أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال الطالباني الأخيرة نموذجاً















المزيد.....

موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال الطالباني الأخيرة نموذجاً


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبقى مشكلة الإحتلال هي المشكلة الرئيسية في بلادنا، وهي التي أطلقت وإستولدت شياطين جميع المشاكل والتفاصيل المرعبة الأخرى، لذلك فمسالة الموقف الوطني الواضح من الإحتلال والعمل على التخلص منه وطرده تقف في أول المهام الوطنية الصريحة، والتي لاتحتمل التأخير أو التأجيل أو التضليل، مهما كانت الذرائع والحجج. هناك موقفان من الإحتلال الأمريكي لبلادنا، موقف وطني واضح ومتكامل، وآخر متخاذل ومتواطيء معه، وهذا ما تبين وتكرس قبل الحرب العدوانية على بلادنا، وقبل حصول الإجتياح والإحتلال العسكري الكامل للوطن. أحياناً تصدر تصريحات هزيلة وملفقة، من أنه لايوجد عراقي واحد مع الإحتلال، وهذا كذب صريح تدحضة الوقائع والتفاصيل، ما قبل الإحتلال ومن ثم بعده والى الآن، وسوف تكشف الأيام والأحداث القادمة الحقيقة الكاملة للناس، وتكشف وتفضح كل من تعاون ونسق وساعد وتمنى أو صمت على الإحتلال، كذلك في اللقاءات السرية أوالعلنية، وفي النشاطات والتصريحات الكثيرة المعروفة .
الآن وبعد تفكك الموقف الأمريكي الداخلي على الصعيدين الرسمي والشعبي، والتقارير الخطيرة المتواترة حول حالة الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، وتصاعد المقاومة والرفض المتنوع لوجوده وعجزه عن الإمساك بالأرض وفرض سيطرة حقيقية عليها، وخروج مدن ومناطق كثيرة من سيطرته، وهي تقارير مثيرة تكشف مأزق الإحتلال، والدرجة الحرجة التي وصل إليها الوضع العام، بالإضافة الى تزايد الخسائر البشرية والمادية الحقيقية وليس الملفقة أو المعدلة، بالتزامن مع الفشل الكبير في العدوان والهجوم المشترك على لبنان لفرض مشروع الشرق الأوسط الجديد حسب رايس، وضغط إستحقاقات انتخابات الكونكرس في الخريف القادم، وتزعزع مكانة الحليف المتطابق بلير، ومحاولات بوش وبليرالمتأخرة والخادعة لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط ( يا سلام ) .. وبعد الفضائح الإعلامية والسياسية لبوش وطاقمه على يد شافيز وبرويز مشرف ( فضيحة أرميتاج ) في مذكراته الخطيرة، وفضيحة السلاح مقابل الكوكائين، تأتي النتائج المدمرة التي قادها ونفذها المحتل من قتل وتدمير وخراب أمني وإقتصادي وإجتماعي شامل، وفساد غير مسبوق غطى الخارطة العراقية، وتقسيم وإرهاب طائفي وقومي ضيق يهدد الوحدة الوطنية والوجود الوطني في الصميم، ويهدد الآمال والأهداف والأحلام الوطنية الصغيرة والكبيرة . فلم يعد من الممكن تبرير التصريحات والتحركات التي تصدر من الجهات والإشخاص المشاركيين في العملية السياسية الأمريكية، التي تحاول فرض وتكريس الإحتلال في وطننا، منذ خطوة مجلس المحكوميين السوداء الى آخر خطوة ومشروع يجري التفكير أو التصريح به ودفعه بالقوة المسلحة الى التنفيذ رغم كل لبوس ومكياج الديمقراطية والشفافية وغيرها من الترهات المموجة التي يغسلها ويدحضها الدم العراقي النازف، ويفضحها الفشل والخراب العميم .
لقد حصلت أحداث ومواقف كثيرة وقاطعة تكشف هذا التياين بين موقفين، موقف وطني يعرف المخاطر الجسيمة القادمة مع الإحتلال، ويعمل وفق رؤية وطنية واضحة لصد الإحتلال ومقاومتة وطرده، وطرف آخر خائن وفاسد ومنتفع على حساب الوطن والناس، لم تسعفة التبريرات والأعذار الملفقة والبائسة حول أوهام وأمور خيالية ستحصل في بلادنا بعد إستقرار الإحتلال ونجاحة العسكري والميداني والسياسي، ولا بد هنا من التذكير بإتفاقيات وأوامر قديمة وجديدة، صدرت في واشنطن ولندن وكردستان، ومن ثم في بغداد من قبل قيادة الإحتلال العسكرية والمدنية في بغداد، والتي تقود وتقرر كل شيء، وكل صغيرة وكبيرة، تساندها إدارة محلية فاشلة وفاسدة وتابعة تقبع في المنطقة الخضراء الملعونة والمدنسة، تمارس بغائها السياسي المدمر، وتعد العدة للهروب الكبير القادم مع الأيام بجلودها وبأموال الناس المنهوبة .
من هنا لايمكن اللقاء والتلاقي بين الموقفين، ولايمكن التقريب بينهما أو تقليل الفوارق، لإنها قطيعة فكرية وسياسية وأخلاقية، قطعية وطنية تاريخية وأسياسية وليست ثانوية، أو من مجال ونوع واحد يفيد معها الحوار الوطني أو الجدل أو الإختلاف في الرؤية والتصور، إنما هي خلاف رئيسي وأساسي في رؤية مصلحة ومصير الوطن والناس، ومستقبلهم، بل حتى وجودهم المهدد بالتصميم، وبأيدي بعض هذه الأطراف المعروفة .
جلال الطالباني ومسعود البارزاني وكل قيادة الحركة القومية الكردية ( تقريباً ) الى جانب الجعفري والمالكي وآل الحكيم وعادل عبد المهدي والربيعي والهاشمي وعدنان الرعاش والجلبي الهارب وعلاوي الجاسوس الخائف وحميد مجيد موسى ك ( الأطرش بالزفة ) والناهق الرسمي القديم والجديد ومن لف لفهم ، وكل من شارك وساهم في العملية السياسية الأمريكية، وتدنس في مجلس الحكم والمنطقة الخضراء وجميع مؤسسات الإحتلال ( الديمقراطية ) والإرهابية، وكل من ساهم في الفكر الطائفي والسلوك الطائفي والقتل الطائفي والقومي الجماعي، الذي تشهد عليه وتشهده ساحات وشوراع وأسواق المدن العراقية، وكل من فسد أو أفسد وسرق وكتب من مجموعة ( الإرتزاق الثقافي والسياسي) وكل من دافع عن الباطل والخطأ وهو يعلم حجم الكارثة .. كل هؤلاء ساهمو في تخريب وقتل وطن إسمه العراق .
بين فترة وأخرى تكشف الصحافة الأمريكية بعض المعلومات القليلة وربما المدروسة والموجة الى نقطة معينة أو غرض معين، وكان من بين الفضائح المدوية التي سربتها الصحافة الأمريكية مؤخراً رسالة السياستاني الى الإدارة الأمريكية بواسطة المدعو عادل عبدالمهدي، والتي يقول فيها السيستاني ( إننا ملتزمون بتعهداتنا أزاءكم، فهل لازلتم على نفس إلتزاماتكم تجاهنا ) وهو مالم يكذبه أو ينفيه لاعادل ولا مكتب السيستاني، واليوم تخرج علينا صحفية الواشنطن بوست بمقابلة كاملة ومباشرة مع جلال الطالباني، والتي يطالب فيها، بقاء عشرة آلاف جندي مع قاعدتين عسكريتين في كردستان وبقاءها الى الأبد ؟؟ وكان الطالباني قد صرح عدة مرات، بعدم وجود إحتلال في العراق، إنما قوات تحرير صديقة.. كذا، وهذه آراء تافهة لاتستحق النقاش أو الرد، لكنه يطلع علينا اليوم بإقتراحات غريبة، تكشف المسعى الحقيقي لكل هذه المجاميع الموجودة في المنطقة الخضراء وحولها، وهي تتعارض على الأقل مع بعض مزاعمهم الكاذبة حول المطالبة بالإستقلال وجدولة الإنسحاب وإعادة بناء الدولة والعراق الجديد وغيرها من الأكاذيب المفضوحة .
يتصرف جلال الطلباني في هذه التصريحات وغيرها، ككردي منشق وليس كشيء آخر، وهو بعيد عن الرؤية الوطنية المطلوبة، وكشخص خاضع للإحتلال وللرؤية القومية الضيقة، التي تحاول إستغلال محنة الوطن وأزمته الطاحنة لفرض شروط وحالات كاركتيرية بائسة ، وهو يبتعد حثيثاً عن الرؤية العراقية او ( العراقجية ) حسب مصطلح سلبي خاص بالإتحاد الوطني الكردستاني، ضد عناصره التي كانت تنظر للوضع السياسي، نظرة سياسية عراقية، وليست نظرة قومية مناطقية ضيقة .
