أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناظم ختاري - !..حربكم قذرة .. الوطن يحترق بنيرانها .. أنتم تتحملون مسؤوليتها















المزيد.....

!..حربكم قذرة .. الوطن يحترق بنيرانها .. أنتم تتحملون مسؤوليتها


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 11:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ سقوط النظام الدكتاتوري في التاسع من نيسان من عام 2003 جاء الإسلام السياسي ليخوض نشاطا محموما من أجل تحويل العراق إلى ساحة صراع دموي وتدمير العراق وتبذير ثرواته وإهانة كرامة شعبه المعذب منذ أكثر من 35 سنة تحت وطأة الدكتاتورية البشعة ولتفرض بقوة السلاح والفتاوي أجندتها السياسية الطائفية البغيضة على مستقبل العراق والتي اصطدمت في مرحلة معينة بتناقضاتها الداخلية الحادة والناشئة منذ مراحل تاريخية استمرت طويلا حكم فيها القوميون الشوفينيون السنة البلاد بقبضة من الحديد والنار تعرضت خلالها بقية الأطياف العراقية وخصوصا الأكراد والشيعة والأقليات العراقية الأخرى والقوى الديمقراطية لأبشع صنوف الاضطهاد ، وتعرضت البلاد لأكبر عمليات الخراب لاسيما في عهد النظام الدكتاتوري البائد .

ومن الواضح تماما أن نتائج هذا النشاط المحموم تطابقت مع سياسة النظام البائد ورغباته عندما كان يعتمد سياسة طائفية أدت إلى قهر الآخرين ودمرت البلاد بشكل جنوني ، فمن جهة استطاعت أن تدفع الأحزاب الإسلامية الشيعية نحو المزيد من الطائفية والتقوقع بسبب إرهابها الشديد ودفعتها للنشاط في محيط كانت تميل إليه أو نشأت من أجله منذ البداية ( المحيط الطائفي ) وخاصة بعد نجاح الإسلام السياسي في إيران والاستحواذ على ثورة الشعب الإيراني التي أطاحت بالنظام الشاهنشاهي والذي أصبح ( نظام إيران ) يمولها بالسلاح والمال إلى جانب فرض توجهاته وحلوله على مستقبل العراق، وهاهي الأحزاب الشيعية تتبنى هذه التوجهات والحلول وهي على رأس السلطة حتى وإن لم تقر بذلك ، ويعد هذا التوجه أو مجرد وصولها إلى حكم العراق عبر الشعارات الطائفية والتمثيل الطائفي والحقد الطائفي من الأسباب الرئيسة في الحرب الطائفية الجارية على أرض بلادنا والتي تقتل العشرات يوميا في مختلف مدن العراق وتحرق المزيد من ثروات الشعب لإفقاره لحد المهانة .. أما من الجهة الثانية فأن سياسة النظام البائد الطائفية كانت تنصب في خدمة التوجه الإسلامي السني وتمثل مصالحه بالدرجة الأساسية ، هذا التوجه الذي يعتمد في نشاطه سواء كان ذلك في السابق أوفي ظل الظروف الحالية على مرتكزات عدة مثل العائلية والعشائرية والطائفية والدين والقومية وجميعها على درجات عالية من التشدد والتطرف والذي يعد أيضا سببا رئيسا فيما يجري في العراق من قتل ودمار .

ولما كان الأمر كذلك فأن ما يحصل في العراق يتعدى كونه صراعا بين فلول البعث والقوى القومية الشوفينية وعناصر القاعدة من جانب والقوى التي خلفت نظام البعث في الحكم من الجانب الآخر والتي تعتبر خليطا غير متجانس وغريب في الواقع وهي التي قوضت عملية بناء البديل الديمقراطي الحقيقي عن الدكتاتورية عندما أصبحت تحكم بأغلبية من الإسلام السياسي الشيعي الموالي لإيران مما جعلها غير قادرة في يوم من الأيام على أن تصبح ركيزة للتطور الديمقراطي في البلاد أو حتى تبني مشروعا وطنيا حقيقيا ، وتكمن في تناقضاتها أيضا أسباب الحرب الطائفية المشتعلة كما في الجوانب الأخرى التي ذكرتها ، لأنها أي قوى الإسلام السياسي عمدت على تعزيز نشاطها الطائفي وأسلوب المحاصصة في الحكم على مستوى كل مؤسساته إلى جانب الضعف الذي أصبحت تعاني منه القوى الديمقراطية صاحبة المشروع الوطني .

