أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الحزب الشيوعي اللبناني - تقرير المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني عرض لأهداف العدوان وللنتائج التي نجمت عنه وللمهمات على الصعيدين المحلي والعربي















المزيد.....



تقرير المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني عرض لأهداف العدوان وللنتائج التي نجمت عنه وللمهمات على الصعيدين المحلي والعربي


الحزب الشيوعي اللبناني

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


І- مدخل
عقد المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني دورة اجتماعات، ناقش خلالها تقريراً قدمه المكتب السياسي عن العدوان الهمجي على لبنان (في الفترة الواقعة ما بين 12 تموز و 14 أب 2006). وفيما ياتي الخلاصات التي انتهى اليها النقاش، بالإضافة الى المهمات الأساسية التي ينبغي ان يعمل الحزب بمختلف هيئاته ومنظماته، في الداخل والخارج، على تحقيقها، إرتباطاً بالتقديرات والتوقعات فضلاً عن المهمات أثناء العدوان وما بعده.

II – العدوان خطط له مسبقاً وخطف الجنديين ذريعة:
بمعزل عما نشر في الولايات المتحدة وسواها (وحتى في إسرائيل) بشأن الإعداد المسبق والمشترك للعدوان من قبل واشنطن وتل أبيب، فإن ثمة اجماعاً على ان ردة الفعل الاسرائيلية على عملية "حزب الله" في 12 تموز الماضي والتي اسر فيها جنديان للعدو وقتل وجرح حوالي عشرة، قد تجاوزت العملية بشكل كامل. ولم يعد موضوع جدل أنه في مجرى العدوان، على الأقل، منذ بداياته الى يوم وقف "العمليات الهجومية" المتبادلة في 14 آب الماضي، قد عملت الإدارة الأميركية بشكل سافر، بوصفها المسؤولة عن إدارة الامور المتصلة بهذا العدوان: من تحديد اهدافه، الى توجيه ايقاعه وخطواته، الى التفاوض بإسم العدو الاسرائيلي، الى تزويده بأقوى انواع القذائف تدميراً واختراقاً...
ولم يكن هذا استمراراً للدور التقليدي الذي دأبت عليه الإدارات الأميركية في دعم العدو الصهيوني، انه أكثر من ذلك بكثير، بحيث بدا الدور الاسرائيلي وكأنه مجرد دور تنفيذي، في كثير من الاحيان!