هل يخرج علينا عناصر ( مجموعة الإرتزاق الثقافي والسياسي الديمقراطية الليبريالية اليسارية ) ليشرحوا ويبرروا هذه التصريحات وهذه المواقف المشينة، مثلما فعلوا مع أزمة العلم المضحكة في حملتهم الشهيرة، التي أطلقها مسعود البارزاني، تطبيقاً لشعار ( عرب وين طنبورة وين ) مع إعتذاري الكبير ل ( طنبورة ) رغم مجهوليتها التامة، مسعود الذي يتلهى بأزمة العلم المضحكة، وربما ستأتي أزمة الخارطة الجديدة ( الممطوطة ) للإقليم التي تحاول التمدد حتى منفذ بحري ما، لكي لاتتكرر تجربة أثيوبيا !! ويدير وجهه بكبرياء عشائري عن الأزمات الحقيقية التي تطحن وتسحق الإنسان العادي على يد الجحوش والحرامية، ولا يوجد من يدافع عنه أو( ينصره) .. وماهو الموقف الرسمي لجلال ومسعود من غياب الجحوش عن قضية جرائم الإنفال، رغم مشاركتهم الفعالة الثابتة والموثقة في تلك الجرائم المشينة ؟؟ وماهي مواقعهم ومراكزهم العسكرية والإمنية والإدارية والإقتصادية الحالية في سلطات الإقليم ؟؟ وماهو الموقف من مرتزقة وجواسيس وكتبة ومثقفي الفاشية ( جحوش الثقافة ) ؟؟ وماهي مراكزهم ومواقعهم الجديدة في الحياة الثقافية في الإقليم ؟؟ وماهو الموقف من الغلاء والجوع والفساد، والقائمة طويلة، طويلة جداً ؟؟ هل هذه نتائج الثورات المسلحة ( الشعبية ) وأفقها ( الديمقراطي )، أم هذه نتاج الإقطاعيات العسكرية العشائرية المتخلفة، المتصارعة على المعابر والحصص ؟؟
إن من يريد التأكد من فشل ومأزق الإحتلال وفشل مايسمى ( بالعملية السياسية ) ومن يريد أن يعرف حجم الأزمة الوطنية الخطيرة، فليطلع على نشرة أخبار واحدة فقط، تصدرها جهة محايدة، أو يطلع على تقارير وإحصائيات من جهات وطنية أو دولية متخصصة، وليرى الحالة المأساوية التي يمر بها المواطن والوطن، ويربطها بهذه الدعاوى والمواقف لأزلام الإدارة المحلية، أزلام المحاصصة الطائفية والعرقية، أزلام الإحتلال في عموم الوطن .
إن تحريك مسألة المؤتمر الوطني التأسيسي أو العام، أو أية صيغة أوشكل مناسب وفعال للتحرك الراهن في ضوء التطورات الأخيرة، يعد الخطوة الوطنية الأولى على الطريق الطويل والصعب، طريق الحل الوطني، طريق الوحدة الوطنية الحقيقية والصلبة، للتصدي للإحتلال وحل جميع المشاكل الخطيرة، القديمة والجديدة .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات أخرى الى ستار غانم راضي العابر في الزمن المفقود
- تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة
- متابعة وتعليق : حول تصريحات ورسائل بوش والإدارة الأمريكية ال ...
- كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة
- ماذا حصل في العراق في شهر تموز الفائت ؟؟
- كلمة : عن الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية
- كلمة : وحشية العدوان الصهيوني وحجم الكارثة
- لبنان الكرامة والشعب العنيد
- يوميات العدوان : المرحلة البرية الأخيرة المتعثرة، ووضع المقا ...
- يوميات العدوان : مفارقة الربط التعسفي بين الشرعية الدولية وا ...
- يوميات العدوان : إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المتأخر، ش ...
- يوميات العدوان : قراءة أولية في مشروع قرار مجلس الأمن الدولي
- متابعة ليوميات العدوان : العدو يفشل في التقدم البري، والمقاو ...
- متابعة وتعليق : مصير الهجوم الصهيوني الرئيسي الأخير، هل إنتص ...
- تعليق : مابعد اللحظة الراهنة ، الهجوم الصهيوني الجديد، وعدم ...
- كوندليزا رايس في غرفة العمليات الحربية الصهيونية
- مجزرة قانا الجديدة : الأمريكي والصهيوني يكرع الدم اللبناني ب ...
- كلمة : إطردوا كوندليزا رايس، وأمنعوا القوات الدولية في الجان ...
- كلمة : المقاومة اللبنانية باقية، ولواء كولاني الوحشي ينهزم، ...
- بيروت مربع الوجود والبقاء والحياة


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال الطالباني الأخيرة نموذجاً