أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!















المزيد.....

قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما كانت إسرائيل تنشر الموت والدمار في لبنان من غير أن تجرؤ دولة عربية، أو الدول العربية جميعا، على أن تقف من الحرب الإسرائيلية ضد "حزب الله" ولو موقفا سياسيا عمليا واحدا يعتد به على الرغم من أن دلائل الإخفاق العسكري الإسرائيلي الكبير كان ينبغي لها أن تغريها بذلك وتشجعها عليه، قرَّرت الحكومات العربية "الهروب الثوري" من المواجهة الواقعية للتحدي الإسرائيلي الواقعي، معلنةً، في لهجة حازمة قوية، أن "عملية السلام" قد فشلت، أو ماتت، وأنتجت من الحرب والعداء أكثر كثيرا مما أنتجته من السلام والمصالحة، وأنها، أي الحكومات العربية، ستعيد ملف القضية برمتها إلى مجلس الأمن الدولي بعدما أحكمت الولايات المتحدة قبضتها عليه زمنا طويلا، فحلَّ بـ "عملية السلام" ما حلَّ بها من مآسٍ وكوارث.

وصوَّرت الدول العربية موقفها هذا، والذي كان الوجه الآخر لعجزها عن المواجهة الفعلية في لبنان، وبما يرتقي إلى مستوى التحدي الإسرائيلي، على أنه يعكس اشتداد الحاجة لديها، هذه المرة، إلى "الحسم"، والسير في الطريق المؤدية إلى "الحلول الجذرية"، فمجلس الأمن حان له أن يستعيد "الملف" برمته من يديِّ الولايات المتحدة التي لم تنفرد بقيادة جهود ومساعي السلام إلا لتقيم الدليل تلو الدليل على أنها لا تعرف من دور "الوسيط" إلا ما يجعلها سلاحا في يد إسرائيل تستعمله في إرغام العرب (والفلسطينيين) على إبداء مزيد من الاستخذاء لمشيئتها وشروطها ومطالبها، فماذا كانت النتيجة العملية التي تمخَّض عنها كل هذا "الاستئساد" السياسي والدبلوماسي العربي في وقت كان ينبغي لـ "الاستئساد" أن يَظْهَر في مكان آخر، هو لبنان، وأن يتأكد، ويؤكِّد ذاته، في طريقة مختلفة؟!

النتيجة العملية تلك، والتي استتروا إعلاميا وسياسيا بَعْدها، وفي الموقف منها، كانت الفشل، والفشل الذريع، فإذا هم كانوا يتوقَّعون غيرها، عندما شهروا في وجه الولايات المتحدة سيفهم البتار ذاك، فقد فشلوا في توقعهم، وإن كنتُ أشكُّ في أنهم كانوا يتوقعون غير الفشل، أو يرغبون عن صدق في النجاح، أو يسعون إليه ويعدُّون العدة له.

لقد ذهبوا إلى مجلس الأمن، بحسب ما أعلنوا وأكدوا، من أجل إعادة "الملف" إلى صاحبه الشرعي، فـ "اكتشفوا" أن الولايات المتحدة تغتصب "الملف" و"صاحبه الشرعي"، أي مجلس الأمن. ذهبوا مدجَّجين بضعف وعجز أنتجا عاقبتهما الحتمية وهي جعل مجلس الأمن أكثر ضعفا وعجزا في سعيه، الذي لا دليل عليه، إلى استعادة "الملف"، وقول كلمته، والإدلاء برأيه، والنطق بقراره.

لقد فشلوا في أن يقفوا موقفا يُشجِّع مجلس الأمن على أن يسعى في جدٍّ وصدق إلى استعادة "الملف" من أيدي مغتصبيه، ويحوِّل، بالتالي، فشل "عملية السلام" إلى نجاح، وموتها إلى حياة، فهل بقي بعد ذلك من سبب يدعونا إلى الاستمساك بذاك التفسير الرسمي العربي لفشل "عملية السلام"؟!

نحن لا نجادل في أن الولايات المتحدة هي التي تسبَّبت، وما زالت تتسبَّب، بفشل "عملية السلام"، وكأن لها مصلحة حقيقية في هذا الذي تسميه الحكومات العربية "فشل عملية السلام"؛ ولكننا لا نقول باكتمال هذا التفسير ما دام العرب لا ينظرون إلى هذا "السبب" على أنه "نتيجة"، يكمن سببها في العجز العربي عن جعل إسرائيل تُؤمِن، كما نُؤمِن، بالسلام خيارا إستراتيجيا لا تراجع عنه.

بعد فشلهم في حَمْل مجلس الأمن الدولي على تحويل "عملية السلام" من قصة فشل إلى قصة نجاح، كان ينبغي للدول العربية أن تجتمع لتقرِّر دفن "مبادرة السلام العربية" التي على ما وعدت به إسرائيل من سلام عربي جماعي معها، ومن تطبيع عربي شامل للعلاقة معها، إذا ما قبلت "إذا الشرطية العربية"، فشلت في أن تغريها بالسلام، وفي أن تقنعها بجدواه وأهميته بالنسبة إليها، وكأن إسرائيل التي ضحَّيْنا حتى بأنفسنا في سبيل السلام معها تنتظر قمة عربية جديدة تُعلن فيها الدول العربية أنها تعترف بحق الدولة اليهودية في الوجود من غير أن تريد، مع ذلك، جزاءً أو شكورا!

