أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمير الحلو - الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة















المزيد.....


الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ان عوامل عديدة داخلية وخارجية قد ساهمت مساهمة فعلية في ايضاح جوانب الفكر الماركسي اللينيني الثوري في الاقطار العربية وايصاله الى الطبقات والفئات التي حرمت قهرا من الاطلاع عليه والتسلح به كفكر معبر عن مصالح الكادحين الطبقية . وقد ظهر نتيجة هذه العوامل تيار فكري ثوري حطم الاسوار التي عملت الدوائر الامبريالية والرجعية على بنائها في وجه حركة الجماهير العربية الكادحة يعتبر الماركسية اللينينية مرشدا اساسيا في نضاله من اجل بناء المجتمع الاشتراكي والعوامل التي ساعدت على قيام هذا التيار الثوري في الاقطار العربية هي
1- نشوء وتبلور الطبقة العاملة وقيام التنضيمات والاحزاب الماركسية اللينينية المعبرة عن مصالحها ومساهمتها الفعالة في نشر الوعي الاشتراكي والكفاح ضد الاستعمار والرجعية .
2- انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917 الذي ايقظ شعوب الشرق ومنها الشعوب العربية وسياسة الدولة الاشتراكية الاولى الاتحاد السوفيتي ومن بعده منظومة الدول الاشتراكية ومساندتها لنضال الشعوب المكافحة من اجل حريتها واستقلال وما حققته الدول الاشتراكية من تقدم شامل في شتى الميادين الاقتصادية والثقافية والاجتماعية
3- قيام الثورات الوطنية التحررية وفتحها للنوافذ على الفكر الاشتراكي العلمي وتعاونها مع الدول الاشتراكية .
4- عجز البرامج التقليدية للبرجوازية الصغيرة في دول العالم الثالث عن تقديم نماذج ناجحة ومتكاملة للبناء الاشتراكي .
5- تداعي الافكار الطوبائية والرجعية وعجزها عن الوقوف في وجه الافكار الثورية التي اثبتت انسجامها مع التطور العلمي .
حين قامت ثورة اكتوبر بقيادة لينين ادركت القوى الاستعمارية ما تمثله هذه الثورة من اخطار حقيقية تهدد الوجود الاستعماري في العالم كله . لذلك جندت قواها العسكرية للاجهاز عليها واخماد لهيبها ولكن الثورة التي فجرتها الطبقة العاملة استطاعت تاكيد صمودها وصلابتها ومقاومتها للعدوان الخارجي والفتن والتامر الداخلي . وحين وجدت القوى الاستعمارية انها اعجز من ان تواجه هذه الثورة الجبارة عن طريق التدخل المسلح المباشر عمدت الى التوجه الى الخارج حيث مستعمراتها ومناطق نفوذها ومنها الاقطار العربية لتشن حملة دعائية معادية واسعة النطاق تستهدف تشويه حقيقة المبادئ الثورية التي قامت عليها الدولة السوفيتية الجديدة وقد شملت هذه الحملة طبع كميات كبيرة من الكتب والنشرات واصدار الصحف والمجلات التي لا هدف لها سوى مهاجمة الفكر الماركسي اللينيني واطماع الاتحاد السوفيتي وعداء سياسته وافكاره لتربة وعادات وتقاليد البلدان الاخرى !
وقد رافقت هذه الحملة الدعائية اجراءات بوليسية قمعية استهدفت العناصر والقوى التقدمية ومنع تداول الكتب الماركسية اللينينية وتحريم أي شكل من اشكال النشاط الفكري التقدمي في الوقت الذي تنشط فيه مكاتب المعلومات الامريكية والبريطانية وتغرق الاسواق والمكتبات بالنشرات والمجلات والكتب المجانية التي تتحدث عن ستار حديدي واطماع ومبادئ هدامة .
هذا من الناحية الفكرية اما النواحي الاخرى فقد رافقت عمليات النهب الاستعماري للثروات وتكريس التخلف الشامل في الاقطار العربية تقديم مساعدات مشروطة ومحدودة وذات اهداف مشبوهة وقد صورت وكانها مساعدات للتنمية والاعمار ومن امثالها برامج النقطة الرابعة الامريكية وغيرها في الوقت الذي لم تقم فيه الانظمة العربية علاقات مع الدول الاشتراكية ولم تستفد من خبراتهاوامكاناتها . وقد قامت الاوساط الاستعمارية بالدعايات الضخمة لمساعداتها التي تنطلق من مبادئها الانسانية وعالمها الحر ! ان ذلك كله لم يحجب الحقيقة عن اعين الجماهير العربية الواعية اذ ادركت وهي تعاني من السيطرة والاستقلال الاستعماري حقيقة المخططات الاستعمارية والرجعية خصوصا وان ثورة اكتوبر قد كشفت التواطوء الاستعماري الذي تضمنته المعاهدات السرية بين الدول الاستعمارية . وقد راقبت الجماهير باهتمام مسيرة الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية وبرامجها الانمائية الكبيرة وما استطاعت تحقيقه من تقدم انطلاقا من مبادئها الثورية . وحين قامت الثورات الوطنية التحررية في بعض الاقطار العربية وجدت حكوماتها في الدول الاشتراكية خير صديق نزيه يساعدها على تطوير برامج البناء والتنمية ويدعمها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية . وقد قارنت الجماهير هذا الموقف الاشتراكي الثوري الذي اتخذته الدول الاشتراكية من نضالها العادل وسعيها لبناء مجتمعها الافضل بموقف الدول الامبريالية واستغلالها الشره الطويل لها ولاشك ان موقف الدول الاشتراكية مبداي صرف ينطلق اساسا من النظرية الثورية التي تؤ من بها وهي الماركسية اللينينية .
ان التطور الهائل الذي حققه الاتحاد السوفيتي في مختلف المجالات وبوقت سريع ومن خلال ظروف صعبة قد اكد ان الماركسية اللينينية هي النضرية الثورية التي تحقق للمجتمعات تطورها الكبير بعيدا عن الاستغلال كما وانها باعتمادها على الطبقة الثورية في المجتمع قد حققت كيانا انسانيا لامجال فيه للاستغلال يملك الشعب فيه زمام اموره ويسير دفة الانتاج لتحقيق وتائرانتاجية اكبر بكثير مما حققته الدول الراسمالية التي نهبت خيرات الشعوب وثرواتها . ان انتصار الانسان السوفيتي الاقتصادي والاجتماعي قد قدم الدليل الواضح لعملية النضرية الماركسية اللينينية وصلاحيتها كمرشد ثوري لبناء المجتمع الاشتراكي الانساني في كل مكان .
فالاتحاد السوفيتي شغل ا لمرتبة الاولى في اوربا والثانية في العالم من حيث حجم الانتاج الصناعي وعمل على تقليص الفرق بين انتاجه والانتاج الامريكي بدون انقطاع ففي عام 1960 كان حجم الانتاج الصناعي في الاتحاد السوفيتي يبلغ 55% من حجمه في الولايات المتحدة الامريكية وفي عام 1968 بلغ حوالي 70% .
ان احراق مراكز المعلومات الامريكية في العواصم العربية كان ظاهرة بارزة رافقت أي تحرك ثوري ضد الانظمة الرجعية العملية في الاقطار العربية وقد كان الغاء هذه المكاتب مكسبا من المكاسب التي حققتها الثورات الوطنية ادراكا منها للدور الهدام الذي تضطلع هذه المكاتب بادائه خدمة للامبريالية .
ان هزيمة الافكار الرجعية والاستعمارية في الاقطار العربية كانت نتيجة طبيعية لبروز الوعي الثوري لدى الجماهير ولمسها بالشكل العملي فشل القوى الراسمالية في مباراتها الاقتصادية مع الدول الاشتراكية . فالتطور العلمي الشامل للدول الاشتراكية وقيامها بتقديم المساعدات الكبيرة وغير المشروطة الى الاقطار العربية المتحررة قد ساهم مساهمة فعلية في تجسيد الطبيعة الانسانية للفكر الماركسي اللينيني لدى الجماهير العربية وقدم لها نموذجا حيا للعلاقات الانسانية النزيهة المستندة على مبدا ثوري جاء من اجل خير الشعوب وتقدمها .
وقد كان حجم المساعدات التي قدمها الاتحاد السوفيتي وحده لبعض الاقطار العربية كبيرة جدا اذ حصلت الجمهورية العربية المتحدة على اكبر قدر من المعونة في الفترة من 1954 الى 1968 بلغت حوالي 1001 مليون دولار لانجاز مشاريع اهمها السد العالي ومجمع الحديد والصلب ومصنع الالمنيوم والفوسفات .وحصلت سوريا على 233 مليون دولار لتنفيذ مشاريع اهمها مشروع سد الفرات كذلك حصلت الجزائر على 232 مليون دولار والعراق على 184 مليون دولار . وهذه الارقام لاتشمل المعونة الفنية السوفيتية التي تتركز في قطاع الخدمات فضلا عن المعونات العسكرية لبعض الاقطار العربية ولم يكن لاختلاف الافكار والبرامج بين الدول الاشتراكية والدول العربية المتحررة اثر في تقديم المساعدات وعقد الاتفاقيات النافعة وفي هذا الصدد يقول نيقولاي بودغورني
(( ان الاتحاد السوفيتي لم يقل يوما بفرض الاشتراكية بالعنف والقوة فان البرهان الجلي على افضليتها هو السلاح الرئيس الذي تملكه الاشتراكية للتاثير في عقول وقلوب الناس في جميع بلدان العالم .
وفي الوقت نفسه نرى واجبنا الاممي في تقديم اقصى العون للشعوب في نضالها العادل ضد الاضطهاد الامبريالي ومن اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية والاشتراكية )) .
ولقد كان لوجود الدول الاشتراكية ووقوفها في وجه المعسكر الامبريالي اثره الكبير في تمكين الثورات الوطنية من شق طريقها في التحرر الكامل من القيود الاستعمارية بكافة اشكالها السياسية والاقتصادية والعسكرية . وكانت ثورة اكتوبر الظافرة ملهمة بنجاحها وانتصاراتها للعديد من الثورات التحررية ضد الاستعمار والتخلف وقد اشا ر لينين الى هذه الحقيقة في قوله
( واني اعتقد ان ما حققه الجيش الاحمر وان نضاله وتاريخ انتصاره سيكون بالنسبة لجميع شعوب الشرق ذا اهمية عالمية قصوى فهو يظهر لشعوب الشرق ان الحرب الثورية التي تشنها الشعوب الملومة ومهما بلغت هذه الشعوب من الضعف ومهما بدا ان قوة الظالمين الذين يستخدمون في النضال جميع معجزات التكنيك والفن العسكري لاتقهر تنطوي مع ذلك اذا ما ايقظت حقا للملايين من الكادحين والمستثمرين على امكانيات و على معجزات تجعل تحرير شعوب الشرق في الوقت الحاضر امرا ممكن التحقيق من الناحية العملية كل الامكان لا من وجه نظر افاق الثورة العالمية وحسب بل ومباشرة ايضا من وجه نظر التجربة العسكرية التي جرت في اسيا وفي سيبريا من قبل الجمهورية السوفيتية التي غزتها جميع البلدان القوية )) .
