أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - آرام كربيت - الدولة والمجتمع وفق منظورأخر















المزيد.....


الدولة والمجتمع وفق منظورأخر


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الوجود السياسي للدولة ليس نتاجاً مستجداً أو نتاج مرحلة زمنية قصيرة.. إنه يمتد إلى عشرات الالاف من
السنين.. نتاج قائم على الصراع ما بينها وبين المجتمع.. نتاج أجتماعي تنتظم في سياقه ترتبية الصراع القائم على امتلاك السيطرة عليها.
إن التلازم ما بين السياسي ووجود الدولة التأريخي شرط لأستمرارها وبقاءها.
صراع طويل وشاق عملت الدولة من خلاله على اخضاع المجتمع لصيرورة استمرارها وبقاءها كممثل للفئة التي تستطيع ان تملك زمام الامور بها.
شرط أكتمال الدولة ونجاحها كان مرهوناً بقدرتها على ضبط ايقاع المجتمع.. تهميشه.. إبعاده عن السياسة.. أقصاء دوره..
لمحة سريعة
منذ نشوء الدولة الوطنية الحديثة.. الدولة القوية.. الراعية لمصالح الفئات الاجتماعية الناشئة...
التجاروالمغامرين الجدد الذين جابوا أفاق العالم.. بحثاً عن المال والثروة بكل الوسائل.. مروراً بالمراحل التي سبقتها.. منذ المرحلة المركنتيلية في نهاية القرن الخامس عشر.. وأمتداده إلى نهاية القرن الثامن عشر.. ونتيجة للتطورات الهائلة التي شهدتها الطفرة او القفزة في أوروبا على كل المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والفلسفة وعلم الاجتماع.. الاكتشافات الكبيرة.. اكتشافها للقارة الامريكية الذي زاد من تدفق الاموال الصلبة إليها كالذهب والفضة والمواد المعدنية الثمينة الاخرى.. اكتشاف رأس الرجاء الصالح.. تغير حركة الملاحة العالمية الذي غير مراكزالقوى العالمية.. من خلال تغيرممرات التجارة العالمية.. الذي قوى مركز أوروبا وقزم الطرق الرئيسية القديمة للتجارة كطريق الحريرالذي كان يمرمن الشرق الاوسط وباب المندب والمناطق العليا من تركيا وغيرها.. وعلى أثر سقوط العاصمة القديمة للدولة الرومانية القديمة.. وعاصمتها القسطنطينية.. الذي اتفق الجميع على أن هروبهم إلى أوربا الغربية ساهم في التطورالكبيرفي القارة العجوزفي كل مرافق الحياة سواء على صعيد الفلسفة والفكروالاقتصاد والعلوم الانسانية اوغيرها أوفي مجال الاكتشافات العلمية الهائلة.. وبروز فلسفة الانوار والقطع مع الفكر الديني واستبداله بفكرقائم على البحث.
تدفق الثروات.. الاموال الكثيرة.. القادمة من مختلف الجهات إلى أوربا.. من التجارة، من المغامرين.. من قطاع الطرق.. القراصنة.. أدخلوها.. استثماروها في مشاريع صناعية.. مشاريع تعتمد على الألة البخارية.
الصناعة الناشئة.. بدأت تنمو وتتطور. أدى هذا الامرإلى نشوء فئات اجتماعية مالكة لرؤوس الاموال السائلة والصلبة التي وظفت في مشاريع صناعية التي بدأت تنمو وتكبر باطراد.. هذه الفئات الجديدة، صار لها مصلحة حقيقية.. مصلحة سياسية في تغييرالشكل السياسي للدولة.. كان لديها القدرة على نقل الواقع الاجتماعي السياسي من تشكيلة اجتماعية اقتصادية إلى تشكيلة اجتماعية اقتصادية أخرى.. قفزة.. من نمط إنتاج.. إلى نمط إنتاجي أخرمختلف تماماً.. نمط إنتاج دخل مختلف مناحي الحياة.. السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
كانت الفئات الاجتماعية الجديدة لديها القدرة على نقل الواقع الجديد إلى حيز الفعل.. تشريعات جديدة.. قوانين ناظمة للملكية.. القضاء الكلي على النظام الاجتماعي الاقتصادي القديم.. الجامد والبطيء، واستبدله بتشكيلة اجتماعية اقتصادية جديدة.. سريعة الاستجابة يعمل على تسريع حركة السوق ورأس المال.. القائم على الربح السريع..
في هذه المرحلة.. نشات فكرة الليبرالية" دعوه يمشي .. دعوه يمر".
القوانين والانظمة والتشريعات جاءت لتواكب تطور الفئات الجديدة.. تشريعات مالية وسياسية وتجارية وتحولت الدولة بشكل مرن كخادمة لها.. لديها القدرة على الاستجابة السريعة والمرنة لهذه الفئة الناشئة.. سنت قوانين تحمي ملكيتهم وتكرس كل المؤسسات لخدمتهم.
كانت الدولة أداة في يد الفئات المسيطرة عليها في هذه المرحلة.
في الدولة الوطنية..
الدولة المرنة.. الدولة المستجيبة لشروط رأس المال الصناعي والتجاري والمالي.. نشوء المصارف.. بدايات التحالف بين رأس المال الصناعي والتجاري والمالي.
استرخت الدولة في قبضة هذه الفئات القوية الناشئة التي راحت تشق طريقها بقوة إلى الامام.
عملت على تشجيع الصناعة القائمة على التصدير.. الحماية الجمركية.. حماية الحدود والحواجزالعالية تشجيع الصناعة القائمة على التصدير وحماية هذه الصناعة الوطنية في كل بلد أوربي على حده..
سنت قوانين الاجوروساعات العمل وفرضت الضرائب المرنة من أجل أن يتحرك رأس المال بحرية ودون معيق لآليته.
لقد أمنت الدولة كل الظروف السياسية والاقتصادية والقانونية من أجل السيطرة على التراكم داخل حدود الدولة.. من أجل توسيع الصناعة والتجارة القائمة على التصديروسن القوانين التي تنظم العلاقة السياسية بينها وبين هؤلاء الفئات من أجل أن تنمو وتكبر.
كان العالم الاوربي يمر بمرحلة جديدة.. تعمل الدولة من خلال شعاراتها عن الوطن.. الامة لمزاولة المطابقة مابين حدودها السياسية والاثنية.. كانت الغاية منها هو السيطرة على التراكم وحماية الفئات الصناعية والتجارية الناشئة.. رافقها مشروع ثقافي قائم على تأكيد التفرد والخصوصة وتنظيم وسائل السيطرة والعنف ضمن اطر قانونية وسياسية في داخل الحدود.
كان مسارهذه البلدان يسير في هذه الفترة على ثلاث مسارات.. متوازية.. وطويلة.. وذلك منذ قيام الثورة الفرنسية عام 1789وحتى الأن..
1ــ كل دولة أوربية كانت تعمل داخل مجتمعها.. لأحتواءه والسيطرة عليه وتحييده لتتفرغ لما بعد الوطني.. لقد عمت أوربا القرن الثامن عشرحركات سياسية قوية تسعى جاهدة على تحسين شروطها المطلبية.. كزيادة الاجوروتخفيض ساعات العمل والضمان الصحي والتعليم. كلنا يعرف عن الحركات السياسية الصاعدة في امهات الدول الناهضة في اروبا كبريطانيا وفرنسا والمانيا في الفترة الممتدة منذ عام 1830- إلى عام 1848 وكومونة باريس 1871 ووصلت الامور إلى طرح استبدال الشكل السياسي للدولة ونقلها من البرجوازية إلى العمال.
2ــ صراع الدول الأوربية مع بعضها البعض.. من أجل السيطرة وإخضاع الدول الأوربية الأخرى.. من أجل توسيع السوق الوطنية.. السيطرة السياسية على الجوارلمصلحة القوى الناشئة الجديدة.. كانت الحروب الاوربية مستمرة.. لم تتوقف منذ اندلاع الثورة الفرنسية التي مزقت وحدة اوربا.. الحروب الامبرطورية.. الروسية العثمانية.. الالمان والفرنسيين...
3ــ صراع الدول الأوربية مع شعوب البلدان الغير الأوربية.. للسيطرة على الاسواق والحصول على المواد الاولية الرخيصة.. احتلال بريطانيا للهند.. مصروقسم من حنوب شرق أسيا.. وأفريقيا وأجزاء من الجزيرة العربية.. واحتلت فرنسا.. الجزائر وتونس.. وأجزاء من افريقيا.
في مؤتمر فيينا 1814 اتفقت الدول الاوربية على أرساء قواعد العلاقات الاوربية في إطار توازن القوى وللتخلص من الدمار الذي خلفته الحروب النابليونية التي مزقت أوربا ولتتخلص من الحروب البينية. كما عقد مؤتمر باريس عام 1862ومؤتمر برلين عام 1868وعام 1878 الذي أرسى القواعد الاساسية للمصالح الاوربيين على المستوى الاوربي والعالمي..
اتفقوا على تقاسم العالم الثالث فيما بينهم.
في هذه المرحلة ظهرت البدايات الاولى..
للتقسيم الدولي للعمل.. على الصعيد العالمي.. تحول العالم إلى مجال حيوي لمصالح الدول المسيطرة وفئاتها الاجتماعية الشرسة.. التي اعتبرت الطبيعة والبشر.. كل البشر.. أدوات لها.
لم تمنع الحروب البينية الاوربية.. من النشاط التجاري.. العلاقات التجارية.. التبادل السلعي من أجل التكامل فيما بينهم..
المنافسة..
كانت المنافسة السمة الفعلية لهذه المرحلة.. أدى إلى نشوء مراكز مالية وصيرفية وتجارية للتكامل فيما بينها.. التي مهدت للثورة الصناعية الأولى التي رافقها تطور في الصناعة والاختراعات ودفع أغلبية أصحاب رؤوس الاموال في المزيد من استثمارفي الصناعة.
نشوء الدولة السياسية الحديثة.. شجع رأس المال.. النشاط الاقتصادي والتجاري والمالي.. دفع الشرائح الاجتماعية الناشئة إلى المزيد من اقتحام السوق.. سواء الداخلي أو الخارجي.. وحماها.
كانت آلية الدولة مرنة جداً مع كل تطور يطرأ على رأس المال ويتحرك مع تطور أدائها الاقتصادي والسياسي.
لقد حاربت هذه الدولة الخصوم السياسيين لهذه الفئة.. كالعمال وحركاتهم السياسية بل استطاعت ان تكون مرنة معهم أيضا بعد سلسلة طويلة من الصراعات.. اكتشفت أن أقصى ما يطلبه العمال.. هو زيادة الاجور والطبابة.. الضمان الصحي وتخفيض ساعات العمل.. هي قضايا مطلبية لا تمس جذر الصراع للدولة الناشئة ولا يهدد وجودها السياسي والاجتماعي ووجودها الموضوعي.
كما دخلت الدولة الوطنية.. السياسية الحديثة في حروب مع الاخرين لحماية هذه الفئات او الشرائح الناشئة ومحاولة حماية الحدود وسن القوانين الجمركية والتمركزالاقتصادي على الذات إلى أن وصلت إلى الثورة التكنولوجية.. فيها..
تجذر التقسيم الدولي للعمل بعد استعمارالبلدان الاخرى خارج القارة الاوربية وتحويلها إلى هامش في كل المجالات..
تطورالدولة كان استجابة للتطورالاقتصادي الهائل في البلدان الاوربية والولايات المتحدة الامريكية منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشرإلى بدايات القرن العشرين.. وتصاعد من مرحلة إلى أخرى.. من المنافسة البسيطة إلى الاحتكار.. من المزاحمة الحرة المباشرة.. من الانتاج البضائعي البسيط.. إلى المنشئة الضخمة.. تمركز الانتاج.. الراسمال المندمج.. وتحول هذه الدول في علاقتها مع العالم الثالث من سياسية استعمارية إلى.. سياسة احتكارية.. أي من أستعمار بلد ما إلى احتكاره..
1ــ تمركز الانتاج والرأسمال تمركزاً.. بلغ في تطوره حداً من العلوأدى إلى نشوء الاحتكارات التي تلعب الدورالفاصل في الحياة الاقتصادية
2ــ إندماج الرأسمال البنكي والرأسمال الصناعي ونشوء الطغمة المالية على اساس الرأسمال المالي.
3ــ تصديرالرأسمال، خلافاً لتصدير البضائع يكتسب اهمية في منتهى الخطورة.
4ــ تشكيل اتحادات رأسماللين احتكارية عالمية تقتسم العالم.
5ــ انتهى تقاسم الارض اقليميا فيما بين كبريات الدول الرأسمالية.."لينين.. الامبريالية أعلى مراحل الرأسمال"
هذا الأمرأدى إلى..
