أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - حملة الرئيس بوش: العودة إلى الأسس *















المزيد.....

حملة الرئيس بوش: العودة إلى الأسس *


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 07:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ظروف اليأس والابتعاد عن الحقيقة، استمرت إدارة بوش نحو حملة رئاسية عنيفة أخرى، فيما اُعتبرت ثالث أكبر حملة لكسب الرأي العام منذ العام الماضي.
في خطابه الأول- ضمن سلسلة خطابات قادمة- تكلم الرئيس عن عالم يجعل من الحروب الاستباقية مسألة محورية لمنع الإرهابيين من ممارسة الانتهاكات، وأن التخلي عن العراق سيضع أمريكا في خطر، "وسيمنح الإرهابيين فرصة تنفيذ هجماتهم في شوارع مدننا."
"الحرب التي نخوضها هي أكبر من مجرد صراع عسكري،" قالها بوش أمام حشد من المحاربين القدماء بتاريخ 13 آب/ أغسطس. " أنها صراع ايديولوجي حاسم للقرن الواحد والعشرين."
ولكن بعد خمس سنوات على المجزرة الرهيبة لـ 11 أيلول/ سبتمبر وثلاث سنوات ونصف السنة على الحرب الدموية الغبية في العراق- التي تسببت في قتل أعداد أكبر مرات كثيرة مقارنة بما حصل في 11 سبتمبر- يجب على إدارة بوش أن تمارس تقييماً موضوعياً لفداحة هذه الجريمة. وبدلاً من مواجهة أخطائها، مارست هذه الإدارة الكذب بشأن الدوافع الأساسية لهذه الحرب. وتقوم بتغيير الدوافع/ الأهداف المعلنة حسب مقتضيات تحولات الحرب، وتقرع طبول الخوف والرعب، وتمارس بعناد وقسوة إرهاب الرأي العام الذي يعاني أصلاً من الإحساس بالخوف في بيئة مرعبة خلقتها هذه الإدارة.
بعد أسابيع فقط من دخول المدرعات الأمريكية شوارع بغداد "المحررة" اتجهت الحرب بعيداً عن مسارها المرسوم.. وفي كل مرة تحولت فيها رياح الحرب لغير صالحها كانت الإدارة الأمريكية تغير من دوافع وأهداف الحرب، كمثل من يغير ملابسه. بدأت دوافع/ أهداف الحرب بالقضاء على أسلحة الدمار الشامل في العراق، وعندما اكتشفت هذه الكذبة، اتجهت نحو ذريعة "الديمقراطية". ومع تصاعد ظروف العنف والتمزيق الطائفي وحمامات الدم، نفخت الإدارة عندئذ وعلى نحو أقوى في بوق الديمقراطية لتشمل كامل "الشرق الأوسط،" وكأنما تنطلق هذه الممارسات من مشروع تدميري كامل.
توجيه اللوم، تبديل ساحات القتال، واستخدام لغة العنف.. تخدم فقط استراتيجية التحدي المدعمة بقوة من قبل إدارة بوش لتبرير سجلها المرعب.. استراتيجية ملفقة وفاسدة تتصف بخيبة الأمل، الكذب والخداع، ليس في الخارج فحسب، بل وأيضاً في الداخل. (الاستجابة الفيدرالية الضعيفة على نحو كارثي للأزمة الإنسانية التي حصلت بفعل إعصار كاترينا شكلت مؤشراً واضحاً كم أن الإدارة الأمريكية لا تقيم وزناً لحياة جانب من الأمريكيين.. وبعد سنة فإن الكارثة المؤلمة التي لحقت بـ نيو اوليانز لا زالت ظروف السكن فيها أسوأ منها في بغداد.)
لو حصلت مثل هذه الأزمة- التي ورَّطت الإدارة الشعب فيها ووضعته في هذا الموقف- في إحدى الدول الديمقراطية الأوربية، لكانت النتيجة سقوط الوزارة ومجيء حكومة جديدة منذ سنوات. وأيضاً ربما وقف صانعوا القرار والرسميون الكبار أمام المساءلة. أنه لمسألة مزعجة بشدة أن أكثر عناصر المحاسبة التي تحتويها الديمقراطية الأمريكية تجاه الشعب، قد سُلبتْ، وحُرِّفت وسائل الإعلام عن دورها التاريخي لتصبح مجرد أداة دعاية propaganda حكومية بدلاً من أن تقوم بدورها لتجسد عيون وآذان الناس.
علينا ملاحظة أنه منذ البداية تم تحجيم الرأي العام بطريقة قُدمت للناس وكأنها حصلت مصادفة. لكن على العكس فأن اللهجة الموجهة لعامة الناس ممزوجاً بمنطق وأهداف واضحة تُقيم الدليل على أنها كانت مخططة مرسومة وكان غرضها إيصال رسالة للشعب بأنه يعيش في ساحة حرب، كما توضحها النقاط التالية:
أولاً هناك استراتيجية واضحة أن إدارة بوش ليست فريقاً لإدارة أزمة، بل تُجسد مسؤولية رئاسية تقاتل في حرب وحشية من أجل الدفاع عن القيم في سياق الدور الأمريكي القائد للعالم الحر.
ثانياً أن تهديدات الإرهاب ما زالت فعالة جداً، وإذا ما تركت أمريكا العراق فإن الإرهابيين سيواصلون التقدم لغاية وصولهم وتنفيذ هجماتهم في شوارع المدن الأمريكية.
ثالثاً رغم أن الإدارة مصممة على ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا، فهذا يتطلب تحمل كلفة عالية لتخليص العالم من "قوى الظلام" وإحلال السلام والاستقرار..
وأخيراً فإن الهدف المرتبط بكل ذلك هو أن الحرب على القاعدة وضد الإرهاب متماثلة في عواقبها، وتعتبر أكثر حرب دموية حصلت منذ الحرب العالمية الثانية!
عندما ذكر الرئيس لأول مرة "الإسلام الفاشيست" بعد إعلان المملكة المتحدة إحباط محاولة إرهابية لتفجير عدة طائرات في 10 آب/ أغسطس، توقع البعض أن هذا الحدث سيكون مدخلاً رسمياً للاصطفاف مع حملة الرئيس.. (أي أنها اعتبرت دعاية سياسية ملفقة).. وحسب بوش، أصبحت قائمة الإرهابيين تشمل "الأجيال التالية لكل من: الفاشست، النازيين، (وطبعاً الإسلام الفاشست)، ولغاية الشيوعيين والأنظمة الشمولية للقرن العشرين."
من المؤكد أن هذا الأسلوب المعاكس للحقيقة، يبعث القشعريرة في نفوس الأمريكيين ويدفعهم الاقتراب أكثر من رئيسهم القاسي والخالي من المشاعر الإنسانية. ومثل هذا الهدف المبالغ فيه المتمثل بـ: محاربة تهديدات الإرهابيين من الإسلام الفاشست، النازي، الشيوعي... ستوفر للإدارة سلطة أكبر للهجوم على إيران، وأيضاً سوريا، بل وربما فنزويلا.
الوصف المتواصل للرئيس الإيراني بأنه هتلر جديد- كذلك المساهمة الإسرائيلية- يمكن أن يجعل من الحرب على إيران مبرراً بدرجة أكبر لدى هذه الإدارة. (أصرّت إسرائيل على أن حزمة الحوافز التي قُدمت لإيران مقابل تخليها عن برنامجها النووي كانت بالضبط مساوية لتهدئة هتلر عندما هاجم جيرانه وهدد بحرب عالمية.)
ومع أن النبرات الخطابية قد تساعد على نمو محدود للأهداف السياسية في الأمد القصير، لكن من الصعب معالجة الحصيلة المرعبة التي اقترفتها هذه الإدارة والممتدة من ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية لغاية إيقاع أمريكا في أكبر شرك عسكري كارثي حصل حتى الآن.
على أي حال، تصرّ إدارة بوش خلق حرب عالمية ثالثة. وإذا لم يحدث الآن تغيير جذري فمن المؤكد أن تكون النتيجة المزيد من الانحدار في مكانة ومنزلة أمريكا في العالم.
ممممممممممممممممممـ
* Ramzy Baroud, Bush PR campain: Back to Basics, Aljazeera.com- 15 September, 2006.


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل دبَّرت الولايات المتحدة الهجوم على سفارتها في دمشق؟ *
- سراب الإدعاء بالنصر *
- هل ستقود سياسة الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في المنطقة ؟ *
- فشل- الحرب على الإرهاب *
- بوش يستحق: نزع سلطته 1
- هل كانت أحداث 11 سبتمبر تدبيراً أمريكياً؟ *
- غياب الأصالة والواقعية لسياسة بوش -الشرق أوسطية-- الكارثية 1
- الولايات المتحدة غاصت في المستنقع العراقي *
- خطابات بوش، شيني، رامسفيلد: قَرعٌ جديدٌ للحرب 1
- التحول الديمقراطي في العراق: المواريث التاريخية والأسس الثقا ...
- يوم قُتِلَتْ -الحرية- في الولايات المتحدة الأمريكية *
- دود يُراقب عن بعد تغطية الأحداث العراقية *
- الحقيقة وحدها تُمكِّن الولايات المتحدة الخروج من العراق 1
- قراءة لما بعد حرب لبنان *
- *( العراقيون يهجرون/ يتبادلون بيوتهم هرباً من العنف (الطائفي
- إسرائيل تتهيأ لهجوم -منفرد- على إيران *
- ضابط أمريكي يعترف بسرقة أموال مخصصة لإعادة الاعمار في العراق ...
- بوش في حديثه الأخير عن العراق: الأمور يمكن أن تسير نحو الأسو ...
- الجيش الأمريكي يُعاني من إنهاك فوق العادة في العراق وأفغانست ...
- عراق الفوضى الدموية


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - حملة الرئيس بوش: العودة إلى الأسس *