ان انتفاضات وثورات شعوبنا لم تكن بعيدة عن متناول وتوقعات الفكر الماركسي اللينيني فبالتحليل العلمي لظروف المنطقة وطبيعة الوجود الاستعماري فيها وحقيقة الصراع الدائر على أرضها توصل لينين الى استنتاجه الشهير بان ((الجماهير الشعبية في الشرق ستنهض مستقلة بوصفها صانعة الحياة الجديدة لان مئات الملايين من سكان الشرق تنتسب الى الامم التابعة والمهضومة الحقوق التي كانت حتى اليوم هدفا لسياسة الامبريالية الدولية والتي لم يكن لها وجود في نظر الحضارة والمدنية الرأسمالية الا بصفة سماد .. ان شعوب الشرق تستيقظ لكيما تعمل حقا وفعلا ولكيما يسهم كل شعب في تقرير مصير البشرية باسرها ))0
ان التسليم بان الاشتراكية هي الحل الوحيد والحتمي لمشاكل التخلف والاستغلال في الاقطار العربية المتحررة يتطلب انطلاق مسيرتها من فكر واضح محدد الوسائل والاهداف يرفض الجمود والانغلاق كما يرفض الفوضى والضياع 0 وقد اثبت الواقع ان السير في طريق التجربة والخطا ومن منطلقات فكرية غير واضحة او متكاملة لم يحل مشاكل البلدان المتخلفة بل جلب عليها الكثير من المصاعب علاوة على فشلها في تقديم نموذج واضح المعالم للتطبيق الاشتراكي 0
ولعل مثال الهند التي حاولت خط طريق جديد متميز في الاشتراكية ابرز دليل على العجز الواضح في تحقيق النمو والعدالة في الوقت الذي انتهجت فيه دول اخرى حصلت على حريتها مع الهند في سنوات متقاربة نهجا اشتراكيا علميا فكان ان حققت تقدما كبيرا في مجالات التنمية والغاء الاستقلال الطبقي والماركسية اللينينية كفكر ثوري ودليل عملي لمسيرة الدول الاشتراكية كانت نقطة الانطلاق السليمة في تطور هذه الدول وتقديمها النماذج العملية الحية للتطبيق الاشتراكي 0وباعتقادنا ان الثورات الوطنية وبعض القوى التقدمية مدعوة في ضوء الواقع العملي الى مراجعة العديد من منطلقاتها الايديولوجية وارسائها على دعائم علمية خصوصا وان الفكر الماركسي اللينيني قد اصبح عمليا ( وهذا يختلف من حيث الدرجة من الجهة الاخرى ) مرشدا لفكر ومسيرة تلك الجهات التقدمية 0 ولاشك ان التطور الفكري الذي تشهده القوى التقدمية في الوطن العربي سيوصلها الى التسليم بالعديد من المبادئ الرئيسية للفكر الماركسي اللينيني خصوصا وان الواقع العملي قد اثبت عجز العديد من البرامج التقليدية للبرجوازية الصغيرة عن تحقيق التقدم واذا ما تحقق بعض النمو في مجالات معينة فانه ليس من قبيل الصدف ان نلمس الدور الاساسي الذي لعبته الدول الاشتراكية الصديقة في ذلك 0 ان الفكر الاشتراكي التجريبي والاختياري الذي يمتاز بانعدام الانسجام والروح المبداي ويحاول الجمع بين احكام ماخوذة من نضريات اخرى مختلفة ومتباينة والداعي الى بناء تجارب خاصة تختلف في الكثير من منطلقاتها عن المبادئ الرئيسية للاشتراكية العلمية قد اثبت عجزه عن معالجة مشاكل التخلف والاستغلال او تحقيق مهمات الثورة الاشتراكية فلهذه الثورة ايديولوجيتها الطبقية الواضحة ولايمكن بناؤها مطلقا من خلال فكر طوباوي وطبقات غير ثورية 0
(ان البشرية تحلم منذ زمن بعيد منذ قرون عديدة بل منذ الاف السنين بان تقضي دفعة واحدة على كل انواع الاستعمار ولكن هذه الاحلام ضلت احلاما الى يوم بدأ الملايين من المستثمرين بفتح الميم يتحدون في العالم باسره من اجل خوض نضال حازم منسجم دائب شامل بغية تغيير المجتمع الراسمالي في اتجاه تطور هذا المجتمع بالذات 0 ان الأحلام الاشتراكية لم تتحول الى نضال اشتراكي يخوضه الملايين من الناس الا يوم جاءت اشتراكية ماركس العلمية تجمع بين الميول التحويلية وبين نضال طبقة معينة 0 فبدون النضال الطبقي تغدو الاشتراكية جملة جوفاء او حلما ساذجا 0
ان الايمان بالماركسية اللينينية ليس تحولا اوتوماتيكيا يفرضه الواقع العملي لمسيرة البشرية بقدر ما هو نابع من جملة اعتبارات اهمها طبيعة البناء الطبقي للتنظيمات التقدمية وتفتحها النظري والتزامها بالقوانين الرئيسة للتطور وتحديد مواقف مبداية ثابتة من الملكية الخاصة بشتى اشكالها ودرجاتها ودور الطبقة العاملة في الثورة الاشتراكية وهذا لايعني ( كما يحاول الامبرياليون والرجعيون ترويجه (نسخ التجارب والتطبيقات الاشتراكية الاخرى بل يعني الانطلاق من موقف مبداي سليم يعتمد اساسا على المبادئ الرئيسية للاشتراكية العلمية والتخلي عن الافكار البرجوازية الصغيرة كالموقف من الملكية الخاصة وتقسيمها الى مستغلة وغير مستغة ومن الصراع الطبقي واطرافه ومن الطبيعة الطبقية لقيادة الثوة الاشتراكية وانعكاس ذلك كله على السياسة الخارجية وضرورة ارتكازها على نهج ثوري محدد يقف كل الوقوف الى جانب معسكر الاشتراكية والسلام ان الفكر الماركسي اللينيني الانساني ليس غريبا البتة عن واقعنا العربي بمشاكله وتطلعاته 0
ان العمل من اجل تحقيق الوحدة العربية بشكلها العلمي المتطور ومحتواها الاشتراكي ووفق منطلقات تقدميه بعيدة عن التعصب والضيق القومي لا يتعارض مع النضرة الماركسية اللينينية للمسالة القومية فقد كانت دولة لينين اول من اعترف للقوميات بحقوقها المشروعة التزاما بالمقولة الماركسية (( ان شعبا يضطهد غيره من الشعوب لا يستطيع ان يكون حرا )) ووحدت الشعوب داخل مناطقها القومية واعطتها كل حقوقها ثم جمعتها في وحدة كفاحية من خلال اتحاد للجمهوريات الاشتراكية 0 فقدمت بذلك نموذجا مزدوجا للاعتراف بالوجود والحقوق القومية اولا وبالوحدة الطبقية للشغيلة ثانيا 0
ان قضية الوحدة تنسجم في المنطق الماركسي اللينيني ونضال الكادحين من اجل التحرر والاشتراكية وقد قال لينين وهوبصدد الحديث عن روح الاخاء والمساواة القومية ان مصلحة العزة القومية اذا نظرنا اليها من غير وجهة النظر الذليلة لدى الروس تتطابق مع المصلحة الاشتراكية للبروليتاريين الروس وجميع الاخرين0
واذا كانت الماركسية اللينينية قد حلت المسالة القومية في الاقطار التي سارت على نهجها بالشكل السليم فهل يمكن نعتها في منطقتنا بالعداء للاماني القومية للشعب العربي ؟ ان الماركسية اللينينية تنسجم ونموذجا ثوريا للوحدة العربية بمعناها العلمي التقدمي المتجرد من الطوباويات والعواطف الانية والخطوات المرتجلة . ان الانطلاق من فهم ثوري جماهيري للوحدة يقضي على الكثير من مضاهر الحساسية والانانية والمصالح الضيقة وتبقى الوحدة وفق هذا المنطق كفاحا جماهيريا يخوضه الكادحون ضد مستعمريهم ومستغليهم في ان واحد 0 ان وحدة تصنعها الشغيلة لايمكن ان تكون الا هدفا ثوريابالمنطلق الماركسي اللينيني ولانعتقد ان وحدة كهذه ستتطلع بفهم برجوازي صغير الى الاستعباد والاستعلاء على القوميات الاخرى ولا بد لهذه الوحدة من ان تعترف بالحقوق القومية للاخرين 0 والضاهرة الايجابية السليمة التي نشدها الان تتمثل في ان العديد من المنظمات القومية العربية قد وضعت ذلك في اعتبارها واكدت حقها القومي الى جانب حق اخوانها من ابناء القوميات الاخرى والماركسية اللينينية التي دعت الى وحدة البروليتاريا في جميع الاقطار لاتقف عقبة امام وحدتهم داخل وحدة يصنعها الكفاح الثوري للشغيلة في الاقطار العربية 0 وان ما تحاربه الماركسية اللينينية هو الضيق القومي ومحاولة جعله عقبة امام وحدة الشغيلة في صراعها مع عدوها المشترك المتمثل في الامبريالية العالمية 0 ويقول لينين في مقالته الشهيرة حول حق الامم في تقرير مصيرها اننا سنكون مخطئين اذا فهمنا من حق تقرير مصير امة من الامم شيئا اخر غير حق الوجود كدولة قائمة بذاتها ولاشك اننا سنكون مخطئين اكثر اذا فهمنا من الماركسية اللينينية غير اسنادها وانسجامها مع كل عمل وحدوي ثوري يصنعه الكادحون ويوحد بينهم واذا كانت البرجوازية تجعل من المصلحة القومية خدعة للبروليتاريا واذا كانت البرجوازية الصغيرة تزيف المصلحة القومية بنسيانها الطبقات داخل الامة ونسيانها صراع الطبقات كله والامبريالية وواقعها الجوهري واذا كان حماة الفكر البرجوازي يريدون اظهار مصالح طبقتهم كمصالح الامة باجمعها فان حماة الفكر البروليتاري يدركون ان مصالحهم الطبقية مصالح 95% من ابناء الامة هي مصالح الامة الحقيقية.
ان الجماهير العربية وهي تخوض معركتها التحررية ضد الصهيونية تجد ان الماركسية اللينينية كفكر انساني ثوري لم تترك ظاهرة رجعية استعمارية كالصهيونية دون دراسة علمية موضوعة كشفت حقيقتها كحركة عنصرية ذات طابع شوفيني وقد كانت دراسة ماركس للمسألةاليهودية اول دراسة علمية تقدمية حللت هذه المسالة وفق منطق واقعي يرتبط بطبيعة العلاقات الانتاجية السائدة وموقع اليهودية فيها واعتبر ان العهد الحاضر بتحرره من المتاجرة والمال وبالتالي من اليهودية الواقعية والعملية انما يحرر نفسه ايضا والحركة الصهيونية وان لم تكن قد برزت بشكلها الواسع الفعال في ايام ماركس فانه قد درس واقعها وتطلعاتها وحدد طبيعتها ومستقبلها وفق منطق جدلي بعيد عن الغيبيات وعوامل الانغلاق والشذوذ وقال انما ينسل المجتمع البرجوازي اليهودي من اعماق احشائه هو نفسه دون انقطاع ولا تبلغ اليهودية ذروتها الا مع اكتمال المجتمع البرجوازي وقد واجه لينين قبل وبعد ثورة اكتوبر جميع محاولات البونديين اليهود لشق وحدة الطبقة العاملة بمنتهى الشدة وحارب بلا هوادة كافة نوازعهم الضيقة فقد كتب في الايسكرا سنة 1903 يقول عن فكرة القومية اليهودية هي رجعية كليا لا عندما يدعو لها دعاتها الصرحاء الصهيونيون فحسب ولكنها كذلك ايضا عندما تنطلق من شفاه هوءلاء الذين يحاولون ان يمزجوها بافكار الديمقراطية الاجتماعية ان فكرة القومية اليهودية ضد مصالح البروليتاريا اليهودية لانها تروج في صفوفها مباشرة او بشكل غير