أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم السعيدي - حكومة لاتدري .. ولا تدري أنها لاتدري














المزيد.....

حكومة لاتدري .. ولا تدري أنها لاتدري


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأل أحد العراقيين من مزدوجي الجنسية عراقياً عركته أيام الحصار وخبز الحصة التموينية الأسود ( من فضلك قل لي قيمر عرب شيصير من إبراهيم عرب ؟؟) فوقف الأخير حائراً لايدري بما يجيب وقال أخيراً (تشابه أسماء ليس إلا)!!!.

في تصريح آخر مثير ليس مثيراً للجدل بل "لشق الجيوب ولطم الرؤوس" خرج علينا به السيد الدكتور حسين الشهرستاني وزير نفط الحكومة، يقول الشهرستاني ( إن ضغوطاً هائلة تمارس على الحكومة العراقية لرفع أسعار المشتقات النفطية ، كي تتم الموافقة على إسقاط الديون) .
وليس بمقدور أحد ممن يسكن خارج العراق فهم معاني وتداعيات هذا التصريح ، إذ أن ظاهره جيد ورشيق .. وباطنه إذا كان يعني شيئاً فيعني أن السادة وزراء حكومة ما وراء الكونكريت المسمّاة المنطقة الخضراء غير مطّلعين على أبسط متطلبات هذا الشعب المبتلى وحاجاته الأساسية والملحة التي تصل الى قوت يومه .
الذي لايعلمه السادة الوزراء ومنظِّرو الحكومة من (خريجي الجامعات الكبرى العالمية) أن مفردات تطوير وتحسين الأداء الإقتصادي تأتي بالمرحلة اللاحقة بعد تحسين أداء (ديمومة الحياة ذاتها) .

دعوني أشرح الموضوعة ببساطة متناهية :-
1 – هنالك مشكلتان مشكلة لدى الحكومة تتعلق بتطوير الإقتصاد بأساليب منها إلغاء الدعم وإسقاط الديون والقضاء على الفساد الإداري ، وأثبتت الحكومة أنها ليست بقادرة إلا على الشعب بمصادر عيشه وفشلت فشلاً ذريعاً في محاربة الفساد من خلال تفعيل دور القضاء ودور دائرة الإدعاء العام من خلال هيئة تمييع القضاء وأقصد بها هيئة النزاهة التي لاتحكمها آلية للقضاء على الفساد داخل هيئة النزاهة، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الحكومة تنوي حلّ مشاكلها من خلال زيادة مشاكل الشعب.
2 – الشعب العراقي واقع تحت ضغط معضلات وليس مشكلات،فمنها الملف الأمني المتردي الذي ألقى بظلاله على تحصيل لقمة العيش التي أصبحت نوعاً من أنواع الحرب وخصوصاً بعد الحرب الطائفية الناشبة في العراق ، فأهل بغداد وديالى وقعوا في مشاكل كانوا في غنى عنها ، فمن كان منهم محظوظاً هو الذي محل عمله ومصدر رزقه في منطقة مغايرة لإنتمائه الطائفي بينما يقع منزله في منطة آمنة ، ربما يتعرض للقتل بسبب وجود مصدر قوت عياله القلق إلا أنه مطمئن على عائلته من القتل والتهجير ، وغيره كان قد وقع في المعضلة الأسوأ وهو وجود مصدر رزقه وقوت عياله ومحل سكنه في منطقة مغايرة " بيئة معادية" بحسب المصطلح العسكري ما يعني أن عليه البدء من الصفر في سلّم الحياة المتعِب هذا هذا إذا نجا هو وعياله من القتل، وحتى الذي يسكن بيئة آمنة نسبياً فهو ليس بمتجى من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ولذلك فإن المواطن الذي كان يخرج الى الأسواق بات لايخرج إلا لماماً وبحسب الضرورة فقط ما يعني أن الإنفاق وصل حدوده الدنيا مما سبب ركوداً هائلاً .
أما الحاجات الضرورية فالأسعار تضاعفت الى عشرة أضعاف وربما أكثر في بعض المفردات اليومية وفي المحروقات وصلت الى عشرين بل خمسين ضعفاً فضلاً على زيادة أعباء الحياة بإضافة الفقرات الجديدة على كاهل المواطن كالمولدات المنزلية ومصاريفها والإشتراك الشهري في مولدات الكهربائية في الأحياء السكنية وأتاوات الحراسة غير القانونية ، كل ذلك شلّ الحياة ومصادر العيش بل بات الكفاف نفسه شحيحاً .
الأعجب أن المواطن لمّا يستفق بعد من هول زيادات اسعار المشتقات النفطية المطَّرد بمناسبة ومن غير مناسبة ، فكما يتذكر ( أولو الألباب) إن اسعار المحروقات زادت من 3-5 أضعاف بمجرد أن وضع الناخب صوته (وتقشمر) في صندوق الناخبين ، ثم في غفلة من الزمن وفي خضم أزمة المشتقات الأخيرة التي تطيح بأعتى حكومات العالم (لو كان لديها بقية من كرامة وشعور بالمسؤولية) زاد السيد الوزير سعر البنزين رسمياً وعرفياً سعر لتر البنزين من 250 الى 350 دينار .. ولم يكد يمضي شهر واحد على (حلّ) الأزمة حتى بادرنا الرفيق الشهرستاني بهذا التصريح الذي يعدُّ بمثابة حجارة أخرى على رأس المواطن البسيط من غير ذوي الحظوة والجنسية المزدوجة (والدخل المحدود) بينما مازال سلم رواتب الموظفين لايكفيهم ثلاثة أيام بينهما ليلتين .
وفي المقابل هنالك (ذوو العلاقات) الذين لايعرفون طريقة لصرف آلاف الدولارات التي يحصلون عليها من العقود الحقيقية والزائفة على حد سواء .. لايعرفون طريقة لصرفها في بلد موجوع مفجوع كالعراق فباتوا يصرفونها في دول الجوار وكلُّ حسب قدرته المادية فمنهم من يزور سورية بين الحين والآخر لتبديد الشد العصبي والنفسي الناتج من تواجده داخل العراق وآخر لديه مكنة أعلى فيذهب الى الأردن وثالث لايكتفي بهذين البلدين بل يروِّح عن نفسه في شرم الشيخ في مصر .. وأما أصحاب الجنسيات المزدوجة (من ذوي الدخل المحدود!!!!!!) فإصطيافهم وإشتاؤهم في مواطنهم الأخرى كأوروبا وأمريكا ..
يتضح من (الإغفاء الحكومي) عن رؤية كل هذه التعقيدات أنهم على صلة وثيقة بالصنف الثاني من العراقيين وليس الأول .. ونحن نعلم (العراقيين) أن مستشاري الحكومة جميعاً هم من (ذوي الدخل المحدود) ممن ينظِّر وهو مرتاح لاهم لديه ولا معاناة اللهم إلا ما يراه على شاشات الفضائيات مما يكدّر السفر والترويح أو يحرج بعضهم من خلال اللقاءات الصحفية .
المشكلة الأعظم هي أن الحكومة تنوي حلّ مشاكلها من خلال إلقائها على كاهل المواطن .. ولو تمكنت الحكومة من حلحلة معضلة الفساد الإداري وسرقة المال العام لقلنا أنها جادّة في تنقية الأجواء .. أما أن السيد وزير النفط يقلق بشأن (المخططات البيانية) لتصدير النفط وإحصاءات الدين العام ولا يعبأ بالإحصاءات التي تتحدث عن البطالة وخط الفقر وإحصاءات الإقتتال الطائفي ويغض الطرف عن الحرب الأهلية الدائرة فهذا يؤشر الى خلل كبير في إنتماء هذه الحكومة الى هذا الشعب .. بل قد يؤكد الرأي القائل ( قيمر عرب ابن عم ابراهيم عرب ؟؟؟) وهذا الرأي لم يذهب اليه العراقي الذي (أتخم من الجوع أيام حصار التسعينات) .



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسبحة والسياسي – بحث في الرياء المقارن
- هذيان وطنٍ يُحْتَضَر – يونيفورم
- هذيان وطنٍ يُحْتَضَر – مآذن
- هذيان وطنٍ يُحْتَضَر - نيسانيات
- دفرسوار لبنانية أم عربية هذه المرَّة ؟
- مروحين
- من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنَّة –6
- من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنّة – 5
- من أسكت موفق الربيعي ضمن له الجنّة -4
- من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنّة – 3
- من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنّة -2
- أسكت موفق الربيعي ضمنتُ له الجنَّة - 1
- الخطة الأمنية في الميزان
- عقدة الإستشهاد .. زكام الأمَّة
- أسامة الجدعان .. شهيد خطيئتين
- زهرة اللوتس
- الملابس الداخلية .. للدولة
- الى فخامة زعيم عصابات منطقة الفضل المحترم .. عتب أخوي
- وقفوهم إنهم .. عراقيون
- ولاية الفقيه .. بين النفط واللفط


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم السعيدي - حكومة لاتدري .. ولا تدري أنها لاتدري