أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سحر مهدي الياسري - نورّت مصر















المزيد.....

نورّت مصر


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:47
المحور: كتابات ساخرة
    


عذرا للقاهرة .....عذرا للاسكندرية .....المدن التي تنفستها وتنفستني
عذرا لكل المصريين الذين أحببت طيبتهم وكرمهم وحبهم
كنت أود الكتابة عنكم أولا ولكن ما تعرضت على الحدود المصرية الاردنية أولى بالكتابة عنه ..لن أقول لكم كيف حصلت على فيزا سياحية لزيارة مصر والتي هي من الصعوبة بمكان للعراقي وبعد تحقيقات مطولة للجنة الامنية في كل سفارة مصرية للموافقة على منح الفيزا ولن يكون أمامك للاستعداد للرحلة سوى أن تستقل طائرة وأمر التفتيش في المطار لن تستغرق سوى أربع ساعات وهو أمر هين أما أذا كنتم مثلي من محبي المغامرات والسير في الطرق الارضية وأخترت الطريق البري فأليك ما يجري
ستكون عقبتك الاولى بعد أن تكون سلمت من مخاطر الطريق بعون الله الحدود الاردنية التي ستطالبك بهوية الاحوال المدنية أم الفسفورة وشهادة الجنسية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن وأسم عشيرتك وعملك وسكنك وسبب سفرتك ..ووووووو
وتنتهي أما بموافقة الضابط الاردني على مرورك أو الرفض حسب مزاجه ذالك اليوم وطبعا ستقولون راجعي السفارة الاردنية للحصول على تأشيرة مرور سيرفضون ويقولون لاداعي لذلك لأنك ستحصل عليها عند المنفذ الحدودي
وبعد مسلسل الاذلال الاردني المقيت تمر بالاراضي المقدسة الاردنية وتكون من المحظوظين لتصل العقبة للعبور للبر المصري عند ميناء نويبع لتجد المئات سبقوك بأنتظار العبارة الوحيدة التي تقل الالاف من المسافرين الفقراء من البر المصري الى الاردن والخليج والسعودية وبالعكس لتعد ساعات طوال حتى تعبر للجانب الاخر لتفاجأ عند نزولك بأحدهم يقول لك العراقيون ...الفلسطينيون ..اللبنانيون الى مباحث أمن الدولة وتساق كالمجرمين وتأخذ الافكار بعيدا خوفا ..جزعا .ضجرا وتبقى تعد الساعات فوق المصاطب المهترئة والتراب والرمل يغطي وجهك وقد أنقلبت سحنتك تماما بأنتظار التحقيق معك بدون ان تبل ريقك ولن يسمح لك بالمغادرة لشراء جرعة ماء الابعد أنتهاء التحقيق أما بالسماح لك بالدخول ونورّت مصر
وأما ستكون أسما يشابه أسم أحد الارهابيين المطلوبين ويأخذوك الى أمن سيناء للتأكد ولاأعرف حقا باقي هذه الرحلة لاني كنت من المحظوطين وسمحوا لي بالدخول
سيكون لي مقال مستقل عن زيارتي للقاهرة والاسكندرية ورشيد وكفر الشيخ لانها بصدق كانت رائعة والاروع منها ناس مصر بكل طيبتهم وكرم أخلاقهم وحبهم الذي غمرونا به
ولدى الرجوع حصلنا على موعد ركوب العبارة بعد ثمانية أيام للزحام الحاصل بسبب العمرة
فوصلنا نويبع يوم 26-9 الساعة السادسة صباحا ليسوقنا أحد أفراد الشرطة كالغنم الى قاعة المسافرين بمصاطبها المهترئة ومراوح تناضل قيظ الصحراء بلا جدوى لاماء وأنتظروا هنا لحين النداء لكم لركوب العبارة وتمر الساعات ولانداء ولاهم يحزنون
يدب القلق وتذهب للسؤال والجواب دائما أنتظر النداء لاتغادروا القاعة التي تجمعت فيها عوائل عراقية وفلسطينية وسورية وعشرا ت من الجزائريين قسم منهم تجاوز بقائها في القاعة الايام دون نداء
فقط حجاج العمرة من المصريين هم من يغادر بعشرات السيارات والاجانب من جنسيات أوربية و الاس..تعرفون من أما نحن العرب الذين نورّنا مصر بأطفالنا ونسائنا فلنا شرف الانتظار
أتفق جميعنا على مغادرة القاعة والجلوس على الرصيف المواجه لمدخل الميناء لنرى ماذا يحدث ولاشيء سوى الجواب الوحيد لانعرف متى تغادرون أنتظروا في أي ساعة سيأتيكم النداء وقضينا الليل بطوله وبرده القارص نوما على الرصيف فوق كارتونات وجمعينا يومها لانتعدى الثلاثين شخصا لم يسمح لنا ومرت عشرات السيارات المصرية ونورّنا مصر