هذه المأساة، التي هي من صنع ضحيتها، أي نحن، في المقام الأول، تمخَّضت فولدت مهزلة، نراها واضحة جلية، إذا ما أردنا إجابة السؤال الآتي: هل تنجح "حماس"، في حال قبولها مبادرة السلام العربية، في ما فشلت فيه الدول العربية جميعا ومجتمعة؟ إذا كانت الدول العربية جميعا لم تنجح في إغراء إسرائيل بقبول "إذا الشرطية العربية"، التي هي أقل الكلمات شأنا وأهمية في "المبادرة"، فأي عاقل هذا الذي يعتقد أن "حماس" في مقدورها أن تجترح "المعجزة"، أي معجزة أن تقبل إسرائيل "إذا الشرطية العربية" تلك بعد، وبفضل، إعلان "حماس" قبولها الواضح والجلي لمبادرة السلام العربية؟!

إن خطأ "حماس"، الذي يوشك أن يتحوَّل إلى "خطيئة"، يكمن في عجزها عن إجابة السؤال السياسي العملي الآتي: كيف يمكن أن تنجح "حماس" في المزاوجة بين حقها في أن تظل ممتنعة عن الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والمصلحة العامة للفلسطينيين في إنهاء معاناتهم الإنسانية التي لا قبل لهم بها؟ الجواب الذي تقرِّه المصلحة الفلسطينية العامة الكامنة في ذاك السؤال إنما هو ترك الحُكم والحكومة، والعودة فورا إلى موقع المعارضة البرلمانية فحسب مع قبول خيار "الاستفتاء الشعبي"، أو خيار "العودة إلى صناديق الاقتراع"، إذا ما اقتضت المصلحة الفلسطينية ذلك، اليوم، أو غدا، أو بعد غدٍ.

"حماس" أقامت حكومتها من أجل أن تحكم في طريقة تعطي ولو نزرا من النتائج التي توقعها، أو رغب فيها، الفلسطينيون الذين انتخبوها، وقد كانوا غالبية الناخبين الفلسطينيين، فهل حكمت في هذا المعنى أم سمحت، موضوعيا، لأعداء الشعب الفلسطيني باتخاذ الحكومة التي ألَّفتها أداة تحكُّم في مصير الفلسطينيين.. في حقوقهم القومية، ومصالحهم، وحتى في لقمة عيشهم؟!

كان على "حماس" أن تجيد لعبة الخروج من "بيت الطاعة" الذي دخلته بملء إرادتها بأن تقبل فورا، وبلا قيد أو شرط، أن يقرِّر الناخبون الفلسطينيون، عبر استفتاء شعبي، موقفهم من "وثيقة الأسرى"، وبأن تقرِّر هي، بعد ذلك، وبما يتفق مع نتائج الاستفتاء، موقفها النهائي، فإما أن تترك الحكم والحكومة وإما أن تشارك في حكومة جديدة تتخذ "وثيقة الأسرى"، كما أُُقرَّت في الاستفتاء الشعبي، برنامجا سياسيا لها.

"حماس" لم تُجِدْ اللعبة، فمصالحها الفئوية الضيقة، وأهمها الاحتفاظ بالهيمنة على حكومة لا تحكم، تضر الفلسطينيين ولا تنفعهم، حملتها على أن تعلل نفسها بوهم "اشتدي أزمة تنفرجي"، فكانت العاقبة اجتماع تفاقم المعاناة الإنسانية للفلسطينيين مع استمرار الهبوط في منسوب التأييد الشعبي للحركة وحكومتها.

وإذا كان من نتيجة انتهت إليها تجربة "حماس" في الحكم فهذه النتيجة إنما هي جعل الفلسطينيين يفاضلون بين فشل قديم ينسبونه إلى "فتح"، وفشل جديد ينسبونه إلى "حماس"، مع أنهم يجمعون على أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما المتَّهم الأول في التسبب في هذا الفشل وذاك. وتكاد المفاضلة تنتهي إلى تفضيل فشل "فتح" على فشل "حماس"؛ ذلك لأن الفشل الثاني عاد عليهم بمعاناة إنسانية متافقمة.

إن أحدا من الفلسطينيين لا يدعو "حماس"، ولا يحق له أن يدعوها، إلى التخلي عما تسميه "ثوابتها السياسية"، فلـ "حماس" الحق في أن ترفض في الطريقة التي تشاء، أو في أن تقبل في الطريقة التي تشاء، شروط ومطالب اللجنة الرباعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

ولكن الأهم الآن من هذا هو أن تتخذ "حماس" من المواقف والقرارات ما يخدم مصلحة الفلسطينيين لجهة إنهاء الحصار المالي والاقتصادي والسياسي الذي يتعرَّضون له، ويسمح لها، في الوقت نفسه، بالاحتفاظ بكل ما تنظر إليه على أنه من "الثوابت السياسية" التي لا يمكنها التخلي عنها أبدا، أو الآن، أو من غير أن تلبي إسرائيل ما تدعوها إلى تلبيته من شروط ومطالب فلسطينية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبديد الاقتصادي عبر النساء!
- -النسبية- في القرآن كما شرحها الدكتور النجار!
- الحرب -الإلهية-!
- الميزان الفلسطيني المفقود!
- -حزب الله- ينتقل إلى الهجوم!
- مرض -التسليم بما هو في حاجة إلى إثبات-!
- جدل الاعتراف بإسرائيل!
- ثنائية -الإيمان والعقل- لدى البابا!
- الخطأ والاعتذار!
- -الفَرْد- و-السياسة-!
- -العصر الوسيط- يُبعث حيا!
- الفرصة التي يتيحها ضعف أولمرت!
- في -النسبية-
- بعضٌ من النقاط فوق وتحت حروف -الإرهاب-!
- بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا
- الحل الذي يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- بعض من تجربتي في الفساد!
- -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!
- لِمَ تعادي الولايات المتحدة -إيران النووية-؟
- حلالٌ أن يتزوَّج الرجل ابنته.. حرام أن يتزوَّج مجتمعنا الديم ...


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!