أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - خلق الحدث السياسي















المزيد.....

خلق الحدث السياسي


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمعنا إلى أخبار وتعليقات من زوايا تقلب الأدوار التقليدية وتعيد توزيعها بكيفية إما تخلط الأوراق أو تفيد أن من تداعيات الإصلاح اللخبطة في التقاليد المتراكمة و الحذر والتحفظ مما ينشأ من جديد في العمل السياسي.

فلو اقتصرنا على قادة الأحزاب، ومن أجل ذلك، يمكن التعاطي مع المحيط الأوسع الذي أصبح المواطن المغربي يلتقط منه المعطيات السياسية ليتابع مستجدات الأوضاع الحزبية والسياسية عموما.

استمعنا على الصعيد المغربي للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي يعرض أمام الصحافة ما سماه "بالمبادرة الاتحادية من أجل الانفتاح وتنمية العضوية".

ثم إذا رجعنا إلى صبيب الحياة اليومية للناس من زاوية الشأن العام، سنجد أن الشعب الذي يعتبر المادة الأصلية للكتلة الناخبة »الصغرى« كان منشغلا بالتهييء للدخول المدرسي والجامعي لأبنائه.

في الوقت الذي فاجأته الزيادات في مختلف المواد الاستهلاكية الأساسية.

في حين، في الأسبوع الماضي، كانت الانتخابات غير المباشرة الحدث السياسي ذا الترتيب الأول في ساحة النخبة، وقد استدعت بدورها »مصاريف« لتوفير العدد والعدة الكافية لمن أراد من المرشحين الكبار اجتياز محنة المختبر الانتخابي غير المباشر
بالطبع، ربما تعودنا على رفع قبضة اليد والضرب على الطاولة، قصد تسجيل الموقف أولا
ثم متابعة الملف وبسط الأبعاد والجذور وإثارة الانتباه نحو المخاطر.

وإثارة التعود على هذا السلوك السياسي هو طفو لا شعوري ومسبق من زاوية معارضة
ناتج عن شعور متراكم بالتهميش والإقصاء مقابل هيمنة مستديمة وركود في ميزان القوى وفي دور الفعاليات.

لقد تركت الحرب الباردة فينا عجزا مستديما.

إلى درجة تشوه الخلقة السياسية، في شكل حتمية ثنائية السلطة والمعارضة.

وإذا أردنا أن نراجع مراجعة عامة للفاعلين الأساسيين في هذه الحصيلة، من هذه الزاوية، سيكون المساهم الرئيسي في بناء الكيان السياسي للبلاد من زاوية النظر الإيجابية التاريخية متحملا لهذه التبعات السلبية الجانبية، وليس فقط من باب البادئ أظلم.

هذا العنصر المساهم في ركود المشاركة السياسية، مع ذلك لم يمنع من ممارسة العمل السياسي من زاوية الحداثة على طول وعرض الساحة السياسية
إذ كانت القضية تتصدر العمل السياسي في الماضي.

فما الذي دفع الآلية إلى واجهة العمل السياسي حاليا؟

* * * عبر مقارنة مقاربة بسيطة يمكن بسط الأفكار التالية باستعجال :

1- ما الذي جعل القضية تتصدر العمل السياسي في الماضي.

في فترة الحرب الباردة، كانت القضايا سياسية في فترة العولمة أصبحت القضايا ثقافية في فترة الحرب الباردة كانت القضايا من صلب السياسة الحديثة عبر مواجهة الليبرالية بالاشتراكية في فترة العولمة أصبحت القضايا مشوبة بتداعيات ما قبل السياسة الحديثة في فترة الحرب الباردة كان القرار المستقل بهوية حداثية محور القضية السياسية في فترة العولمة أصبحت محور القضية السياسية مطلب القرار المستقل بهوية ماضوية في فترة الحرب الباردة كان التمفصل بين السياسي والثقافي واضحا إلى درجة الجمالية في القوام السياسي الحداثي والوقار في الكيان الثقافي الثراتي في فترة العولمة ارتد العمل السياسي نحو التداخل بين السياسي والتراثي حد اللاعقلانية والانتكاس نحو ما قبل السياسة الحديثة، لدى الغرب ( المحافظون الجدد) ولدينا (الأصولية بفروعها).

