أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الفلسطينيون...الخبز او القضية















المزيد.....

الفلسطينيون...الخبز او القضية


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعيدا عن كل الحذلقات والفلسفات واسس التفكير العلمي وقواعد العمل السياسي ياخذني حال الناس هنا على الارض في شهر رمضان, كل عام كانت شوارع المدينة تضج بالبشر وتجار الحلويات ينشطون قبيل الفطور ويحضر بائعي العربات والتسالي والقهوة انفسهم بعد الافطار تحضيرا لسهر يمتد حتى الصباح, كل عام يشتري تجار المواد الغذائية الكثير منها قبيل الشهر الفضيل ويشتغل تجار الملابس والاحذية طوال الشهر تحضيرا لايامه الاخيرة الا هذا العام, لا شيء من ذلك ابدا, المدينة صامتة , بلا صوت وبلا حراك لا قبيل الفطور ولا بعده وكان الناس قرروا التزام بيوتهم, حتى دعوات الافطار العائلية تكاد تكون قد اختفت, كل ما في الامر ان مائة وعشرون الف بدون رواتب والآخرون يعملون من خلالهم والاعمال تعطلت, لا ثمن للخبز ولا ثمن للدواء ولا شعور بان هناك حل قادم. والسؤال ما العمل يوجهه كل الناس هنا, لكل الناس هنا او هناك, ما العمل والى اين نحن ذاهبون, والى اي مدى نحن مطالبون بان نصبر, وهل صبرنا سياتي بنتيجة لصالح مشروعنا الوطني ام لصالح انهياره, كيف نصبر وباية ادوات, هذا الصراخ ينطلق من هنا من الارض الفلسطينية المجروحة حتى النخاع, من الناس الفلسطينيين الجياع, فما العمل ذالك هو السؤال الكبير الذي يقفز من كل الافواه التي لا تجد الخبز، فما هي الاجابات لدى اولئك الذين من المفترض انهم مسئولون عن قوت الشعب وقضيته:

الرئاسة: ومن معها تحمل حركة حماس المسئولية بسبب تعنتها ويذهب البعض الى حد مطالبتها بالاعتراف باسرائيل التي لا تعترف بنا اصلا, لا هي ولا من معها, او ان تستقيل وتتنازل عن انتخاب الناس لها وتتراجع عن تمثيل ارادتهم, وتترك الحكومة لمن يريد ان يعترف باسرائيل وغيرها لكي يشكلوا الحكومة التي يقبل بها الحلف الامريكي الاسرائيلي وبذا نقول لارادة شعبنا الى الجحيم, ولاختيارهم لا امل ولا تفكروا يوما باختيار يخالف ارادة امريكا, عليكم ان لا تصدقوا ابدا حكاية اللعبة الديمقراطية التي تنادي بها امريكا الباحثة ابدا عن صراع طويل مع الشرق ومع الاسلام في المقدمة, امريكا هذه التي تدفع بالجائعين الى الموت وللموت انواع واشكال فحين يجد الناس بالعراق او افغانستان او الصومال او دار فور او سوريا او لبنان او ايران ان لا سبيل سوى الموت فليكن الموت اذن على رؤوس الاعداء, فمن يصنع التطرف اذن, امريكا هذه التي تستعمر بالقوة وتريد ان تستعمر حتى بالفكر والديمقراطية والرئاسة تنتظر ان تتنازل الحكومة وتسلم لها بالامر والى ذلك فهي تعتبر نفسها خارج اللعبة والمسئولية لا تعنيها بشيء وتكتفي بكيل النقد وعقد الاجتماعات وجميعها منصبة على الحكومة وتنازلها الضروري ولا احد يتحدث عن الاحتلال وجرائمه وامريكا وجرائمها والحصار الجائر الغير مبرر, اجتماعات تارة يحضرها ممثلو المنظمة وتارة ممثلو الرئاسة والحكومة غائبة ولا يجهد احد نفسه بالدفاع عن هذه الحكومة او حتى اعتبارها ممثلة لارادة الشعب ولو لغة وقد اصبحت الحكومة المتهم الوحيد والسؤال ما العمل؟.

الحكومة: ويبدو انها وحدها في عالم الفصائل والقوى تتمسك بارادة الشعب وبقراره في الصناديق والذي مثل ارادة حقيقية لا يستطيع ايا كان ان يناقشها وهي تتهم الآخرين بانهم يخربون عليها المسيرة, ويتعمدون الاساءة لها والالتفاف بل وتتهم البعض بالتآمر عليها مع اسرائيل وامريكا في سبيل اجبارها اما على التنازل عن الحكم وادارة الظهر لمن وضعوا ثقتهم بها وان تقول لهم آسفة لقد فشل مشروع الصمود والمقاومة واما ان تعلن علنا تنازلها عن هذا المشروع وكلا الحالتين كارثة, وفي نفس الوقت فان الحكومة لا تقوم باي عمل من شانه تقديم الاثبات للناس انها تحاول وتعمل بل هي تكتفي ايضا بالاتهام للآخرين وعبثا يهم ذلك رجل الشارع الفلسطيني فلا نحن في حرب ولا نحن في سلم, لا نحن في حال مقاومة حقيقية ولا نحن في حالة خنوع وتنازل, حكومة بات كل همها اثبات سقوط الآخرين وتخاذلهم دون ان تكلف نفسها عناء الخروج من القمقم الذي ارادوه لها ابدا, والسؤال ما العمل؟.

