أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كفاح محمود كريم - ( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )















المزيد.....

( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 09:50
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ تأسيس العراق كدولة في مطلع القرن الماضي وحتى انهيارها في نيسان 2003 تم تصفية كل ملوكها ورؤسائها قتلا شنيعا وسحلا همجيا دون اعتبار قانوني أو إنساني أو حضاري، بصرف النظر عن هوية ذلك الملك أو ذاك الرئيس أو مدى شرعيته أو مستوى تجريمه.
فلقد قتل الجميع دون محاكمة أصولية أو حتى فرصة للهروب أو الدفاع عن النفس وتم تصفيتهم بأسلوب اقل ما يقال عنه هو الدموية، مما أضاع فرصة الإطلاع على حقائق الأمور وأسرار أولئك الملوك والرؤساء وتجاوزاتهم القانونية والدستورية بل وحتى علاقاتهم السرية جدا مع كثير من الإطراف الدولية التي أوحي لنا عبر عقود طويلة بأن العلاقة معها هي الحد الفاصل بين الوطنية والخيانة.
وإذا ما استثنينا الملك الأول و الفريق عبد الرحمن عارف الذي ورث الحكم من أخيه الرئيس المؤمن عبد السلام الذي ( طيرهُ البعثيين لحما وأنزلوه كبابا ) كما كان يتفكه العراقيون بعد حادثة سقوط طائرته المفتعل من رفاقه في العقيدة والسلاح أبان زيارته للبصرة والقرنة، يبقى لدينا ( الأب القائد) على توصيف الرئيس السابق صدام حسين للمهيب الركن أحمد حسن البكر الذي تم( مضغه ) بأسلوب تمثيلي مثير للسخرية، حيث قضي الأمر وجف الحبر ورفع القلم وأرسل ( الأب القائد ) مسموما، مكرما ومعززا في تشييعه إلى جنان الخلد ورفاق العقيدة من الذين سبقوه إلى هناك بأمر من الخليفة أو السلطان.
فلم ينجُ ملكا أو رئيسا من القتل رميا بالرصاص أو سحلا في الشوارع حتى التلاشي هو ومن أكرمه الله بالوقوع بأيدي جماهيرنا المنتفضة والثائرة على الطغيان والتي هي كالعادة مصدر السلطات والتشريع والقضاء ولا داعي لقصر الوقت الثوري لأجراء روتينيات المحاكمة أو انتخابات مجالس التشريع أو انتخاب رئيس بديل للمقتول ملكا كان أم رئيسا.
ثمانون عاما نمارس القتل والتقتيل، تارة باسم الدين وأخرى باسم العروبة والإسلام وحدود العراق ومصالح الجماهير المناضلة، حتى أصبح العراق بحورا من دماءٍ ودموع.
واليوم وبعد أكثر من ثمانين عاما، يقع ( رئيسنا ) حياً في قبضة الأمريكان بفضل ( دهائه ) البطولي والسياسي واختبائه في حفرة الفروسية والدفاع عن العراق العظيم، ويمثل مع شلة من ( رفاق العقيدة والسلاح ) في محكمة لا مثيل لها في ذاكرتنا البعيدة والقريبة.
محكمة لم نتداولها منذ قرون وقرون، وحوارات ومداخلات تزكم الأنوف تارة وتثير منابع الألم تارة أخرى، تراجيديا الحكم في العراق منذ أن أصبح العراق عراق، وأصبح صدام مالك الأرض والشعب والسماء.
ماذا لو فكرنا أن نغير هذا التقليد الدموي ولا نقتل الرئيس إعداما بالرصاص كما يشتهي هو لنفسه، وكان بمتناول يديه قبيل دخوله حفرة الأمة العربية الخالدة ولم يفعل نزولا عند مبادئ الحزب القائد وأفكار القائد المؤسس الذي دخل الإسلام خلسة دونما ختان بفتوى من إمام الأمة وقائد حملتها الإيمانية الرفيق عزة الدوري الذي يقود طلائع البعث التدميرية تحت ضلال السيوف التي جزت رؤوس الآلاف من العراقيين ( الخونة ) أطفالا ونساءً وشيوخاً. ولا حتى شنقا خنقا حتى الموت، وتعديل عقوبته إلى السجن المؤبد ليعيش بقية حياته ( أطالها الله ) في زنزانة لا تخضع للعفو العام ولا الخاص ولا إلى مكرمة القائد أو المرجع أو أي شيخ من شيوخ الحكم في بغداد أو زعماء الفرق القاهرة وعصابات الخرق والاختراق في مفاصل دولتنا الطاهرة جدا.