2- ما الذي دفع الآلية إلى واجهة العمل السياسي حاليا بداية الاستقلال كانت كل القضايا عدراء لم تمس بما تتركه التجربة الحياتية على الصفحات البيضاء بداية الاستقلال كان المغاربة جميعا ينظرون إلى المغرب من أسفل السفح، فيتخيلون أنفسهم، بتواضع خام، صغارا أمام الفعل السياسي الذي أبلوا من أجل سيادتهم عليه البلاء المميت والتضحية بالنفس قبل النفيس بداية الاستقلال كانت كل مقتضيات الشأن العام قضايا في بداية معالجتها من الزاوية السياسية الحداثية كمطلب للحق في المشاركة السياسية للمغاربة على الصعيد الدولي بداية الاستقلال كان التماهي مع القضايا، يفرز أبطالا، والتماهي مع القضايا المفردة والقادة الأفراد الأبطال يدفع نحو الإهمال آليات المشاركة السياسية.

* * * وهذا التراكم والتعود على الاهتمام بالقضايا في جوهرها دون إثارة شكليات وأدب إثارة القضايا، سلخ من القضايا جلدها ومسح منها لونها، وساهم في خسران النهاية مقابل إهدار تضحيات جسيمة دون نتائج دنيا معقولة.

مما انقلب لدى أصحاب القضايا العادلة بالتشكك في كل ما ينفتح على القضايا العادلة
إذ انقسمت شخصية الفاعل السياسي، إما في نفس الفرد أو في نفس الإطار الحزبي أو نفس المرجعية الايديولوجية أو نفس النظام السياسي إلى لحظتين متناقضتين : لحظة الاكثار من الحديث عن القضايا العادلة ولحظة الاكثار من الحديث عن المردودية السياسية والمساطر المتبعة.

فانقلبت القضايا إلى سحر واستخرج منه السحرة ألاعيب لكسب المنافع والمواقع.

بينما كانت طريق أصحاب المساطر والمحافظين على قواعد اللعبة كما هي مردودية أكبر
إذ اعتبروا أكثر وضوحا وأدرى بمسالك خارطة الطريق نحو الأهداف والمقاصد الشخصية دون لف ولا دوران.

هذا النقاش الشفاف ليس اتهاما لأحد ولا تزكية لآخر.

إنه من باب التحليل اللاحق عن التراكم الحاصل، في ضوء المستجدات.

فالمبادرة الاتحادية بالانفتاح وتنمية العضوية تجديد لمسلسل سياسي تنظيمي سابق
وقد تمكن الأستاذ اليازغي في كلمته من إقناع المستمع إليه، كيف أن هذه الحركة الاتحادية كانت دائما منفتحة، باعتبارات متنوعة، تارة على الدولة بالمشاركة السياسية رغم القمع والسرية.

وتارة أخرى على النظام السياسي ككل (المؤتمر الاستثنائي) في فترة انتصرت فيها قوة يسارية صغيرة على أكبر جيش في العالم 1975 الفييتنام (الولايات المتحدة الاميركية).

وهكذا ورغم ذلك، الانفتاح وتنمية العضوية كمبادرة مكونة من طرح سبع نقط معروفة في الاختيار الديمقراطي الاتحادي (انظر كلمة التقديم للندوة الصحفية) اعتبرها الحزب عملية غير مسبوقة كونها ذات بعد استراتيجي، إضافة إلى صبغتها التنظيمية والسياسية
واعتبرها غير مسبوقة.

والسؤال المطروح هو ما إذا كانت الجدة في الانفتاح والحال أن استمرارية الاتحاد هو آلية الانفتاح كلما اقتصى الأمر ذلك وفق باب من الأبواب.

لكن الانفتاح الحالي مطروح أيضا في كون الاتحاد معني بعودة كل أبنائه.

فهل الإصلاح السياسي الحزبي متوفر اليوم أكبرمن الماضي على مفاعيل الديمقراطية الداخلية.