وهنا فمن المسؤولية بمكان القول أن ما يجري في العراق هو صراع غير أخلاقي تحول إلى الشكل ألتدميري ، إلى حرب طائفية تجري بين قوى دينية طائفية نشأت كردة فعل لمظالم الدكتاتورية وفي كنف قوى إقليمية متطرفة عملت وتعمل على الانتقام من العراق أرضا وشعبا ووحدتهما عندما عمدت على بناء وتقوية ميليشياتها لكي تتحكم بالحياة العامة بتطرف وهمجية ، وكأن أرض وشعب العراق كانا هما أسباب شقاء هذه الطائفة ، مقوضة ومحرفة نضال أبناءها الحقيقي والعادل والذي يمتد لعقود طويلة من أجل البديل الديمقراطي .. وبين قوى عشائرية وطائفية دينية وقومية شوفينينية في الطرف الآخر والتي نشأت في كنف نظام معروف بتطرفه وجرائمه ترفض التنازل عن الشكل الدكتاتوري في الحكم وتعتبر أن السلطة من حقها دون غيرها ، وهذه القوى بطرفيها موجودة وبقوة على رأس السلطة في الوقت الحالي وحولت الصراع إلى جميع مجالات الحياة وتقوده بشكل رسمي في قبة البرلمان وفي مؤسسات الحكم الرسمية من أعلى مستوياتها .

ومعروف أن هذا الصراع كان ينحصر في البداية أي بداية سقوط النظام بين القوى التي جاءت إلى الحكم بمساندة أمريكية خاضت غالبيتها كفاحا ضد النظام البائد كانت فيها قوى الإسلام السياسي الشيعي في دور التكوين كما هو الحال عند الآخرين من المعارضة السابقة وخصوصا الديمقراطية عدا القوى الكوردية بحكم وضعها الخاص . ولكنها أي القوى الديمقراطية لم تستطع اللحاق بقفزات الأولى عندما نمت بسرعة فائقة وخصوصا إنها جاءت تتربع على قاعدة شعبية متدينة غارقة في التخلف وفرتها لها 35 سنة من حكم الطاغية . ومعروف أن هذه القوى أبقت بعض أطرافها خارج السلطة كما عند التيار الصدري الذي أنتظر دوره بفارغ الصبر بعدما نظم نفسه في فرق ووحدات ما يسمى بجيش المهدي وتحت رعاية إيرانية وحماية أحزاب السلطة الشيعية وعلى مرأى من كل المعنيين بالأمر العراقي وخصوصا الجانب الأمريكي الذي يحتل العراق ، هذا التيار أصبح يعمل على تحويل العراق إلى غابة يسودها القهر والظلم وتنفذ مشروعه المروع هذا شبيبة فقدت الإحساس بسبب ما تعيشه من وهم وعدم اتزان في تقييم الأمور والانخداع بشعارات يرفعها زعيمهم وهم تحت تأثير التخدير النفسي متأثرين بفتاوى دينية ويخضعون لتـأثير تناول المخدرات بشكل فعلي . لكي يدخل اللعبة في الوقت المناسب وخصوصا بعدما أنقذته المرجعية الشيعية بشخص السيستاني من نهاية مخزية رسمت له حكومة علاوي بشجاعة وبين القوى التي كانت في الطرف الثاني وكانت حينها خارج السلطة أو تمثيلها كان فيها ضعيفا لم يكن يتعدى الحزب الإسلامي العراقي في مرحلة مجلس الحكم وكان أبرز ممثليها المعروفين عدا هذا الحزب هيئة علماء المسلمين التي أعلنت عن نفسها بوضوح على اعتبارها طرفا في الخطف والقتل و التفجير والتدمير وممثلة عن الجهة السنية التي ترفض التحول الديمقراطي وبالتالي تقويضه كبديل والعمل على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء . نأن

ويبدو أن عملية التحضير لهذه الحرب جاءت على عدة مراحل بعد دراسة وتخطيط متأنيان ، واستندت على عوامل نجاح عديدة أيضا أوجدتها كل مرحلة من هذه المراحل . بالرغم من أن كل القوى السياسية العراقية لا تريد لحد هذه اللحظة الاعتراف بوجود هذه الحرب حتى بعد أن وصل عدد المقتولين من الطرفين إلى أكثر من 100 (شهيد مغدور) في اليوم الواحد ماتوا أما بالمفخخات التي تفجرها المقاومة ( الشريفة ) دون أن يموت جندي أمريكي واحد إلا في عمليات قليلة استهدفتهم أو تستهدفهم ، وأما قتلتهم فرق الموت ( قوات داخلية الائتلاف) المتكونة من الميليشيات الإسلامية الشيعية وكثيرا ما ينسحب الموت لأبناء الأعراق والديانات الأخرى ، ناهيك عن الهجرة والتهجير ألقسري المتبادلان واللذان سيصبحان من المعضلات الكبيرة التي تواجه المجتمع العراقي في المستقبل إلى جانب إفراغ البلد من أبناء الصابئة والمسيحيين والأيزيديين ومن الكفاءات العلمية وأصحاب الخبرات وتدمير البنى التحتية للاقتصاد العراقي .. فأية حرب أهلية تزداد أو ازدادت خسائرها عن خسائر حربنا الطائفية الأهلية بشرا وأموالا ..!!؟

ولما كنت بصدد هذه الحرب الجارية في بلادنا أرى من المفيد الإشارة إلى المراحل التي ساهمت إلى حدود بعيدة على إذكاء نار هذه الحرب الطائفية وما حملته من إفرازات دفعت باتجاه إشعالها .

المرحلة الأولى – تتمثل هذه المرحلة بالفترة التي حكم فيها حزب البعث والتي كانت تتميز بالإنفراد بالسلطة كحزب سياسي وممارسة الدكتاتورية المطلقة لصالح نهج قومي شوفيني معتمدا في ذلك على الطائفة ثم المنطقة ثم العشيرة وثم العائلة وبعد ذلك شخصنة السلطة في يد (القائد الضرورة ) وتأليهه ومحاربة القوى السياسية المعارضة لهذا النهج وممارسة أبشع صنوف القمع ضدها و شملت إلى جانب قوى حركة التحرر الكوردية والقوى الوطنية والديمقراطية العراقية اللتان عملتا معا في مراحل تاريخية متعددة باعتبارها جبهة سياسية متحالفة استراتيجية في سبيل تحقيق البديل الديمقراطي في العراق ، القوى والأحزاب الإسلامية الشيعية.

وإن ما أشار إليه صدام حسين حين قال إن من يريد استلام الحكم في العراق فسيستلم الأرض بلا بشر ، لم يأت من فراغ وإنما قال ذلك ارتباطا بما كان يخطط له وما كان واثقا منه بعد أن أستطاع تفتيت هذه القوى الديمقراطية وإبعادها عن التأثير في صنع البديل الديمقراطي عنه أو حتى القادر على توفير الأمن والأمان للمواطن العراقي ناهيك عن الرفاهية والتقدم للمجتمع .

وفي الواقع أن استبداد النظام الدكتاتوري وممارساته القمعية المتواصلان أديا إلى عدة نتائج أصبح يعاني منها الوضع بعد عملية السقوط حالت دون القدرة على التصدي لنار هذه الحرب منذ البداية ومن أهمها.

- شل قدرات القوى الديمقراطية بعد تعرضها إلى المزيد من القمع والملاحقة والسجون والتعذيب وتصفية قواعدها وكوادرها , فبالرغم من لجوء الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يعد من أكثر الأحزاب العراقية فاعلية من بين القوى الديمقراطية رغم لجوءه إلى الكفاح المسلح وامتشاق أعضاءه السلاح إلى جانب القوى الكوردستانية من أجل إسقاط هذا النظام ، فإنه لم يستطع العودة إلى هذه الجماهير في بغداد ومدن الجنوب وكسبها في معركة النضال بسبب شراسة النظام بالدرجة الأساسية إلى جانب أسباب أخرى لست بصدد البحث فيها ، ولاشك أنه كان لانهيار الأنظمة التي كانت تحكمها الأحزاب الشيوعية في الإتحاد السوفيتي السابق وغيرها دورا بالغ التأثير على إضعاف القوى الديمقراطية والحزب الشيوعي العراقي لصالح القوى الأخرى الدينية منها والقومية .

ورغم قدرة الحزب الشيوعي العراقي في الحفاظ على كيانه وسط هذا الكم الهائل من الصعوبات والتحديات التي كانت تواجهه فإنه دخل العملية السياسية بعد السقوط وهو محاط بنفس تلك الصعوبات والتحديات إلى جانب غيرها المتجددة مثل فقدانه لقاعدته الجماهيرية لصالح القوى الطائفية وخصوصا في بغداد ومدن الجنوب كما أسلفنا بعد أن أصبحت مهيأة لها بسبب الاستبداد الشديد وعندما لم تجد الجماهير غير الجامع أمامها وعندما أًصبحت قوى الإسلام الشيعية بعد سقوط النظام تمتلك الإمكانيات المادية الهائلة من تلك التي حملتها من إيران كدعم لها ومن تلك التي سرقتها من أموال الشعب العراقي أثناء عملية السقوط وما بعدها وصولا إلى الوقت الراهن على اعتبارها أحزاب السلطة وهي تسرق دون رحمة أو رأفة .

- وبذلك عمل النظام على إعداد مستلزمات مخططاته أستطاع من خلالها تهيأة العوامل البشرية لذلك بعد أن وفر الأرضية المناسبة لتعزيز دور القوى القومية الشوفينية والقوى الطائفية من عناصر حزب البعث وتنشيط العلاقة مع التكفيريين والقوى السلفية وبالتالي بناء علاقات متينة مع المنظمات الإسلامية الإرهابية كأنصار السنة والقاعدة ، إلى جانب العوامل المادية المتوفرة من ثروات الشعب العراقي والتي كانت تحت تصرفه طيلة 35 سنة من هدر هذه الأموال .

- وتعرض الشعب الكوردي خلال هذه الفترة إلى المزيد من الاضطهاد والذي وصل ذروته إلى القتل الجماعي بواسطة الأسلحة الكيماوية مما أدى هذا إلى تحريك قضيته دوليا منذ أن استخدم النظام البائد هذه الأسلحة الكيماوية وبعد ذلك اثر الهجرة المليونية إلى كل من تركيا وإيران بعد انتكاسة انتفاضة الشعب العراقي الربيعية في 1991 . ولابد من القول أن وجود أحزاب المعارضة العراقية على أرض كوردستان وهي تقاتل النظام الدكتاتوري واقصد هنا بشكل خاص الحزب الشيوعي العراقي أعطى للقضية الكوردية دفعا قويا ساهم في تعزيز نضاله من أجل حقوقه القومية المشروعة ، ومعروف إن مواقف الحزب من هذه القضية كانت ولازالت مواقف تتميز بالموضوعية و المبدأية إزاءها منطلقا من مبدأ حق تقرير المصير للشعوب . جملة العوامل هذه مجتمعة مع انسحاب إدارات الحكومة المركزية وفرت الشروط اللازمة لقيام معادلة أخرى بشأن هذه القضية ولكن هذه المرة لصالح الشعب والأحزاب الكوردية وليس لصالح النظام الفاسد .

المرحة الثانية . يمكن الحديث عنها بــ 1- فترة انهيار النظام الدكتاتوري تحت ضغط ضربات جيوش الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، لم تسانده الجماهير العراقية في التصدي لهذه الضربات ولا كذلك أنظمت إلى هذه الجيوش أو شاركت في هذه الضربات ، هذه العملية أي عملية الانهيار وعلى هذه الشاكلة أدت في الواقع إلى نتائج أما كانت مرسومة لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو فرضت عليها بعد ما كانت للدول الإقليمية ولا زالت اليد الطولى في الشأن العراقي ، فحدث ما حدث من فوضى وفلتان أمني امتدا إلى كل مجالات الحياة وأحدثا فراغا حكوميا رهيبا استغلته قوى الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي بعد إيهامها للجماهير العراقية على اعتبارها صاحبة مشروع وطني موزعة الأدوار فيما بينها في بادئ الأمر رغم كونها أطراف أساسية بل الوحيدة في عملية تدمير العراق وقتل العراقيين في الوقت الحاضر . دخلت أحداها في العملية السياسية بقوة ، وبموازاة مشاركتها في العملية السياسية راحت تجند المزيد من الميليشيا والثانية عارضتها بقوة بعد ما عقدت تحالفاتها من خليط من التكفيريين وبقايا البعث والقومجية وطلائع الإرهاب القادمة من الخارج والمدعومة من الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها سوريا وإيران . 2- فترة الحكم الفعلي للميشليشا الشيعية والملثمين السنة والتي بدأت بعد تدخل السيد السيستاني في الحياة السياسية عندما دعا إلى الانتخابات في وقت لم تتوفر فيه أية شروط موضوعية لانتخابات قريبة ولو قليلا إلى أي نوع من الديمقراطية من حيث كل معانيها بما في ذلك عدم إيمان هذه الأحزاب الإسلامية إطلاقا بمبدأ ها (الديمقراطية) ، فرغم أن الانتخابات تمت بمشاركة شعبية واسعة إلا أن الجماهير لم تكن حرة في اختيار ممثليها الحقيقيين على مستوى كل العراق دون استثناء حيث كانت أسيرة الفتاوى الدينية وسلاح الميليشيا المقيت والأموال المسروقة والتهديد بقطع أرزاقها .