أ. أهداف إسرائيلية:
لا شك أن اسرائيل حاولت إستغلال عملية الخطف لتحقيق اهداف خاصة بها:
- الانتقام من لبنان الذي استطاع شعبه بالمقاومة وبالصمود، وعلى مراحل العدوان المختلفة منذ ( عام82 خصوصاً وحتى 2000)، أن يلحق بها هزائم غير مسبوقة في الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
- الاستفادة من الدعم الاميركي الهائل في سبيل الغاء التهديد الذي يمثله سلاح "حزب الله" ودوره وسياسته وتحالفاته.
- اضعاف لبنان كمنافس لإسرائيل في عدة مجالات، والعبث بوحدته وبمقومات قوته، تمهيداً لتحقيق بعض الاطماع الاسرائيلية في جزء من دوره وأرضه ومياهه...
- تيئيس الشعب الفلسطيني، بإظهار العجز العربي كاملاً، مما يسهل اخضاع هذا الشعب، خصوصاً وأن اسرائيل مطلقة اليدين في استخدام كل ما تملك من وسائل الاجرام والقتل والدمار، لهذا الغرض.
- أعطاء مشروعيه قيادية لفريق ما بعد شارون، خصوصاً وأن قائدي هذا الفريق، رئيس الوزراء ووزير الدفاع، هما من غير العسكريين. ومن شأن الانتصار، أن يحقق لهما فترة حكم ثابتة وقوية ومستقرة، وأن يؤسس لهما زعامة دائمة كما كان الامر دائماً عندما يخوض حكام إسرائيل وجنرالاتها الحروب وينتصرون فيها.
ب. الاهداف الأميركية للعدوان:
أما الولايات المتحدة الاميركية، فقد كان لها هي الآخرى، اهدافها الكبيرة والطموحة: الرئيس الأميركي اكد أن ما يجري هو حلقة اساسية في "الحرب على الإرهاب"، والتي تشمل حزب الله وسوريا وايران و "حماس"... وكوندوليزا رايس ذهبت الى ان شرقاً اوسط جديداً سيبزغ عن هذه الحرب؟؟! لقد بات واضحاً، أن واشنطن تواجه مزيداً من الصعوبات في العراق، رغم ما الحقته بهذا البلد من تدمير وشرذمة وتقاتل إثني وطائفي مستمر. ولقد بات واضحاً، ايضاً، ان واشنطن لم تعد قادرة على تحقيق اي إنجاز هناك، فيما تتزايد خسائرها ومعها الدعوات، حتى من قبل "حريصين" على ضرورة مغادرتها العراق فوراً او ضمن خطة تدريجية... هذا فضلاً عن تجدد مشاكل الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان بشكل جدي ومتصاعد ونظراً لحاجة الإدارة الاميركية الى تحقيق نصر ما، يرمم صورة سياستها الشرق أوسطية ويكون قابلاً للتوظيف في الداخل الأميركي، بدا ان المقاومة في لبنان باتت هدفاً سهلاً استناداً الى القراءات الخاطئة والمعطيات المضلّلة التي روّج لها فريق الأكثرية والسفير الأميركي في لبنان خصوصاً بعد أن تفاقمت الحملة السياسية والاعلامية ضد حزب الله والمقاومة والتي أوحت بأن نزع سلاح المقاومة بات مطلباً وطنياً وشعبياً عاماً. كان من شأن النجاح في توجيه ضربة حاسمة الى حزب الله أن يفتح الباب واسعاً امام المشروع الأميركي في لبنان والساعي منذ الانسحاب السوري الى نقله من ضفة الى أخرى في اطار الصراع العربي ـ الاسرائيلي. وذلك ان قوى 14 أذار التي بات واضحاً ضلوعها في هذا المشروع فشلت من خلال العملية السياسية في تطبيق القرار 1559 الهادف اساساً الى نزع سلاح المقاومة تمهيداً لإعتماد لبنان محطة اطلاق ضد سوريا في حال استمرت في الممانعة ولانجاز الانقلاب النهائي على الدور السياسي الذي لعبه لبنان المقاوم خلال السنوات الماضية. في هذا الاطار يأتي العدوان الاسرائيلي كمحاولة عسكرية لفرض تطبيق القرار 1559 بعد "طول صبر" الإدارة الأميركية على محاولات الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزاماتها في هذا الصدد.
هكذا اعتبرت واشنطن انها قادرة من خلال العدوان العسكري على تحقيق جملة اهداف دفعة واحدة:
- القضاء على واحدة من منظمات الإرهاب في العالم لذاتها ولموقعها في اطار محور الممانعة (الشرّ) في المنطقة.
- تسليم كامل السلطة في لبنان الى حلفائها واصدقائها وتسويق ذلك باعتبار النصر النهائي "لثورة الارز" وللديمقراطية في لبنان.
- تشديد الضغط على سوريا من خلال تحقيق حصار واقعي كامل من حولها عبر بناء قاعدة عسكرية في لبنان تضاف الى تلك الموجودة في الأردن وتركيا والعراق.
وبهذا المعنى، فقد ابتعد العدوان في اهدافه ووسائله، عن الهدف المعلن الاول، وهو استعادة الجنديين ومعاقبة القوة التي خرقت الخط الأزرق. بل ان هذا الهدف اختفى تماماً طيلة شهر ونيف، أملاً في تحقيق اهداف أكبر واخطر وأهم، بالنسبة لإسرائيل وايضاً، وخصوصاً، بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية.
ولقد ذكر ونشر وقيل الكثير، عن المخطط في هيكله العام الذي كان يقتضي في حال النجاح ( الذي لم يشكك اصحابه في حصوله):
- فتح معركة داخلية في لبنان لأكمال الإجهاز على حزب الله وحلفائه وكل القوى الوطنية فيه.
- توجيه انذارات لكل من سوريا وايران، مماثلة لتلك التي جرى توجيهها بعد غزو العراق، ولكن بطريقة عملية هذه المرة، مما دفع بعض المعلقين الاسرائيلين الى القول "انها بالكامل حرب بالوكالة عن واشنطن" وبتبرم واضح عن حجم الأهداف الاميركية المطلوبة من إسرائيل بتوسيع عدوانها ليشمل سوريا، وحتى ايران...
- فرض مزيد من الإلتحاق على الانظمة العربية الرسمية وخصوصاً منها الموالية، لتقديم خدمات اوسع وأكثر التزاماً، في خدمة مشروع الهيمنة الاميركية ـ الاسرائلية على المنطقة.
III- حزب الله والصمود
من الجهة المقابلة، كان "حزب الله" يعمل في سياق أخر. فهو بلسان قيادته وأمينه العام، قد اطلق الكثير من الوعود حول التزام اعادة الاسرى. وكذلك، وفي مجرى الصراع الداخلي اللبناني، كان الاشتباك الناجح مع العدو، وخصوصاً اذا اسفر عن خطف جنود احياء او اموات، يعطى مبرراً أكيداً لإستمرار تمسك "حزب الله" بسلاحه وبدوره العسكري والقتالي. وفي مجال السعي لخطف جنود، كان الحزب المذكور، قد خاض معركتين خلال اقل من عام: إحداها في مزارع شبعا المحتلة والاخرى في قرية "الغجر" نصف المحتلة.
ومن الناحية الموضوعية، كان من شان اي نجاح لحزب الله خصوصاً في المواجهة مع إسرائيل، ان يعزز دوره اللنباني، وأن يشكل عامل دعم لحلفائه المحليين والخارجيين.. ولا شك أن إيران الداعمه الاساسية لحزب الله، كانت ستبدو في وضع أفضل، في مواجهة التهديدات الأميركية والاسرائيلية بشأن حقها في إمتلاك التكنولوجيا النووية، لو ان حليفها في لبنان قد أكد حضوره ودوره كقوة قادرة ومبادرة على الحدود مع إسرائيل.
ولا شك أيضاً، أن بروز عنصر الصراع مع إسرائيل في لبنان، يريح سوريا ويعزز من مواقعها في مواجهة ضغوط واشنطن عليها عبر لبنان ومن خارج لبنان ايضاً. وبشكل مكثف يمكن القول أن عملية "حزب الله" التي انطلقت من صراع مع إسرائيل حول موضوع الأسرى اللبنانيين، قد تجاوزت هذا الامر الى حد كبير، سواءً بالنسبة لحزب الله نفسه من خلال تحالفاته الاقليمية وضخامة استعداده الميدانية (بما يتعدى المسألتين المعلقتين بين لبنان وإسرائيل وهم إستعادة مزارع شبعا والاسرى)، أم خصوصاً بالنسبة لإسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأميركية. فواشنطن وتل أبيب قد إستغلتا عملية الخطف في 12 تموز الماضي، من أجل اطلاق عملية عسكرية ـ سياسية مسرحها لبنان هذه المرة ايضاً (بعد "العملية" الأولى التي واكبت التمديد للرئيس لحود واعقبت خصوصاً اغتيال الرئيس الاسبق رفيق الحريري)، ومداها الشرق الاوسط بأكمله.
وبسبب ذلك تلاحقت سلسلة مفاجآت:
- ضراوة وإتساع وقسوة العدوان الاسرائيلي الى حدود الهمجية.
- وضوح الانخراط الأميركي في العدوان الى حدود التصرف وكأن القرار بشأنه، بشكل عام، هو قرار أميركي اكثر مما هو اسرائيلي.
- مسارعة السعودية ومصر والاردن الى تبرير العدوان بوصف عملية الخطف على أنها مغامرة، مسؤول عنها "حزب الله" و"من يقف وراءه"..
- مشاركة فريق لبناني ايضا، في "مخطط العدوان" الاميركي ـ الاسرائلي، وان كان دور هذا الفريق لم يتبلور بشكل كاف بسبب صمود "حزب الله، مما إستدعى توبيخاً من "رايس" في عشاء السفارة الأميركية، الذي جمعها بأركان فريق 14 أذار في السفارة الاميركية في بيروت، وبأقذع الالفاظ؟!
- وبالمقابل، شكل صمود "حزب الله" مفاجأة كبيرة ايضاً. فقد استطاع تجاوز نتائج القصف الجوي والبحري الاسرائيلي، محتفظاً ببنيته العسكرية والقيادية والاعلامية واللوجستيه، ومستخدماً ذلك بشكل فعّال في المعارك البرية خصوصاً.
في سيناريو العدوان نستطيع، إذا، ان نرسم ما يأتي: كان المخططون والمنفذون والمتواطئون، يتوقعون ان تحسم المعركة، وبواسطة سلاح الجو الاسرائيلي خصوصاً، في خلال اسبوع او اسبوعين على ابعد تقدير.
إلا أن ذلك لم يحصل بسبب التاكتيكات التي إعتمدها "حزب الله" لإنقاذ قوته الاساسية، ومن ثم القدرة على استخدامها في عمليات القصف المضاد للشمال والعمق الاسرائيلي. وتحول الفشل الاسرائيلي من خلال سلاح الجو، الى عجز وهزيمة فعليين حين تقدمت القوات الاسرائيلية البرية وتكبدت خسائر فادحة لم تكن تتوقعها، ولم تكن إسرائيل مستعدة لتحملها سياسياً أو عسكرياً. ومعلوم ان قادة إسرائيل يتذكرون بمرارة هزائمهم في لبنان. ولم يكن لديهم أبداً قرار بالعودة مجدداً الى هذا البلد. وهم تنافسوا عام 2000 على قرار الانسحاب. ونفذه "براك" رئيس الوزراء" آنذاك، بأسرع مما كان متوقعاً، وان بشكل ذليل، كما هو معلوم في إسرائيل قبل سواها.
- وكان يمكن لمتابعي الدور الأميركي ان يلاحظوا حجم الخيبة والإحراج اللذين بدآ يميزان الموقف الاميركي. فقد كانت القوات الاسرائيلية قد إرتكبت الكثير من المجازر ضد المدنيين (ومعظمهم من الاطفال). وكان إستهداف البشر والعمران دون القدرة على النيل من قوات "حزب الله" هو طابع اللوحة الاجمالية للعمليات الاسرائيلية. ووجدت واشنطن نفسها في وضع صعب: ليس فقط لأن القوات الاسرائيلية قد عجزت عن الانتصار، بل لأن هذه القوات قد منيت بإخفاقات متلاحقة في تقدمها البري المتعثر، وباتت تحتاج الى المزيد من الوقت من أجل إحراز انتصار ما، فيما هي تواصل ارتكاب المجازر ضد المدنيين والتدمير ضد البنى التحتية اللبنانية بذرائع واهية هي دائماً، منع حصول "حزب الله" على السلاح! وفاقم من أمر الاسرائيليين شمول استهدافاتهم مواقع لقوات الامم المتحدة نفسها، وبشكل متعمد. وكانت قواتهم، قبل ذلك، قد استهدفت الصحافيين وسيارات الإسعاف والإغاثة ومواقع للجيش اللبناني في مراكزه وثكناته.
كان كل يوم يمر يؤكد صلابة المقاومة وتهافت القدرة العسكرية الاسرائيلية، فيما اخطاء الاسرائيليين الى تصاعد محرج للأصدقاء قبل الأخرين. وإنطلقت اثر ذلك حركة احتجاج سياسية وشعبية هائلة. وتبلورت منذ الاسبوع الرابع، بشكل قاطع صورة مسرح المعركة حيث يزداد العجز الاسرائيلي ومعه الارتكابات من قبل الجيش الاسرائيلي المدانة شعبياً وسياسياً، عربياً وعالمياً، فيما يتعزز الوضع الدفاعي الصلب للمقاومة، وتسقط على الصعيد الداخلي احتمالات الفتنة "العفوية" (بسبب الاحتقان السابق والمهجرين...) أو المنظمة التي ضاقت بها السبل فإندفعت للتفتيش عن شروط لوقف اطلاق النار، تضمن لها نفوذاً مقبولاً في مرحلة ما بعد وقف العدوان.
وفي هذا السياق اقرت بعض رموز 14 شباط بانتصار المقاومة و تراجعت الدول العربية التي باركت العدوان، وبدلت مواقفها، وهي تلاحظ حجم التحرك الشعبي المتصاعد والنوعي، المتعاطف مع صمود الشعب اللبناني والمدين للعدوان ولهجماته. وكذلك تغير موقف دول مثل فرنسا حين أُحرجت بحجم همجية العمليات الاسرائيلية... وظل الموقف الاميركي وحده، مثابراً على رفض وقف اطلاق النار، املاً بتمكن الجيش الاسرائيلي من تحقيق نجاح ما، لكي لا تنقلب العملية بالكامل على اصحابها...
واندلعت منذ الاسبوع الثالث الخلافات الاسرائيلية ـ الاسرائيلية بين المسؤولين السياسيين والجنرالات، وبين السلطة والمعارضة. وقد حصل تبديل ذو مغزى بالغ السلبية بالنسبة لأصحابه، بتغيير قائد المنطقة الشمالية، كما حفلت وسائل الإعلام الاسرائيلية، بأخبار الفساد والانحراف الاخلاقي في صفوف القيادة السياسية، على نحوٍ لا مثيل له في حروب إسرائيل السابقة. وفاقم من كل ذلك بالنسبة للقيادة الاسرئيلية، إضطراب في تحديد الأهداف المباشرة والمهل الضرورية، تحوّل غالباً، الى مادة سخرية رغم الطابع الاجرامي للعدوان.