الفصائل الأخرى(م.ت.ف): العرس عند الجيران, فلا احد هنا على الاطلاق وهي في الحقيقة تاخذ موقفا الى جانب الرئاسة وفتح دون حتى محاولة التاثير او لعب دور ايجابي في تقريب وجهات النظر او ان تملك الجرأة والجماهيرية لتقول لكلاهما ما هكذا تورد الابل وتتقدم بمشروع عملي وطني لانقاذ الوضع, وهم يستخدمون لغة حيية سببها الحقيقي معرفتهم ان قوتهم على الارض لا تؤهلهم لرفع صوتهم اكثر مع انهم لو فعلوا لوجدوا الناس الى جانب من يقول الحقيقة ويعرف الطريق الى الطاحون, والسؤال لهم ايضا ما العمل؟.

الفصائل والقوى الاخرى: واقصد تلك التي تجمد دورها او التي لم تشارك اصلا في منظمة التحرير او بعض مجموعات المثقفين في الخارج والغالبية العظمى منهم تصب جام غضبها على الرئاسة والداعمين لها وتتهمهم بالخيانة والتآمر وما شابه وتطالب الشعب بان يصمد ويتحمل ويقاوم الابتزاز ويصفون كل من يدعو للتعقل بانه يحاول حماية المفرطين ولا زالوا يتحدثون بلغة عجيبة غريبة بعيدة عن معرفة تاثير الجوع على الجائع فهم لم يعرفوه اصلا حتى ولا صياما والسؤال مالعمل؟.

الجوع يصب في امعاء الناس ليس صياما وانما من القلة وقد يكون رمضان جاء ليحمي اسر باكملها تنتظر محسنا هنا ومحسنا هناك بعد ان كانت تعيش حياة كريمة ولا احد ينكر ان الثمن المباشر للخبز الآن هي القضية, المضربون على حق فهم يريدون خبزا لاطفالهم الذين يرون صور المسئولين على شاشات التلفاز والشبع ينط من كروشهم وعيونهم ووالدهم جائع قبلهم ويطالبهم بالصمت, والحكومة لا تريد التفريط وهذا حق ايضا فقد رات ما اصاب من مارسوا الاعتراف قبلها الى اين وصلوا بنا.

الخبز او القضية تلك هي المعادلة الصعبة التي نعيشها, فما العمل... هل نعلن بيع القضية بعدد من الارغفة نسد بها الرمق ونبدأ بالاعتراف ثمنا لرواتب الاشهر التي مضت وقد يكون ثمن الاشهر القادمة العن بكثير, ام ندعو الناس للموت دون الخبز مقابل ان تبقى القضية والقضية دون ناسها لا يمكن لها ان تعيش, هل ندعوهم لمغادرة الوطن, ام الموت فيه وكلاهما يؤديان لنفس النتيجة ترك الارض والقضية لاعداء شعبنا يفعلون بها ما يشاؤون, لا الخبز في سبيل الخبز ولتذهب القضية للجحيم فالجوع لا يرحم ولا اتهام الجائعين بالتآمر ومطالبة من لم يجد قوت يومه بالصيام الى الابد, كلاهما لا يقدمان حلا حقيقيا, فالذين يدعون للاعتراف اعترفوا وشبعوا اعترافا ولم يحصلوا على شيء سوى الاهانة تلو الاهانة, والذين يدعون للجوع لا نراهم يجوعون ولا يقدمون بديلا للموت جوعا ولم نسمع بان احدهم قد جاع قبل الناس لاجبارهم على عدم الصراخ.

الآخرين سيحاسبهم شعبهم في الانتخابات القادمة ان كان هناك انتخابات بانهم لن يروا مقاعد مجلس منتخب ايا كان ماداموا لا يملكوا حتى رؤية او مشروع ولو كلامي فلاي سبب هم موجودون اذن, والذين يصرخون من الخارج عليهم ان يجوعوا يوما هم واولادهم ثم ليصرخوا وليقولوا ما يريدون اما ثرثاري الصالونات والفضائيات والانترنت من الشبعانين حتى التخمة فالافضل لهم ان يصمتوا ما داموا لا يمكنهم تنظيم حملة تضامن حقيقية مع من يريدون لهم ان يموتوا جوعا على ارض غادرها بعضهم بمحض ارادته, فشعبنا مل من اولئك الذين يقومون بدور الناصحين فالنصيحة الفارغة لا تساوي سوى فراغها والجمل مقابل نصيحة حقيقية وعملية.

