أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - بين أشرار المسلمين و أخيارهم















المزيد.....

بين أشرار المسلمين و أخيارهم


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشر و الخير مفهومان متناقضان يعارض أحدهما الآخر، و هما كصحني ميزان لا يرتفع أحدهما إلا لينزل الآخر. و قد نجد شخصا ينظر إلى حدث معين ما و يقيمه على أنه خير لكننا أيضا نجد في نفس الوقت شخصا آخرا ينظر إلى ذلك الحدث و يقيمه تقييما معاكسا و يعتبره شرا.

و يُستعمل مفهوما الشر و الخير كثيرا من قبل مروجي الأديان، و هكذا فقد قرأنا أخيرا عن بابا الفاتيكان الكاثوليكي أنه استعمل كلمات قالها أحد الأباطرة البيزنطينيين، فيها كلمة الشر لينتقد بها المسلمين، و نبيهم، و يصفهم بأنهم منبع تطرف و عنف، و أن الاسلام لم ينتشر إلا بقوة السيف.
قد تكون كلمات البابا زلة لسان أو تعمد في إطلاقها، و لكن هل فيها نوع من الصحة، بالنسبة له، أو بالنسبة للواقع الذي نراه اليوم على الأرض؟ لقد أصبحت صورة الإسلام و المسلمين هي صورة الهمج و عديمي القيم و الانسانية. فلم يمنع إرهابيي القاعدة دين و لا ضمير عند تفجيرِهم برجي نيويورك أو تفجيرِهم قطارات مدريد أو الغدرِ بالناس في مترو لندن. و نرى هؤلاء المجرمين اليوم أيضا في العراق حيث يفجرون الاسواق و أماكن العبادة و حيث يقتلون الطفل و المرأة بدون أن تُشل أياديهم خوفا من ضميرٍ ما، بل أنهم يسيرون على فكر "إلههم"، إله الغدر و القتل. إن الذين أصابتهم فواجع التفجيرات لا يعتبرون القائمين المسلمين بها إلا أشرارا دنيئين يصعب وصفهم، بل و يعمم الشر على كل من له ريحة الاسلام و الشرق الأوسط. لكن الإرهابيين و أصدقاءهم يحسبون قتل الناس و الغدر بهم خيرا للاسلام و لدينهم و اقترابا لله و لجنته.

و قد تكون كلمات البابا استمرارا للحروب الصليبية ضد المسلمين، كما يزعم بعض أشياخ المسلمين مثل علي خامنئي و غيره، أو حلقة من حلقات الهجوم على الدول التي يتحكم فيها حكام مسلمون، و لكن ألا يُدرَّس الإرهاب في الدولة التي نبع منها الإسلام، ويُذكر ليل نهار بأن الاسلام لم ينتشر إلا بقوة السيف؟ و يدل على ذلك عَلَمُها الذي يحمل كلمات لا إله إلا الله محمد رسول الله، و تحت هذه نقش سيف يؤكد على استعمال القوة. و في الحقيقة لم تنتشر الوهابية و لم يصل آل سعود إلى حكم رقاب الشعب العربي في شبة الجزيرة العربية إلا بقوة السيف و الحديد، و هكذا فإن آل سعود يعتبرون سيفهم خيرا لنشر أفكارهم الوهابية أما الأهالي الذين حُزَّت رقاب أبنائهم فإنهم يؤكدون على أن هذا السيف السعودي هو مصدر البلاء و الطغيان و الشر.

و ربما يُحاول البابا تغطية الحروب و المذابح التي قام بها الكاثوليك ضد غيرهم عبر التاريخ، أو تغطية استعمالهم للصليب كسيف يقطعون به رؤوس الآخرين، و أفضل مثال على ذلك ما قام به الكهنة الاسبان، في قوات فرانكو، ضد الحكومة الشرعية و ضد الجمهوريين أثناء الحرب الأهلية الأسبانية في ثلاثنيات القرن الماضي، هؤلاء الكهنة الذين ساهموا في نحر المغلوب على أمرهم، أثناء الحرب و كان النحر بعد انتهائها أكثر. و معروفة أيضا مذبحة ليلة القديس بارثولميو في شهر آب من عام 1572 م، حيث قُتل فيها الآلاف من المسيحيين الفرنسيين غير الكاثوليك، بروتستانت، على أيدي عناصر كاثوليكية. إلا أن الصورة التي تعطيها الكنيسة الكاثوليكية اليوم هي أنها مع السلام و ضد الحرب، بالعكس تماما من الصورة التي تعطيها المؤسسات الدينية الاسلامية التي تنهق خطب جوامعها بالعنف و التحريض على الغدر بالآخر.

