أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - روشن قاسم - الادمغة السلفية قنبلة موقوتة تهدد مفهوم الوطن والمواطنة















المزيد.....

الادمغة السلفية قنبلة موقوتة تهدد مفهوم الوطن والمواطنة


روشن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:55
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


عقب انفجارات الثلاثاء الأسود في (11 سيبتمبر 2001) ودك هيبة الامن القومي الامريكي ومباغتته في عقر داره، ظهر للعالم ميكانيكية جديدة لصناعة القرار الامريكي في صعيد سياسته الخارجية، وذلك بحكم أهدافه ومصالحه المتوزعة في كثير من الدول والتي باتت مهددة من قبل تنظيم القاعدة، ذلك التنظيم، الذي اصبح فيما بعد ظاهرة تشغل العالم كله لتسوده حمى محاربته.
فكما هو معروف ان الولايات المتحدة الامريكية تعتبر اهم قوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية عرفها التاريخ الحديث، والسبب الرئيسي في ذلك هو انها دولة تشكلت نتيجة اتحاد ولايات متعددة يخضعون لنظام فيدرالي ولمشروع حكومي سُنّ دستوره منذ عام 1787 واثبت جدارته، وقد نجحت وهي على مشارف القرن الحادي والعشرين في تكوين امة قوية وفق قواعد وأسسها السياسية والاقتصادية، والتي راقت للامريكيين طيلة العقود الماضية ، اذ ان هنالك استراتيجية واضحة انتهجها الحزبين الرئيسيين في ايجاد خط معتدل بين اليمين السياسي والليبرالية المتطرفة البعيدة عن اليسار السياسي، مما جعل منها سياسة مطاطية تضع ضمن اولوياتها المصالح الامريكية وهذه المصالح هي المحرك القوي لبوصلة السياسة الخارجية الامريكية، وبالتالي استخدام ما امكن للإبقاء على هيبتها وترسانتها حتى وان استخدمت اساليب دعم حركات الاسلام السياسي في العالم كما حدث خلال حربها الباردة مع الاتحاد السوفييتي للدخول في لعبة تهيئة مناخ منعش للهوس الديني والنفخ في النعرات المذهبية، بالتعاون مع حكومات عربية واثارة اللزوم والواجب لمشاركة الشباب العربي المتحمّس للإلتحاق بالجهاد المقدس مع قوافل اخوانهم الافغان ضد الكفار الروس بالترافق مع سماح السلطات الباكستانية بإنشاء معسكرات لأولئك السلفيين على اراضيها بالقرب من الحدود الافغانية، وبذلك بدأت بوادر مصطلح الافغان العرب يطفو على سطح الاعلام الى ان تناسخت كتنظيم اعلن ولادة القاعدة كقوة وقطب جديد لم يكن بحسبان امريكا مواجهته بعد تفكك القطب السوفيتي .
ومهما تكن الظروف والقوى المساهمة في صناعة بارجة الارهاب الديني المتمثلة بشخصية اسامة بن لادن، والشخوص التي لعبت دورا في تكوينه وصياغة استراتيجيته العقائدية وتطعيمه بإعلام قوي واذرع مالية تمتد لمناطق كثيرة في العالم بدأت من مدينة بيشاور على الحدود الباكستانية الافغانية الى مختلف أنحاء العالم.
ليصبح بعد ذلك التعصب الاعمى عقيدة سياسية تسعى لتهيمن على عصرنا الجديد، عبر ما أفرزته وتفرزه هذه الحركة من ولادات جديدة متطرفة وبث مصطلحات تلازم السياسة الدولية اعلاما واستخباراتا، وهو الاسلام السياسي الاصولي وعولمة العنف، ورجل يخاطب الشعوب من على رؤوس حكامها في الكهوف الافغانية، ومحاربةً من خلف ستار كثيف غامض يتمتع بالحنكة والمهارة التكنولوجية والتنظيمية يصعب التكهن ببؤره.
ولعل الحالة الجماهيرية في بلداننا وخاصة الشعبية المغبونة التواقة لاية حالة تمرد ولفظة (لا) لأحقاب العديدة من القمع والبقاء في بيت الطاعة السلطوية...، قد ادى الى قدر كبير من التعاطف مع الخلايا الناشطة لهذه القوى او الحركات الراديكالية وان كانت تشهر السلاح وتبشّر للعنف وذلك كنتيجة لاستشراء ثقافة الكره لامريكا التي روجت لهل الكثير من الحكومات العربية بعد افول معاهدات البقاء بينها وبين مناصبها والدعم القوي لها في الاستراتيجية الامريكية قبل الحادي عشر من ايلول، ومواضع الخلل في اسطورة البطل التي تحل في دوامة الاحباط الذي اصاب الكثيرين من ابناء شعوب المنطقة في معايير وانموذج الفارس والقائد في عالمنا الشرق اوسطي، ووفقا لهذه المعايير دائما كانت تحاك السيناريوهات من خارج حدود هذا الشرق وفق مصالح دولية وتوازنات اقليمية تستوجب مرحلة تفرز قادة ننهل من أمزجتهم ونختزل كل اهدافنا وطموحاتنا في شخوصهم الهلامية، لتتحول الكاريزما لديهم الى جبروت يوصد الابواب امام اي تغيير قادم لننهل من جديد كأس الحزب الراديكالي والدولة الراديكالية والنظام الراديكالي والآن الاسلام الراديكالي...!؟ .
قد تكون الحرب التي بدأت بين امريكا والارهاب الآن وبعد خمس سنوات استدعت الكثير من الدول، وبغض النظر عن مداها الجغرافي وعمقها العقائدي وامنها القومي والداخلي، وما نتج عن ذلك من تحالفات استراتيجية لكلا الطرفين الامريكي والقاعدة، فإن الكثير من الدول العربية والمجاورة لها كـ ايران وغيرها قد فتحت ابوابها مشرَعة لهذه الجماعات المتعصبة وفي الوقت نفسه بدأت تلك الدول تتحمل مسؤولية محاربتها للقاعدة ضمن البوتقة الدولية، ومسؤولية التصدي ايضا لتسويق فكر التنظيم الى العمق الجغرافي لديها والمسألة لم ولن تنتهي هنا، ففي ظل الطروحات العقائدية لتنظيم القاعدة أضحت المنطقة مقدِمة على الغوص في مخاض الايديولوجيات القومية للعودة بها الى الوراء أي حكم الولاية والخلافة الاسلامية والتوّق للاستشهاد والجهاد وتكفير الحكام والاحكام.
في ظل هذه الظروف تبرز تساؤلات محيّرة امام أنظمة حكم هذه المنطقة، هذه الأنظمة التي وضعت جلّ أعباء عهود استبدادها وقمعها للقيم الانسانية على كاهل الثقافة المنتشرة في جسد المنطقة...، وهي المسؤولة عن إستشراء فوضى التوجه الايديولوجي والسياسي فيها.
ألم يحن الوقت في ان تُسَتَبْدَل ثقافة انحسار الديمقراطية والمنطق التعسفي في عالمنا الشرق اوسطي بثقافة الانفتاح والنظام التعددي؟، وألا يجب ان تُفتَح الابواب بدلاً من ان نوصدها في وجه الحركات الليبرالية العلمانية في منطقتنا كخطوة اولى للتصدي لهذا المدّ الاصولي المخيف؟، ام ان الكثير من السلطات الحاكمة قد فعلت العكس وقامت بتغذية تلك التوجهات في حربها ضد المشروع الامريكي الديمقراطي (مشروع الشرق الاوسط الكبير)؟.
وهل عوز الشباب المنخرط في تلك الشبكات الظلامية هو نشاز بدأ يسمع صوت انحسار العقل والمنطق من خلال الالتفاف حول أمراء أسطوريين مثل (اسامة بن لادن ، ايمن الظواهري، الزرقاوي) ام انها ظاهرة تروق لكثير من الانظمة التي ترى فيها إطالة لأمد حكمها؟.
ففي الوقت الذي اعتمدت فيه امريكا استراتيجية واضحة في محاربة الارهاب من خارج حدود بلادها بذرائع كثيرة تنحصر في النهاية الدفاع عن مصالحها، في هذا الوقت لم يشهد فيه الشارع العربي تحركا من قبل انظمتها لوضع استراتيجية تدافع من خلالها عن مصالح شعوبها المهددة من موجة الارهاب الذي بدأ يحصد الاخضر واليابس، كما ماتشهده الشوارع العراقية من نزف للدماء وحصد للارواح تحت ذريعة محاربة الاحتلال والمسمى اسفا من قبل الكثير من الانظمة العربية والاعلام العربي بالجهاد مع العلم ان عدم تدارك خطورة هذه الموجة سيؤدي الى تفشي انفلونزا الفكر السلفي الى كل بيت في المنطقة، في حال عدم وضع استراتيجة لمحاربته من الداخل وانهائه في العراق هذا من جهة، ومن جهة اخرى وضع خطة توعية ثقافية تغذي العقل والفكر لحماية المجتمع من التورط او الدخول في الخلايا الارهابية في المنطقة.
فالانظمة هي المسؤولة اولا واخيرا لتنقدية الاجواء من التطرف الديني والمذهبي والطائفي وجل ماتعانيه الكثير من هذه الدول في هذا الصراع الفتاك الذي أضمحلت تحت قدميه كل القيم الانسانية ومفاهيم المواطنة والعيش المشترك تحت خيمة الدولة المدنية والديمقراطية التعددية اي ان (الصراع الطائفي شكل من اشكال الارهاب بإمتياز )
وان كانت بعض الدول العربية تتذمر من التدخل الامريكي في شؤونها بذريعة الارهاب، لما تقم هي بدحض هذه الذريعة بدل ان توكلها للامريكان وتستخدمها فزاعة تلوح بها كلما لاحت في الافق عقوبات تهدد بقائها السلطوي؟، وكأن هذه العناصر جاءت من الفضاء ولم تنبثق من عقلنة الاحتكار للآخر والسياسات والمصالحات التي كانت تبرم على حساب وعي وثقافة شعوبها.
الا يجب ان تتوازن مصالحنا مع مصالح الغير في حماية شعوبنا بدل ان نستخدم تلك الشعوب فزاعات و دروع لحماية الحكام ؟؟!!!



#روشن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستجلاءات الحرب على لبنان...!؟.
- استحقاقات تستوجب النظر للمعادلة السياسية الكردية في سوريا
- الى متى ستبقى سوريا معلبة بحافظة الفكر البعثي الاوحد؟ !
- المغازلة الايرانية لتركيا الى ماذا تفضي؟!
- مقامرة جديدة حول الوجود الكردي في المنطقة
- النظام السوري بين الفكرالقومجي والهلال الشيعي - القاحل.
- المرأة الكردية بين رحلة النضال وخيبة الانصاف
- الاعلام لن يبرح .... الارهاب سوف يغور
- هروب النظام السوري من الاستحقاقات يحقن الازمة الملتهبة في ال ...
- تراخي الاعلام العربي يخدم دكتاتوريات الشرق
- غيمة الاسلام الاصولي تبدد سماء كردستان
- سوريا اخرجت ورقة الشاهد فجوبهت بجوكر المقبرة الجماعية
- جولة المعلم هل هي ضربة معلم..!؟
- المواطن في سوريا كلمة تنطق عند الحاجة!!
- الاصلاح والتغيير في سوريا بين هرم الحركة الكردية والمعارضة ا ...
- هل ستحمل ذكرى الاحصاء استحقاق الحل؟


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - روشن قاسم - الادمغة السلفية قنبلة موقوتة تهدد مفهوم الوطن والمواطنة