وأصبح الصباح ليوم 27-9 بنوره ولاح فوق نويبع ولاشيء يوحي أننا سنغادر عندما لاحت سيارات العمرة مرة أخرى نظمّنا طابورا أمام باب الدخول لأجبار السلطات لادخالنا ولكن خرج أحد الضباط الشباب برتبة ملازم أول يصرخ ويتوعد ويهدد أن لم نغادر الى القاعة فورا فنحن لانعرف ماذا سيحدث لنا ولكننا أمتنعنا وبدأت طلائع سيارت العمرة الدخول ورفضنا نحن العراقيون ان تدخل هذه السيارات قبل دخولنا ووقفت ومعي سيدة عراقية وابنائها وشاب سوري اما الباص لمنعه من الدخول قبل أن ندخل نحن وقد أصبح عددنا يتجاوز الاف قامت الشرطة المصرية برئاسة عقيدة تخلى عن كل القيم الانسانية وبكل نذالة بدلا من حل مشكلتنا أمر سائق السيارة بدهسنا وسحب رجال المباحث الاسود الشاب المصري الى مقرهم والعالم وحده يعرف ما جرى والسيدة العراقية خافت على اولادها وبقيت وحدي تدفع بي السيارة وأنا أرفض الابتعاد الا بعد حل مشكلتنا والتي رفض ابطال الشرطة المصرية حلها وهددوني بسحب جواز سفري واعتقالي فطلبت منه أن يفعل لاني سأقيم دعوى أيضا عليه بالتحريض على قتلي لتستمر معركة بالايدي بيني وبينهم ( سيضحك بعض من يعرفني لازلت كما أنت سحر الياسري بكل عنفك نعم لم أتحضّر بعد ) فتدخل زوجي وسحبني بقوة منعا لمشاكل أكبر ومرت الحافلات ونحن وأطفالنا الذين أصابهم الاسهال من برد الليلة الماضية نرطن بالسباب فبدلا من سيارة أسعاف تغيث الاطفال ضباط بوليس بمنتهى قلة الادب والانحطاط الخلقي والانساني يدفعوك بعيدا
لا أعرف ماذا تدرس أكاديميات الشرطة العربية لتخرج ضباطا بلا قيم أنسانية ..قلة ذوق ..سؤ خلق
وتتجاوز الساعة الثانية عشر ظهرا ونحن تحت أشعة الشمس بدون أي وقاية ومن حين لحين نتلقى موشحا من ألاهانات من البوليس المصري الخافر ليوم 27-9 ولن أستثني أحدا منهم من قلة الذوق والسلوك اللاأنساني مع المسافرين .لتفتح أخيرا بوابات الخروج ويقف العقيد بأبتسامة خرقاء يودعني كنت سأعتقلك فأجبت ليتك فعلت
نورّت مصر
وتصل العقبة ومن باب العبارة العراقيون الى المخابرات بسيارة خاصة نساق الى التحقيق بدأ من العشيرة وأنتهاءا بجواز سفري الذي لايشبه جواز سفر زوجي الى هوياتنا أم الفسفورة الى الى الى ........ليتكرم الباشا مخابرات الاردني بالسماح لنا بالمرور بالاراضي المقدسة الاردنية المحرمة عليك أيها العربي والمفتوحة ذراعيها للاوربيين والاسر......
لتصل الى دمشق برا في اليوم الرابع وقد هدك التعب والاذلال وهي الحدود الوحيدة المرحب فيها بك دون أذلال كونك عربيا ودون أسئلة الى أين ومن ولن تستغرقك الاجراءات سوى دقائق وأهلا وسهلا فيك
والى رحلة أخرى كل عام وأنتم بخير



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة -تخلص مني
- الاسلام والجرائم الماسة بالامن الداخلي للدولة
- أجتثاث الفقر -الجهود والتحديات
- التعليم الالزامي / التعليم الوافي الغرض
- قصيدة وطن آيل للسقوط
- الاستثمار في تعليم النساء
- العمال العراقيين المهاجرين والمهجرين
- المرأة العراقية المهاجرة والمهجرة
- كردستان جنة الارض والاحلام الوردية
- المنظمات النسوية العراقية - الى أين المسير
- تشبيب الفقر - الجزء الثاني - الاطفال المهمشون
- تشبيب الفقر - الجزء الاول
- جريمة تعطيل أوامر الحكومة لغرض أجرامي
- قصيدة بيروت مهداة الى الحكام العرب
- جريمة تخريب أو هدم أو أتلاف أملاك وأموال الدولة
- قصيدة بينما
- جريمة الشروع في أثارة العصيان المسلح
- جريمة تنظيم أو ترأس أو قيادة العصابات المسلحة
- جريمة أثارة الحرب الاهلية والاقتتال الطائفي
- الحماية القانونية والاجتماعية للمرأة التي تقضي حياتها دون أس ...


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سحر مهدي الياسري - نورّت مصر