أن الدورتين الانتخابيتين للفترة الانتقالية والفترة الطبيعية التي أمدها 4 سنوات أنجبتا حكومتين على قدر كبير من الطائفية دفعتا بالبلد إلى هذه الحرب الطائفية بإصرار تام وهو يقف اليوم على حافة التقسيم عل نفس هذا الأساس الطائفي المقيت .

في الواقع أن مشاركة قوى الإسلام السياسي في العملية السياسية الجارية في العراق وفسح المجال أمامها في ممارسة السلطة أدت إلى نتيجتين مخيفتين سيبقى العراق يئن تحت وطأتها لفترات طويلة إن أستطاع مقاومة مخططات التقسيم الطائفي المشار إليها أعلاه .

1- إفساد البديل عن النظام البائد والسيطرة عليه من قبل هذه القوى وتقويض البديل الوطني الديمقراطي الحقيقي وتحقيق بديل بشع دفع الجماهير بعد ثلاث سنوات من قتل وقطع رؤوس وتدمير البلد إلى التظاهر لصالح عودة نظام الجريمة نظام البعث البائد .

2- إفساد مقاومة الاحتلال بعد السيطرة عليها مع بقايا النظام السابق عبر عمليات قتل للعراقيين بأبشع صوره و ممارسة إرهاب لا مثيل له أدى إلى تشويه صورة العراقيين لدي العالم الخارجي.

ومن هنا يمكنني القول وبثقة تامة بأن الحرب الطائفية الجارية في العراق يجري الإعداد لها وإذكاء نارها في البرلمان ومؤسسات الدولة السيادية الأخرى وحصرا بين القوائم الطائفية وهي معروفة لدى الجميع ، وليس في مكان آخر فالفرقاء والكتل عندما يشتد الخلاف بينهم حول قضية معينة وما أكثر هذه القضايا يعالجونها بالإيعاز إلى ميليشياتهم لكي تقوم بقطع الرؤوس والمفخخات وطلقة في الرأس وتدمير أنابيب النفط ومحطات توليد الكهرباء ومصادر تنقية المياه وما إلى ذلك . ثم يصدرون بيانات استنكارية بعد كل ذلك .

وإذا كان الوضع هكذا فلابد من إنقاذه ، ولا يمكن أن تكون الترقيعات التي يعالجون بها بعض الأمور قادرة على إنقاذ العراق من التقسيم الذي ينتظره على أيدي الطائفيين ، إذ لابد من البحث عن معالجات حقيقية قادرة وكفيلة للحفاظ على وحدة العراق وبناءه الديمقراطي الفيدرالي ، وأرى لابد من العمل على النحو التالي .

* تشكيل حكومة إنقاذ وطني من القوى الوطنية الحريصة على وحدة العراق الفيدرالي ، تعمل على .

- إبعاد الإسلام السياسي بسنته وشيعته عن التحكم بالقرار السياسي للدولة العراقية .

- تصفية الميليشيا الشيعية بمختلف الأساليب.

- اتخاذ أكثر الأساليب تشددا في مواجهة الإرهاب السني .

- بناء الجيش العراقي وتقوية أجهزته الأمنية على أساس الولاء للوطن كي تتمكن من التصدي لإرهاب الميليشيا والملثمين .

· اعتماد إجراءات اقتصادية جادة لبناء العراق من جديد عبر.

- تطوير الصناعة النفطية وزيادة صادرات العراق منها .

- تخصيص مبالغ مناسبة من واردات النفط لكي يستفيد منها المواطن العراقي بشكل مباشر .

- تخصيص ما يتبقى من هذه الواردات إلى جانب الواردات الأخرى لإعادة البنى التحتية للاقتصاد العراقي وتدوير عجلته .

- إعادة الخدمات الأساسية للمواطنين كالكهرباء والماء والوقود والعلاج والدراسة وطرق المواصلات وغيرها .




#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات من أنفال به هدينان- المحطة الثامنة
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة السابعة
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة السادسة
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة الخامسة
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة الرابعة
- محطات من أنفال به هدينان- المحطة الثالثة
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة الثانية
- محطات من أنفال به هدينان
- محطات من أنفال به هدينان - ما قبل المحطات


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناظم ختاري - !..حربكم قذرة .. الوطن يحترق بنيرانها .. أنتم تتحملون مسؤوليتها