مباشر روحا معادية للتمثل ان الماركسية اللينينية تنظر الى الاهداف الصهيونية نظرتها الى كل حركة رجعية افرزتها البرجوازية وتعتبر حركتها نظاما رجعيا من الافكاروشبكة من المنضمات الرجعية التي تخدم الامبريالية وهي لذلك ظاهرة طبقية وان مصيرها وموتها يتعلق بمصير وموت الامبريالية ذاتهاويمثل الحكم الاسرائيلي في المرحلة الحاضرة التطبيق السياسي للبرجوازية اليهودية الكبيرة الملتحمة بالاوساط الاحتكارية للولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الدول الامبريالية والماركسية اللينينية ترفض الاهداف الصهيونية من حيث الاصل انطلاقا من رفضها للمنطق الشوفيني المتعصب اولا ومن الاعتماد على الافكار الطوباوية لتجميع الشعوب تحقيقا لاهداف استعمارية ثانية . ان ايضاح هذا الجانب الهام في الفكر الماركسي اللينيني يظهر حقيقة طالما حاول الامبرياليون والرجعيون طمسها ان الماركسية اللينينية بدفاعها عن حق القوميات في تقرير مصيرها وتحقيقها لوحدتها من خلال كفاح الشغيلة الثوري تقف كليا مع وحدة الجماهير العربية الكادحة والماركسية اللينينية برفضها لكل شكل من اشكال الاستغلال والاستعباد ووقوف دولها وشعوبها الى جانب كفاح الشعوب من اجل الحرية سلاح بيد الكادحين في الاقطار العربية دفاعا عن الحرية والتقدم والماركسية اللينينية برفضها للضيق والتطلعات البرجوازية الاستعمارية خصم عنيد للصهيونية واهدافها الامبريالية العدوانية . ان الماركسية اللينينية فكر الانسانية الرافض لاي شكل من اشكال استغلال الانسان وتلك هي العلاقة بينها وبين حركة الثورة العربية المعاصرة .
20 كانون الاول 1970 ...أمير الحلو
المصادر
1- مجلة الاقتصادي القاهرية العدد 365 سنة 1970
2- مجلة الاتحاد السوفيتي العدد 159 سنة 1970
3- لينين – تقرير في الموءتمر الثاني لعامة روسيا للمنضمات الشيوعية لشعوب الشرق . دار التقدم- موسكو
4- المصدر السابق
5- لينين – الاشتراكية البرجوازية الصغيرة والاشتراكية البروليتارية . دار التقدم موسكو
6- وبهذا الصدد يقول بودغورني رئيس هيئة رئاسة اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية ومن المؤكد ان اشكال وطرائق مختلف البلدان الى الاشتراكية انطلاقا من الضروف الملموسة قد تخلف ولكن القوانين الرئيسية لهذا التحرك التي اكدتها خبرة الاتحاد السوفيتي الذي كان اول بلد حقق افكار لينين ستبقى لها النجمة الهادية التي تقتدي بها في مسيرتها
7- مقالتنا الطريق الجديد في الاشتراكية الى اين الثقافة الجديدة العدد9 سنة 1969
ومقالتنا الحياد الايجابي بين المنطق والواقع مجلةالمثقف العربي العدد7 سنة 1969
8- لينين , الشيوعية والمسالة القومية دار الشرق الجديد – بيروت
9- الماركسية والمسالة القومية – دار الطليعة – بيروت
10- مقالتنا لينين والصهيونية



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين والصهيونية
- وداعاً خسرو توفيق انساناً ومناضلاً
- الى استاذي الراحل (ابراهيم كبة) صاحب فكر ثائر ورحيل صامت


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمير الحلو - الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة