أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزن مرشد - ثلج














المزيد.....

ثلج


مزن مرشد

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


ركض مسرعا في عتم الطريق ،صوت خطواته يمزق الصمت ، يصل إلى مسامعه مخترقا جدران الذاكرة ،في هذا الشارع ،عند هذا المفترق التقيا يوما ، صدفة عجيبة جمعتهما ، و في نفس المكان ،كان لهما الموعدالأول .
ما زال راكضا ، مسرعا ،كأنه يلاحق المستحيل .
صوت خطواته ما زال يكسر حاجز الصمت، ما زال يستدعي ذكرياته القريبة الغالية، شئ ما يفتت ، ما تبقى من قلبه .
بالرغم من الثلج المتساقط على وجنتيه إلا أنه لا يشعر بالبرد ، نادرا ما تثلج سماءنا ، لكنه يوم مميز ، لا بد أن يكون مميزا في كل شئ .
مننذ سنين كانت تثلج أيضا ، الناس تتراكض هاربة من زخات ثلج غير متوقعة ، المواصلات مزدحمة ، وقد تأخرت ، لا تحب مزاحمة الآخرين في سباقهم نحو السيارات أو الباصات ، وقفت عند المفترق ،احتمت بظل إحدى الشرفات ، و انتظرت ، أعجبه منظرها ، واقفة بعيدا عن زحمة الشارع ، شعرها الطويل تبلل بالماء و علقت عليه بعض من ندف الثلج ، على عكس الناس لم تكن تحمل مظلة و لم تكن ترتدي أي غطاء يحمي شعرها ، لم يكن يبدو عليها الانزعاج من الجو أو من الماء الذي يقطر من جسدها، شئ غريب شده إليها ، لم يكن شكلها هو الشكل المفضل لديه من النساء ، لكنه أحسها تقبع داخله منذ زمن بعيد ،لا بد أنها ولدت معه في نفس اللحظة ، اقترب منها :
تنتظرين سيارة تقلك …؟
أشاحت بوجهها و لم تجبه
-لا تتوقعي أن تجدي مقعدا فارغا واحدا في أي وسيلة للنقل في مثل هذا الجو ،إن كنت قد تأخرت عن عملك عودي لمنزلك و اعتبريه يوم إجازة
-*-تأخرت نعم ، لكن عن الامتحان و ليس عن العمل .....ثم ما شأنك أنت؟!!!
لا يدري كيف وافقت أن يوصلها سيرا تحت الثلج ربما هو القدر كي لاينسى هذا اليوم أبداً ، يومها تأخر عن عمله ، تشاجر مع مديره ، وعلى عكس شجاراته السابقة لم ينزعج منه أبداً ، كانت مشاعر غريبة تعتمل في صدره ، تسيطر على حياته تجعله يشعر بالرأفة والحب تجاه كل البشر .
صار الشارع شارعهما ،.يعبرانه يوميا ، يشهد معهما لحظات، نادرا ما تتكرر في الحياة، ذهب الثلج أشرقت الشمس اخضر الشجر، و اخضر معه الحب ،قالت له يوما :
-إياك أن تتركني.
تعاهدا ألا يفترقان أبدا ،ألا ينظر لأية امرأة سواها ،وأن تبقى له وحده لا يفرقهما إلا الموت .
عاد المطر يغسل الطرقات ، يغسل الحارات العتيقة و يرافق خطواتهما ، يرافق أحلامهما و آمالهما ، عاد المطر أكثر من مرة ليجدهما كما تركهما لا يجمعهما إلا الحب ولا يفرقهما إلا الموت ، طوال تلك السنوات تمنى لو يجمعهما بيت واحد و قدر واحد ، لكنها ليست مستعدة للزواج الآن ، لم يناقشها ،أحب أن يكون كل شئ كما تريد ، واثقا كل الثقة من مشاعره ، و كله ثقة بقرارها ، قالت له يوما:
_ أريد أن أكون شيئا مميزا في حياتك أكره أن أكون قصة مكررة ، لا بد أن تكون علاقتنا غريبة ،أسطورة في كل شئ ، في سعادتها كما في حزنها
لم يفهم ما قصدته .
الحزن ؟
وكيف يكون الحزن مع الحب إلا في الفراق ،لكنها قالت :
- لن يفرقنا إلا الموت …..
ما زال الثلج يتساقط بغزارة فوق رأسه ، غطى كتفيه و بلل شعره ، تسللت المياه المثلجة إلى جسده .
حتى الآن لم يشعر بالبرد ، مسرعا، مهرولا ، يحاول سبق الزمن ليصل قبل أن تخرج ، صوت الموسيقى عاليا جدا يملأ الفضاء يصل حتى آخر الشارع ، وحده لم يكن يسمعه …..
غدا لن يراها واقفة تنتظره عند المفترق ، لن ينتظر هاتفها في الخامسة ، و لن يسمع رنة واحدة من جرس الهاتف قبل أن تنام أي ( تصبح على خير )
سيصبح غدا على قهر ، ببساطة لن تكون موجودة ، ستكون محلقة ، مهاجرة إلى وطن جديد ، بجانب رجل جديد ، لتبدأ حياة جديدة .
غدا سيشعر بالبرد



#مزن_مرشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدباء نزار قباني
- نجيب محفوظ
- حارة نسيها الزمن ...الحي الذي أصبح - إبريق الزيت
- سلبوه ...ماذا سيبقى لنا كأس العالم ....للأغنياء فقط ..
- سجن عدرا خمس نجوم
- إلى الرجل الذي خذلته
- ايها الشباب...تزوجوا وعوضكم على الله
- الجحر
- تذكار من سورية
- التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ‏
- نساء في مهب الريح والتهديد - الحكم العرفي - لعدم الترخيص
- نائب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية د:يسري أبو شادي.. از ...
- جمعية الحجر الأسود السكنية وحكاية الكلب المفقود .. فشلت في ت ...
- الصناعة وتحديات الشراكة السورية-الأوروبية ... الاستفادة منها ...
- سورية...من حلم السيارة الى سيارة الحلم
- حي السيدة عائشة..تعويضات متواضعة لخمسمائة أسرة مهددة بالاخلا ...
- إذا كنا نخشى البالة كيف سندخل في شراكة أوروبية
- في البدء كانت الكلمة
- موت
- تصحيحا لمعلومات جريس الهامس


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزن مرشد - ثلج