أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - الأمن الشمولي والأمن الديمقراطي














المزيد.....

الأمن الشمولي والأمن الديمقراطي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة ظواهر لافتة باتت تسترعي انتباه المرء، الموزع بين اتجاهات لا حصر لها، في أفق عصر دمقرطة المنطقة، الذي يبدو أنه محاولة للـ"فرفطة"، و"المرمطة"، وتقطيع، وتفكيك الأوصال المترابطة. فالاستسلام لحالة العجز الواضحة في تحقيق الأمن، والسلم الأهلي، في البلاد التي ابتليت بحمى الديمقراطية الأمريكية، وبنفس الوتيرة، والشكل من الانفلات الأمني الخطير، برغم الكلام البليغ، الكبير، والمنمق عن إحداث اختراقات، بات الأمر الأكثر نتوءً، وبروزاً، في ظل ضمور الظواهر الأكثر إلحاحاً وأهمية، وينبئ، بالتالي، بفشل ذريع، ومرير للمشروع الديمقراطي برمته، ويجعل الحنين، وبرغم مرارات الاستدلال المنطقي، للماضي "الاستبدادي"، ضرباً من الرغبة الدفينة، وحلماً ضاغطاً، غير أنه أصبح، ومهما بدا باهظ التكاليف، بعيد المنال.

وهل ثمة مصادفة أخرى، في الأمر، القول بأن بؤر التوتر الرئيسية في العالم، هي الآن ، ومن دون الحاجة لدليل حسي، ومقنع، وتركيز مفرط في الاستنتاج، من بواكير انتاج مختبرات الديمقراطية المقحمة على المنطقة، إقحاماً، ومن مخلفات التنظير الديماغوجي لغلاة صقور الإدارة اليمينية، والتي تبين أنها لم تكن سوى فتائل لإشعال البارود، وصواعق لتفجير ألغام سارت المنطقة عليها بأمان ردحاً طويلاً من الزمان؟ وثمة إشكالية أخرى تبدو مقنعة، رغم أنها غير مفرحة للـ"تغييرّيين"، وتلوح في أفق هذه الأصقاع، قائلة بأن الوقت، ربما، ما زال مبكراً لإنضاج ظروف يكتمل فيها جنين الديمقراطية الموعودة. وأن الوعي الاجتماعي لمّا يتموضع، بعد، بالشكل الذي يمكنه من دفع عملية التغيير المأمولة، بالاتجاهات التي تمكّنها من أن ترسو على بر آمن، ودون إحداث ارتجاجات، وهزات شديدة كالتي نشهد بعضاً من فصولها الآن على أكثر من ساحة تستعر بفعل الوقود الديمقراطي، ومفرداته الطائفية الفقعاء. إلا أن أهم المفارقات سخرية، ومرارة وإيلاماً، هي شيطنة وأبْـلـَسة هذا الفريق أو ذاك، ومن بلد لآخر، تبعاً لموقفه الداعم أو الرافض لمشروع "فرفطة" المنطقة، حيث يكون نفس الفريق في ذات المكان شيطاناً رجيماً، بينما هو في المكان القريب الآخر ملاكاً رحيماً. فهل تحمل هذه الوقائع الموجعة أية رسائل، ذات دلالات بليغة، لأولئك اللاعبين بالنار، والمراهنين على حصانهم الجريح، في حلبة حبلى بشتى أنواع الألغاز السياسية، والمتفجرات، من جماعات ما بات يعرف باللوبي الليبرالي، ومن لف لفهم من الدافعين بالأمور نحو نهايات، ومواجهات حتمية، لا يحمد عقباها، مدفوعين بغباء التعويل التلقائي، وغير المدروس، على حماقات المحافظين الجدد المتكررة؟