انتقلت الدولة في أوربا والولايات المتحدة الامريكية واقتصادها من المنشئة البسيطة والمنافسة البسيطة والقتال على الاسواق فيما بينهم إلى الاندماج ومن الصراع إلى التحالف يقول كاوتسكي:
من وجهة النظر الاقتصادية الصرف.. ليس من المستحيل أن تجتازالرأسمالية مرحلة جديدة أخرى تشمل فيها سياسة الكارتيلات السياسة الخارجية، مرحلة اتحاد الدول الامبريالية العليا، أي مرحلة ما فوق الامبريالية، مرحلة اتحاد الدول الامبريالية في العالم بأسره، لا الصراع فيما بينها، مرحلة أنهاء الحروب في ظل الراسمالية، مرحلة استثمارمشترك للعالم من قبل الرأسمال المالي المتحد على النطاق العالمي.
لقد كتب هذا المؤلف الماركسي اطروحته عن الامبريالية قبل بدأ الحرب العالمية الاولى..
بالرغم من قيام حربين عالميتين طاحنتين حصدت أرواح عشرات الملايين من البشر في القارة الاوربية عادت هذه الدول للتحالف كما نظر لها المفكر الماركسي الكبير كاوتسكي وفيها وصلت هذه الدولة إلى نتائج كبيرة..
العرض..
انتصرت الدولة في البلدان المركزية.. أوروبا والولايات المتحدة.. عبرمستويين..
أولاــ على المستوى الأول..
في الداخل..
هزم المجتمع في هذه البلدان سياسياً..
عبر السياسات الكنزية وعلى أثر الازمة الاقتصادية ومن أجل تنشيط الاقتصاد وامتصاص التناقضات الاجتماعية الداخلية ولتتفرغ لمشاريعها الاستراتيجية للسيطرة على العالم عملت.
1ــ على تأمين كل الوسائل اللازمة له.. ضمان صحي وطبابة وتخفيض ساعات العمل وزيادة الاجور.. الضمان الاجتماعي.. مؤسسات الدولة الضخمة.. تنظيمها العالي.. تماسكها والتنسيق بينها كبل الانسان في هذه البلدان بالقوانين والانظمة وحولته إلى مستلب خاضع للقانون والمؤسسة وأقصى ما يطلبه هو الحصول على العمل.
2ــ عملت الدولة في هذه البلدان على إخراج المجتمع من المعادلة السياسية الداخلية عبرإشراكه في الناتج الاجمالي المحلي القائم على نهب البلدان الاخرى عبر آليات متعددة.. سياسية او عسكرية أو عبر قوانين السوق الناظمة لعملية النهب المنظم على المستوى الدولي
3ــ عبر الشبكة المنظومية المتكاملة التي تستند عليه هذه الدول والتي تربط فيها هذه الدول مجتمعاتها.. عبر قنونة حياته ووجوده وربطه بطريقة لا انفكاك فيها.. بهذا تكون هذه الدولة قد مست وجوده مساً كبيراً.. حولته إلى فرد مستلب قانوني مرتبط بها عبر شبكة قوية من القوانين المكبلة لحياته عبر مؤسساتها العملاقة.. ملتفة حوله من كل الجوانب. تحول فيها المجتمع إلى مؤسسة من مؤسسات الدولة داخل في إطار لعبتها.. مرتبط بها بألية قانونية وسياسية متكاملة. بهذا تكون الدولة في هذه البلدان قد هضمت مجتمعاتها وحولتها إلى مسخ مستهلك.
4ــ بأستهلاك الدولة لمجتمعات البلدان المركزية عبر السياسة الكنزية تكون قد تفرغت لمهامها الحقيقية في تجذير التقسيم الدولي للعمل.. والعمل دون كلل على إخضاع الشعوب الأخرى عبر آليات سياسية واقتصادية مختلفة تماماً.
5ــ الانتخابات في هذه البلدان جاءت لتسريع آلية الدولة للأستجابة للشروط السياسية التي يطرحها البعد الدولي.. " أغلبية البرامج السياسية في هذه البلدان مطلبية بحتة.. لا تمس المستوى السياسي.."
6ــ بهزيمة المجتمعات الأوربية ومجتمع الولايات المتحدة الامريكية سياسياً على يد دولهم.. وتحول المجتمع إلى مؤسسة من مؤسسات هذه الدول داخل في إطار لعبتها.. تكون هذه الدول قد نقلت تناقضها السياسي الرئيسي من المحلي إلى الدولي على المستوى السياسي.
