أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جاسم محمد الحافظ - مازالت الثورة-ياسمير- معفرة ازقتها با لتراب














المزيد.....

مازالت الثورة-ياسمير- معفرة ازقتها با لتراب


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قال لي احدهم ساخرا. هل سمعت عن مدينة منذ ظهور المدن ..الرومانية القديمة، حتى وقتنا الحاضر، حظيت بأهتمام كبير من لدن الرؤساء. مثل ماحظيت به مدينة الثورة ببغداد؟.. بيد انها غير آبية من الخروج من الشرنقة الترابية والاوحال التي تحاصرها، رغم مرورها بآغلب أدوار ألاستحالة .. من مدينة الثورة.. الى مدينة الرافدين..الى مدينة صدام ... الى مدينة الصدر ... الى....( والله آعلم).. لكنها ظلت عصية على التطور( فماهي بقرية ،حيث لا أشجار فيها وليس فيها ملامح ما تتصف بها المدن). يلفها الفقر والجوع والخراب والخوف...تبكي كل مقتول من شهداء الطف الى شهداء الجسر وما بينهما من أئمة ماتوا بالسم أو قتلوا مغدورين.
لاماء فيها ولاكهرباء ولاخطوط تلفون ولا...ولا....
أطلقت العنان لذاكرتي بينما زميلي يعدد ويعدد. وتداعت الصور حتى وقعت على شابا يافعا كان متحمسا كغيره من طلاب ثانوية قتيبة(في مدينة الثورة) يجري وراء حافلات مصلحة نقل الركاب المتجهة صوب مركز العاصمة بغداد. محاولا تثبيت ملصق كتب عليه " إنها مدينة الثورة" ردا على أمر كان قد صدر في عهد عبد السلام عارف يقضي بتغيير اسم مدينة الثورة الى مدينة الرافدين إيغالا في الكراهية لمؤسسها الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم ولمنجزات ثورة 14 تموز الوطنية.

ودارت الايام حتى إلتقيته في احدى مدن الشتات البعيدة عن الوطن في آسيا الوسطى.وبعد أن فاجأني بابتسامته المعهودة والعذبة والتى لاتضاهيها الا عذوبة ماء دجلة. وأنا المقلوع توا من جذوري تلفني حيرة وأرتباك الغرباء.
فهون علي ألأمر وطمأن نفسي المضطربة ..وراح يسألني بشغف عن مدينته مدينة الثورة عن احيائها اسواقها..أزقتها ..أوهلها الكرماء الطيبيين، المحروسين بفكر الفقراء. حتى ضاقت الاسئلة الى الحد الذي دارت حول سوق معين وزاوية فيه بذاتها، وخرابة تطل عليهما. فأكدت له معرفتي بكل هذه التفاصيل.. طأ طأ رأسه ودمعت عيناه وقال لي: أما رأيت أمي؟ قيل لي إنها تلازم عتبة تلك الدار منذ ان غادرتها وكل ظنها انني لست ببعيد..وسأفاجئها بالظهور يوما. تلك الام كانت فارعة الطول جميلة لكنها لم تفرح وكذا اقرانها من النساء في الزقاق يوما، يصارعن الخوف والفقر معا في مدينة تعج ببحر من الكادحين المقهورين اللذين انتميت الى احلامهم وامالهم بالفطرة دون أن يطرق باب عقلي احدا.
بعد أن أنهى "سمير" دراسته العليا كانت ابواب الوطن موصدة دون اهله الخيريين.. أبناء الفقراء تلتهمهم طواحين الحروب الخائبة للقعقاع إبن يوسف التكريتي.
فراح"سمير" يدور مرتحلا مثلما تدور الكواكب حول شموسها حتى التقطته ذرى جبال كردستان العراق الشماء.ملتحقا بقوات الانصار مقاتلا طيب القلب وديعا، شيوعيا باسلا وعتيدا في مقاتلته للدكتاتورية البعثية، إلى أن وقع أسيرا بين ايدي قوات الاتحاد الوطني الكردستاني...( أيام اعراس الصفقات) والتي تركت بشتآشان ورائها في ربيع 1983 تروي سهوله دماء عشرات الشهداء من الوطنيين الشيوعيين الاباة، اللذين غدروا غيلة وعدوانا.
نهشت أجسامهم الطاهرة ضواري الجبال. رسل كانوا للأخوة والصداقة. جائوا من بغداد والحلة والعمارة والنجف ومن مدن العالم الاخرى. وبعد أن تأكد للمهاجمين الهمجيين المعجونة دمائهم بروح الحقد الشوفيني، إن دم "سمير" الاسير لديهم لم يكن كرديا نقيا كدم أمه بل ان فيه من عروبة ابيه شيئا وكان ذلك سببا كافيا لهم لأطلاق النار عليه امام رفيقات له كن قد وقعن في الاسر معه. تماما كما فعل صدام حسين في ألأنفال وحلبجة، بعد ان كانت نقاوة الدم الكردي في عروق ضحاياه سببا كافيا له لابادتهم بالغازات السامة.
نم قرير العين ياصاحبي الاكرم رغم ان قاتلوك صاروا رؤساء( يتبرعون للأيتام ولأمهاتهم الثكلى... ولايعتذرون على اقل تقدير.)
وإن مدينتك "ياسمير" لازالت معفرة بالتراب..الا ان دمائكم الزكية اضائت للفقراء دروب الحرية المفضية إلى وطن حر سوف يكون لن فيه مكانا للأنتهازيين وتجار الحروب.وطن للعدالة الاجتماعية والتآخي والمساواة..وستظل الثورة
تنشد لفتيتها اللذين نثروا بذور الحب والامل في أزقتها الحزينة، وإن البسوها العمة هذه المرة. ونقول:
هيلة يهلنة واحنة منها وبيها
وبغداد شمعة وماهوه يطفيها
فالى المجد والخلود يافرسان الجبال وياشهداء الوطن الابرار
فالعراق الحلم آت لامحالة

د جاسم محمد الحافظ لندن

"سمير" هو الشهيد سمير مهدي شلال الذي استشهد في بشتاشان في آيار 1983



#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمسك بالنهج الديمقراطي. ..طريقنا الاكيد نحو عراق الحلم
- ألطائفيون العرب..يحرقون بغداد وبيروت لوقف البناء الديموقراطي ...
- أمساجد تفرخ الارهاب..-اكرم عند الله- أم بيوت تأوى اليتامى وا ...
- اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية
- نعم ياسيدي...........نحن في ازمة سياسية خانقة
- قمامة الاحياء الفقيرة، لاتوجد فيها نفائس
- لتتسع بوحدتنا كوى الضوء والهواء
- لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء
- العراق بين مستشار الرئيس ووكيل الولي الفقيـه
- حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جاسم محمد الحافظ - مازالت الثورة-ياسمير- معفرة ازقتها با لتراب