أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سالم جبران - ماركسية الحقبة الجديدة-ثورية,إنسانية,ديمقراطية















المزيد.....

ماركسية الحقبة الجديدة-ثورية,إنسانية,ديمقراطية


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عندما انهار الاتحاد السوفييتي ومعه كل الأنظمة الاشتراكية في أوروبا تحول العالم إلى نظام القطب الواحد, عملياً. هذا التطور قاد إلى تصعيد لم يسبق له مثيل في السياسة الأمريكية, والغربية عموماً, وهذا التصعيد وجد تعبيراً عنه في تصعيد عنيف للاستغلال الاقتصادي الذي يمارسه الغرب الرأسمالي الصناعي, بقيادة أمريكا, ضد كل شعوب العالم .
ولكن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يندفعوا للاستغلال الاقتصادي المباشر, فقط, بل قاموا بحملة تهدف إلى تدمير الحلم الاشتراكي, وإلى تدمير التطلع في آسيا وأفريقيا, إلى بناء دول قومية معاصرة وتدمير التضامن والتحالفات بين العاملين, عالميا, وبين دول العالم الثالث إننا نلاحظ الآن, بوضوح كامل, أن المخطط الأمريكي, هو مخطط تفتيت وتفكيك الدول القومية, بل وتفكيك الفكرة القومية والرابطة القومية ويبيعون"العولمة" على أنها تفكيك كل شيء, وتقديس المال والتقدم الشخصي الموهوم في عالم, بلا قومية, وبلا ثقافة, وبلا تراث, وبلا انتماء جماعي للشعب.
علينا أن نعترف أن الشيوعية, في المنافسة الاقتصادية مع الرأسمالية, قد فشلت فشلاً ذريعاً, بسبب غياب المبادرات وغياب الاحترام للحاجات الاستهلاكية لشعوب الدول الاشتراكية. كل مَن زار الدول الاشتراكية كان يحس أولاً أنها سجن مغلق عن العالم, المواطنون فيه ممنوعون من زيارة الدول الأجنبية, وثانياً, تنقصه الأكثرية الساحقة من الحاجات الاستهلاكية التي في متناول كل الناس, في العالم الغربي.
واعتقد أن القول بأن الاتحاد السوفييتي وبقية الدول الاشتراكية قد سقطت نتيجة "مؤامرة" أمريكية وتجسس غربي ناجح-هو قول سخيف. وأسخف منه الزعم بأن غورباتشوف هو المسؤول عن انهيار النظام الاشتراكي!!
التجربة الاشتراكية تجربة عاصفة وعظيمة, ولكن العاصفة العالمية تحولت بسرعة تاريخية إلى مستنقع للبيروقراطية الدموية والطبقية المرعبة والاغتيالات وغياب أبسط حقوق الإنسان.
ولذلك فإننا نستذكر القول الشهير للفيلسوف الألماني الشهير هيغل "كل نظام يسقط أغلب الظن أنه كانت أسباب موضوعية لسقوطه".
هل يعني هذا الكلام أن الرأسمالية هي الخيار وما علينا إلاّ أن ندور في فلك النظام الاحتكاري-الاستعماري الأمريكي؟ يقيناً أن الصراع الطبقي, بمعناه الشامل, الاقتصادي والاجتماعي والفلسفي, هو حتمية تاريخية في ظل نظام الاستغلال البشع واحتكار القلة القليلة لأكثرية خيرات المجتمع.
على ضوء ذلك, منطقياً, فلسفياً وعملياً, هناك حاجة لأحزاب ماركسية, اشتراكية, تقود المظلومين ضد البطش الرأسمالي. ولكن ما نلاحظه, هو أن الحركة الشيوعية العالمية ضامرة وذابلة, وعاجزة عن طرح البدائل, كما نشاهد تراجعاً حاداً جداً في عضوية وشعبية الأحزاب الشيوعية.