ففي كل يوم يزداد الوضع العراقي تفاقماً، بشكل يوحي، تماماً، بأن هناك حرباً أهلية غير معلنة، في خلفية المشهد، تحدث في هذا البلد، ولاسيما إثر عودة فرق الإعدام للظهور بشكل منفر، وحشي، ومرعب في الأيام الأخيرة، فيما يبدو وكأنه "غرغرينا" سياسية تنتظر "مهيباً" جديداً في نهاية المطاف، يكون كـ"مسيح سياسي" منتظر، يخلص العراق من خطايا، وآثام الديمقراطية الأمريكية المشؤومة، التي لا تغتفر، ويملأ البلد أمناً شمولياً، ويعرف، بالتمام، من أين تؤكل الكتف الأمنية، وكيف يستتب الأمن، ليعيد السفينة الأمنية التائهة في بحور الطائفية الظلماء إلى مساراتها الطبيعية، وتحديداً، لمرحلة ما قبل "الفتح" الأمريكي الديمقراطي للمنطقة؟ وإذ ذاك، فهل نحن أمام بزوغ حقائق دامغة، تترسخ باضطراد، وثبات بأن نظم هذه المنطقة لا تستقيم أبداً بهرمونات سياسية، وحقن مستوردة، وبدع ديمقراطية وافدة، تشكلت بعيداً عن مناخات الاستبداد الموروثة المتجذرة في هذه المجتمعات؟

فلقد تغيرت حكومات عدة، وطبقـّت عشرات الخطط الأمنية، وأجهد البنتاغون، وجنرالاته، نفسيهما طويلاً، وفي عز ظهيرة العصر الديمقراطي الشهير المعاصر، بتغيير النظريات الأمنية، وتعديلها تارة، وتطويرها مرة أخرى، إلى درجة حفر أنفاق وأخاديد حول بغداد، في محاولة، بدت عقيمة، ويائسة، أكثر من سابقاتها، للسيطرة على الأوضاع الأمنية المحيّرة، فيما لم يكن الأمر يستلزم أكثر من مجرد خفير أمني، أو في أحسن الأحوال، ضابط عادي في فرع أمني مع عشرات المخبرين ليضبطوا الوضع في محافظة مترامية الأطراف، لا بل كانوا يكفلون سير "الذيب" والشاة، جنباً إلى جنب، وأن تطفأ الأنوار، والكل نيام في ساعة مبكرة من المساء، في ليل العهد الشمولي البائد. هل ثمة سر غريب، ووصفة أمنية سحرية في هذا؟

والآن، هل يمكن، أيضاً، إجراء مقارنة بين الأمن الشمولي، والأمن على الطريقة الديمقراطية؟ وهل لا بد مما ليس منه بد في هذه الحال؟ وهل شرعية التفكير، وأحقيته بضرورة التغيير تقتضي التضحية، والمقامرة بما هو قائم من كيانات وطنية حتى وإن كان قد تجاوزها قطار العمر السياسي؟ وهل آن الأوان للبكاء على أطلال حكم الثكنات، وبساطير الجنرالات؟ وأي الأمْنـَيْن، الشمولي أم الديمقراطي، أفضل بالنسبة لهذه الشعوب التائهة، والتي فارقتها الطمأنينة والأمان، لو تبقى لها، أيضاً، ثمة خيار؟

أسئلة صعبة، إلاّ أنها ضرورية، ومُلِّحة، ولا يمكن تجاهلها في هذه الأنواء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستحقاق أم الاستظهار؟
- الغادري عارياً
- لِم لا تجعل الفضائيات العربية بثها كله بلغة الصم والبكم؟
- وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً
- أثرياء العرب، وآيات طهران
- أنقذوا إسرائيل
- إسرائيل تصنع الرأي العام العربي
- حاخامات بغترة وعقال
- العَرَبُ الحَاقَِدة: آخِرُ سُلالاتِ العُرْبان
- حرب لبنان: سقوط الذرائع الواهية
- لَحْنُ الغَرام
- طبخة الشيف رايس
- من يضمن أمن إسرائيل؟
- إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون
- حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية
- اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟
- الدّمُ الحَرَام
- مُنتخب فرنسا:عندما يَصْنعُ المُهاجِرون الأمْجادَ


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - الأمن الشمولي والأمن الديمقراطي