IV- القرار 1701
نشطت الإدارة الاميركية عبر كبار المسؤولين فيها (الرئيس ووزيرة الخارجية خصوصاً) لتأمين مناخ دولي مكمل للعدوان ومحقق لأهدافه. وكان التركيز من قبل ممثلي هذه الإدارة، على إدانة "حزب الله" والقوى الداعمة لـ"الإرهاب" (سوريا وايران) من جهة، وإرسال قوات متعددة الجنسيات خارج اطار الامم المتحدة الى لبنان لنزع سلاح "حزب الله" وتصفية كل مواقعه وقواه العسكرية، من جهة أخرى. وقد ترجم ذلك، في البداية، مشروع قرار أميركي ـ فرنسي الى مجلس الأمن. ولذلك رفضت واشنطن كل بحث بوقف اطلاق النار ما لم يكن مقروناً بتحقيق البندين الآنفي الذكر. إلا ان التطورات الميدانية ومن ثم تفاعلاتها ـ كما اسلفنا ـ لم تكن تصب في هذا الاتجاه. وكان موقف الحكومة اللبنانية قد تبلور بعد صراعات حادة وبفعل اتضاح قدرة المقاومة على الصمود، على إقرار "البنود السبعة" كأساس لما يطالب به لبنان، بدءاً من وقف اطلاق النار الفوري، الى نشر قوة دولية (بنفس صلاحيات القوة الحالية اليونيفيل) الى المطالبة بتحرير مزارع شبعا ووضعها مؤقتاً تحت اشراف القوة الدولية... الى تبادل الاسرى...
عبّرت الموافقة الملتبسة لحزب الله، داخل الحكومة، على القرار 1701 عن الانقسام الحاد الذي وقعت فيه الحكومة وعن نوع من احباط، لدى المقاومة، أزاء الاداء التفاوضي الذي كان يتولاه، خصوصاً، رئيس الحكومة فؤاد السنيوره، كما ستكشف التطورات اللاحقة.
فالحكومة التي بكى رئيسها، في عزّ لحظات الصمود المشرفة، لم تكن تفاوض انطلاقاً من الوقائع الميدانية التي اظهرتها المعارك العسكرية وفيها الكثير من عناصر القوة لجهة فشل العدو في تحقيق اي تقدم ميداني حقيقي وتخبط قيادته العسكرية والخسائر الفادحة التي تكبدها خصوصاً في مشاهد تدمير دبابات الميركافا التي بدت كألعاب كرتونية واحتفاظ حزب الله بقدرته على اطلاق الصواريخ، كل ذلك مع انكشاف الالحاح الاميركي على تحقيق نصر ما والاستغراب المعلن من عدم القدرة على تحقيقه!!
لقد فاوضت الحكومة انطلاقاً من نقاط القوة الاسرائيلية متجاهلة نقاط القوة اللبنانية وهذا أمر له اكثر من مدلول سياسي واحد. اغفلت الصمود الاسطوري من جهة واتضاح مأزق العدوان من جهة أخرى ففاوضت متسلحة بالعدد الكبير للنازحين والحجم الهائل للتدمير وتزايد التهديدات الاميركية والاسرائيلية وكانت بالتالي أقرب الى القبول بالإملاءات الاميركية منها الى الرفض ومحاولة وضع شروط لمصلحة لبنان وأعلن مسؤولون فيها صراحة انهم لا يريدون وقف لاطلاق النار كيفما اتفق بل حلاً شاملاً يمنع تجدد الصراع..
لقد اظهر التفاوض على مضمون القرار الدولي وبنوده والذي تولته دوائر رئاسة الحكومة بعيداً عن وزارة الخارجية وبنوع من التشاور مع الرئيس نبيه بري، وجود ما يشبه التواطؤ على المقاومة والرغبة في تلبيه الشروط الاسرائيلية، فبالمقارنة مع حالات مشابهة جرى فيها تشبت لبناني بالحقوق استناداً الى صمود ميداني (اقل بكثير مما شهدناه في هذه الحرب) ادى لاحقاً الى رضوخ للشروط اللبنانية (تجربة تفاهم نيسان عام 1996)، اكتفت رئاسة الحكومة بالتفاوض على أمور معظمها شكلي وفي بعض الاحيان قامت بتقوية بنود من شانها تسهيل حصار المقاومة والتضييق عليها.
ان فضيحة ثكنة مرجعيون الذي حال التكاذب الطائفي دون معاقبة المسؤول الاول عنها، هي النموذج الأوضح عن طبيعة الاداء التفاوضي الذي كان يتولاه رئيس الحكومة وجوهره ان السيادة الوطنية لا ينتقص منها عدوان أميركي (صديق) أو اسرائيلي (عدو) بل هي منتهكة بسبب وجود مقاومين من هذا الشعب ولو كانت علّة وجودهم غياب الدولة واستمرار الاحتلال، وهدف التفاوض، هو بالضبط، كيفية ضمان التخلص من هذه المقاومة وسلاحها كي يصبح للدولة سيادة؟!
ان الحزب يرى في القرار 1701 هزيمة سياسية لصمود المقاومة العسكري وتدويل للوضع اللبناني الداخلي ينال من سيادة الدولة ويهدد بالتحول الى ما يشبه الانتداب... لقد اعطى القرار لواشنطن وتل أبيب ما لم يتحقق بالعدوان أما التباهي الحكومي عن انجاز دبلوماسي والذي غطاه رئيس مجلس النواب باطلاق صفة "المقاومة السياسية" على الحكومة فلا يعدو كونه تعبيراً عن القدرة على تمرير الاهداف الأميركية بأقل وضوح ممكن فالفصل السابع حاضرُ روحاً في القرار وغموض بعض البنود يصب في صالح تحويل القوة الدولية عن مهماتها في ظل غياب رغبة لدى الحكومة للأستفادة من هذا الغموض لصالح لبنان كي لا يتحول لصالح المقاومة. ولعل ام الفضائح في هذا القرار هي غياب الوقف الدائم لاطلاق النار والمشروط بموافقة وتشجيع الحكومة، بنزع سلاح حزب الله.
...والقرار في السياق هذا، سيبقى موضوع صراع: صراع حول وجهة تطبيقه العامة، وصراع حول الأولويات، وصراع حول المواد التي ستنفذ والأخرى التي تبقى حبراً على ورق.
ولقد بدأ هذا الصراع، في الواقع، بشكل سريع، حيث حاولت إسرائيل من خلال بعض الاعتداءات في الداخل وعلى الحدود، ومن خلال الحصار الجوي والبحري خصوصاً، اتخاذ موقع المكلف بتنفيذ بعض بنود القرار!
إلا ان حملة إدانة دولية واجهت إجراءاتها وتصرفاتها. وشكل عجزها عن إحتلال مواقع اساسية في جنوب الليطاني، ثم هشاشة المواقع التي بقيت فيها، عاملاً اساسياً في إفتقادها الى المبادرة على الارض.
وفي هذا المناخ غير المؤاتي ميدانياً ومعنوياً للعدو، شكلت عودة النازحين السريعة والجريئة، خطوة زادت في إرباك إسرائيل وواشنطن وأفقدتها ورقة مهمة هي الابتزاز بعودة المهجرين والتحكم بهذه العودة. ووسط هذه العودة الكثيفة وشبه الشاملة للنازحين وجد الاسرائيليون انفسهم ايضاً، في محيط اكثر عداء" وخطورة، فإضطروا الى سحب عدد من قواتهم الى الداخل الاسرائيلي، وفعلوا ذلك احياناً بمواكبة من قبل قوات الامم المتحدة. وفي إمتداد ذلك إتخذ مجلس الوزراء اللبناني قراراً بإرسال الجيش الى الجنوب بموجب القرار 1701. وتم بالفعل إرسال 8500 جندي إنتشروا في كل منطقة جنوب الليطاني باستثناء بعض قرى مرجعيون وقضاء بنت جبيل.
وعبر هذه الخطوة ايضاً، فقدت واشنطن وإسرائيل المزيد من الاوراق، خصوصاً وأن الخلاف حول القوة الدولية كان يزداد تصاعداً: حين تغيرت وظيفة القوات، ثم حين تراجع الفرنسيون عن الرغبة في المشاركة الكثيفة فيها ومن ثم قيادتها.. الى أن عادوا الى اعلان استعدادهم للمشاركة وللقيادة بعد سلسلة اتصالات وتوضيحات، من قبل واشنطن، ومن قبل الأمين العام للأمم المتحدة وخصوصاً بعد أن اظهرت ايطاليا (داليما) عن استعدادها للعب الدور الاساسي في قيادة هذه القوات. وتفيد معلومات متقاطعة، بأن القوى الاوربية الاساسية المشاركة في القوة الدولية، قد تحادثت، بل تفاوضت مع قيادة "حزب الله" بشأن الدور والانتشار والوظيفة، بما يقصر دور القوات على جنوبي الليطاني، ودون التعرض لسلاح حزب الله في شمال الليطاني، على أن يتعهد "حزب الله" عدم الظهور بالسلاح وعدم إعتماد قواعد عسكرية... وهذا ما اكده رسمياً الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان.
لقد فقدت القوات الدولية في مجرى ذلك، زخمها. ومع ذلك لا يجب الاستخفاف ابداً بإمكانية وقوع اشكالات او حتى صدامات بين هذه القوات او بعضها وبين "حزب الله". إن قوى عديدة تعبر عن حذر شديد بشأن المشاركة وطبيعة هذه المشاركة، خصوصاً إذا كان الهدف منها او أدت عملياً الى الاصطدام العسكري. وواشنطن ما زالت تبذل الجهود للحفاظ على الحد الأدنى المتمثل في تأمين حضور فاعل لهذه القوات، وفي التأثير على وظيفتها (الصدام مع "حزب الله") وفي جعلها شريكة لإسرائيل في إضعاف هذا الحزب وفي حصاره وفي نزع سلاحه او تعطيل دوره.
وإذا كانت القيادة الاسرائيلية في موقع ضعيف ومحكوم بالتفاوض حول موضوع الاسرى بسبب جندييها المخطوفين، إلا أنها، مع واشنطن، ستحاول التهرب من البند المتعلق بمزارع شبعا. ولطالما ردد الأميركيون والاسرائيليون، أنهم لن يعطوا "حزب الله" نصراً بهذا الحجم. ويستدعي ذلك تركيز الجهود اللبنانية على هذا الأمر، اي اولوية الاقرار بلبنانية مزارع شبعا، من قبل مجلس الامن الذي يصنفها سورية، رغم إعلان سوريا مراراً ان هذه المزارع لبنانية وليست سورية.
وينبغي ان يتم ذلك، في مناخ من وحدة الموقف اللبناني حول ضرورة تنفيذ كل "البنود السبعة" اللبنانية، لا أن يتطوع البعض لتكرار المطالب الاميركية والاسرائيلية، كما حصل في جلسة مجلس الوزراء في العاشر من شهر آب الماضي، حين سارع عدد من وزراء الاكثرية، وقبل ان توافق إسرائيل على القرار الدولي، الى المطالبة بنزع سلاح "حزب الله" بينما هذا الامر متروك للحوار بين اللبنانيين، وبعد أن يؤدي استمرار هذا السلاح وجهوزيته وظيفته في تأمين التوازن الضروري لتطبيق البنود اللبنانية السبعة من القرار 1701.