و قد أحسن أخيرا وزير الداخلية الألماني الحالي بمطالبته بالقاء خطبة الصلاة في الجوامع الألمانية باللغة الألمانية، و بجب أن تُطالب جميع الدول غير العربية بذلك، فهي أولا تجعل للخطيب قدرة على التحدث بلغة البلد المضيِّف، و هي ثانيا تجعل من السامعين أن يفهموا ما يقوله الخطيب، خاصة و أن المسلمين من أبناء العرب المولودين في الخارج لا يفهمون العربية جيدا فكيف يكون حال الأجانب منها. و الحقيقة أن اللغات الأخرى غير العربية تستعمل في كثير من البلدان، بما فيها بلدان عربية، حيث تتواجد فيها مجموعات بشرية عاملة غير عربية، ولنا في دول الخليج أمثالا على ذلك.

و إذا كان الكاثوليك قد قاموا بمذابح ضد البروتستانت في فرنسا في ليلة القديس بارثولميو عام 1572 فإنه، و بعد قرن واحد تقريبا، قام السنة العثمانيون في ليلة سوداء، و بغدر، و باسلوب مشابه، بمهاجمة العوائل العلوية و ذبحوا منها الآلاف من أفرادها، و هرب الباقون ممن نجى من العلويين و التجأ الكثير منهم في الجبال. و لم يقم المسلمون العثمانيون بذبح العلويين فقط بل و أنهم ذبحوا أكثر من مليون و نصف المليون مسيحيا أرمنيا، و لم ينج العراقيون منهم كذلك.

إن الذي يشير إلى أن الاسلام قد انتشر بفعل السيف لا يُمكنه أن يخطأ في إشارته، فكتب التاريخ الإسلامية التي كتبها المسلمون العرب و الأعاجم قبل غيرهم تؤكد على ذلك، و كذلك تؤكد مقولات الدعاة المسلمين على طول الزمان، في الماضي و في الحاضر.
لقد كتب المقري في (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) أن عقبة بن الحجاج السلولي أقام بالأندلس سنين محمود السيرة، مثابراً على الجهاد، مفتتحاً البلاد، حتى بلغ سكنى المسلمين أربونة وصار رباطهم على نهر رودنة، فأقام عقبة بالأندلس سنة إحدى وعشرين ومائة، وكان قد اتخذ بأقصى ثغر الأندلس الأعلى مدينة يقال لها أربونة كان ينزلها للجهاد، وكان إذا أسر الأسير لم يقتله حتى يعرض عليه الإسلام ويبين له عيوب دينه، فأسلم على يده ألفا رجل.
وا عجبا لمثل هذا الإسلام الذي يهدد الأسير بالقتل أو إتخاذ الإسلام دينا!! ألم نسمع عن أن الإسلام لا يجهض على أسير؟ و هل يمكن التأكد من إسلام شخص يقع تحت حد السيف؟

و كذلك فإنه لا يخفي على أحد أن الإسلام قد انتشر، بترغيب المنضوين تحت لواء جيوشه، بالغزو و نهب المغلوبين، و سمة النهب و الغزو هي إحدى السمات البدوية التي لم تنته بعد. و لهذا فإن الحروب الاسلامية الأولى كانت تُسمى بالغزوات، و إن غزوة بدر هي مثل على ذلك، حيث حاول المسلمون نهب قافلة ابي سفيان، و الد معاوية الذي أصبح فيما بعد خليفة للمسلمين. و قد كتب المقري في كتابه المذكور عما قام به طارق ابن زياد في ترغيب المسلمين بفتح الأندلس، فلم يُرغبهم بالأموال فقط بل و أيضا بالنساء، و أقتبس من خطبة طارق ما كتبه المقري: "وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة (أي جزيرة الأندلس) من الحور الحسان، من بنات اليونان، الرافلات في الدرّ والمرجان، والحلل المنسوجة بالعقيان، المقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان". و نرى اليوم أيضا ما يقوم به أعداء الإنسان، إرهابيو الوهابيين، بترغيب الشباب الضحل و العاطل بحور الجنة، و الشاذين منهم يرغبونهم بولدان مخلدين، ينتظرونهم في السماء، للنزو عليهم، بعد الإنتحار و قتل الناس "الكفرة".

