أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟















المزيد.....

أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 11:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل ما يحيط بنا يدعو إلى اليأس والإحباط، نعوم فوق سطوح لمستنقعات تعج بذباب الأوبئة العصبية والشوفينية، نغرق في تفاصيل التافه من أمور الحياة لأننا الأكثر عجزا عن حل معضلاتها العميقة غوراً والمؤثرة حتى موتنا ، ندخل في متاهات الأسئلة فاقدة الأصل والمعنى، خاوية المحتوى، إلا ما قصد منها التسفيه وإقصاء الفرد والمجتمع عن الدور الحقيقي المنتج لمستقبل الإنسانية.
حتى وقت قريب ، كنا نعتقد أننا أمام عودة مرة وعقيمة تسرق منا الحياة وتحبب لنا الموت، تأخذ منا العقل وتستبيح مشاعرنا ، تقتل فينا الفكر والتفكير ، كما تؤمم الإنسان باسم الدين، أيا كان هذا الدين ، وأي صفة وهوية طائفية أو مذهبية حمل، لأن الأديان قاطبة لم تأت ، إلا لتستميل فينا طبائع الخير وتتغلب على منابع الشر، ولتوقظ فينا العقل ، الذي مُنحناه كموتور يختلف في تكوينه عن أي مخلوق آخر، لأن الإنسان كما قال الرب، خُلق على صورته، أي أنه رب الأرض، كما الله رب السماوات والكون.
لكننا عندما نُعمل هذا العقل جيدا ونحرك زيته باحتراق بطيء ومتبصر، فإنه من طبيعة الأمور ، أن نصل إلى منطق مقنع وفاضل.
أ يعقل أن يرضى الله إشعال الحروب باسمه؟
هل تقبل الذات الإلهية ، نشر تعاليم أي دين من أديانه، من خلال سفك الدماء البريئة؟
هل أوجد الله الأديان فوق الأرض لتقاتل الأمم بعضها بعضا؟
إن كان الله على هذه الصورة، فهذا يعني أنكم تحملونه ذنوبكم ونتائج أفعالكم، وأسباب خراب الإنسان والإنسانية جمعاء، وخاصة حين تنسبون له القدرية ، أو ( المكتوب) على رأي أشقاءنا في المغرب العربي!!!.
ألا تعتقدون ، أن الله واحد بصور متعددة، يراها كلا منا على شاكلة موروثه وثقافته وتاريخه؟
ألا تتركون الله بعليائه نادما على خلقه آدم وحواء، متمنيا أنه لو خلق جرذانا فستعرف التعايش والتآخي والمحبة، ألم يقل لكم أن ( الله محبة؟) ...ألم يقل أحب لأخيك ما تحب لنفسك؟ أم أنكم ترون في الأخ فقط من يحمل مذهبكم، وكل يرى أن مذهبه هو الأفضل والأكثر نقاء؟
النقاء والإيمان يا سادة، هو العمل..هو العقل ، هو الفكر وعدم دمج السياسة بالدين، أحبوا الله كما ترون..اعبدوه كما تحبون، اعتنقوا المذهب الذي ترونه مقنعا ، أن تكونوا مسلمين أو بوذيين ، مجوساً أم مسيحيين، فقد خلقكم الله أحراراً لا عبيدا، أحرارا بعقل يختار لكم طريق التفكير والغذاء الروحي، الذي هو الدين، بعضكم يختاره، وبعضكم يرثه كما لونه الذي ولد فيه.
كونوا كما أنتم..مارسوا دينكم وطقوسه وعباداته في المسجد أو الحسينية، على الطريقة الكاثوليكية أو البروتستانتية أو اليهودية، في نهر الغانج المقدس أو معبد بوذا، قدموا له ذبائحكم وقربانكم، لتتقربوا منه وتحس أرواحكم بالراحة والعزاء، لتشفى نفوسكم من أمراضها، لكن دعوا شؤون الحياة ، ومعضلاتها تحل دون خلطها بالمذهب والدين والملة والطائفة.... ليدعنا البابا آمنين، وليتركنا القرضاوي والبوطي والطنطاوي، دون تفسيراتهم ، التي تفرق ولا تجمع، تهدم دون أن تبني، تقتل وتستبيح القتل وتسفك الدماء، دون أن تمنح الحياة، تزرع الحقد والكراهية، بدلا من المحبة والتآخي، تكفر هذه الأمة ، وتمنح تلك بطاقات الجنة والخلود.
من هم هؤلاء ليكونوا أوصياء الله على الأرض؟
إنهم بشر مثلنا، نحن من يتركهم يعبثون بحياتنا ، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، نتركه لعبة بأيديهم، ونقف كالببغاوات نردد ما يملوه علينا، باسم الدين، نلتصق بهم كالظل، ونحفظ ما يقوله الشيخ أو الخوري وكأنه ممثل الله والناطق الرسمي باسمه، نقدس النصوص وقد مر عليها عقودا، دون أن نغير بها أو أن نجعلها مناسبة لمجريات الحياة وتطورات العصر، نتفق أو نختلف في مصالحنا وأمور حياتنا وعلاقاتنا الإنسانية ، لكننا بشر نتقن الحوار ويمكننا أن نحل كل ما يعلق ويعرقل مسيرة الحياة بمنطق الحوار ، ومن خلال قوانين وضعها الإنسان لنحترمها ونقيس على ضوئها، ونغيرها حين تصبح عاطلة أو معطلة، عن حل ما يعترضنا..ولنترك أرواحنا تهوم وتسبح في بحيرات العبادة كما يحلو لها، دون أن نجعل من كل معتنق قدسية لا تقبل النقد وتستعصي على فتح أبوابها بوجه الريح ، وبحجة حمايتها والدفاع عنها، نمنح أنفسنا حق القتل، هل يصل المرء لقناعة ما أو يقين ، دون الشك؟ أليس الشك هو مفتاح الحل وحامل اليقين؟ افتحوا نوافذ قلوبكم وعقولكم للريح شمالية كانت أم جنوبية، لا حصانة لدى أي مذهب مهما أغلق الأبواب ورفع السواتر وبنى الحصون والقلاع، لأن خيوط الشمس ستنفذ وتدخل، وأعظم حصانة هي عزل الدين عن السياسة.
منذ تركنا العنان لسلطات الاستبداد والعولمة والرأسمالية الكبرى تتحكم بمجريات الكون وتقضم من هنا على حساب هناك، تنكر على هذا الشعب حقه في إكسير الحياة الحرة الكريمة، وتستبيح هذا الوطن لتنشيء موقعا أو مركزا لمصلحة كبرى، ولتسيطر على مصادر القوة والطاقة باسم الحريات ، منذ أن ارتبطت هذه المصالح بفتاوى دينية ، كنسية كانت أم شرعية...ابتدأ العد العكسي نحو الانحدار، وبدأت الشعوب بخسارة كل ما بنته عبر مسيرتها الطويلة من مكتسبات ودروس دفع الإنسان ثمنها غاليا.

تخلى العالم يوما ، وبعد ثورات عديدة ومذابح كبرى وحروب انتهكت كل الممنوعات وفتكت بكل المحرمات، ولم تبق قدسية لحياة عن الدين كمرجع للعلاقة البشرية وكمنظر وحيد للثقافة وكمشرع للقانون، لكنه اليوم يعود بأثواب مختلفة الألوان، مسعاها السطحي هو الأمن للإنسان، وهواها البعيد الحفاظ على حياة الإنسان، وغايتها القضاء على مصادر العبث والإرهاب ، لكن حامليها ومن خلال ما يطرحونه أبعد من أن نمنحهم ثقتنا، لأن تجاربنا معهم ومن خلال ممارساتهم تثبت أنهم ليسوا أهلا للمسؤولية، وليسوا كفؤا لمراكزهم ودورهم مشبوه الغايات، فهل نتركهم يمرون فوقنا؟
هل نتركهم ينبشون كل قاذورات التاريخ وأوبئته المرضية لينثروها فوق رؤوسنا ويحيلون حياتنا براكينا من الدماء ؟
أنترك البابا في مقاصده المغرضة، والقرضاوي وآيات الله بكل ألوانهم ودرجاتهم الوهابية والقمية
الكربلائية والأزهرية، في روما أواليونان، في أنطاكية، أو أسوان..يمزقون أحشاءنا ليبنوا أمجاد جنونهم ، أنتركهم يحفرون قبور أوطاننا ليشيدوا صروح معابدهم فوق خرابنا، بل خراب الكون؟
إن تحليل أقوال البابا بنوا السادس عشر أو مطالبته بالاعتذار،لن يحل ما نحن مقبلين عليه، ولن يغير بسياسة بوش حين أطلق عبارة( الإسلام الفاشي، أو الحروب الصليبية)، ولنتحلى بالإنصاف والعدل، لا ننسى تفسيرات القرضاوي واتهامات البوطي لنساء سورية،أو شروحات الشيخ الباز، وردود الأفعال على رسومات تحمل ثقافة الكراهية، أو على موتورين يقتلون راهبة تشاركهم محنتهم وأوجاعهم، أو حرق كنيسة دفاعا عن الإسلام .
هل أمركم الإسلام بحرق بيوت الله؟، هل أمركم قتل الروح التي حرمها؟
هل أمركم قتل المرأة باسم الشرف؟ ...القائمة باتساع الكون ، لكن الحل موجود فيكم، عيونكم وقلوبكم هي التي تضيق وتتبرم بمن يشارككم الوطن أولا ، والكون ثانيا...افتحوا القلوب والعيون والعقل لهواء المحبة والحرية، لهواء الصفاء والنقاء، افتحوها واغسلوا عنها أدران التعصب والثأر، لأنها في النهاية لا تقتل سوى حامليها.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض
- مثل شباط مافي على حكيه رباط- مثل شعبي سوري-
- الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة
- ماهو دور الشباب في صناعة المستقبل؟
- عالم الأشباح والكوابيس السورية
- المرأة السورية والحجاب
- صارت كبيرة بحجم بيروت
- ما الذي ينتظر المنطقة بعد حرب ال 33 يوماً...حزب الله...سورية ...
- هل يحق لإيران امتلاك السلاح النووي، وعلى من يشكل خطراً؟
- دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد
- الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي ...
- بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