ربما سيقول البعض أن مقتله أفضل من بقائه رمزا للمقاومة وخصوصا وإنه يحرص على تقمص شخصية خالد الذكر عمر المختار في حمله للمصحف وأدائه الصلوات في أوقاتها في أجمل عمل درامي يؤديه في صالة المحكمة الجنائية مع شلته من الكومبارس في هيئة الدفاع عن شريعة الغاب، ومجموعة الممسوخين من الطبالين و ( مساحي الجوخ ) من رفاق العقيدة والسلاح!
إن بقاء الرئيس السابق حيا، أفضل ألف مرة من إرساله إلى الماضي، لأننا بذلك سنفقد واحداً من أبرز( قادتنا ) وسنبقى نتغنى كعادتنا بالماضي المجيد، فدعونا هذه المرة نتغنى بماضينا الذي أبقيناه لحاضرنا، ونستذكر إنجازاته وبطولاته وربما يحتاجه البعض في تنظيم برامجه للشمال السليب والجنوب ألصفوي، خصوصا وإنهم يتداولون في كيفية إعادة هيبة العراق وأمجاده العظيمة في حلبجة والأنفال والأهواروالمقابر الجماعية وبقية إنجازات الثورة البيضاء.
لا تقتلوا الرئيس لأنه يمثل جزءً مهما من تاريخنا وسلوكنا وتطلعاتنا وطموحات الكثير من المساهمين في العملية السياسية لتحقيق ما لم يحققه الآخرون طيلة ثمانين عاما من حكمهم الوطني جدا.
لا تقتلوا الرئيس وتذكروا بأنه حكمكم أكثر من ثلاثين عاما، وكنتم حفاة عراة وجياع فأشبعكم وألبسكم ( من فوق ومن تحت )، وحول نكراتكم وجهلتكم وأنصاف الأميين إلى أساتذة وقادة عسكريين ومناضلين ليل نهار من أجل أشقائنا في جيبوتي وجز القمر والصومال واريتريا والسودان وأشقائنا في عربستان وحلفائنا في فلسطين ولبنان.
ألم يبتكر في سابقة لا مثيل لها إلا عند تلامذته ألان في ترفيع العرفاء والمفوضين إلى رتبة فريق أول طيار، وهو الأول في تعيين خريجي الأبتدائيات ومحو الأمية، أعضاء قياديون في حزب الأمة العربية وبعد ذلك وزراء ومحافظين ووووالخ؟.
ألم تؤسس في عهده وتحت مظلة أفكاره ونظرياته أعظم وأسرع جامعة في العالم وهي جامعة ( سوق مريدي ) الشهيرة، وهي التي تمنح شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه لخريجي الأبتدائيات والمتوسطات والثانويات وفي كل الاختصاصات؟
لقد ( علسنا ) معظم ملوكنا ورؤسائنا ومن رافقهم وعمل معهم إلى الجد الرابع ولم يبقى من ريحتهم إلا ( رئيسنا المفدى ) فلندعه رمزا لماضينا يعيش معنا حاضرنا، ولندعو له بطول العمر ليرى بعينيه خلاصة ما فعلت أفكاره وأفعاله طيلة أربعة عقود من الزمن بهذا الشعب العجب.
وربما بقاؤه بيننا أفضل من إرساله إلى الراحة الأبدية ومن ثم نسيانه، ليبقى لنا درسا وموعضة فما زال فينا من يحلم بمواصفاته أو تقليده أو صلاحياته، وأخشى ما أخشاه أن نندم ذات يوم على سقوطه في واحد من تلامذته أو مريديه فيسبقه في الصنعة ويتجاوزه في الطموح.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التافهون ... وراية الرذيلة والخطايا
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - ا ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !
- دولة ألضفادع ... بين حسين كامل وعبدالحليم خدام!


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كفاح محمود كريم - ( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )