أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سالار الناصري - السباحة في الدم العراقي














المزيد.....

السباحة في الدم العراقي


سالار الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في أحدى مدننا المقاومة المجاهدة وتحت ظلال النخيل السامق،مأذنة ترتفع نحو السماء ،كأنها كف تمتد متضرعة
وقبة تحنو بأضلاعها على الأرض تلملم المؤمنين المجاهدين ،كأنها تحبس وشوشا ت المقاومين لتكتم أهداف عمليا تهم الجديدة وخرائط خطاهم على طول البلاد. .

على بعد أكثر من عشر كيلو متر من الطريق العام في بستان من النخيل و الأشجار المثمرة يوجد مسجد صغير يغرق في صمت عميق
صمت جليل يشعرك انك في عالم آخر،
لا ندري لما هجرته العصافير وهربت من الحمائم ،
لا ندري لما نشعر بالوحشة و الخطى تمر فوق ارض العراق الخضراء الطيبة
ما الذي يجعل القلب ينبض والروح تتألم ؟
هل بدأنا نخاف من أرضننا ؟هل أصبحنا نخشى من نخيلنا؟هل صارت المساجد تقلقنا؟
في باحة الجامع الصغير بركة مستطيلة الشكل مرصوفة بحجار منقوشة بزخارف إسلامية نباتية،
ونقترب من البركة مكتوفين الأيدي والأرجل مكممين الأفواه ،
يصفونا حولها،فينعكس وهج شديد
كانت البركة مملؤة بالدماء
خرج أخوتنا المجاهدين من مصلى المسجد بثيابهم الملائكية البيضاء تقدم أطولهم لحية،
بدأ يشتمنا ويشتم أعراضنا ،بلهجة عراقية شعبية حلوة ،
وماذا في ذلك أخي غاضب ويريد أن ينفس عن غضبه علي ،
لكنه لا يعرفني،ولا يعرف أسمي ،ولا مذهبي ،ولا عملي .
بد ليل انه يشتم مذهب ليس مذهبي،
ودين ليس ديني ،
وعمل ليس عملي ،
وأنا مثله عراقي متدين أعمل حدائقي في احد ى المشاتل ما تزل رائحة الزهور في كفي ،
وما زلت احتفظ بكمية من البذور في جيوبي،
لكنني لم اشتم أحدا ،ولم اسمع عراقي يشم بهذه الوقاحة ..
أذن المؤذن ،
ذهبوا جميعا الى المصلى ،تركونا نتوضأ بضوء الشمس ،ونركع أمام لحظة الموت ظلما ،ونسجد على أمواج حمراء متلألأة ،
دماء كلها حمراء
اختلطت فيها الأعمار والمذاهب والطبقات والقوميات والاعراق.
لا يمكن تمييز الطفل من الشيخ ،ولا المراة من الرجل ،
لا تعرف دماء السني من الشيعي ،ولا العربي من الكردي ،
وتعجز عن التفريق بين دم المسلم والمسيحي والصابيء،
دماء كلها في بركة الجامع
عادوا يحملون سكاكين صغيرة ،
ربما ربهم لم يأذن لهم بذبحنا
كنا تسعة بين صبي وشاب وكهل ،
قسمونا الى ثلاثة مجاميع،
كانوا يمدوننا على الأرض ويقطعون وريد اليد اليسرى ويجعلونها تتدلى في البركة ،
كان الدم ينبعث بقوة ،كأنه يصرخ متظلما،
بلغ تلذذهم غايته القصوى ،كانوا يرتعشون فرحا،يهلهلون ويكبرون ،
ودمائنا تنزف بغزارة لتملىء مسجدهم بالدماء .
قفز كبيرهم الى داخل البركة سابحا في الدماء الساخنة
سقطت جانبا وقد نزفت دمائي
وكانت آخر نبضات قلبي تدفع بقطرات صغيرة كدموع أطفالي.



#سالار_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الإسلام السياسي
- عشاء مع الرسول
- فقه ذباحة الأطفال


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سالار الناصري - السباحة في الدم العراقي