الخبز والقضية معا, القوت والقدس معا, الرواتب والوطن معا, وعلى اي قيادة وطنية ان تجد حلا لمعادلة تمسك بالطرفين والا فان الافضل لها ان تصمت والى الابد ما دامت لا تملك مشروعا حقيقيا ينقذ الشعب من الجوع وقضيته من الضياع, واي تفكير بالحل عن طريق التنازل سيعني اننا تجاوزنا كل الحدود وانحدرنا في طريق الهاوية وسندفع دوما ثمن خبزنا حتى آخر فلسطيني سيبقى على هذه الارض, كما ان مطالبة الناس بالموت جوعا جريمة اخرى فليس كل الناس مستعدون لهذا ولا يحق لقيادة شعب ان تطالبه بهذا قبل ان تموت هي من الجوع ضاربة المثل بما تطالب به.

انني اقترح كمواطن اذا كان للمواطن الحق بالادلاء بدلوه بمستقبله ومستقبل قضيته على قيادة القوى الفلسطينية وفي المقدمة مؤسستي الرئاسة والحكومة ان نتقدم بمشروع حيوي للعالم لاخراج الحالة من تابوت الموت, فلا يجوز ان يبقى شعار اللا هو صوتنا ونحن اضعف من ان نتمكن من تطبيقه, لا يمكن ان نعاند عالم نشحذ منه الخبز فاحد لا يدفع لمن يقاومه والعالم اليوم ذا لون واحد وفيما عدا سوريا وايران والسودان والمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وكوريا وفنزويلا وكوبا والبرازيل والرافضين للوجود الاجنبي في الصومال وافغانستان فان العالم اليوم ذا لون واحد امريكي, وبالتالي فهو لا يمكن ان يقدم لنا الخبز للاستمرار بالمقاومة وفي نفس الوقت لا يمكن لشعب يملك قليلا من الكرامة ان يضحي بقضيته وكرامته ومستقبله في سبيل الخبز فقط, اذن ما العمل؟ هل ندير ظهورنا وندفن رؤوسنا بالرمل ونصم آذاننا عن الجوع ام نبيع القضية وما بها لناكل ام نجد حلا آخر وهذا ما اقترحه.

اقترح ان تعلن قوى الشعب الفلسطيني عودتها للمربع الاول ومناداتها بدولة واحدة على ارض فلسطين الموحدة, دولة توفر الامكانية للعيش المشترك وعودة اللاجئين الفلسطينيين من ارض الشتات الى الوطن, او قبول القرار الاممي رقم 191 باقامة دولتين بكيان اقتصادي واحد، او قبول سائر قرارات الامم المتحدة جميعها كسلة واحدة, وفي نفس الوقت تعلن الدخول بهدنة من جانب واحد تستمر لمدة خمس سنوات مقدمة للمجتمع الدولي وليس لاسرائيل بهدف اعطاء القوى الدولية مهلة لالزام اسرائيل بالقبول بقرارات الامم المتحدة مع علمنا الاكيد انها لن تقبل بشيء من هذا وبالتالي سنضع المجتمع الدولي امام مسئولياته ونخرج من عنق الزجاجة ونحتفظ لانفسنا بالحق في مواصلة سائر اشكال الكفاح والمقاومة اللاعنفية, بذلك نكون قد اوفينا بالتزامات المجتمع الدولي ووضعناه امام مسئولياته واخرجنا شعبنا من الحالة المأساوية التي نعيشها جميعا الى جانب ان ذلك سيوقف حالة الاحتقان الداخلي وايا كانت الحكومة التي تدير الامر فان المهم التوافق على برنامجها السياسي, اكانت حماس ام فتح من تشكل الحكومة فالامر سيان ما دام مشروعنا الوطني واحد, علما بان حكومة توافق وطني, حكومة كفاح وطني تشارك بها كل القوى الفاعلة على الارض الحزبية وغير الحزبية ستساهم قطعا بشكل افضل في ادارة المعركة نحو تحقيق اهداف شعبنا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود الاسلام ... حدود الله
- المطلوب حكم لا حكومة
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي
- التربية المدنية..جتمعة المعرفة والفعل
- دارة ضعيفة لمعركة عظيمة
- المفدس..الوطن..الشعب ام التنظيم
- لارضاء العالم الاعور
- توافقوا..توافقوا..تزافقوا
- اللاعنف اداة مزدوجه
- اضراب عن الطعام
- من قتل سامر حماد
- كارثية فشل التجربة
- الآن وقبل فوات الأوان
- الماغوط...محترف الادهاش
- ِبصدد الطريق إلى الخلاص
- لننتصؤ بحماس لا عليها
- العرب بين شخصنة المسائل ومسألة الشخوص
- عملمة القوة
- خلافا لأمنياتهم


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الفلسطينيون...الخبز او القضية