أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جاسم محمد الحافظ - على هامش تحضيرات الحزب الشيوعي العراقي لمؤتمره الثامن: لتتوثق عرى الكفاح المشترك مع الجماهير















المزيد.....

على هامش تحضيرات الحزب الشيوعي العراقي لمؤتمره الثامن: لتتوثق عرى الكفاح المشترك مع الجماهير


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:57
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لا شك أن الأنتصار المؤقت الذي تحقق للرأسمال العالمي، والذي تجلى في إنهيار النظام الاشتراكي، قد أحدث هزة عنيفة في أفكار وقناعات قطاعات واسعة من اليساريين والديمقراطيين، لا بل ألحق إحباطاً وبلبلة فكرية بغير المحصنين فكرياً وممن حلموا بسهولة تحقيق المثل العليا والقيم الرفيعة للاشتراكية، مما أدى الى إنقلاب بعضهم ضد معتقداتهم السياسية، وإنكفاء البعض الأخر ـ خاصة من إبتلى منهم بعلم مبتسر وتجربة غير واقعية وتمسك قبلي يتناقض مع الفكر الماركسي ـ على نفسه ورفض الأعتراف بالأخطاء وراح يكابر بلا جدوى! فيما آثر الباقون الأنتظار ولاذوا بالمعرفة والدراسة والتعمق في أسباب ما حدث، وعلى جهد هؤلاء ومثابرتهم تقع مسؤولية إعادة الثقة بواقعية المنهج الماركسي في تحليل ودراسة الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وإعادة الأمل الى الطبقة العاملة وعموم الكادحين، وبدور الأحزاب الشيوعية والعمالية وبرامجها المفضية لأختراق دياجير التخلف والجهل، ولأشاعة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

التجديد مبدأ أصيل

لقد كتب فريدريك أنجلس يوماً في مقدمة طبعة ما لرأسمال ماركس:

الحياة خير معلم، والحياة جدلية ديالكتيكية إذ ليس من شيء في الديالكتيك قائم الى الأبد أو أكيد غير مشروط أو مقدس، فهذا التجدد المتواصل للطبقة العاملة والمجتمع والفكر هو المنطلق المبدأي الأصيل للتفكير الجديد.

وتتجلى في هذه الكلمات العقلية الديالكتيكية لمؤسسي الاشتراكية العلمية، وردهم الفصيح على النهج التجهيلي الذي عمد الى منع وتعطيل أية محاولات لتطوير فكرهم، خاصة بعد وفاة القائد العمالي والشيوعي فلاديمير إليتش لينين، الذي طالما ردد بأن مذهبنا ليس عقيدة جامدة بل مرشدا للعمل،ذلك النهج الذي أعاق إصلاح أوضاع الأحزاب الشيوعية والمجتمعات الاشتراكية. ولم يكتف بذلك وحسب بل راح يطوع المقولات الماركسية ويفتعل تغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية لم تنضج ظروفها الموضوعية بعد، متجاهلاً عن عمد ما أوصى به لينين حين قال (إن على الماركسي أن يحسب الحساب الحتمي للواقع الحي. أي لوقائع الحياة الدقيقة، لا أن يتمسك بنظرية الأمس التي هي ككل نظرية لا تفعل في أحسن الأحوال غير أن ترسم وتحدد الجوهر العام دون أن تقترب من شمولية تعقد الحياة) (1).

ورغم أن الدور السلبي الكبير الذي لعبته قيادات الحركة الشيوعية العالمية وخاصة القطبين الروسي والصيني أيام الحرب الباردة، قد ألحق أفدح الأضرار بديناميكية وموضوعية الفكر الاشتراكي(2)، وأخضع النظرية للتشويه والتجزئة، فأن مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي لما سبق قيام الأنظمة الاشتراكية وبعد قيامها تؤكد صواب ما وضعه كارل ماركس، لاسيما في تحديد اتجاهات تطور الرأسمالية وإضطرارها للخضوع لنتائج النجاحات التي حققتها نضالات البروليتاريا العالمية، ومنها شيء من العدالة الاجتماعية النسبية والمحدودة التي تؤمن التحكم ـ المؤقت ـ بالصراع الطبقي. وما محاولات التراجع عن هذه المكتسبات من قبل النهج الجديد لحزب العمال البريطاني والحكومات الأسكندنافية ومثيلاتها، الا دليل على أن ما أضطرت اليه الرأسمالية من تراجعات كان محاولة لتقليل تأثير قوة المثل الذي ضربته الأشتراكية التي كانت قائمة قبل أن تتراكم فيها الأخطاء وتنهار!

اهمية المراجعة

إن مهمة المراجعة التاريخية للفكر الماركسي ومقولاته الفلسفية لن تخرج عن سياقات ما أراده ماركس وأنجلس في مواصلة البحث والدراسة لكل جوانب ونشاطات المجتمع الانساني في مسار تطوره، وهي لعمري مهمة صعبة إذا ما تصدى لها حزب بمفرده، لاسيما إذا ما كان يمر بظروف معقدة كما هي الحال مع الحزب الشيوعي العراقي، وتحتاج لجهد مشترك من الحركة الشيوعية والعمالية العالمية، تضع تجاربها الخاصة أرضية تتكامل مع تجارب الشعوب الأخرى لتصنع مقاسات توصّف الظواهر الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة بنفس الروح الجدلية والذهنية المتفتحة التي تميزت بها نظرية ماركس وأنجلس، وتحدد دور الطبقة العاملة وطبيعة وشكل دورها وعلاقاتها بطبقات المجتمع الأخرى والموقف من دكتاتوريتها وتوسيع دائرتها، كطبقة اجتماعية، لتتسق مع ما بات ينضوي تحت لوائها من المهندسين والتقنيين والباحثين وشغيلة الفكر، وكل من صار يبيع جهده الفيزياوي أو الذهني تماماً كما يبيع البروليتاري قوة عمله وبنفس شروط السوق الرأسمالية.

وبناءً على ما تقدم، ونظراً لتدني الوعي الطبقي العام للطبقة العاملة العراقية جراء القمع المتواصل الذي تعرضت له والتلكؤات التي رافقت كفاح طليعتها السياسية والتشوية الطبقي الذي وقع فيه المجتمع إثر سياسات البعث الصدامي وحروبه والحصار الذي سببه للبلاد، فأني أجد أن من المجازفة (المجانية) إتخاذ النخب الحزبية لقرارات استراتيجية غير محسوبة العواقب، كتغيير في الطبيعة الأشتراكية العلمية للحزب الشيوعي العراقي أو التماهي مع الأحزاب الأشتراكية الديمقراطية المختلفة جذرياً عن جوهر الشيوعية، لأن ذلك لن يخدم جماهيرية الحزب، فالناس تبحث عن برامج تحقق لها الأمان والرغيف والخدمات، مهما كانت الأرضية الفلسفية التي ترتكز عليها تلك البرامج، كما إن عدداً غير قليل من أعضاء الحزب أنفسهم وقطاعات واسعة من قاعدته الاجتماعية لا تعرف الفروق الحقيقية بين الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية. إن مخاطر أية قفزة في الفراغ قد تؤذي الكواحل المتعبة بسبب الحسابات التالية:

عوائق في الطريق

1- غياب الضمانات الأكيدة من عدم إستغلال القوى المعادية للديمقراطية لأي تغيير جذري في الحزب الشيوعي العراقي أو إسمه، في توجيه ضربة للشكل الجديد، خاصة إذا ما عرفنا بأن من الصعب عليها توجيه هكذا ضربة للحزب الشيوعي الذي تأكد حضوره الدائم في العقل الجمعي العراقي كفصيل مناضل وعتيد من أجل المصالح الوطنية والشعبية، فصيل عصّي على التغييب أو الأجتثاث أو الأفتراء عليه وعلى تاريخه الناصع والطويل.

2- أثبتت نتائج الأنتخابات الأخيرة بأن ليس للحزب ما يميزه عن الأحزاب والتنظيمات العراقية الجديدة غير تاريخه النضالي الطويل وسمعته الوطنية الطيبة التي تحققت بفضل المثابرة والنضال الصلب لأجيال وأجيال، مما جعل الشيوعيين قدوة حسنة في الحكمة والشجاعة والثورية والثبات في مقارعة الأنظمة الأستبدادية، لذا ينبغي عدم التفريط بهذا الرصيد الطيب الذي لن يستطيع أي بناء جديد أن يحققه بسرعة وسهولة.

3- عدم ضمان الأرجحية الكمية للكادر الواعي والمجرب، بسبب النزف الشديد المؤسف لها من صفوف الحزب (لأسباب معروفة)، مما قد يخل بالتوازن في البناء الجديد لصالح مناضلين لا يتمتعون بما هو مطلوب من خبرة وقدرات.

4- إن أية دراسة سيكولوجية للفرد العراقي، تبين سيادة العقلية القبلية التي ترى إرتباط سمعة الفرد بإنتمائه، كأحد المقاييس التي يقّيم عليها هو أو الهيئات الاجتماعية التي ينتمي اليها، ومن هنا فهل سيكون في الواجهة لأي بناء جديد نفس المناضلين في واجهة الحزب خلال عقود مشرفة من الكفاح؟

إن التجديد في تقديري، كوطني عراقي مستقل سياسياً أكن للحزب الشيوعي العراقي كل تقدير، ينبغي أن يعتمد على المقولة اللينينية الداعية الى (أن علينا أن نجذب الجماهير الغفيرة أكثر فأكثر للمساهمة في كافة الأمور الحزبية لكي لايصبح حزب الجماهير بالكلام فقط (3)). وأن يتم أستغلال كامل لما هو متاح من الحريات للوصول الى الجماهير وتوعيتها بالمصير المشترك بينها وبين الشيوعيين وحزبهم والكشف عن الصفحات الناصعة من تاريخ العراق والتي سجلت للشيوعيين الكثير من المآثر الخالدة دفاعاً عن الوطن والشعب.

إن مشاركة الجماهير في تقديري ينبغي أن تشمل:

شروط التجديد

1- إجراء دراسة نقدية موضوعية مكثفة لأهم المحطات في تاريخ الحزب، وخاصة تلك التي يكثر حولها الجدل، وتوضيح الحقائق لسحب البساط من تحت أقدام القوى المناهضة للتقدميين وكشف خداعهم وتضليلهم للجماهير، على أن تكون تلك الدراسات النقدية لصالح توثيق عرى الحزب بالجماهير ورفع الوعي الطبقي وإعادة تمتين الثقة بين الحزب وقاعدته الاجتماعية. لقد علمتنا التجارب بأن الحزب الشيوعي لا يتعلم فن تحقيق الأنتصار الا في اللحظة التي يواجه فيها الحقيقة مباشرة ، وهنا أذكر بأن لينين قد كتب يوماً يقول (إن موقف الحزب السياسي من أخطائه هو واحد من أهم وأصدق المعايير لتبيان مقدار الجدية عند الحزب وتنفيذه في الواقع لألتزاماته أمام طبقته والجماهير الكادحة. إن علامة الحزب الجدي هو الأعتراف جهراً بالخطأ والكشف عن علله وتحليل الظرف الذي أدى الى إرتكابه والبحث بأهتمام عن وسائل إصلاح الخطأ (4)).

2- إقامة الندوات والنشاطات الثقافية الهادفة الى إشراك الجماهير في رسم سياسة الحزب وإطلاعها على نتائج تلك السياسات في القرى والأرياف والمدن والأحياء والمدارس والجامعات والمصانع والمزارع، والتركيز على الجماهير الكادحة المتدينة التي ينبغي إطلاعها على الموقف السياسي للحزب من الدين والمتمثل بأحترامه أقصى درجات الأحترام بأعتباره مظهراً للممارسة الروحية للإنسان.

3- إعداد إستفتاء بلغة بسيطة وواضحة لمعرفة أراء الناس في التجديد المطلوب للحزب، كأسمه ومنهجه وفكره وسياساته، وأعتماد نتائج ذلك ليس في التجديد فحسب بل وفي توثيق عرى الكفاح المشترك مع أوسع الجماهير، وتطوير الحياة الديمقراطية في المجتمع.

وختاماً أتمنى النجاح كل النجاح للمؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي ولجميع أصدقائي من مناضلي هذا الحزب المجيد.

*إستاذ في التكامل الصناعي الزراعي ـ لندن

الهوامش

1- عبد الله، عامر، مقوضات النظام الاشتراكي العالمي ص 99

2- مصدر سابق ص 99

3- لينين ، مجلد 25 ص 55 باللغة الروسية.

4- لينين، مجلد 41 ، ص 40 باللغة الروسية.





#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازالت الثورة-ياسمير- معفرة ازقتها با لتراب
- التمسك بالنهج الديمقراطي. ..طريقنا الاكيد نحو عراق الحلم
- ألطائفيون العرب..يحرقون بغداد وبيروت لوقف البناء الديموقراطي ...
- أمساجد تفرخ الارهاب..-اكرم عند الله- أم بيوت تأوى اليتامى وا ...
- اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية
- نعم ياسيدي...........نحن في ازمة سياسية خانقة
- قمامة الاحياء الفقيرة، لاتوجد فيها نفائس
- لتتسع بوحدتنا كوى الضوء والهواء
- لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء
- العراق بين مستشار الرئيس ووكيل الولي الفقيـه
- حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى


المزيد.....




- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جاسم محمد الحافظ - على هامش تحضيرات الحزب الشيوعي العراقي لمؤتمره الثامن: لتتوثق عرى الكفاح المشترك مع الجماهير