الذي ينظم العلاقة بين سلطات الدولة المركزية وسلطات مكوناتها الاخرى من اقاليم ومحافظات ودوائر ونواحي...الخ. وقد اثبتت التجربة التأريخية للدوّل التي اتخذت من الفيدرالية شكلا للدولة نجاعة هذا الشكل ليس في حل المسائل القومية والاثنية فحسب, وانما في اطلاق طاقات اقاليم الدولة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والاجتماعية وغيرها. في ذات الوقت لابد من الاشارة الى ان ثمة ترابط وثيق بين شكل الدولة (بسيطة او فيدرالية) وشكل الحكم فيها (رئاسي, برلماني, مختلط...الخ) ونظامها السياسي (ديمقراطي تعددي, او غير ديمقراطي). فالفيدرالية يمكنها ان تكون فاعلة ومفيدة في ظل نظام ديمقراطي يؤمن بالتعددية السياسية ويسعى لتأمين حقوق الانسان, الفردية منها والجماعية. بالمقابل فان اعتماد المعيار الطائفي في التأسيس للفيدرالية سيجعل من امكانية انهيارها امرا واردا, وبكل ما يحمله ذلك الانهيار من تداعيات تراجيدية ان كان ذلك بالنسبة لمكونات الدولة السكانية او بالنسبة لوحدة الدولة وسلامة اراضيها.
اما بخصوص السؤال عن قبول المواطن العراقي لفكرة الفيدرالية او رفضه لها فانني اعتقد ان ذلك سيتوقف على الكيفية التي يتم فيها توضيح الفيدرالية للمواطن البسيط. فمشروع الفيدرالية سيواجه بالرفض من قبل المواطن العراقي فيما لو صوّرت له الفيدرالية على انها مشروع لتقسيم الدولة العراقية, وهذا ما يمكن ملاحظته في الخطاب السياسي لبعض القوى التي ذهبت الى استخدام الفيدرالية كواحدة من اوراق المتاجرة السياسية. في ذات الوقت تستخدم تلك القوى الدعاية ضد الفيدرالية لتأجيج وتعميق النبرة الطائفية ما يشكل الجانب الاكثر خطورة على سلامة نسيج المجتمع العراقي ووحدة اراضيه. على انه لابد من الاشارة ونحن بصدد الحديث عن الفيدرالية التذكير بانه صحيح ان الفيدرالية يمكنها ان تؤسس بناءا على تشريع صادر عن برلمان الدولة, لكن من المفيد التذكير ايضا بأن ذلك التشريع, اذا ما اريد له ان يؤسس لفيدرالية ناجحة ينبغي ان يكون تتويجا لسلسلة طويلة ومعقدة من الاجراءات العملية ربما يقف في المقدمة منها زيادة الوعي القانوني لدى المواطن وتأصيل الديمقراطية من خلال اشراكه في اختيار اجهزة السلطة المحلية (مجالس القرى والنواحي والاقضية والمحافضات....الخ). وربما كان لدراسة وتحليل تجربة اقليم كردستان في مجال التأسيس وتفعيل الاجهزة المحلية للسلطة اثر بالغ الاهمية في هذا الاطار. من هنا اعتقد ان اجتياز مرحلة انتقالية بين سن التشريع حول اقامة الاقاليم وانشاءها الفعلي سيكون ضروريا جدا في الحالة العراقية. فانشاء الاقاليم في ظروف الخلاف السياسي والطائفي المحتدم حاليا, وفي ظل وضع امني متردي, ربما سيكون له نتائج بالغة الخطورة.
انني ارى ان الآجال التي وضعها مشروع قانون الاجراءات التنفيذية الخاصة بتكوين الاقاليم بموجب المواد (117/ثانيا ‘118‘119‘120‘121) من الدستور سوف توّلد (الآجال) اشكالات اكثر مما تطرحه من حلول. ففترة ثمانية عشر شهرا للبدء بتفعيل القانون المذكور تبدو قصيرة جدا ليس بالنسبة لبلد خرج للتو من اعتى دكتاتورية في العالم فحسب‘ وانما لدوّل قطعت اشواطا كبيرة في مجال البناء الدستوري . هذا من جهة ومن جهة اخرى فأن ربط مجالس المحافظات والتي تفتقر الى الحد الادنى من تقاليد ممارسة الديمقراطية بمواعيد قصيرة (من ثلاثة ايام الى شهرين) سيضعنا امام خطر فشل تجربة البناء الفيدرالي الوليد لدولتنا.
من هنا ارى ضرورة تبني الاقاليمية شكلا انتقاليا لدولتنا‘ ما يمنحنا امكانية التأسيس لشكل متين يؤمن التعايش السلمي لمكونات الشعب العراقي المختلفة ويفتح الطريق امام التنمية الحقيقية والتغلب على الكثير من اشكالات المرحلة الانتقالية. ولنا في تجربة ايطاليا واسبانيا اللتين اتخذتا من الاقاليمية شكلا للدولة مثلا ساطعا.



#فلاح_اسماعيل_حاجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة قانونية: اجهزة السلطة في اقاليم الدولة الفيدرالية
- نظرة قانونية: بعض خصائص الاجهزة المستقلة في الدولة الفيدرالي ...
- نظرة قانونية: بعض خصائص الرئاسة والحكومة في الدولة الفيدرالي ...
- الكوبونات الأنتخابية
- نظرة قانونية:بعض خصائص النظام القضائي في الدولة الفيدرالية
- بعض السمات الجوهرية لعلمانية الدولة
- ديباجة الدستور الدائم لجمهورية العراق
- نظرة قانونية: الوضعية القانونية لعضو البرلمان
- نظرة قانونية: هيئة رئاسة البرلمان
- اعلان حالة الطوارئ في العراق - بين الضرورة القصوى ومتطلبات ح ...
- الرجل المناسب في البرلمان المناسب
- نظرة قانونية: الاحزاب العراقية واشكالية التنسيق بين النشاط ا ...
- مبدأ المساواة ومهمة تفعيل دور المرأة في الحياة السياسية
- نظرة قانونية: المعالجة القانونية لتشكيل الحكومة
- نظرة قانونية: الفيدرالية ومبدأ تدخل المركز بشؤون الاطراف
- نظرة قانونية:الدستور العراقي واشكالية تنظيم العلاقة بين المر ...
- نظرة قانونية: جرائم الدكتاتور بين التشريع المحلي وقواعد القا ...
- نظرة قانونية: قراءة سريعة في مسودة الدستور الدائم لجمهورية ا ...
- نعم...لابد من مشاركة عراقيي الخارج في الاستفتاء والانتخابات
- نظرة قانونية: مبادئ الدستور


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح اسماعيل حاجم - هل المواطن العراقي مستعد لتقبل الفيدرالية في الوقت الحاضر . ام نحتاج الى وقت لتفعيلها... ؟