أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - الشرق الأوسط وهواجس التفكك الداخلي !!














المزيد.....

الشرق الأوسط وهواجس التفكك الداخلي !!


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل أولى الإشارات التاريخية لمفهوم " الشرق الأوسط " قد تبلورت بعد الحرب العالمية الثانية وعلى امتداد أكثر من نصف قرن .. وكان النصف الثاني من القرن التاسع عشر قد نضجت فيه المسألة الشرقية ومفهوم " الشرق الأدنى " بشرقي أوروبا .. لقد فشلت مشروعات الشرق الأوسط سابقا بفعل قوة الدولة والمجتمع ، ولكنهما اليوم قد ضعفا مما أفصح عما اختزنته طويلا . ولكي يدرك العالم كله بأن منطقتنا واحدة من ابرز أقاليم الدنيا ، ليست هينة بل عصية جدا حتى وان كانت كلها في رعاية الغرب سابقا .. ولكن الأمر اليوم يختلف كثيرا ، ولقد فات هذا على صنّاع القرار من الأوربيين والأمريكيين في الماضي ، فهم اليوم يدركون تماما حجم ما تختزنه المنطقة من ترسّبات التاريخ ومن كل منطلقات العقائد ومن ثروات النفط الهائلة .. فضلا عن كونها المعبر الجاذب لكل من الشرق والغرب معا في جغرافية العالم الاقتصادية والحضارية . وعليه ، فمن البديهي أن تعيش المنطقة دوما تناقضات الماضي وصدامات الحاضر ومواجهات المستقبل .. إنها كانت ولم تزل تواجه تحديات صارمة وتدخلات خارجية سافرة .. ينتج عنها المزيد من الاضطرابات والكوارث .

واعتقد إن كانت التكوينات السياسية قوية فسوف تصمد أمام عواصف وأعاصير تهب على المنطقة من هنا وهناك والعكس يحصل لدى التكوينات الضعيفة .. ودوما نجد أن التدخلات الخارجية وراء إثارة الصراعات الداخلية . إن منطقتنا مقبلة على صراعات متنوعة لها مسببّات عدة في أماكن معينة وستحترق مناطق أخرى لم تكن قابلة للاشتعال في الماضي . إن جوهر معضلة منطقتنا اليوم أنها تمتلك المجال الحيوي الحقيقي في العالم. ولعّل الذي زاد من حدة التصادم ما روّج عن المسلمين وعالمهم الكبير والذي غدا يترصّده الغرب معتبرين إياه خصما حضاريا متصادما بفعل الافتراضات التي رّوج لها باسم " تصادم الحضارات " .. لقد مّر وقت قصير حتى غدت تلك الافتراضات حقيقة بفعل الأرضية المؤهلة ليس لذلك " التصادم " ، بل للصراعات الخارجية ..

لقد غدت المنطقة تنتقل من موديل لآخر نتيجة للتحولات الصعبة ، وتحّل فيها كل القسوة والآلام .. لقد مررنا بصفحات لا تعد ولا تحصى من الصراعات والتي يتفاقم حجمها يوما بعد آخر .. إن مرحلة الصراعات العربية كانت نتيجة للحرب الباردة في العالم بين الشرق والغرب ، وغدت اليوم قابلة مباشرة للاشتعال بفعل وسائل الإعلام المعولمة .. فالكتب والمحاضرات التي كان يلقيها أساتذة ومستشرقون وتتضمن أقسى الآراء ضدّنا .. كانت منحصرة في قاعات الدرس أو ردهات الجامعة أو رفوف المكتبات ! اليوم ، أصبح الخطاب مشاعا بسرعة خاطفة مما يعجّل بصنع شحنات مضادة متفجرة غضبا .. فما هي الصورة التي تمنحنا إياها الرؤية المستقبلية للمنطقة في ظل التفاعلات السريعة ؟ أقول بأن المنطقة كانت وستبقى تعيش سلسلة صراعات غاية في العنف :
صراعات الحقوق المستلبة من تراب أوطاننا وهي صراعات حدودية وإقليمية تاريخية موروثة في ظروف مختلفة ، وثمة صراعات قومية ثقافية تفّشت واستعرت في أكثر من مكان بمنطقتنا ، وهي الأكثر سخونة .. وهناك صراعات عرقية شوفينية بعد أن اندفعت الشعوب اندفاعات مستديمة لمزيد من التطرف القومي ، فطغى على المصالح الإقليمية والوطنية معا ، وتكاد تغيب الأوطان على حساب التماهي مع الأعراق المتصارعة سرا وعلنا .. وهناك صراعات داخلية متنوعة منتشرة .. إن منطقة الشرق الأوسط ستمزقها الأهواء والتعصّبات والتشنجات والصراعات على امتداد خمسين سنة بفعل تصادم المذاهب والطوائف والملل لتغدو المصالح بيد الآخر .. وكلنا لن ينسى ما كان يحاك من مؤامرات في عواصم ضد أخرى ! ولقد استغل العالم الخارجي مثل هذه الهشاشة وتلك ليكرس المزيد من التهديدات والتدخلات .

إن صراعات الشرق الأوسط الإقليمية والتي تزدحم بالمشكلات الإقليمية والحدودية والبحرية والسكانية والمذهبية والاقتصادية أجدها نتاج تاريخ عقيم من العلاقات والرؤى والأحداث .. إنني أرى بأن الانقسام اليوم في بداياته كما يبدو .. وخوفنا من أن يتحّول إلى صراع خطير تتمحور حول ثنائيته دول هنا ودول هناك بفعل تباين استراتيجياتها وسياساتها الخارجية ! فان الحاجة تدعو اليوم لتأسيس مبادئ جديدة وتحالفات قوية وإرجاع الحقوق إلى أهلها ..

لقد تفّشت الصراعات اليوم في بعض دول منطقتنا على مستوى الأحزاب السياسية والدينية معا ، فغدا لكّل منها ميليشيات ومرتزقة واوليغاريات عسكرية طاغية تخشى منها حكومات ودول ، إذ أن لها نفوذها في المجتمع وهي نتاج الحروب الحدودية والأهلية والإقليمية في بلدان معينة ! ومع تفاقم المخاطر ، نجد أن الصراعات الطائفية هي من اخطر ما تعيشه بعض مجتمعاتنا بحيث حّلت الانقسامات والتخندقات محل التوحدات الوطنية والسياسية فغدت مجتمعاتنا عرضة للاضمحلال الوطني على حساب التماهي مع الطائفية التي ستهدد مجتمعاتنا بالكامل وتزيد من إشعال الحروب الأهلية .. وخصوصا في مجتمعات مختلطة بالطوائف والملل والنحل.. إن صورة العراق المأساوية خير دليل على ما يكتنف منطقتنا اليوم من صراعات والتي نتمنى أن تذهب والى الأبد !

وأخيرا ، ثمة صراعات مختلطة جراء تفاقم ظاهرة الإرهاب الذي مرّ بمراحل خطيرة جدا وصولا إلى الحد من الحريات الشخصية وفرض الأقلية نفسها وصّيا على كل المجتمع والدولة والأعمال الأدبية وقتل الأفكار .. ومرورا بمشروع اغتيال الإبداع وانتهاء بهمجية قطع للرؤوس وتفخيخ للسيارات في قلب المدن العربية . إن هكذا منطقة تعّج بالتناقضات الساخنة لا تصلح أن تغدو مشروعا لأي طرف إقليمي أو دولي .. إذ لابد أن تمتلك إرادتها وتتخلّص من كل مشكلاتها وتعقيداتها . فهل سيحدث ذلك عمّا قريب ؟ إنني اشك في ذلك !




#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والتقاسيم : عشّاق وملالي ومجانين !!
- هل ينزلق العراق نحو حرب أهلية ؟؟
- َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟
- بلاد الأساطير تنحرها البشاعات !!
- نهاية العراق من دون شهادة وفاة !! كتاب يطالب بشهادات ميلاد ل ...
- حرب بلا نهاية: العراق ليس يوغسلافيا جديدة !!
- رحيل جرجيس فتح الله المحامي.. مثقف موصلي وسياسي عراقي متنوع ...
- روائيون خياليون يرسمون مصير الشرق الأوسط !!
- دعوا لبنان يعيش
- لبنان: حرب نظام أم كسر عظام ؟؟
- الأقليات الدينية في العراق .. لماذا تضطهد ؟؟
- اصلاحات جذرية يحتاجها العراق !!
- صاحبة الجلالة أقوى من قبة البرلمان !!
- من تصدير ثورة إلى استيراد ديمقراطية
- العراق: لماذا تشّوهون تاريخه وجغرافيته؟
- العراق ليس خارطة بريطانية !!
- ذبول العقل العربي: شراسة اليوتوبيا وصراع الاضداد..
- الكهّان الجدد .. ورجال التابو...متى تخرجون من الشرانق المتيّ ...
- من ينقذ البصرة : فينيسيا الشرق القديم ؟؟
- هل ثمة غرفة عمليات أمنية لدى الحكومة الجديدة ؟


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - الشرق الأوسط وهواجس التفكك الداخلي !!