و يتبجح المسلمون بأسر الناس و استعبادهم و هكذا ذكرالمقري بأن الدفعة الأولى من الأسرى الأسبان و صلت إلى ثلاثين ألف رأس (لاحظ كلمة رأس، كأن الأسرى غنم) كانوا قد بعثوا بهم إلى الخليفة المسلم الأموي القابع في دمشق. و لم ينسخ القرآن استعباد الناس، إذ أن القرآن صالح لكل زمان و مكان، لا بل أن بعض المسلمين السنة يحلمون في استعباد أبناء المذاهب الاسلامية الأخرى و في استعباد أبناء الأديان غير الاسلامية. و هنا لا بد أن أذكر أن موريتانيا الاسلامية قد ألغت العبودية من قوانينها، عام 1986م، لا بسبب العطف الانساني بل بسبب المجاعة و الجفاف الللذان اكتسحاها فلم يعد بامكان المالك من إطعام نفسه، فكيف بإطعام عبده.
و لا زلنا نسمع هنا و هناك أن المسلمين يفكرون استعادة جنة الأندلس، و لم يفكر هؤلاء المسلمون يوما أن تكات سراويلهم قد قُطِعت، و أن عماماتهم قد هُرِءت، و أن لحاهم قد حُلقت.

لقد عمت احتجاجات و ردود فعل انفعالية اسلامية على تصريحات البابا بندكتوس السادس عشر، استعملها المتطرفون وسيلة لمآربهم الشريرة، و هذه الإحتجاجات لم تنفع المجتمعات الإسلامية بل أضرّتها ضررا شديدا آخر. إلا أن هذا البابا قد أعلن أن كلماته أسئ فهمها، كما و اعتذر إذا كانت كلماته قد أساءت إلى أحد. و كان في عمله هذا قد أطفأ هيجان العامة المسلمين الذين يركضون وراء كل ناعق إسلامي.

و الآن هل يمكن شيخ من أشياخ الإسلام الاعتذار عن أخطائه؟ و هل يتمكن المسلمون إلى مراجعة أنفسهم و كلماتهم و يحتجون عليها قبل أن يحتجون على الآخرين؟ إن المسلمين بحاجة إلى الإعتذار من أنفسهم لأنفسهم.
و على المسلمين الإعتذار إلى الأرض التي ولدتهم و هربوا منها تاركينها لحكام ظلمة مسلمين، و باحثين عن مأوى في بلدان ليست على دينهم، بل و يكفرون هذه البلدان.
و على المسلمين أن يطلبوا العفو من العِــلم بسبب جهلهم العميق، على الرغم من أن الكثيرين منهم يطلبون العلم في تلك البلاد التي يعادونها، هاربين من أميتهم التي تصل نسبتها حدا بعيدا.
و على المسلمين أن يطلبوا الغفران من أمهاتهم اللواتي أعطين لهم الحياة و هم ينكرونهن و يطلقون عليهن نعت ناقصات الدين و العقل، و أنهن شر لا بد منه.
و على المسلمين الإعتذار من الشعوب التي استعمروها و استعبدوها و نهبوها.
إلخ....
كم اعتذار و عفو و مغفرة يجب على المسلمين أن يقدموا لأنفسهم و للآخرين؟

إن الإسلام لا يمكن أن يكون دين محبة و سلام إلا إذا قام المسلمون بنبذ الكراهية ضد الآخرين و إشاعة السلام فعلا لا قولا و دعاية.
إن هذا التاريخ، بفظاعته موجود أمامنا، و يمكن أن نقبل ببشاعته في ظروفه القاسية السابقة، حيث كان الإنسان عدوا للإنسان. أما الآن فلا !!
فهل يتمكن المسلمون من ذلك؟ أم أنهم لا يزالون يفكرون في إعادة بشاعة و فظاعة التاريخ الإسلامي و تطبيقهما في يومنا هذا؟

- أسبانيا
21/09/2006



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجر الأسود 05/05
- الحجر الأسود 04/05
- العشائر
- الحجر الأسود في كتب التراث 03 /05
- الحجر الأسود في كتب التراث 02/05
- قانا و مدننا العراقية
- الحجر الأسود في كتب التراث 01/05
- تجار الحروب و وعاظها
- وعدُ الشيخ الرفيق
- تعليم الحقد ضد الآخرين في مدارس الوهابيين
- إلى أمّي
- مجتمع الشرف
- حكومة إنقاذ أم انقلاب و ارهاب؟
- وطني
- أوغاد من منبع الارهاب الوهابي
- تأثير التاريخ في مجتمعاتنا
- من الذي يسيء إلى النبي محمد؟
- شيخُ الأزهر الأعور
- بعثٌ يرتدُّ و يرتدُّ
- متى ستنال المرأة العراقية حقها في المساواة؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - بين أشرار المسلمين و أخيارهم