أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - جرائم خلف النقاب














المزيد.....

جرائم خلف النقاب


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1682 - 2006 / 9 / 23 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتي هذه اللحظة ولا أدري ما هي الحكمة في إرتداء النساء لما يسمي بالنقاب ؟ .. في تقديري لا يوجد سببا يجعل إنسانا يخبيء وجهه ولا يظهر منه إلا العينين في مشهد يدعو إلي الإستغراب والدهشة .. فالطبيعة الإنسانية تذهب في إتجاه آخر مخالف ومغاير تماما لمثل هذا السلوك .. فالإنسان لا يتخفي بطبيعته .
وعليه ومن الناحية الدينية فالمستقر عليه عند الفقهاء أنه مسموح للمرأة إذا بلغت أن يظهر منها الوجه والكفين وهناك روايات أخري عن بعض الفقهاء يزيدون فيها الرقبة والقدمين .. ما علينا من هذا الإختلاف الفقهي ، المهم أنه ليس هناك إجماعا فقهيا علي وجوب النقاب .
وعليه .. فنحن نري أن النقاب المنتشر الآن في مجتمعاتنا العربية ما هو إلا ظاهرة إجتماعية وثقافية تعبر عن توجه محدد في الفكر ، وإن كان لها جانب ديني – تحديدا إسلامي – فلا يمكن قبولها إلا في سياق الهوس الديني والتعصب الأعمي المسيطرة مع الأسف علي مجتمعاتنا .
ولا نغادر الحقيقة حين نقرر أن المجتمع يقع تحت قهر وسيطرة هؤلاء المهووسين دينيا، فمن منا يستطيع أن يهاجم هذه الظاهرة أو ينتقدها أو يدعو لتغييرها أو يرفضها علانية، لأن رد الفعل المتوقع والبديهي أن يشهر به أنه يحارب دين الله وسنة رسوله، وأنه مرتد ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وأنه خارج عن ملة الإسلام مهدور دمه ، وأنه يرفض الفضيلة ويدعو إلي الرذيلة ، ويدعو إلي أن تتعري النساء ويكشفن عن أجسادهن لإيقاع الرجال في الفتنة المحرمة .. وعند صدور الفتاوي الإرهابية .. هناك آلاف المتعصبين الذين يبادرون إلي تنفيذها قتلا وتدميرا وإراقة الدم البريء إرضاءا لله وللرسول .. وليضمن مكانا في الجنة إذ يحسب عند الله شهيدا ومجاهدا في سبيل الله .
ولست أدري إلي متي سنظل خاضعين لفكر سلفي متخلف لا يري في المرأة إلا جسدا وشهوة ومتعة لا يمتلكه إلا من يملك صك الملكية الشرعي ، ويجب أن يخبئه عن أعين الآخرين الذين لا هم لهم إلا النظر إلي جسد المرأة كعورة وشهوة .. متي نتعامل مع الإنسان – رجلا كان أو إمرأة – علي أنه إنسان يملك عقلا وفكرا ورأيا وتعبيرا وقلبا ومشاعرا يتعامل برقي إنساني وليسوا مجرد حيوانات تهيم علي وجهها وراء غرائزها بلا عقل أو ضمير .
تفاجئنا اليوم مشاهد في المجتمع ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي ظل هذا التقدم العلمي والتقني والتكنولوجيا الرقمية وثورة الإتصالات أن يمد رجل يده بالسلام إلي سيدة في مجلس قد تكون زميلته أو صهرا لها أو قريبا لها فتظل يده معلقة في الهواء وتعتذر السيدة عن مد يدها للسلام علي الرجل مبررة ذلك بأن لمس الأجنبي حرام !!!!
وهناك من لا يزال يتكلم عن صوت المرأة بأنه عورة !!!
وفي نفس هذا السياق الذي يمثل منظومة كاملة تصدر الفتاوي من فقهاء وشيوخ الوهابية بمنع الإختلاط بين الإناث والذكور في العمل والتعليم وفي النوادي ....الخ وكأن كل جنس يعيش في مجتمع آخر .. ووصل حد الهوس الجنسي بالمرأة وبكل ما يصدر عنها أن أفتي أحدهم فتوي يحرم فيها علي المرأة أن تنتعل حذاء بكعب عالي لأنها حين تسير في الطريق يحدث صوتا ( طرقعة ) تثير الشهوة في الرجال !!!
وإذا تحدثنا علي أرض الواقع فالنقاب أمر خطير إجتماعيا بإسمه ترتكب الجرائم ، ويتخفي من وراء ستاره من يمارس أفعالا شاذة تضر بالسلوك الإجتماعي وبالهيئة الإجتماعية ، فقد رويت وقائع كثيرة حول ذلك منها أن رجلا كان علي علاقة آثمة بإحدي الزوجات وكان يلتقيها في بيتها مرتديا زي النقاب للنساء والأغرب أن زوجها هو من يستقبلها/هـ علي باب المنزل بإعتبارها/هـ صديقة لزوجته !! وتكرر أن قبض علي أشخاص مطلوبين للعدالة وهاربين من تنفيذ أحكام قضائية صدرت بحقهم وهم متخفيين في العباءة والنقاب ، وهناك كثيرات يتخفين في النقاب لإتيان أفعالا غير مشروعة .
كنا في إحدي جلسات المرافعة بالمحكمة وحين نودي علي إحدي القضايا تقدمت سيدة منقبة نثبت حضورها عن المتهم كمحامية وسألها القاضي أن تكشف عن وجهها وطلب منها الكارنيه ، رفضت أن ترفع النقاب ، قرر القاضي حجز القضية إلي آخر الجلسة للتأكد من شخصيتها ..
فتاة هربت من أسرتها مع إنسان تحبه إلي مدينة بعيدة عن موطن الأسرة وإضطرتها الظروف أن تعود مع حبيبها إلي نفس المدينة فلم تجد صعوبة إذ إرتدت النقاب حتي لا يعرفها أحد .
وهكذا ..
مع كل يوم تنتشر فيه ظاهرة النقاب في مجتمعاتنا يملؤني اليقين أننا مجتمع يتقدم إلي الخلف ولا يسير علي قدمين .. مجتمع مشوه وغير عاقل وغير معقول .. ونسأل بعد ذلك لماذا هذه الأمة مهزومة دوما ؟!!!



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟
- رئيس جمهورية .. الأسانسير
- العلمانية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- لحظة ميلاد
- دلالات صعود تيار الإسلام السياسي
- بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير ..
- علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان ... شرعية إعلان ...
- شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال ال ...
- تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حول أحداث الأسكندرية
- حول إعتقال عبدالكريم نبيل سليمان بسبب أرائه .... حرية الرأي ...
- لحن الخلود
- الإخوان المستبدون .. ديكتاتورية بإسم الدين
- قبل الرحيل
- زرعتك في قلبي .. سوسنه
- الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين
- الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات
- إعترافات ثريا حمدون .. قراءة في إعترافات آذار الأخير
- مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1
- رقصة في الفضاء
- دستور يا أسيادنا ..


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - جرائم خلف النقاب