أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - احتراقُ الروح ِ وتناسُخها














المزيد.....

احتراقُ الروح ِ وتناسُخها


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 1682 - 2006 / 9 / 23 - 04:46
المحور: الادب والفن
    


احترق كل يوم ألف مرةٍ وأموت في ذات الوقت .. وتعيدني للحياة التي لا ارغبها قوة غامضة تنقلني من بيت الأموات وتجمعُ اشلائي وتشدُ جَسَدي وترمِمَه ُ من جديد ، تنفث ُ فيه الروح كي اعود للحياة مرة ثانية...
يقول الإله :

أنا أُحْي وأَنا اُميتُ.

وحينما اعود للحياة من جديد اخشى من التجول في شوارع بغداد ، التي ينتشر فيها العشرات من حراس الله ، من فرقة قبضة الأرواح...

مهمتهم قتل الناس وزهق ارواحهم بأسم ِ رب ِ العالمين.

فأبحث عن زاوية مهجورة أو ركن لا يصله الأرهابيون وانزوي في دار خربة..
احَدِدُ خطواتي فيها بين عتبة الداروالغرف الفارغة إلا من وعاء لتبريد الماء وفانوس بدائي وقدر اهيىء فيه بعض الطعام ..

افرض على نفسي عزلة ولا اقتربُ من الخطوطِ الحمراء ِ ولا اتجاوزها..

خطي الأول هو عتبة الدار، لكنها لا تحميني ، ورغم القلق واحتمالات مداهمة الدار إلا أني اشعر بشيء ٍ من الألفة ِ مع الجدران واسراب النمل ِ التي تسرح وتمرح بين شقوق الجدار وفي حفر على الأرض .

أصبحت حياتي الخاصة منذ أكثر من سنتين ، شبيهة بحياة ِ راهب ٍ في صومعةٍ.. اكتفي بالزاد القليل واتأمل الأشياء وافكر بمصير الكون ِ والبشريةِ.

ادَقِقُ مسيرتي بين الحياة والموت واقارن صفحاتها واتذكر ممراتها وابواب ِ السماء ِ السبعةِ وطبقات الأرض ِ السبعة ِ.

الجنة ُ في السماء ِ بعيدة يتمناها خلق اللهِ التعساء والجحيم تحتَ الأرض ِ بنيرانها المتقدة ووقودها المستمرة من البشر.

وأنا متنقل ٌ بين الأثنين تارة هنا وتارة هناك، في الجنة احيا ،وفي الجحيم اموت ، وبين الموت والحياة تزورني الملائكة، بعضها يُمسد رأسي ويُطيبُ نفسي وبعضها يتوعدني بالمزيد من الموت مع الويل والثبور.

بعضهم يقدم لك الشراب الطهور وآخر يسقيك سما ً زعافا ً. تتصارع ُ الآلهة وتتشاحن... تتجادل وتطرح وجهات نظرها ونظرياتها عن الموت والخلود... تتصادم الاراء ويحتد النقاش، تسمع وجهات النظر المختلفة وتعقد المزيد من الجلسات المتتابعة والمتواصلة التي تكرر فيها ذات الكلمات والآراء...

هاهي الآلهة تـُبكر اليوم في تجمعها لتقرر مصيري للمرة الأخيرة، تدخل صالة البرلمان وتناقش وتدفع بمبرراتها في اقصى شحنة جدالية تصل حد العراك بالأيدي والأرجل ... يتدافع رئيس المجلس ويختبىء بين الكراسي ، كي لا يصيبه نعل ُ إله ٍ طائش ٍ، فيقرر وهو يزحف على بطنه قطع التيار الكهربائي لكي لا يجري نقل الصورة عبر البثِ المباشر ِ للمحطات ِ الفضائية ِ وتستغلُ من ذات اليمين ِ وذات اليسار ِ.

هنا في هذه اللحظة المشحونة بالتوترِ والفزع ِ ... تمتد ُ سكين مثلومة ٍ نحو رقبتي.. تحزُها..وتقطع الشريان والوريد..
تفصل رأسي عن جسدي... وتقدمه قربانا ً للالهة...

يحتسي قاتلي جرعة ً من دمي ويتوجه ُ نحو باب ٍ مفتوح ٍ يُفضي لجنةِ آخر الأنبياء ، فتتلقفهُ حوريات اختارها له ربُ الرحمة ِ ، من بين اجمل ِ نساء ِ الكون ، المسموح ِ لهنَّ بممارسة ِ الزنا ، في هذا المكان المقدس.



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حدث في سينا ؟!
- بقايا من رماد الروح في مذكرات نصير
- ..الدفان والغجرية
- الوجه الآخر للأنفال
- قَمَرُ العراقُ
- مع مرشد اليوسف في كتابه الذي يبحث عن جذور الديانة الكردية ال ...
- حذار ٍ إنهم من البعثيين المقنعين
- عن الكتابة بلغة من نار
- ابعاد ودلالات...لغة بعشيقه وبحزاني
- بعض المرادفات اللغوية والميثولوجية المشتركة بين المعتقدات ال ...
- الأيزيدية... محاولة للبحث عن الجذور.. الموسيقى في الديانة ال ...
- رسالة مفتوحة الى السيد حسن نصرالله
- رسالة مفتوحة إلى السيد محمود المشهداني رئيس مجلس النواب في ا ...
- حكاية جيل
- من بطولات الشيوعيين العراقيين
- اوراق ... من ذكريات محمود خضر
- هدية للشيوعيين في السجن
- ولبناني كان بعثيا ًً
- ذلك المصري الشجاع
- تأوهات الإله تموز


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - احتراقُ الروح ِ وتناسُخها