أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو البقلي - بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟














المزيد.....

بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 11:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل الحرب علي العراق و أثناء تحرك الجيش الأميركي نحو الخليج إستعدادا للحرب، ظهرت تلك النظرية الأمريكية التي تبناها إعلاميا بول ولفويتز النائب السابق لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد مفادها أن الشرق الأوسط ما هو إلا طاولة دومينو تقبع عليها الأنظمة كقطع من الدومينو الموضوعة تراتبيا بصورة تسمح بإسقاط أول قطعة لتسقط القطع الباقية بالتوالي و من ضربة واحدة للقطعة الأولي، و وصف ولفويتز النظام العراقي بأنة قطعة الدومينو الأولي التي إن سقطت سقط معاها باقي قطع الدومينو و بالتالي سقوط باقي الأنظمة بنفس الضربة البادئة الناهية .

ذهبت الولايات المتحدة للحرب و سقط صدام حسين و نظامة و تغير النظام كاملا في العراق، و أصبح العراق الجديد بعيد شهر من دخول القوات الأمريكية دولة بلا دولة حيث إختفت كل مؤسسات الدولة القديمة بعد تفكيك كل أجهزة الدولة القديمة من أجل إعادة تكوينها في ظل معادلات جديدة كان العنصر الطائفي و العرقي هو العنصر الرئيسي في عملية إعادة التكوين .

و علي مدي الثلاثة أعوام الماضية نجحت القيادة الجديدة للعراق بدرجة مقبولة رغم الطائفية في إعادة بناء أجهزة الأمن و الجيش و الإدارة العامة، و إستطاعت القوات العراقية الجديدة تسلم الإدارة الأمنية للعديد من المدن داخل العراق و خاصة في الشمال و الجنوب مستغلة قوة المرجعيات الدينية و نفوذ الميليشيات العقائدية المسلحة و نجحت الولايات المتحدة سياسيا علي المستوي التقني في إيجاد ألية ديموقراطية لإدارة الدولة العراقية الجديدة بصورة سريعة بدأت بقانون إدارة الدولة و من ثم حكومة أياد علاوي المؤقتة ثم إنتخابات جمعية وطنية و حكومة مؤقتة نابعة من الجمعية الوطنية بقيادة إبراهيم الجعفري ثم دستور جديد مثير للجدل ثم إنتخابات برلمانية و أخيرا حكومة منتخبة تدير البلاد لأربع سنوات قادمة بقيادة نوري المالكي .

من يتابع تلك النجاحات يري أن الولايات المتحدة نجحت علي المستوي التقني في صنع ألية ديموقراطية توافقية داخل العراق رغم الصداع الدائم القادم من المثلث السني بوسط العراق و بعض الإزعاج علي فترات متباعدة في الجنوب سببتة المليشيات العقائدية التي تحركها القيادات الدينية، و لكن علي مستوي التحول الإجتماعي فشلت الولايات المتحدة فشلا زريعا في إيجاد تحول إجتماعي يثبت تلك الألية الديموقراطية، بل أصبح البناء المجتمعي للعراق يهدد مستقبليا تلك الأليات الديموقراطية التي إكتسبها العراقيون في زمن قياسي، و أصبح الوضع الإجتماعي داخل العراق قنبلة طائفية تهدد بالأنفجار في أي وقت لتدمر الدولة العراقية الجديدة بشظايا الطائفية و العشائرية و الميليشيات المسلحة، فضلا عن الدور الأمني الذي تلعبة دول الجوار .

التوازنات العراقية معقدة للغاية، و التناحر السياسي علي المستوي العقائدي و العرقي و العشائري يعتبر نموذجا متخلفا جدا لكي يحسن إستخدام تلك الأليات الديموقراطية المكتسبة، إضافة إلي الجماعات المسلحة الصغيرة التي تملك الكثير من مواطن القوة في ظل الفجوة الأمنية و غياب التحصينات الإحترازية التي بإمكانها حماية المؤسسات الأمنية الجديدة من عمليات الأختراق من الكتل الداخلية التي تريد أن تحتكر النظام في العراق من أجل مكاسب سياسية لا تتعدي دائما محاولة إضعاف الخصم السياسي المعاكس .

أما الكتل الخارجية المتربصة بالنظام العراقي الجديد فهم كثر، و منهم من يريد ما يمكن إصطلاحة بـ "لبننة" العراق و تحويلة إلي نفس الصورة المدمرة للحرب الأهلية اللبنانية من أجل إيجاد صيغ لإبتزاز الولايات المتحدة حتي تتمكن تلك الكتل من التملص من ضغوط الإصلاح، و خشية السقوط كقطع الدومينو فعلا كما قال ولفويتز.

و بين الداخل و الخارج نجد أن الوضع العام داخل العراق أصبح ينبئ بحالة من الفوضي الأوسع و الأشمل في ظل إضافة المحددات الجديدة التي خلفتها الحرب في جنوب لبنان و الصراع النووي الإيراني و محاولة الدخول الروسي مرة أخري إلي الشرق الأوسط، و خاصة مع إرتباط الوضع في العراق علي المستوي السياسي و الأمني بالوضع في دول الجوار حيث أصبحت العلاقة بين إستقرار العراق و إستقرار دول الجوار علاقة عكسية فكلما ما زاد التوتر في دول الجوار و خاصة علي الجانب السوري و الإيراني كلما هدأت الأوضاع في العراق و العكس صحيح .

بعد ثلاث سنوات من الحرب أصبحت تجربة الولايات المتحدة في العراق علي المحك و دافعا لها لمراجعة السياسة الأميركية مرة أخري تجاة الشرق الأوسط، في ظل جمود خطي الأصلاح السياسي، و ضعف الضغوط الغربية من أجل الإصلاح في الشرق الأوسط، و خاصة مع وضوح أن المعارضات الداخلية لا تزال بدرجة من الضعف علي المستوي السياسي و التنظيمي و المادي ما لا يسمح لها بمواجهة حقيقية مع أنظمة الحكم الحالية التي تعطي الأولوية للولاءات و القبضة الأمنية علي حساب عملية التنمية و التحول المدني الديموقراطي.

لقد باتت المنطقة بعيدة عن نظرية الدومينو و أصبحت تلك الأنظمة أكثر تشبثا بالطاولة السياسية للشرق الأوسط، و نشأ السؤال هل بإمكان الولايات المتحدة إعادة رسم الشرق الأوسط بعيدا عن الحلول الطائفية و العرقية حتي لا تحدث ردة إجتماعية أكثر تخلفا من الوضع الحالي في ظل تعاظم دور كتل الإسلام السياسي في صياغة التوجهات السياسية لدي شعوب المنطقة، أم نستمر علي النسق الحالي إلي أن تأتي إدارة جديدة بعد عامين ؟



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات علي أحداث سبتمبر: بين الحرب علي الأرهاب و الحرب عل ...
- حرب لبنان بين الجرائم البعثية و جرائم النخب المصرية
- الليبرالية المصرية ....غوغائيات
- هل نستحق إحترام العالم ؟
- حكومة حماس:عندما تتجسد الوقاحة في أجساد حكومات
- مسلمون .. مسيحيون ... عن أي إزدواجية تتحدثون ؟
- العلمانية بين الدفاع و الهجوم
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو البقلي - بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