وهل المجتمع النخبوي مفعم بما يكفي من الاصلاح الديمقراطي المفضي إلى ميكانزمات المغادرة الطوعية للمواقع الحزبية أم قدر الحياة الحزبية أن تنتهي بالانقسامات كلما نضجت أوهام الزعامات الجديدة وتكلست مطامع الزعامات القديمة.

أم أن المبادرة تتلخص في التقابل بين الاستقطاب وبين الانخراط الطوعي.

فكأن الانتماء الحاصل عبر نصف قرن تقريبا لم يهم سوى الرعايا الحزبيين الذين لم يكن لهم قابلية على الرشد السياسي قبل أن يجدوا من يستقطبهم وينقذهم من الضلال؟ .

نعم يفهم المتتبعون، والمنشغلون بمصير الحركة الديمقراطية الاتحادية، الانشغال اليساري عموما بضرورة تجميع القوى من أجل الحفاظ على القليل من المكتسبات الديمقراطية مقابل تنامي الحركة الأصولية.

لكن الرسوخ في واقع الديمقراطية المحروسة في الأحزاب المغربية لن يفيد في توسيع المشاركة السياسية للمواطنين.

وبالتالي في ميزان منحنى الحد الأقصى والحد الأدنى، تكون الآليات المتضمنة في المبادرة الاتحادية مفهومة ومفيدة.

خصوصا في الظرفية التي تسبق الانتخابات العامة.

لكن البعد الاستراتيجي والصبغة غير المسبوقة، فهذا القاموس هو الذي يضيف للمبادرة الجديدة نفحة من الأسلوب القديم الذي يترك الناس حيث هم، في همومهم القديمة رغم الصيغ المبادرة الجديدة.

النقط السبع في المبادرة الاتحادية

1- الاقتناع بمبادئ وقيم الاشتراكية الديمقراطية المتمثلة في التضامن والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية والعمل على ترسيخها في المجتمع.

2- اعتماد مقررات المؤتمر الوطني السابع للحزب في الدفاع عن دولة الحق والقانون، وتعزيز الديمقراطية البرلمانية القائمة على مبدأ الاقتراع العام المباشر وحق المنافسة النزيهة لكسب ثقة الناخبين، ودعم قضايا السلام والتحرر عبر العالم .

3- تعزيز مكانة النساء والشباب في مختلف المؤسسات، ومساندة حقهم في تحمل المسؤوليات والمشاركة في تدبير الحياة العامة.

4- احترام القانون الأساسي للحزب ونظامه الداخلي وقرارات أجهزته التقريرية .

5- ممارسة جميع الحقوق التي يخولها النظام الداخلي لأعضاء الحزب بما فيها حق التصويت والترشيح وإبداء الرأي والمساءلة .

6- المشاركة الفاعلة في أنشطة الحزب ومبادراته.

7- التحلي بسلوك النزاهة والمصداقية والحرص على التثقيف الذاتي، وامتلاك المعرفة بما يتيح إمكانية التصرف بوعي ومسؤولية



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة الإصلاح في أميركا اللاتينية
- الوجه السلبي من البونابرتية في السياسة الخارجية الجزائرية
- المغرب:الانتقال من من بناء -القوة- إلى بناء الثقة
- تحت سقف الاستراتيجية الديمقراطية أي دور لحزب العدالة والتنمي ...
- فوق نفس الرقعة: ربح العرب الضامة وربحت أمريكا الشطرنج
- 2006-1996 عشر سنوات بعد الاصلاح الدستوري في المغرب أي أفق
- منبعنا مشترك سواء في لبنان أو روما
- الانتقال من الوطنية الى المواطنة
- ثلاثة ملايين مهاجر مغربي كتلة لإنتاج قيم الديمقراطية والتقدم
- تركيا: حجر الزاوية في حوار المتوسط
- من يستفيد من حرية الصحافة الأنظمة أم الشعوب؟
- الجدل الصاخب بين شبق الهوية وعبق الحرية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - خلق الحدث السياسي