V- في ظروف العدوان
للعدوان في مجرياته وإنعكاساته ونتائجه المباشرة وغير المباشرة، أثار كبيرة وخطيرة ومهمة، مما يجب التوقف عنده بشكل متصل منذ هذا التقرير، وفي مجرى النقاش والصراع الدائرين في لبنان وفي المنطقة عموماً. وتحتل "الحصة" اللبنانية من هذين النقاش والصراع، حيزاً مهماً لا بد من التوقف عنده.
فمنذ اللحظة الأولى، سارعت الحكومة اللبنانية الى إعلان أنها لم تكن على علم بعملية "حزب الله" في 12 تموز، ولا هي ذات علاقة بها ولا هي تتبناها ويأتي هذا الموقف انسجاماً مع سياسة قوى 14 أذار في التنصل من البيان الحكومي وتوتير المناخ السياسي الداخلي على خلفية الإثارة الدائمة لمسألة نزع سلاح حزب الله. ولئن كانت الذريعة عدم تحميل لبنان مسؤولية رد الفعل الإسرائيلي، فإن السبب الأساسي، كان بالنسبة للأكثرية الوزارية، هو تسجيل إعتراض متعدد الأغراض، يطاول سلاح "حزب الله" ووظيفته وصولاً الى موقع لبنان في مجمل الصراع الدائر في المنطقة.
كانت المصالح المتقاطعة قبيل الإنتخابات النيابية في مطلع صيف العام الماضي، قد أدت الى قيام "الحلف الرباعي". وهو حلف ضم آنذاك قوى من فريقي 14 آذار و8 آذار. القوى الأساسية في هذا التحالف كانت تيار الحريري، الحزب التقدمي الإشتراكي، "حزب الله"، حركة "أمل". عقدت هذه القوى صفقة تناولت قانون الإنتخاب، وتشكيل لوائح مشتركة، وتشكيل حكومة هي الحكومة الحالية برئاسة السيد فؤاد السنيورة. في مجرى التنازلات المتبادلة، تضمن البيان الوزاري وقبله البيانات الإنتخابية للوائح (في لائحة بعبدا ـ عاليه خصوصاً) تأكيداً على "الدور البطولي للمقاومة وعلى إستمرارها من أجل تحرير الأرض والأسرى".
ولكن إستحقاقات داخلية وخارجية، ما بعد تمرير الإنتخابات (وتوليد "أكثرية" بالنسبة للبعض والوعود بعدم التعرض للمقاومة ودورها وسلاحها بالنسبة للبعض الآخر)، هذه الإستحقاقات، غير ان انقلاباً دراماتيكياً لم يتأخر في الظهور فتراجع حلفاء الامس عن مواقفهم وجرى بالتدريج التنصل مما اتفق عليه في البيان الوزاري، مع ظهور اكثرية جديدة تتبنى القرار 1559 وتسعى لتنفيذه.
فمن جهة، أراد فريق الأكثرية المضي في إستكمال إمساكه بالسلطة عبر إقالة رئيس الجمهورية والمجيء برئيس من صفوفه. ومن جهة ثانية تمسك فريق 8 آذار بالتعاون مع "التيار الوطني الحر" ورئيسه العماد ميشال عون في التفاهم على الرئيس الجديد، وإلا فهو يستخدم الأقلية المعطلة التي يملكها في مجلس النواب من أجل الإبقاء على الرئيس إميل لحود. وكان عنوان تغيير الرئيس "الذي جاءت به سوريا" حسب "الأكثرية"، يتقاطع مع مطلب أميركي ـ فرنسي في ضرورة أن تتخذ السلطة اللبنانية التدابير الكفيلة بتطبيق القرار رقم 1559. ولقد أعطيت المهل لفريق الأكثرية (هو طلبها) من أجل تنفيذ القرار المذكور. لكن مع مضي الوقت، وحصول توازن حقيقي جديد في البلاد، أصبحت هذه المهمة مستحيلة التحقيق. وكانت سوريا بالمقابل، تتخطى المزيد من الصعوبات التي صادفتها منذ عملية إغتيال الحريري. وإنتقل التحالف السوري ـ الإيراني الى خطوات ضاغطة أكثر على الأميركيين في الموضوع العراقي، وفي مسألة إمتلاك التكنولوجيا النووية من قبل الإيرانيين، وفي التصعيد ضد إسرائيل خصوصاً من قبل الرئيس الإيراني الذي إستعاد لغة سابقة ضد وجود إسرائيل نفسه وشكك بالمحرقة....
وكان قد كرس هذا التوازن أيضاً، في "مؤتمر الحوار الوطني" الذي إنعقد في أوائل آذار الفائت. وكان كل ذلك يعني أن فريق الأكثرية، بات عاجزاً عن الوفاء بوعوده للأميركيين وسواهم. وكان لا بد، بالنسبة للأميركيين، من أجل إستعادة المبادرة في المنطقة عبر لبنان، من ان يدخلوا، هم، مباشرة، في الصراع، وأن تدخل إسرائيل أداة لهم، وعبر ما تمتلكه من عناصر القوة المعروفة!!!
ونذكر، في هذال السياق، بأن فريق الأكثرية، قد خسر الزخم الذي إكتسبه منذ إغتيال الحريري وحتى الإنتخابات النيابية، بسبب اعتماده مجدداً على سياسة التبعية التي كان يشكو منها، وخصوصاً في مجال الإرتهان الى الإدارة الأميركية وغيرها. بل إن الرضوخ للوصاية الأميركية قد حوّل لبنان، مجدداً الى ساحة لا تعمل بفعل التناقضات اللبنانية وحدها، بل تعمل أساساً وفق الإملاءات الأميركية. وأفقد هذا الأمر فريق "الأكثرية" مصداقيته فيما يتعلق بالسيادة والإستقلال، وكذلك مكن الفريق المنافس أن يبرر إستمرار علاقته السابقة والراهنة بالسلطات السورية، على اساس أن "الأقربين أولى بالمعروف" بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية التي هي خصم عنيد للحقوق العربية من خلال دعمها المثابر للعدو الصهيوني، ومن خلال إحتلالها للعراق ومحاولتها السيطرة على الشرق الأوسط، بالقوة والغزو والتفتيت....
ويمكن أن نتوقف عند أسباب أخرى عديدة لضعف الفريق الأكثري. وأهمها التوجهات الإقتصادية لحكومة السنيورة التي استثارت فئات واسعة (أهمها تظاهرة الإحتجاج في 10 أيار التي جمعت ربع مليون مشارك). هذا فضلاً عن تفاقم الفئوية والفساد والإستئثار بالسطة.
ان وقوع عملية خطف الجنديين، ما بين فشل فريق 14 اذار في استكمال انقلابه السياسي وتطبيق القرار 1559 واستعجال واشنطن وتل ابيب لشن حرب واسعة بغية انقاذ او اعادة اطلاق"الشرق الأوسط الجديد" وتوجيه ضربة قاسية "للإرهاب"، هو ما حصل في الثاني عشر من تموز واستمر حتى 14 أب، وستستمر تداعياته حتى اشعار أخر، في لبنان وفي الشرق الأوسط عموماً.

VI– في النتائج والإنعكاسات المتنوعة:
لن نتوسع الآن في النتائج والإنعكاسات. وبالتأكيد ستكون مقاربتنا الراهنة أولية نستكملها لاحقاً من خلال المزيد من النقاش والبحث، وإمتلاك المزيد من المعطيات، وتداعي المزيد من الإنعكاسات...
ويمكن التوقف الآن عند المسائل الآتية:

أ‌. إنتصار جديد، نوعي، ومدوي، على العدو الإسرئيلي:
لقد إستخدمت إسرائيل معظم قوتها العسكرية في الجو والبحر والبر. ومع ذلك منيت بهزائم وخسائر طرحت تساؤلات آنية ومستقبلية حول الجيش الذي لا يقهر، وحول التحديات التي يمكن أن تواجهه مستقبلاً، وحول الضمانة التي كان يشكلها كقوة غير قابلة للتحدي في مواجهة كل خصومه العرب.
ب‌. لقد إقترن الصمود العسكري بصمود مدني وشعبي رائعين، جعلا العدو يخسر رهاناته السياسية اللبنانية، ليس فقط في تأليب "بيئة" "حزب الله" عليه، وإنما حتى دفع خصومه الى التحرك ضده. وفيما عدا أقلية رتبت حركتها على الإيقاع الإسرائيلي. كانت الأكثرية تنأى بنفسها عن العدوان بشكل متصاعد.
ج‌. بدت الدولة اللبنانية مفككة. إنها مجموعة دويلات تتعاون أحياناً وتتباين أحياناً أخرى. وتتوزع مواضيع الخلاف على مسائل معظمها مصيري!
د‌. أصيب لبنان بخسائر هائلة. بعض العرب دفع "كفارة" سريعة كثمن لدعمه السافر للعدوان في مراحله الأولى. و"إعادة البناء" تقع على إقتصاد مثقل بالديون وطاقم سياسي فئوي ومنقسم طائفياً ومذهبياً ومرتهن خارجياً، وإدراة فاسدة بيروقراطية وغير خاضعة لأبسط أشكال الرقابة والمحاسبة.
هـ . طرح العدوان في مجرياته ونتائجه مسائل عديدة، فيما يتعلق بالدولة ودروها اللاحق، بحزب الله وسلاحه ووظيفة هذا السلاح، خصوصاً إذ امكن تحرير مزراع شبعا وتلال كفرشوبا وإستعادة من تبقى من الأسرى في سجون العدو.
ز‌. أثار صمود "حزب الله" وإنتصاره، تساؤلات البعض وقلق الكثيرين: ماذا عن التوازنات السياسية في البلاد؟ ماذا عن التوازنات التقليدية ـ الطائفية؟ ماذ عن إمكانية إعادة النظر بالنظام السياسي، لجهة تحديثه وإضعاف دويلاته لحساب الدولة؟ ماذا عن إحتمال إهدار هذا النصر في زواريب الإنقسامات الداخلية، الطائفية والمذهبية والفئوية والإرتباطات والإرتهانات الخارجية؟!!...
ح‌. ماذا عن ضرورة إطلاق مبادرات جديدة من قبل القوى الوطنية الديمقراطية العروبية، لمصلحة التحصين الوطني: بالإصلاح السياسي والإقتصادي والإداري، وبتعزيز قيم الولاء الوطني المبني على المساواة بين اللبنانيين، النابذ للإرتهان للخارج والإستقواء به على الداخل (يمكن ملاحظة بروز بعض المؤشرات الإيجابية في هذا الصدد، وكذلك بروز مؤشرات سلبية تجنح نحو التقوقع وربما الفيدرالية وأكثر، بالتعويل على المشروع الأميركي في المنطقة...)، وبتعزيز مقومات السيادة والإستقلال والديمقراطية والعدالة....

VII- الإنعكاسات الإقليمية
العدوان يساوي حرباً شاملة في المنطقة. على الأقل من حيث نتائجه القريبة والبعيدة، المباشرة وغير المباشرة. لقد تحدث إعلاميون إسرائيليون عن "جبهة" خططت أو دعمت أو تواطأت، تضم تياراً نافذاً في الإدارة الأميركية، وحكام إسرائيل، وبعض الدول العربية، وجزءاً من الأكثرية اللبنانية! والذين شاركوا، خصوصاً من العرب، كانوا على يقين من أن العدوان سيحقق أهدافه. ولذلك هم وضعوا كل أوراقهم في سلة أولمرت وفريقه. وتحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية عن مدى سروره ودهشته لإصرار حكام عرب، في إتصالات مباشرة معه، على مطالبته بالذهاب الى الحد الأقصى!! وليس بدون أساس ما جرى تناقله عن مسؤولين لبنانيين من صفوف الأكثرية، من أن هؤلاء قد قدموا معلومات للسفارة الأميركية، إستفاد منها العدو في عملياته الحربية!؟
ويشير ذلك، الى موقع هذه الحرب على لبنان وفيه، من الصراع الضاري الدائر في لبنان وفي المنطقة، خصوصاً منذ العدوان الأميركي على العراق، وإرتباطاً بإطلاق يد إسرائيل في محاولة تصفية الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وفي ضوء المعطيات المذكورة، سارعت السعودية ومصر والأردن... الى تحميل المسؤولية للضحية "ومن يقف وراءها" بذريعة المغامرة والعمل ضد المصالح العربية. وجرى تبعاً لذلك رفض عقد قمة عربية لإتخاذ موقف من العدوان. وبدا الموقف العربي مشلولاً بالكامل حيال إمعان الولايات المتحدة وإسرائيل في رفض وقف إطلاق النار، وفي عملية تدمير لبنان المتصاعدة.
والصمود اللبناني والهزائم الإسرائيلية، هما فقط ما فرض تبديلاً في الموقف العربي الذي رغم تحسنه نسبياً، فإنه ظل قاصراً عن القيام بالدور المطلوب في دعم لبنان وشعبه ومقاومته.
ولقد طرح هذا الأمر وسواه مما نجم عن هذه الحرب، جملة مسائل أساسية ستتفاعل آثارها الى أمد قريب وبعيد:
- ما معنى وجود الجامعة العربية التي بلغ من عجزها أن أمينها العام أعلن سقوطها، بل وموتها!
- طرح تساؤلات حول حجم إلتزامات بعض الدول العربية في معاهداتها مع إسرائيل، التي بدت أكثر رسوخاً وثباتاً من أي إلتزامات أخرى في نطاق الجامعة العربية. فالدول التي تقيم علاقات ومعاهدات مع إسرائيل إمتنعت حتى عن إستدعاء سفيرها للتشاور، من قبيل الإستياء أو العتب، على الأقل! ويتحمل النظام المصري مسؤولية خطيرة، في هذا الصدد، أكثر من اي نظام آخر.
- إنطلقت، لإدانة العدوان، أوسع حملة تضامن شعبية وسياسية. وقد تحركت قطاعات وقوى جماهيرية هائلة أطاحت الإنقسامات المذهبية، ودقت ناموس الخطر حيال أنظمة متواطئة، وحركت ركوداً قاتلاً، وطردت أشكالاً من الإحباط واليأس، وفتحت آفاقاً يجب التنبه لها ومتابعتها بالبرامج والنشاطات والعلاقات، وهو ما ليس متوفراً، لا على المستوى العربي ولا المستوى اللبناني وخصوصاً لدى "حزب الله" الذي يفتقر الى القدرة على الإحاطة بالقوى التي ساعد هو اساساً، في إيقاظها أو تحريكها.
- أطلقت عملية الصمود البطولية إستنتاجات صحيحة بشأن إمكانية تغيير المعادلة المذلة التي إستقر عليها الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وخصوصاً بعد الغزو الأميركي للعراق. وليس بلا معنى، أن يسارع بعض الحكام "المرتبطين" بواشنطن، الى إبداء دعمهم لصمود الشعب اللبناني ومقاومته(قطر مثلاً)!
- من نتائج الهزيمة الإسرائيلية، سعي ولو كلامي رسمي عربي، لطرح قضية الشعب الفلسطيني على مجلس الأمن. ولقد أنطلقت إشارات استياء عربية من الموقف الأميركي، من قبل السعودية ومصر حيث أشير من قبلهما الى أن المشكلة الأساسية هي تجاهل شعب فلسطين وقضيته
- سارع الإسرائيلون الى طرح إستنتاجات جديدة، ولو كانت غير نهائية، بشأن ضرورة فتح حوار مع سوريا إذا كان سيؤدي بثمن إعادة الجولان، الى تفكيك التحالف السوري ـ الإيراني وتوفير الأمن لإسرائيل.
- إستشعر الإسرئيليون مخاطر مصيرية كان الثعلب المخضرم شيمون بيريز سباقاً في الإشارة اليها، حين نبه الى أن إسرائيل تخوض صراعاً مصيرياً يتناول وجودها نفسه!
- طرح هذا الواقع تحديات ايجابية إضافية على كفاح الشعب الفلسطيني، وخصوصاً على قواه الأساسية وسلطته، لجهة الإستفادة، خصوصاً، من تجربة الصمود اللبناني، وكذلك بالنسبة لتحرير الجولان المحتل.

VIII- الإنعكاسات الدولية
شكل الانخراط شبه المباشر للولايات المتحدة الاميركية في العدوان على لبنان سمة مميزة للحرب الاسرائيلية ضد المقاومة وهو ما جعلها تحظى باهتمام دولي كبير من خلال انعقاد مؤتمر روما... غير ان نتائج هذا المؤتمر عكست بشكل واضح حجم القلق الدولي من سياسات واشنطن وان لم يتحول بعد الى تباين جدي أو افتراق واسع عن هذه السياسات. وكان واضحاً المغزى الذي اراده وزير الخارجية الايطالي حين حمّل مسؤولية فشل المؤتمر في الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار الى السيدة رايس التي اباحت استمرار العدوان وقتل المزيد من المدنيين. وشكل مصير المشروع الأميركي في المنطقة نقطة أساسية في الإهتمام الدولي بالعدوان على لبنان. لقد كان من شأن النجاح الأميركي ـ الإسرائيلي في الحرب أن يترك تأثيرات، أيضاً، خارج الشرق الأوسط. وحتى بالنسبة للأسلحة ونوعيتها وإستخدامها وتصديرها ونقلها، كان ثمة تأثيرات كبيرة، تتعلق بالجدوى، والتهريب وإمكانية الحد من سطوة سلاح الجو، حتى بدون دفاعات جوية! ولقد إهتم كثيرون بتجربة القتال نفسها، لجهة الإستفادة من وسائل حرب الانصار والحرب الشعبية وتجربة الفيتناميين خصوصاً، التي جرى إستحضار جزء أساسي منها في لبنان. ورغم تأثير واشنطن الحاسم في المؤسسات الدولية (مجلس الأمن، والهيئات الأخرى التابعة للأمم المتحدة...) فإنها قد وصلت الى مرحلة واجهت فيها عزلة أكيدة. لقد إبتعد الموقف الفرنسي، وتململ الموقف الأووربي، وأُحرج الموقف الرسمي العربي (حلفاء واشنطن بشكل خاص).
على صعيد آخر كشفت التظاهرات والتحركات التضامنية التي عمت العالم وخصوصاً اوروبا والتي لعبت فيها القوى اليسارية دوراً اساسياً بتشجيع من حزبنا وتواصل معه، وعياً يزداد اتساعاً بالبعد الوطني والتحرري لنضال المقاومة الاسلامية في لبنان.. ان فشل الدعاية الاميركية والاسرائيلية في تصوير حربها ضد حزب الله وقبله ضد حماس باعتبارها حرباً ضد الإرهاب الدولي، هو تطور في غاية الأهمية مطلوب الاستناد اليه من أجل تطوير حملة التضامن مع النضال اللبناني والفلسطيني من اجل استعادة الاراضي المحتلة واسترجاع الحقوق المهدورة.
- إعادت الحرب التذكير بجوهر الصراع في المنطقة، وهو حقوق الشعب الفلسطيني. ففي إجتماع فنلندا لوزراء خارجية الإتحاد الأوروبي، جرى إنتقاد "التفرد الأميركي"، وجرى نقاش حول الموقف الأميركي المؤيد لإسرائيل، وجرى تأكيد على ضرورة طرح مبارات حول حقوق شعب فلسطين. بما فيها عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط (روسيا وآخرون)، سارعت إسرائيل الى رفضه. لقد كان ذلك بداية خجولة، إلا أنها بداية واعدة إذا جرى تلقفها بشكل جدي ومناسب من العرب والفلسطينيين. في لحظة من لحظات تعطيل دور مجلس الأمن، كرر كوفي أنان أمين عام الأمم المتحدة، تقريباً، ما سبق وأعلنه عمرو موسى، بشأن سقوط الشرعية الدولية!
إن كل ذلك هو إحتجاج جديد ومتصاعد، على معادلة القطب الأميركي الواحد، المتفرد والمتعسف.
IX- الخسائر والإغاثة والوضع الإقتصادي
يقدر البعض الخسائر الإقتصادية المباشرة وغير المباشرة بحوالي 15 مليار دولار أميركي. وكان الإسرائيليون قد جاهروا باستهدافهم للبنية الإقتصادية متباهين بأنهم سيعيدون لبنان عشرات السنين الى الوراء. ويخفي ذلك، كما أسلفنا، ذهنية همجية ونزعة إنتقامية بسبب هزائم إسرائيل في لبنان. وكان اللافت أن الأميركيين الذين أجازوا العملية بكل بشاعتها وضراوتها، قد وضعوا حدوداً لها، هي "عدم إنهيار حكومة السنيورة"! ولذلك كان التدمير، وإن شمل لبنان بشكل عام، إنتقائياً للتميز وتشجيع الفتنة وتصوير المعركة محصورة بفئة محددة جغرافيا وطائفياً... طبيعي أن العدوان قد حوّل لبنان الى بلد منكوب، ليصبح منكوباً في الواقع مرتين، مرة جديدة على أيد الصهاينة، ومرة بسبب سياسة حكامه وجشعهم وفسادهم المالي والسياسي والإداري....
لا شك أنه كانت أيضاً لعملية التدمير وظيفة سياسية ضاغطة أثناء العدوان. وسيكون له وللخسائر الإقتصادية الناتجة عنه، وظيفة مماثلة بعد العدوان. ولذلك سارع "حزب الله" الى محاولة إمتصاص جزء من النتائج المتصلة بفقدان عشرات آلاف المواطنين لمساكنهم، مباشراً دفع تعويضات بدل إيجار، مع وعد "قاطع" بإعادة بناء المساكن والأبنية المدمرة. وإستخدم بعض الدول العربية ممن شارك في إجازة العدوان أو تبريره، وبعد الصمود والثبات، تقديم مساعدات عاجلة ككفارة، أيضاً، بهدف إمتصاص جزء من النقمة الشعبية.
إلا أنه يجب ملاحظة أن حملة تضامن عربية ودولية، سياسية وشعبية، قد إنطلقت على أوسع نطاق. وهذه الحملة تشير الى حجم غير مسبوق في إدانة العدوان الإسرائيلي والموقف الأميركي والتواطؤ الرسمي العربي.
يضاف الى ذلك، أنه لم يكن من الصعب ملاحظة، أن قوى في الأكثرية، قد حاولت، هي بدورها، وبشكل مبكر، فلقد جرى تأخير توزيع المساعدات الغذائية. كما جرى ممارسة تمييز وفئوية معيبين في مسألة من يتولى توزيع المواد ومن يستفيد منها!!
ولا بد من التحذير من إستمرار ذلك. كما لا بد من التحذير من السرقات والسطو والإستئثار. ولسنا وحدنا من يحذر من ذلك، فقد أطلق عدد من المرجعيات الروحية والسياسية، تحذيرات مماثلة من الفئوية وسوء التوزيع والإتجار بالمواد عبر بيعها بدل إيصالها مجاناً الى المستحقين والمحتاجين....
ويتطلب هذا الأمر، كما مجمل عملية إعادة الإعمار، متابعة شاملة، لا تقتصر على بعض الرقابة أو عمليات الإغاثة، وإنما تشمل، بشكل خاص، المشاركة في مسح الأضرار، وتقديم إقتراحات وبرنامج حول الحصول على المساعدات وإنفاقها والأولويات الضرورية بهذا الشأن.
وعلى هيئاتنا ومنظماتنا المعنية، بذل جهد يرتفع الى مستوى تحديات الأزمة، في المشاركة والرقابة وتقديم الإقتراحات والبرامج. ويستدعي ذلك تجاوز العديد من الثغرات والسلبيات بأسرع وقت ممكن. فليس من المقبول أن تظل مشاركاتنا محدودة ومحكومة بجملة صعوبات معيقة تتراكم نتائجها السلبية سنة بعد سنة. وسيناقش المجلس الوطني تقريراً خاصاً يقدمه المكتب السياسي حول موضوع مشاركتنا في الإغاثة، وما يجب أن تكون عليه مساهمات هيئاتنا ومنظماتنا، في المرحلة المقبلة.

XIV- دورنا ومهماتنا
منذ البداية إتخذنا موقفاً يؤكد ويؤيد مشروعية عملية 12 تموز بخطف جنديين اسرائيليين من قبل "حزب الله" بغرض التبادل لتحرير الاسرى اللبنانيين. وكان هذا الامر طبيعياً. اما غير الطبيعي، فكان رفض قوى الأكثرية لهذه العملية، رغم أن فريق الاكثرية شريك لحزب الله في الحكومة التي اشادت بالمقاومة وأكدت على تحرير مزارع شبعا والاسرى، كما اشرنا الى ذلك سابقاً.
ثم اننا، بالطبع، شجبنا العدوان في بيانات للمكتب السياسي وتصريحات للمسؤولين فيه وفي المجلس الوطني، ودعونا الرفاق في منظماتهم الى التصدي لهذا العدوان في كل المواقع التي يمكن أن يتقدم اليها، طالما كان ذلك ممكناً. وإنتقدنا بالمقابل، تنصل الحكومة من أي مسؤولية. الامر الذي أدى الى تبرير العدوان، خصوصاً حين انطلق قادة في فريق الاكثرية، في ترديد مواقف دول هم على علاقة وثيقة بها (تصل احياناً الى التبعية الكاملة) تؤكد على "مغامرات" "حزب الله" وتدعو الى محاسبته.
وقد نشط المكتب السياسي في عدة إتجاهات:
- اجراء اتصالات سياسية واسعة في ظل العدوان بغية تحصين الوضع الداخلي من خلال بلورة اللقاء الوطني الذي دعونا اليه ولم ننجح بسبب تريث بعض القوى وانتظارها نتائج العدوان النهائية.
- السعي لوحدة الموقف الشعبي في المناطق المستهدفة عبر التنسيق السياسي والميداني مع القوى المعنية، وخصوصاً منها "حزب الله".
- المشاركة في اعمال الإغاثة وعمليات استيعاب النازحين وتأمين المساعدات لهم وتوزيعها بشكل سريع وعادل.
- اجراء أوسع الاتصالات الخارجية بالأحزاب الشيوعية والصديقة، العربية والاجنبية، من أجل التضامن مع لبنان وشعبه ومقاومته في مواجهة العدوان الأميركي ـ الاسرائيلي.
- دعوة منظماتنا الحزبية في الخارج الى أوسع نشاط لفضح العدوان وأهدافه.
- المساهمة الواسعة في دعوة وفود أجنبية وعربية، وتشجيعها على المجيئ الى لبنان (الحزب الشيوعي اليوناني بكّر في المجيء والتضامن).
- المساهمة في إستقبال وفود قادمة والحوار معها حول العدوان وأهدافه وموجبات إفشال ذلك.
- نظم المكتب السياسي نشاطه عبر اتخاذ مجموعة من التدابير الاستثنائية، وعبر تشكيل مجموعة من اللجان الموسعة التي غطت مجالات العمل المختلفة.
- رغم اضطرار "النداء" للإنقطاع عن الصدور مؤقتا لأسباب بعضها موضوعي والآخر ليس كذلك، فإن نشاطنا الاعلامي كان في تحسن مستمر: في الوسائل التي نشرف عليها، وفي وسائل الاعلام ذات الانتشار الواسع المحلي والفضائي. كذلك لعب الموقع الالكتروني للحزب دوراً مهماً في كسر الحصار الاعلامي عنا وتأمين تواصل سياسي ـ تنظيمي مع المنظمات في الداخل والخارج.
XI- مساهمة حزبنا في التصدي للعدوان الاسرائيلي.
- لقد اطلقنا الدعوة للمساهمة في مقاومة العدوان عند تقدمه، حيث أمكن ذلك، وبالتنسيق مع القوى المقاومة الأخرى، خصوصاً، حزب الله"، والجيش اللبناني إذا تصدى للعدوان. طبعاً كانت امكانياتنا العسكرية متواضعة. وطبيعة الحرب الجوية التي فرضها العدو بعد القصف التدميري الذي أدى الى نزوح شبه شامل، قلّصت من فرص المشاركة الواسعة. ومع ذلك فقد ابدى المئات من الرفاق في منظماتهم إندفاعاً ممتازاً للمشاركة في القتال ضد العدو. وفي مجرى عمليات المقاومة والتصدي للإنزال كما في بعلبك ـ الجمالية، والحراسة تحسباً للتقدم وعمليات الانزال، وكذلك المشاركة في اعمال الإغاثة والاعمال الصحية، إستشهد ثلاثة عشر رفيقاً وصديقاً في "الجمالية" و "صريفا" و"علي النهري" و"انصار"....
لم يكن الحزب يملك قوات عسكرية جاهزة، منذ التعامل معه كميليشيا أبتداءً من العام 1989، وإنما كانت المشاركة منطلقة من حماس الرفاق ومن نداء الحزب ومن التفاهمات التي اجريت مع بعض القوى السياسية اليسارية والديمقراطية لتطوير شكل الانخراط في المقاومة إذا تمكن العدو من إحتلال جزء من أرضنا ومحاولة البقاء فيها. وقد ترجمت هذه التفاهمات في البيان الذي لم يجر توقيعه بانتظار التطورات، والذي دعا الى مواصلة العمل الذي كانت قد بدأته "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" عام 1982 وإستحضار تجربتها في مجال مقاومة العدوان الاسرائيلي ـ الأميركي. وفي مجال آخر لا يقل أهمية، انخرط المئات في عمليات الإغاثة ومساعدة النازحين في بيروت ومختلف المناطق التي لجأ اليها ابناء الجنوب والضاحية، مساهمين في التقليل من شعور هؤلاء بالغربة في مناطق قد يكونوا تعرفوا اليها للمرة الأولى في حياتهم وفي توفير وتعزيز الصمود الوطني ـ الشعبي خلف المقاومة. كذلك كان هناك تحركات شعبية، بمبادرة من شباب الحزب وطلابه، وبمشاركة بعض النازحين ضد زيارات المسؤولين الاميركيين وبمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري العربي...
ولقد شاب عملنا في مختلف المجالات مجموعة من النواقص، رغم الطابع الايجابي العام له. وهذا ما يجب تداركه بالبحث والمعالجة والتدابير، خصوصاً وأن المعركة لم تنته بكل المقاييس!

XII- الصراع المستمر
يجب التوقف الأن عند مجموعة إستنتاجات أوليه، حيث انه يجب مواصلة تعميق بحثنا للمرحلة الجديدة ما بعد 14 آب، كما ذكرنا سابقاً:
1. لقد حصل تغيير كبير في لبنان إذ انكشفت بشكل لا لبس فيه رهانات فريق اساسي من 14 أذار على الدعم الخارجي من أجل نزع سلاح المقاومة وهي رهانات ستستمر، لا بل وقد تزداد قوة مع انتشار القوات العسكرية لدول الناتو في اطار اليونيفيل تنفيذاً للقرار 1701 وكذلك مع توسع الحصار البحري بناءً على طلب حكومي خارج اطار القرار المذكور..
كما ان انتشار الجيش في الجنوب واعلان المقاومة ان مهمتها ستكون مؤازرته في التصدي للخروقات والاعتداءات الاسرائيلية، من شأنه دفع حزب الله الى ايلاء اهتمام اكبر بالوضع الداخلي الذي سيصبح أولوية بالنسبة له.
ان هذه التغييرات ستؤجج الصراع الداخلي دون أدنى شك فمن جهة لم يعد ممكناً استمرار الوضع الحكومي على ما هو عليه في ظل انعدام ثقة حزب الله بسياسات 14 اذار ومن جهة أخرى يلوح خطر السعي الى تغيير مهمة قوات اليونيفيل وتوسيع صلاحياتها بما يؤدي الى صدام مع حزب الله ويتعارض مع السيادة اللبنانية، سواء عبر قرار دولي جديد أو من خلال ممارسات ميدانية لبعض الجهات.
ان المشهد السياسي اللبناني مقبل على عملية اعادة تشكيل ربطاً بالكيفية التي سينتهي اليها الصراع حول الحكومة ما يتطلب التنبيه بقوة وبشكل دائم الى مخاطر الاستقرار على منطق المحاصصة مجدداً على انجاز الصمود من جهة وعلى موقع لبنان من جهة أخرى. ان القوى الديمقراطية والوطنية مدعوة الى تكثيف دورها وحضورها من اجل دفع التطورات باتجاه بناء دولة عصرية ديمقراطية وحديثة وعادلة على اسس مدنية تتجاوز امارات الطوائف وتستبدل الانتماء الطائفي بالمواطنة والانتماء الوطني.
2. سيكون للصراع حول موقع لبنان في مجرى الصراع العربي ـ الاسرائيلي محتوى مختلف. سيستمر هذا الصراع بشكل واسع، لكنه سيأخذ ابعاداً جديدة في العلاقات اللبنانيةـ العربية، واللبنانية ـ الاسرائيلية، واللبنانية ـ السورية.
3. سيكون الموضوع الاعماري مادة جدل وصراع كبيرين: لكي تنطلق ورشة الاعمار، ولكي يجري تنفيذه بطريقة سليمة في مواجهة جشع المحاصصة والفساد والرشوة والهدر..
4. طبعاً قبل هذا وبعده، ما زالت المنطقة تعيش نتائج الغزو الأميركي للعراق وما ولده من حرائق، ونتائج العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني.


XIII- الصراع حول القرار 1701
يكرر قادة إسرائيل أن ما يعنيهم من القرار 1701 هو عودة اسيريهم ونزع سلاح حزب الله. وممارسات اسرائيل تدل، حتى الآن، على ان صراعاً ضارياً سيدور حول وجهة تنفيذ القرار والاولويات، وما سينفذ، أو لا ينفذ.
إن اصرار لبنان الرسمي والشعبي، على التنفيذ المتوازن والذي يضمن لبنان إستعادة ارضه المحتلة وأسراه هو الذي يمكن ان يجعل الأمور في لبنان، تسير بشكل جيد يتوحد فيه ومن خلاله اللبنانيون.
أما ما يندفع اليه البعض من المضي في سياسة مغامرة خطيرة، خدمة للفئويات الداخلية العاملة في نطاق الخطة الاميركية والمطالب الاسرائيلية، فسيؤدي الى افدح المخاطر على لبنان وشعبه ووجوده.
إن فريق الاكثرية، في معظمه، يمضي في تدويل الوضع اللبناني. والتدويل يعني بشكل عام الأمركة ويناقض الحرص على السيادة والقرار الحر. وسيؤدي ذلك الى تخريب العلاقات اللبنانية ـ اللبنانية واللبنانية ـ السورية خصوصاً، واللبنانية ـ العربية. ويطرح كل ذلك ضرورة اشتقاق معادلات جديدة لإنقاذ لبنان: بالحوار الشامل حول نظامه السياسي الذي يشكل المضي في التدويل، مثلاً، بعض ابرز التعابير عن إفلاسه، بما يملي العمل على إسقاطه لمصلحة نظام مساواة، حديث وعصري ومتطور وعادل..
ذلك يفترض العمل من خلال صيغ تعاون وتحالف ذات أولويات في مجال:
1. ترسيخ وحدة لبنان وتثبيت موقعه العربي، بالضد من متطلبات الخطة الأميركية، وفي مواجهة العدوانية الاسرائيلية، ودعماً للنضال العربي من اجل إسترجاع الأرض، وإنهاء الاحتلال والغزو ونهب الثروات العربية... وخصوصاً دعم حق الشعب الفلسطيني في العودة واقامة دولته المستقل وعاصمتها القدس.
2. السعي لوضع مبادرة الحزب الإنقاذية والمتمثلة بتشكيل حكومة إتحاد وطني، مهمتها صياغة قانون ديمقراطي عصري للإنتخابات قائم على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي، ووضع خطة جدية لعملية الإعمار والإنماء، وإجراء إنتخابات نيابية مبكرة وفقاً للقانون المذكور، والدعوة الى إنتخاب رئيس جديد للبلاد. هذه المبادرة يرى الحزب من خلالها مقدمة للخروج من المأزق السياسي القائم، والتجاذبات الطائفية الراهنة والتي بحدتها تكاد تطيح بإنجازات المقاومة والصمود، وتضع البلاد أمام خيارات صعبة، وتشكل مدخلاً نحو إصلاح النظام السياسي، وإقامة دولة قانون ومؤسسات دولة ديمقراطية موحدًّة وموحِّدة (يلاحظ ان بعض القوى التقليدية بات يتحدث عن ذلك) على اساس المساواة وتطبيق النصوص الدستورية الإصلاحية، واصلاح الإدارة، وتنشيط القضاء والرقابة على اساس مستقل، لمواجهة الاستنساب والفساد.
3. إقرار خطة طواريء إقتصادية بآجال قريبة ومتوسطة وبعيدة: لمعالجة أثار العدوان، وللسيطرة على الدين العام، ولتطوير الإنتاج في كل مجالاته، ولبلورة دور جديد للبنان في نطاق المجموعة العربية على اساس افضليات وتمايزات متعددة تبدأ من مستوى التعليم، وصولاً الى السمات المناخية والسياحية والانفتاحية المعروفة...
4. بلورة أسس سليمة وراسخة لعروبة لبنان ولسيادته وإستقلاله، بعيداً عن الفئويات الطائفية والإستقواء بالخارج والإرتهان له. فشعب لبنان إستحق إستقلاله وسيادته بالدم والتضحية والبطولة. والسيادة لا ينبغي أن تطرح في وجه العروبة، والعروبة لا تطرح في وجه السيادة اللبنانية.
5. معالجة أزمة العلاقات اللبنانية ـ السورية من خلال الحوار المباشر، بعيداً عن التدويل الأميركي الذي لن يفعل سوى تأزيم هذه العلاقات طبعاً لحسابات مشروعه للهيمنة على المنطقة. ويستدعي ذلك إجراء مراجعة جادة لملف هذه العلاقات، بما يضمن حعلها ممتازة لا مميزة فقط، وعلى أساس التكافؤ والمصلحة المشتركة والمصير الواحد.

XIIII. دور الحزب في المرحلة المقبلة
إننا امام مرحلة جديدة تتطلب ان يطور الحزب في الكثير من مقارباته في المجالات كافة، وهذا ما ينبغي متابعته بكل الدأب والمسؤولية من قبل هيئات الحزب، وحتى أصدقائه، والمعنيين بوجوده كقوة تغييرية تستطيع ان تساهم في الإنقاذ والمعالجة للأساسي من الأزمات التي يعاني منها لبنان. ان مرحلة ما بعد 14 أب تحمل في طياتها احتمالات تغيير نوعي في الواقع السياسي الداخلي والاقليمي على حد سواء، وهي مفتوحة على آفاق مختلفة يرجح منها ما تتوفر له مقومات التقدم... ان (تظهير) موقف الحزب وتموضعه الطبيعي في مواجهة العدوان من جهة وفي الدعوة الى بناء الدولة على قاعدة اصلاح النظام السياسي من جهة أخرى، هو أساس جدي يبني عليه من أجل زيادة حضوره السياسي والشعبي وتفعيل دوره باعتباره حزباً مقاوماً دون ان يكون طائفياً وحزباً تغييرياً لا يستند الى السلاح او الثقل الديمغرافي. كذلك لا بد للحزب من ترجمة علاقاته الدولية الواسعة في عمل سياسي هادف يخدم شعارت الحزب وبرنامجه (ثلاثية المقاومة والاصلاح والاقتصاد) ويزيد من وزنه في الحياة السياسية اللبنانية.
ان بلورة كل ذلك في اطار خطة تواكب موضوعياً التطورات، وتسعى لتعبئة كل الموارد المتاحة واستنفار موارد احتياطية وتوظيفها بالشكل المناسب، هو أمر حيوي، وقد يكون له قيمة تاريخية، من أجل اسهام الحزب بشكل محسوس وجدي في صياغة التحول النوعي المرتقب وقد يكون له اثراً مهماً على دفع موقع الحزب الى الامام وفي قلب الحياة السياسية.
ان الشيوعيين، كل الشيوعيين وكافة الاصدقاء، والقوى اليسارية والديمقراطية، مدعوون لبذل أقصى جهد ممكن بما يوازي جهودهم في المعارك الكبرى التي خاضوها ضد الاحتلال ومن اجل ثورتهم الوطنية الديمقراطية التي لم تتحقق، دعماً 0لخطة الحزب وسنداً لمسعاه في جعل اليسار اللبناني حامل التاريخ الوطني والقومي والاجتماعي العريق، طرفاً فاعلاً في قلب معركة تحصين المقاومة وبناء الدولة الديمقراطية.
إن الشيوعيين في عالمنا العربي، وقوى اليسار والديمقراطية مدعوة بدورها للعب دور أساسي في بلورة خيار المقاومة لمواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وكافة تداعياته في المنطقة، ويترافق ذلك مع العمل من أجل الضغط على الأنظمة لإحداث تغييرات ديمقراطية، وإصلاحات جدية، ما يجعل من عملية الممانعة والرفض للمشروع الأميركي الى إتخاذ شكل أرقى في عملية النضال يساهم في خلق حركة تحررية يسارية ديمقراطية عربية، تشكل رافعة النهوض الوطني والقومي لرسم المرحلة المقبلة بكل معاييرها ومفاصلها.
وأخيراً، نؤكد على ان انفتاح المرحلة المقبلة في لبنان على احتمالات متنوعة، هو حافز لنا كي نعمل لتحديد وجهة التطور المقبلة وهي لا تتكرر الا عند وقوع الخيارات الطائفية في مأزق مدمّر وهو ما بدأنا نشهده اليوم...

اواسط ايلول (سبتمبر) 2006




#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقرير الاسبوعي
- بيان المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني
- بيان صادر عن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني في الجنوب
- لقاء قيادة الحزب مع وفد من أحزاب وقوى من البحرين
- رأي الحزب في التطورات الأخيرة
- هل توقف العدوان الاسرائيلي الأميركي على لبنان، بعد صدور قرا ...
- رأي الحزب في التطورات الأخيرة محصلات عامة أولية
- تصريح الأمين العام للحزب خالد حدادة
- رأي الحزب في التطوّرات الأخيرة
- من التأسيس وحتى المؤتمر الثاني
- الحزب والمنظمات الجماهيرية
- مستويات النضال وأشكاله
- محاضرة عن الطائفية
- لبنان يجتاز مرحلة استعصاء بسبب قصور المعالجات التقليدية وتنا ...
- مدخل الى علم الاقتصاد
- مدخل الى العولمة الليبيرالية
- الطبقات والصراع الطبقي
- مدخل للتعريف بالمنهج الماركسي
- جورج حاوي شيوعي ناصع مجدد - ملأ لبنان وشغل دنيا العرب
- تصريح الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الحزب الشيوعي اللبناني - تقرير المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني عرض لأهداف العدوان وللنتائج التي نجمت عنه وللمهمات على الصعيدين المحلي والعربي