أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز














المزيد.....

رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 01:08
المحور: الادب والفن
    


فيروز يا فيروز , يا قمراً من النيروز , يا صوتاً تجلله سماوات البوح , كنت أعلم أنك مزمار الآلهة الذي يزنر حنايا الوجود , ولكنني لم أكن أعلم أنك قيثارة الحزن الأبدي اللذي خصه الرب للبشر, كم نمى العشب على رندحات الصوت وهو يداعب أنامل الصباح , أيها المد المتجذر مع وديان الأبدية , خجلت الأطيار والعصافير , لحظة بسمل الصباح الندي بصوتك , بل أيضاً وقف العشب دهشاً , وراحت الفراشات تتراقص سكرى على تكسرات الصوت الحنون , عَبّت الأزاهير ألوانها من تلون صوتك الأزرق , الأخضر , البرتقالي , الأحمر القاني , طيف ألوانك غنت على مواويله أشجار البرتقال والليمون والتفاح نشوة الإستيقاظ , والليل كم غنى بحضنك وهو يتذكر رائحة الأهل وملاعب الصبا , شدت الأطيار مع فالق الصبح تَنَفُّسَ الفرح , وراح الغيم يواصل رقصته مع المدى , وغزالات المروج كنّ أكثر إنتشاءاً وعنفواناً وهن يستمعن إلى القادم المحبوب , يُرتِّل أناشيد الوجود على قيثارة الطرب الفيروزي 0
كم رشّت على حنجرتك روائح الياسمين شمامها , وكم تمسّكت بألوان صوتك ترانيم المحبة ؟
يا فيروز يا جلنار الأودية الذاهبة عميقاً إلى لا نهايات الوجود , أيتها المتناثرة على حواف الصمت , يا من لا تشبهك إلا أزاهير الكون في الأماكن البعيدة , أيتها العذراء التي ُتسبّح باسمها أرباب الجمال , وتنهدت كمنجات العشق غيرة منها , يا صوتاً يأتي مع البحار البعيدة محملاً على رموش النسائم, يا مليكة الحوريات وسيدة الجن, رشئ الحكايا الحلوة , يا سيدة الأعراف المملؤة بالغزل والمحبة , يا من تدثر لبنان بغيوم الرحمة , والعالم يشدوه الفرح الروحي , يا جدائل رحمة تتهادى من الكواكب البعيدة , ليس طرباً ذاك الذي تدفئين به القلوب الظَمْأَ إلى الحنين , يا ملكة السحر وأيقونة العشاق الوحيدة 0
كم بحثت عنك في غابات الحزن , فلم أجدك , إذ كنت تتصيدين النجوم , وَتتَسَـليْن مع الأنهار البكر , فيروز يا قلباًً يتسع لأعظم كنيسة في العالم , يا من على ضفاف قلبها كل معابد التاريخ , يا قدوسة الرحمة , على خفيك يسير الجلال ببطء , ليقبض على موجات صوتك الدافئ , بحثت عنك في عيون الأطفال , وآلام الموجوعين , وأنين العجائز اللواتي يهربن من أصوات المدافع , وهن يختبئن في حنايا صوتك , متدثرات بالخلوة السحرية , بحثت عنك آن أشعل الطغاة الحروب , لإحراق الأرز , فكنت المطر الذي ملئ القلوب سَكِنْة , أنت تويجات الأزهار التي تفتحت في كل صباح , لم أرك إلا ملمومة وحزينة في زوايا الرحمة , وقلبك الطري يحتمي بأزهار الليلك , وجنائن الورد , هرباً من رائحة البارود , ألم تخجلهم تموجات صوتك اللذي عزفته كمنجات الخلود , بأنامل ملائكة الرحمة والسلام , وأنت لا تسمعين إلا سيمفونية الحلم 0 الطيور لا تهاجر مما يلوثون إلا احتماء بأعشاش سَكِنتك التي حمتها السماء , هكذا ترفرف أصوات المحبة التي تعشقها النوارس , لم ندر أنك مسكونة بالمحبة حد امتلاء الكون , يا من لا حدود لمحبتها , أعذرينا نحن عشاقك المجانين , لم نعلم أن خفيك من النسيم , وصوتك من براءة ودموع , أعذرينا فيروز لم نقدِّر جلالك , ولم نستمع إلى أناتك التي أوجعت ذرى الجبال , وخشع لها بمودة العاشقين , نحن بنو الإنسان لم نعتد التعامل مع لغة الفراشات , ونَسائم الأودية , أعذرينا فيروز نحن البشر لم نعتد أن تعيش بيننا الملائكة , ولم نعرف بعد أنك سيدة الصفاء وخالقة النشوة ,الممزوجة,بفرح الحنين إلى الدفء , أعذرينا على جهلنا , يا قدوسة الطهارة الأبدية , يا من ترعى غزلان السماء وتحنو على أيائل الكون , نستميحك عذراً وندماً فيروز , لم نعطف على قلبك الطيب , الذي غلفته الآلهة بصناديق الرحمة , وحمته بقلوب العشاق ,إننا نعلم أن زعلك طوّل , ولكننا نحن البشر لم نستطع أن نشعل بعد شمعة المحبة 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والأديان عبر التاريخ
- أجنحة وفاء المتكسرة
- الحادي عشر من ايلول إنه ليوم عظيم
- كتب الغربة أقاصيصاً , ويكتب الآن قصة الوطن
- إذا كانت الأديان لله لماذا لا يوحدونها على الأرض ؟
- قدمان مائيتان
- نجيب محفوظ والفراعنة
- مأساة امرأة
- طير أوجعه ليل ُ الصيادين
- الحوار المتمدن وأصحابه الأخيار
- القصة الرقية
- كاسترو وأخوه 0 خالد بكداش وزوجته وبنوه
- فاتحة العذاب
- الفرات غريباً لا يثق بأهله
- أين أنتِ الآن يا بيروت ؟
- الحرب في بيروت , والقتل في بغداد 0
- المختاران من الله
- يبتعدون عن الدين , ويحقدون على العلمانية0
- أطفال بيروت يلعبون بالطائرات
- هل الدين عنصرياً , أم العنصرية ديناً ؟


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز