أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر الناشف - الإعلام البوليسي وأجهزته المخابراتية














المزيد.....

الإعلام البوليسي وأجهزته المخابراتية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 10:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


عندما يضيع الضمير الصحفي يضيع معه الشرف المهني أيضاً, الذي يعلو على المهن الأخرى التي يكثر حولها التدليس والالتفاف , ولو تظاهرت بسمو رسالتها الإنسانية فإنها لا ترقى إلى مستوى الرسالة الإعلامية , السامية الخالدة على ما سواها من رسائل مادية لا همَّ لها إلا جمع المال أولاً وأخيراً , والتسابق على نيل رضى السلاطين لتتمكن من تسلق شجرة السلطة بسلاسة والتلذذ بثمارها إلى ما لا نهاية , طبعاً هذا لا يعفي الرسالة الإعلامية من المحاسبة والمساءلة , وكي لا نعدها رسالة سماوية مقدسة لا يجوز تدنيسها أو الخروج عن ميثاقها , هناك الكثيرين الذين باعوا ضميرهم الصحفي و أقلامهم ليظفروا برضى أسيادهم.
ما يميز الرسالة الإعلامية في هذا الصدد عن غيرها من الرسائل أنها تمر بمراحل انتقالية , وأشبه ما تكون بالعبادة , فالمتعبد أياً تكن ديانته , يهم في فعل الخيرات لكسب الحسنات وليقلل من السيئات قدر استطاعته , أمّا جزاؤه على ما فعل فيطلبه عادلاً آخر المطاف, أي أنه يقدم ما هو روحي على ما هو مادي , كذلك الرسالة الإعلامية بدايتها روحية , فحينما يقع حدث ما يشرع الصحفي لنقل المعلومات ويتقصى الأسباب التي أدت إليه وإن اختلفت طريقة النقل من شخص لآخر , الهم الوحيد ينحصر في البداية على جلب النبأ وإيصاله لأكبر قدر ممكن من الناس , ليبقى الثمن آخر ما يفكر فيه الصحفي لقاء تأدية واجبه , دون أن ننسى المخاطر التي تحيط به أثناء قيامه بالعمل من تهديد أو خطف أو اعتقال أو اغتيال وغيرها ...
وحتى لانخدع أنفسنا كثيراً , فجميع ما ذُكِر لا يوجد في إعلامنا العربي إلا بنسبة واحد أو اثنين بالمائة , عدا ذلك لا تجد سوى إعلاماً منبطحاً وإعلاميين لا يعرفون معنى الرسالة أو تناسوها أصلاً , فالإعلام وجد لينقل وليحقق ولينقد وليس ليضلل ويمجد ويروج .
إنّ الإعلام العربي يحصل على المعلومة لا لينشرها بل ليحتفظ بها ويكتمها عن آذان وأعين العامة تماماً كما يفعل رجل الأمن أو البوليس حيث يحصل على المعلومة ليدونها في محضر الضبط بسرية تامة , لهذا فَقَدَ الإعلام دوره الريادي في الرقابة وتحول إلى جهاز ملحق بأجهزة المخابرات , يساعدها في جلب المعلومات المفيدة , وغالباً ما ينتحل رجال الأمن والمخابرات في الدول النامية شخصية الصحفي للتمويه في أداء مهماتهم قدر المستطاع , وهذا نحر للرسالة الإعلامية.
والدليل القاطع على أنّ الإعلام العربي هو إعلام مخابراتي , ما يتردد على لسان المسؤولين العرب من لفظة أجهزة إعلام وليس وسائل إعلام , المعروف من قبل دارسي نظريات الإعلام أن كلمة أجهزة شاذة ومستهجنة الاستخدام في حقل الإعلام , التلفظ بها من قبل المسؤولين إمّا جهلاً أو عمداً للإيحاء بأن المنظومة الإعلامية وأجهزتها الصحفية والإذاعية والتلفزيونية جزء مكمل لجهاز المخابرات.
ولا شك أن الدول التي يكون فيها الإعلام جهازاً ملحقاً هي دول مؤلفة من عدة أجهزة من ضمنها الإعلام وليست دول مؤسسات بالمعنى القانوني والدستوري , وطالما اعتمدت السرية في تعاملاتها مع الأفراد والأحداث ونجحت في توظيف الإعلام لأداء المهمة الموكلة إليه , فهي دول بوليسية إلى كونها دول أجهزة .
فما أقدس الرسالة الإعلامية فيها !!.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقراً وكفراً بالحياة .. سورية تغرق في دوامة الفقر
- هلوكوست سبتمبر .. ولادة يوم جديد
- نهايات وخيمة
- إسلام (فوبيا) والغموض الخطر
- التفكير العقلي في الإسلام
- الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟
- نسبية الحرية في المنظور الإسلامي
- حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً
- صمت الآباء .. يقطعه .. الأبناء
- نصر الله وحديث الأمهات
- المحاور المتصادمة مصلحياً
- حروب في زمن اللاحروب
- حول رمزية المقاومة المطلقة
- الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر الناشف - الإعلام البوليسي وأجهزته المخابراتية