في اعتقادنا أن الأحزاب الشيوعية, تقريباً كلها, نسخت عن النموذج السوفييتي في المبنى الهرمي, وفي تأليه القيادة, وفي المحافظة الصارمة تنظيمياً, وفي اختزال الماركسية الخلاقة المتدفقة إلى جمل وصياغات أشبه ما تكون بالكليشهات الميِّتة. وقد نسخت الأحزاب الشيوعية كلها تقريباً, عن الاتحاد السوفييتي, الصيغة التنظيمية, ونمط التفكير الايديولوجي, الجامد, بل ونسخت عنه أيضاً تكتيكاته التي كانت تهدف إلى تقدم المصالح السياسية والاقتصادية للاتحاد السوفييتي.
الآن أصبح بالإمكان, وأصبح لا خيار أمام أي حزب عمالي أو ماركسي, إلاّ أن يصوغ تفكيره وتنظيره وبرنامجه وأُسلوب عمله وشكل عمله بين جماهيره بدون تقليد "الأخ الأكبر" وانطلاقاً من الحاجات المحلية للنضال الثوري المحلي.
بالإضافة لهذا, علينا أن نلاحظ أن عواصف مذهلة قد حدثت في العالم, وربما أهمها الثورة العلمية التكنولوجية, وثورة المعلومات. لم يعد بإمكان أي حزب أن يظَّل "مجبولا من طينة خاصة". أو منغلقاً على نفسه كما لو كان "تنظيماً سرياً" .
هناك في التقاليد النضالية للأحزاب الشيوعية والعمالية ما هو جدير بالدراسة, ولكن مبدئياً, هناك حاجة إلى ثورة اجتماعية وفكرية وسياسية وإعلامية, هناك حاجة إلى التجدد العاصف بدون ترك البوصلة التي هي – النضال للعدل الاجتماعي الحقيقي والأُخوة الإنسانية.
إذا كان ماركس وإنجلز قد نظَّرا لمطلع القرن التاسع عشر, وإذا كان لينين قد نظَّر للثورة البروليتارية في مطلع القرن العشرين, فإن التخمين العلمي يقول إن النضال العمالي, الاشتراكي, الاجتماعي, في عصرنا العاصف يحتاج إلى رؤية جديدة, إلى صياغة جديدة, إلى نضال في ظروف جديدة تماماً, وإلى أساليب ديمقراطية وجماهيرية لم تكن ممكنة قبل قرن من الزمان.
في عصرنا لم يعد ممكناً الاكتفاء بأحزاب "سرية", "مجبولة من طينة خاصة" تعتمد "المركزية الديمقراطية" الحديدية, بل هناك حاجة إلى أحزاب مفتوحة على العصر, مفتوحة على الناس, تتفاعل مع الثورة الإعلامية وتستفيد منها, مفتوحة أمام كل الطبقات المتضررة من النظام الاحتكاري, قادرة أن تستفيد من الثورة الإعلامية في الدولة, وقادرة أن تفرز قيادات محنكة ومهنية قادرة أن تناظر وأن تصارع سياسيي الرأسمالية. قادرة أن تستوعب أعضاءً وأنصاراً كثيرين وأن تقيم تحالفات في المعركة ضد الاحتكارات.
إن الانتصارات والنجاحات الهامة في أمريكا اللاتينية مثيرة للاهتمام وجديرة بالدراسة, كما أن مركزية الحزب الشيوعي الايطالي في الحياة السياسية لايطاليا مثيرة للاهتمام.
الماركسية "القديمة", كانت في نظر نفسها "نقية" وصحيحة مئة بالمئة, بينما كل ما أقل من مئة بالمئة كان "خاطئاً", "انتهازياً", كان "تنقيحياً", اشتراكياً ديمقراطياً", "عميلاً للرأسمالية بين الطبقة العاملة", إلى آخر هذا الكلام الذي اجترته الأحزاب الشيوعية نقلاً عن الشيوعية الستالينية, الإرهابية إلى حد مذهل .
ما هو مطلوب بدون تأجيل هو أنسنة الماركسية, بحيث تضم بالإضافة إلى الصراع الطبقي, الصراع الثقافي, الصراع دفاعاً عن حقوق الإنسان, الصراع للمساواة الحقيقية للمرأة., الصراع دفاعاً عن الأقليات, الصراع العالمي دفاعاً عن العمال الأجانب, وأمواج الهجرة من العالم الثالث إلى الدول الصناعية, كما أن المبنى الداخلي للأحزاب يجب أن يتخلص تماماً من سرطان تقديس الشخصية, ومن "الطينة الخاصة", ومن احتكار النخبة القيادية خدمة لمصالحها, مما يجعلها تتعامل مع الكوادر كجنود تنفيذ فقط, أما التفكير فهو للقيادة, التي جُبِلَت من طينة خاصة جداً!!
ذات مرة كان اصطلاح "الاشتراكية الديمقراطية" كفراً لا كفر أشنع منه وأخطر. في اعتقادي المتواضع أن صيغة العمل الحزبي الماركسي الجديد, يجب أن تتسع للالتزام الاشتراكي والنضال الاشتراكي, و أن تتسع للديمقراطية العلنية ولإمكانية تعدد الآراء, ولشرعية الاجتهادات المختلفة.
ليس صدفة أن الأحزاب الشيوعية في السابق تميزت بالانغلاق المحكم, وبكثرة الانقسامات التدميرية, بينما الأحزاب الاشتراكية كانت تتسع للصراعات الحادة, بدون انقسام, وتتسع لاجتهادات كثيرة, بدون تخوين.
إن مركزية الصراع الاجتماعي والصراع لحقوق الإنسان, بمعناها, الشامل, هو ما يجب أن يعيد للأحزاب الماركسية حيويتها وملاءمتها للمرحلة, واندماجها بتطلعات الجماهير الشعبية وأحلامها. قال كارل ماركس, أعظم الفلاسفة والثوريين في التاريخ: "أنا إنسان , وكل ما هو إنساني ليس غريباً عني". إذا ارتبطنا بهذه المقولة, اعتقد أن بالإمكان أن تستعيد الحركة العمالية الثورية حيويتها التاريخية وقيادتها للتحولات الجوهرية في المجتمع الإنساني, وأن تحمل من جديد بشرى تحريرية شاملة, للإنسانية. ما تحتاجه الحركة العمالية الثورية العالمية, وأحزابها, ليس "ترقيعات" وإصلاحات شكلية, بل صياغة جديدة للاستراتيجية والتكتيكات وأساليب النضال وبناءً جديداً للعلاقة بالجماهير التي تتطور وتتجدد وترقى سياسياً واجتماعياً وثقافياً باستمرار. ً



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكبر من أزمة ثقافية
- كذب الظَّن ,لا إمام سوى العقل!
- إسرائيل بدأت تستعد للحرب القادمة
- وضع العرب الفلسطينيين في إسرائيل
- المعركة ضد الاستعمار الأمريكي والمعركة ضد الأصولية الدينية ا ...
- الشخصية الأولى في إسرائيل–علامة سؤال
- الحرب على لبنان دمرّت..حكومة أولمرت
- هل كانت الحرب لإعادة الجنود المخطوفين؟
- في دولة الأغنياء
- هل هناك استراتيجية عربية
- بعد الفشل في الحرب إنتخابات برلمانية مبكرة
- انتخابات الآن
- بعد توقف العدوان على لبنان بدأت الحرب الداخلية في إسرائيل
- الفرق بين القومية والجعجعة القومية
- تكاليف الحرب
- قبل أن تنتهي الحرب
- المؤرخ الإسرائيلي الدكتور توم سيغف
- أمة أقوى من الموت
- الكارثةالإنسانية في لبنان كشفت الوجه الحقيقي الشع لإسرائيل
- تساؤلات رافضة للحرب القذرة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سالم جبران - ماركسية الحقبة الجديدة-ثورية,إنسانية,ديمقراطية