أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - حركة- في مهب الريح














المزيد.....

حركة- في مهب الريح


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأنيث عدم الانحياز بجعله حركة ليس مفارقة لغوية، اذا ما تذكرنا تلك اللذعة التي وجهها الكاتب الامريكي الساخر ارت بوكوالد الى الحركة التي ولدت في بلغراد عاصمة الاتحاد اليوغسلافي عام 1961 وبدأت بعد عشر سنوات تتفتت الى جماعة يعمل بعضها في ركب البيت الابيض وثمة القليل منها عمل في الحدائق الخلفية للكرملين قبل ان يصرفها بوريس يلتسين عن الخدمة..وهكذا تشظى الاتحاد اليوغسلافي الى جمهوريات متناحرة، وكفت الهند عن الانشغال بقضايا السلام حين استرشدت الى صناعة القنبلة النووية، واختفت في مصر آخر مراهنات عبدالناصر على مستقبل الحركة طي نظام سياسي قطع صلته بالناصرية منذ زمن طويل.

يومها نصح بوكوالد زعماء حركة عدم الانحياز بالبحث عن وظيفة تناسب امرأة فقدت الكثير من عوامل اغواء الرجال، والحق ان بعض دول المجموعة افزعها انهيار الاتحاد السوفيتي فهرعت الى هنري كيسنجر تعرض عليه مفاتيح بلدانها من دون شروط، واعلن بعضها عن مناقصة ايجار اراضيها لمن يدفع لها شحنات من الحنطة وبودرة الحليب، وارتضى بعضهم ان تكون بلاده برميل قمامة للنفايات النووية، فيما نط الكثير من الساسة الجدد في دول افريقية واسيوية الى السلطة مع في كونهم اولاد شرعيين لزعماء حركة عدم الانحياز.

منذ البداية قبلت حركة عدم الانحياز لنفسها القاب غير لائقة، من مثل دول الجنوب، او الضعفاء، او المجموعة المنبوذة، او البلدان الاكثر فقرا، او الدول على قائمة التطور، او العالم الهامشي، او عالم الدول المجهرية، او الشركاء الاضعف في العلاقات الدولية، او الدول التابعة، او الدول غير المؤهلة وغير الصناعية والتي لا تحتل شأنا في التوازن العسكري ولا تحتل مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي ولا تحتل موقعا في سلم الدول المنتجة للخوف والاثارة والصحة.

وإذ تدهور حال حركة عدم الانحياز من سيء الى اسوأ اكتشفت الدول الاكثر فقرا وهامشية منها حلا سحريا لازمة الفقر التي تعانيها، ويتمثل بالهجرة العشوائية غير المنتظمة الى الشمال، وقد برعت حكومات هذه الدول في التخلص من فائض البشر وطوابير العاطلين بترويج ثقافة التدافع نحو الخارج مسبوقة بنشر التقارير المصورة عن عالم الرخاء والاحلام عبر الحدود، وهكذا طفر رقم المهاجرين بين عامي 1979 ـ 1992 من 5 ملايين مهاجر الى 81 مليون، فيما بلغت تحويلات المهاجرين الى دولهم عام 1989 حوالي 66 مليار دولار، والاغرب من هذا ان الكثير من دول حركة عدم الانحياز انزلقت الى انظمة استبدادية، واستيقظ بعضها على زعامات يشغل اسمها سطرين من الالقاب وصدورها لمائة من النياشين، ورؤساء جمهوريات تطوروا بشفافية دستورية الى ملوك ، لتجد هذه الدول في تهجير ملايينها الجائعة ونخبها المثقفة المشاغبة وسيلة سحرية للتخلص من المعارضة والمنافسة على الثروة، ومن صداع الرأس.

في هافانا، اكتشفنا ، الجمعة الماضية، ان دول العالم "الثالث" اصرت على ان لا تجدد "منامها" وان تحتفظ باسم الدلع السابق الذي نقل الى مثواه الاخير، وكان عليها ان تبحث عن وظيفة تناسب امرأة تشارف على الموت.



ـــــــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــــــــ

" لا تسأل عما لم يكن، فان فيما كان، شُغلا عما لم يكن".

عمر بن الخطاب




#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11سبتمبر.. نعي العقل
- العَلم والسيادة.. بهدوء
- بشرى الخليل..رواية رثة
- الزعيق لا يصنع سياسة
- اليسار العالمي.. مأزق خيار رد الفعل
- دموع السنيورة
- المندائيون والسلام الاهلي
- الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟
- حذار..انها وليمة مسمومة
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - حركة- في مهب الريح