أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين خليفة - الرئيس الزاهد














المزيد.....

الرئيس الزاهد


حسين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 11:03
المحور: كتابات ساخرة
    


الرئيس اليمني المزمن ـ كأشقائه الآخرين ـ علي عبدالله صالح رجل زاهد فعلا، فهو قد أعلن على رؤوس الأشهاد منذ فترة انسحابه من الترشيح للرئاسة ليتاح للشعب اليمني اختيار قادة جدد، لكن الجماهير الغفورة نزلت إلى الشارع وهي تحلف بأغلظ الإيمان على الرئيس المنسحب أن يعود. بعضهم كان يتساءل: كيف نعيش بلا رئيس؟
هذه الهبة الجماهيرية الساحقة الماحقة ذكرتنا بالهبة الشعبية التي أعادت الزعيم المرحوم عبد الناصر إلى كرسيه بعد هزيمة حزيران 1967 التي كان هو أحد أهم أبطالها، وهو في الحقيقة لم يغادره وإنما كان يريد التأكد من مدى استمرار حب الناس له وتجاوبهم مع أجهزته الأمنية الكلية القدرة.
المهم أن الرئيس المسكين لم يجد بدا من الرضوخ لرأي الشعب!! كيف لا؟ وهو صاحب السيادة والقول الفصل، وعاد ليخوض انتخاباته الرئاسية الأخيرة، أقول الأخيرة لا لأنه قرر أن لا يعيدها في المرة القادمة بل لسببين: الأول أن الأعمار بيد الله، وربما غادرنا إلى الرفيق الأعلى قبل إكمال ولايته، أما الثاني فهو أن الابن (العقيد احمد علي عبدالله صالح) جاهز لحمل الراية وأداء الأمانة منذ الآن تحسبا لأي احتمال، وخلال الولاية الجديدة (7 سنوات) ربما عيل صبره وقرر أن يحذو حذو ابن القذافي «سيف الإسلام»، فيصير معارضة ويسقط حكم الأب ديمقراطيا بدل أن يفعلها الغريب، أو يفعل مثلما فعل أمير قطر الحالي فيزيح الأب في انقلاب ابيض، وبالتالي تدور عجلة الديمقراطية من جديد و .. . . . .عليهم يا حمد.
رضخ الرئيس لرأي الشعب وعاد ـ ما أحلى الرجوع إليه ـ وترشح في مواجهة مرشحي المعارضة، وللأمانة فمجرد وجود مرشح للمعارضة ولو كان نكرة لا يمكن أن ينتخبه احد هو تطور في النظام العربي يبشر بقرب ولادة الديمقراطية.
طبعا المرشح المعارض الرئيسي (فيصل بن شملان)، وقد رشحته جبهة من خمسة أحزاب، كان من جنوبي اليمن التي ضمها الرئيس بقوة السلاح ـ وبمساعدة القوى الأصولية القروسطية ـ إلى مملكته، وألغى كل ما كان قد تحقق على يد الحزب الاشتراكي اليمني من تحولات على طريق إدخال اليمن إلى العصر وتحرير المجتمع من ربقة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية المتخلفة، وهكذا أعاد «الرئيس المؤمن» كل شيء إلى نقطة الصفر، أي إلى منسوبه،وعاد اليمن سعيدا بوحدته وبعلي عبدالله صالح، وصار الأخير بطلا للوحدة إضافة لبطولاته العديدة الأخرى، فكيف لا يصر الشعب اليمني على التصاقه الأبدي بكرسي الرئاسة؟!
ولم يكن الأمر يحتاج إلى ذكاء لمعرفة النتائج قبل إعلانها، فالشعب اليمني صوّت بالدم للرئيس الباقي أبداً قبل أن يصوت بالحبر، فاندفع إلى مهرجاناته الانتخابية بشراسة وعنف حتى كانت نتيجة التدافع في مهرجان واحد 51 قتيلا وعشرات الجرحى، وهكذا فتح لدينا باب جديد من أبواب الشهادة هو التدافع الانتخابي وهو ما يشبه مصطلح «نيران صديقة» الذي ابتدعته قوات الغزو الأمريكي البريطاني للعراق أثناء غزوها له.
لست يمنيا ولا محللا سياسيا مختصا بالشؤون اليمنية، لكني أهنىء الشعب اليمني على اختياره الجديد للرئيس القديم، وأتمنى له الرفعة والتقدم في ظل رئيس جربوه 28 عاما وأعجبهم فانتخبوه لسبع سنين أخر!! وكما تكونون يولى عليكم.



#حسين_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس وابن لادن ونظرية المؤامرة
- المفاضلة العامة للجامعات السورية . . . . التكرار الذي يعلم ا ...
- السنيورة يبكي . . . . أي دمعة حزن؟!!
- يوسا في دمشق:أليست الرواية فعلا سياسيا بامتياز؟
- من مسرح العبث تخفيضات خليوية
- شاكيرا والملك والبابا


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين خليفة - الرئيس الزاهد