أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - والله ..وكبرت ياسطى..!!














المزيد.....

والله ..وكبرت ياسطى..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


بجلابيته الشتوية المخططة وجسده النحيل وشعره الاكرت ‏الأشيب ووجهه الأسمر كطمي النيل ..أطل علينا قمر العامية ‏‏"ابو زينب" الولد الشقي أحمد فؤاد نجم وقد فعل الزمن في ‏ملامحه ما فعل ولكن كان لسانه كما عهدناه كالمبرد لا يتلعثم ‏أمام قامة أو سؤال وكانت عينيه الفلاحتين أشبه بمخبرين ‏يقظين في ميدان سيدنا الحسين وكانت ذاكرته المكتظة في ‏قمة اتقادها وأشعاره الخشنة رغم مرور القطارات لم تفقد شيئا ‏من شوكها وروعتها ..!!‏

لو تصادف ورأيته في ميدان العتبة لا تلفتك مصريته وعاديته ‏وسيجارته التي لا تنطفئ ولو جالسته على مقهى نكرة لن ‏تخرج سالما من عفويته وسلاطة نكته وسترجع صبيا حديث ‏العهد .. مؤدبا ومبهورا بأداء الأسطى الكبير الذي لم تستطع ‏صافيناز كاظم برقتها وسحرها وارستقراطيتها تهذيبه وتشذيبه.‏

أحمد فؤاد نجم يحضر من جميع الجهات..ويحاصرنا ببساطته التي ‏رضعها من أمه الفيروزية العاقلة التي تعلمت "الطاولة " و"الكون ‏كان" من أجل أن تحتفظ بزوجها "أبو عين زايغة" والتي باعت ‏أسنانها الذهب..!!‏
لكي تعيل سبعة عشر طفلا هم تركة الدون جوان الذي رحل دون ‏سابق إنذار..!!‏

أحمد فؤاد نجم..أستاذنا ومعلمنا وأسطى الربع كله سيطر على ‏أشعارنا العامية طوال ربع قرن وختمها ببصمة إصبعه الكبير ولم ‏يخرج من حروفنا أبدا رغم محاولاتنا المتكررة لغسل تلك الحروف ‏بالحناء وماء الورد وكم طلبنا الطلاق البائن لكي نكون نحن ولكن ‏دون جدوى.‏

أحمد فؤاد نجم وهو يلقي أشعاره يبدو ساحرا متمكنا أو عرافا ‏مجربا أو محصل ضرائب لا تفوته فائتة..!!‏
يدخل قلبك سلسا ودون استئذان ويستبيح انتباهك بشراسة ‏ويفتح شهيتك كما لو كنت أمام طبق فول بالزيت الحار مع قرنين ‏شطة وفحل بصل وعصافير بطنك تزقزق منذ يومين..!!‏
يضحكك من نفسك ومما حولك ويبكيك بحرقة دون إن تذرف ‏دمعة واحدة..!!‏
هو باختصار يفتح عينيك على اتساعهما ليريك ملهاة وماساه ‏الخازوق الذي تجلس عليه.‏

لم نعتب على "أبو زينب إلا مرة واحدة عندما افترق عن الشيخ ‏أمام وارتضى قطيعة كان يمكن تجاوزها بين أسطورتين
فأشعار الأسطى الخشنة كالتين الشوكي ازدادت تألقا وسطوعا ‏على أرضية صوت الشيخ القديم ونغمات تئن من عود تاريخ مصر ‏وهذا التلاقي الفطري نحت مساحات عشق في عقول وقلوب ‏طلاب الجامعات وعمال المصانع وخريجي منتجعات أبي زعبل ‏والحضرة والواحات و... و.... وكأن هذا سلاح الغلابا الذرى الوحيد ‏الذي يقض مضاجع رجال الحكومات والمخابرات العامة و الأمن ‏المركزي ‏

سالوه عن الحكام فاختصر ببلاغته اجابة قالها لأحدهم وهو يعرض ‏عليه خدماته "أكبر خدمة تقدمها لي تبعد عني "..!!‏
وسألوه عن دينه فقال بما معناه وبنفس البلاغة " أنا ديني ‏الإسلامي على قدي صغير وبسيط ومفيهوش عقد ولا تزمت "‏

المفاجأة السارة جدا التي قدمها نجم للمتلقين هي هذه الزيبن ‏التي تحفظ وتغني بصوت عذب اشعار ابيها ولكوني فلسطينيا ‏فقد غسلت بدموعي المنهمرة عفوا نغمات ‏
‏"يا فلسطينية والبندقاني رماكو.. ‏
للصهيونية تقتل حمامكم في حِماكم
يا فلسطينية وأنا بدي أسافر حَداكم
ناري في إيديا وإيديا تنزل معاكم" ‏

لقد مرت ساعة الإبحار معك أيها العجوز الشقي في أقل من ‏تدخين لفة سيجارة وأدرك الجميع انه اذا كان بيرم التونسي نبي ‏العامية فا نت بلا ريب فارسها المشاغب ..!!‏

يا..أستاذنا ..‏
لم ينج أحد من أولئك الكبار من نشابتك التي لا تخيب حتى ‏‏"الست " دفعت ثمن عضة كلبها لأحد المارة فذهبت العضة ‏وصاحبها وبقيت القصيدة
هيَّص يا كلب الست هيَّص لك مقامك في البوليس
بكرة تتولِّف وزارة للكلاب يأخذوك رئيس..!!‏

لقد أحببناك.. بقدر ما أحببت مصر ..وبقدر ما أحببت فلسطين
نقترب من فرشتك وجلابيتك وسجائرك و ننغمس في صوتك ‏الأجش ونهمس لك بما يأمر به سلطان القلب ولن ننتظر كعادة ‏المؤبنين ساعة رحيل الجسد ومن ثم نتصيد كلمات الوداع.‏
فقط..‏
نرجوك إن لا تغادرنا بصمت كما فعل الكثيرون ممن نحب ولتكن ‏القصيدة كما عهدناها فيك..‏
‏ أول الكلام.. ‏
وآخر الكلام..‏
‏ وليست "ورق" كما فضحت الكتبة والعرضحالجية والمرتزقين‏
وهذا أخر ماكتبت للعالمين مسك الختام ‏
‏ ‏
ورق.. ورق.. ورق.. ورق.. ورق..‏
ورق أفكار وورق ثوار ورق ثورات
ورق شعار ورق شعارات ورق
كل اللي حوالينا..ورق
هجموا التتار كلاب ورق قتلوا الرسوم على الورق
وقالوا حملك مستحيل حتى ولو كان على الورق
وكمِّموني بالورق وكتفوني بالورق
وكفِّنوني بالورق ورق ورق ورق
آه يا وطن على الورق..!!‏



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤمر..!!
- مرونجية..!!
- نعم..أنا بأكره امريكا
- هل هي استراحة المحارب..؟!!
- يا كتاب المارينز اتحدوا..!!
- لست بحاجة الى الرد..!!
- بنحبك يالبنان
- نحو شرخ أوسخ جديد..!!
- قانا..فتاوى..براءة
- يوميات على جدار يوليو..!!
- من الآخر..!!
- جبرتي 2006
- أخضر..أبيض..أسود..أحمر..
- يحيا العراق..!!
- أيها اللحام ..شكرا
- عاجل :لا تقتلوا جلعاد..!!
- المحيط قي خطف شاليط
- مهاتفة..لن تصل إلى بدوي أحمر..!!
- برقيات ..فضفضة..!!
- صوما-طين


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - والله ..وكبرت ياسطى..!!