7ــ تمأسس الانسان في هذه البلدان جذرياً.. وتفرغ من كل محتوى روحي.
بعد تحول المجتمع في البلدان المركزية إلى مؤسسة من مؤسسات الدولة تكون الدولة في هذه البلدان قد نقلت مهامها وشبكة تفرعاتها إلى مكان أخر.. مكان غير متموضع داخل حدودها الجغرافية المتعارف عليها.. يساعدها على ذلك شبكة التطورات الهائلة في كل المجالات.. فيها تستطيع أن تدير اللعبة الدولية.. اللعبة السياسية من وراء الحدود وتمارس فيها تناقض الدولة والمجتمع على المستوى السياسي والاقتصادي والايديولوجي على الصعيد الدولي.
8ــ حدود الدولة لم تعد تعن شيئا جوهريا في ادارة اللعبة السياسية.. لأنها أنتقلت بأنتقال الاقتصاد والسياسة من المحلي الى الدولي.
9ــ الصراع ما بين الدولة والمجتمع انتقل من المستوى المحلي.. من الداخل إلى الدولي.
10ــ عطالة المجتمع الاوربي والامريكي وسلبيته.. يعطي لهذه الدول.. الهيمنة على الادراة السياسية والاقتصادية على المستوى الدولي.. الاقتصاد خاضع لالية السياسة على المستوى الدولي للبلدان المركزية.. التحالف الاستراتيجي بين البلدان المركزية على الصعيد السياسي والتكنولوجي والاقتصادي.. مهد الطريق إلى أن ينتقل التنقض السياسي من المحلي للدولي..
تناقض الدولة مع المجتمع..
دولة في المراكز دون مجتمع.. ومجتمع في الجنوب دون دولة..
بهذا تحول العالم إلى بنية سياسية جديدة تجاوز الحدود والحواجز المتعارف عليها وفيها انتقل الصراع إلى المستوى الدولي.. ضبابي الشكل واللون والطعم والرائحة.. غير محدد بسمة من السمات. بهذا تحول العالم إلى وحدة متكاملة.
ثانياً ــ على المستوى الثاني.
لقد طحن الأوربيون بعضهم في الحرب العالمية الاولى والثانية من أجل أحتكار العالم والسيطرة عليه.. الحروب البينية الأوربية خلفت ملايين القتلى وعشرات الملايين من الجرحى وخراب العمران وخلف الكثير من التشوهات مما جعلهم يضطرون لشراء غذائهم وسلاحهم ولباسهم ومعدات وجودهم من الولايات المتحدة واليابان مما دفع الامرإلى بروز قوى دولية جديدة على الساحة الدولية تسعى إلى نزع الهيمنة من الاوربيون..
كانت الولايات المتحدة تتقدم بثقة ووضوح من أجل تكريس نفسها بعد الحرب العالمية الاولى لتحتل مكانها كقوة جديدة وبديلة عن العالم القديم بزعامة الأوربيون.
لقد خرج علينا الرئيس الامريكي وودورد ويلسون بمبادئه الاربعة عشرة حول العالم منها.. حق تقرير المصير للشعوب.. كان الغرض منها هو تقسيم الامبراطوريات الكبرى في العالم وتفتيتها من أجل أحتواءها .. كان الهدف الاول منها هو تقسيم العالم على أسس جديدة يمهد الطريق لتربعها على كرسي الهيمنة الدولية ودخولها نادي الاقوياء في العالم وأخذ مساحة واسعة من التقسيم الدولي للعالم.
بدأت الخطوات الأولى لأنزياح الهيمنة الدولية من العالم القديم نحو العالم الجديد.. من أوروبا نحو الولايات المتحدة.
في هذه المرحلة ولدت عصبة الامم.. شرعية دولية مفصلة على مقاس الدول المنتصرة.. مكرسة بشكل شرعي وواضح للعيان التقسيم الدولي للعالم.. أغنياء وفقراء.. شمال وجنوب.. دول كبيرة وصغيرة. من هنا بدات البديات الاولى لعالم جديد تقوده دولة من خارج أوربا.
من بوابة حق تقرير المصيردخلت امريكا العالم.. من هذه البوابة سعت إلى تفتيت الأمبرطوريات الأوربية الكبيرة.. كالامبرطورية النمساوية المجرية.. الامبرطورية الالمانية.. الامبرطورية العثمانية.. والروسية.
ومع ولادة الكنزية تكون الولايات المتحدة تحركت مع أوروبا إلى الامام من البوابة الداخلية والتفرغ لأدارة شؤون الدولية.. وتمهيد الطريق للتحالف الاستراتيجي بين الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية لتداخل مصالحهم ببعضها عبر تداخل الاقتصاد ببعضه.. التحام الشركات العابرة للقارت ببعضها ومحاولتها للسيطرة على السوق العالمية مما حولت الدول في هذه البلدان إلى أقطاب رئيسية على الساحة الدولية وقلل من توسعها داخل بعضها وقربها ايديولوجيا.. ادى تحالفها إلى إنشاء قوة عسكرية مشتركة.. انتقال صراعها من الصراع البيني إلى الصراع على اقتسام العالم.
لقد حصن الغرب تفسه ذاتياً عبر تداخل اقتصاده ببعضه.. وحاجاته السياسية إلى بعضه من أجل السيطرة.
شرط أكتمال الدولة ونجاحها في البلدان المركزية أن تبقى قوية..
أن يهزم المجتمع في الجنوب.. أن يكريس شكل بديل عن الدولة.. العمل بكل الوسائل لخراب السياسة في هذه البلدان.. يستدبعها خراب على كل الصعد.. القيم والاخلاق.. سلطة قائم على السيطرة المباشرة.. الأخضاع المباشرللشعوب.. عبر القمع المباشروالسافر.. لايوجد فيه أي مراعاة للانسان ككأن له الحق في الحياة.. والعمل على المزيد من التفتيت في البنى الأجتماعية والسياسية والأقتصادية.. توسيع النزاعات بينها والافقار والتهميش..
انتقال الاقتصاد من الصعيد المحلي إلى ما بعد وطني.. يدفع جميع بلاد العالم إلى معاناة تتجلى بالفوضى في مجالات الحياة.. من السياسة إلى الايديولوجية إلى كل مناحي الحياة.
إن بلدان الجنوب ومنها منطقتنا العربية الغير محصنة ذاتياً أمام التحولات الهائلة في العالم يجعلها عرضة للفوضى والضياع..
حق الشعوب في تقرير المصيرالذي طرحته الولايات المتحدة الامريكية في بدايات القرن العشرين مشروع أيديولوجي ما زال ساري المفعول.. ولكن فاعليته انتقلت من الشمال إلى الجنوب.. حق مشروع في العرف الامريكي يستتبع طريقه في شكل أكثر قبولا.. شكل ينسجم مع صيرورة التغيرات التي طرأت على العالم.. محاربة الارهاب.. الديمقراطية.. حقوق الانسان.. هي سياسة استكمالية مؤدلجة.. مشروع أمريكي مستمر إلى النهاية.. السياسة والحلم القديم الجديد.. لاستكمال تفتيت بلدان العالم.. البداية في العراق.. دول المنطقة العربية.. إيران والباكستان وبعدها الهند والصين وروسيا مروراً ببقية دول العالم من أجل سهولة السيطرة وإعادة المجتمعات البشرية إلى المكونات الاولى.. إلى العشيرة والقبيلة. ولن تخلوا دولة واحدة من التقسيم بما فيها تركيا عند انزياح العلمانية منها.
وجهة نظري تقول.. ليس أمام شعوب العالم الثالث ومنها منطقتنا من خيار لتجاوز المأزق التأريخي العميق التي وضعت فيها.. إلا بتجاوز الحداثة والانتقال إلى عالم أرحب.. هذه يستتبع العودة للفكر.. تجذير الفكر الانساني في الحرية والحلم.. وتخليص الانسان الاوربي والامريكي من المأزق التأريخي الذي حشر فيه.. حلم يبتعد كثيراً عن قانون السوق ومستلزماته التي حولت الانسان إلى سلعة وهاضم سلعي.. حلم يتجاوز المنطق الارسطي إلى المنطق الذي يعبرعن الوجودي الانساني الرحب.
آرام كربيت ــ السويد



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد المعركة الطويلة على لبنان
- الثائر.. الملك السويدي كوستاف الأول
- النظام الدولي وآلياته
- غرفة التحقيق
- النظام العربي
- ظلال الوقت
- من الذاكرة.. إلى الذاكرة
- السجن..مرة أخرى
- الليل في سجن تدمر
- بعض الذكريات من منزل الموتى


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - آرام كربيت - الدولة والمجتمع وفق منظورأخر