أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - رسالتان الى روح مليكة مستظرف...أميرة جراح الروح والجسد















المزيد.....

رسالتان الى روح مليكة مستظرف...أميرة جراح الروح والجسد


هشام بن الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 06:49
المحور: الادب والفن
    


برشة برشة يا مليكة
(كمال العيادي)
تعوّدت أن أكلمك بالهاتف كلّ نهاية أسبوع…وكنت أجمع لك النكت كمّن يجمع الفاراشات أوالقواقع…كنت أهرب من غربتي وضيق نفسي إليك…ولا أعرف واللّه العظيم بمن أستجيرالآن وماذا أفعل.
كنت تنفجرين ضاحكة قبل أن أكمل لك الحكاية…وتطلبين منّي أن أقول لك بلهجتي التونسيّة ( برشة برشة).
طيّب…ماذا سأفعل الآن ؟
ماذا سأفعل يا مليكة…وهذا الليل حسكة…والسماء رصاص ثقيل.
ماذا سأفعل, وأنا أتلعثم أمام أخبار الموت…فكيف بخبر موتك أنت يا حبيبة …يا غاليّة….طيّب….طيّب يا مليكة…
سنبتلع هذا الخبر بشكل ما…وسأغمض عيني كي أراك عروسا بهيّة…إيييييه واللّه….أجمل وأحلى عروسة أنت يا مليكة…
( واللّه ما كرهتش ك تزوّج ونتصدّر وك ندير عرس نستدعى ديال التعليقات فدروب…بحال نصحّ يا كمال ؟؟ قول معايا إنشااللّه )

مليكة ماتت…
مليكة ماتت يا أصحابي….

لم تتزوّج, ولم تخلّف بنين وبنات…ولم تتصالح مع جراح جسدها المنهوك…ولا مع روحها المثخنة بالندوب..

مليكة ماتت …

جاءني الخبر الأسود من الصديق أحمد الكبيري…كنت ألعب الشطرنج مع إبنتي ياسمين, حين رنّ جرس الهاتف المحمول :

عرفت أنّه أحمد الكبيري, وبالرغم من أنّني أفرح جدّا حين يكلمني فقد أنقبض صدري فجأة…
سألته عن الحال, فأجابني بصوت مذبوح أنّ مليكة ماتت…

- مليكة مستظرف ؟
- ….مليكة مليكة يا كمال…مليكة مستظرف.ماتت في المستشفى.

لا أعرف كيف إستطعت أن أستدرج صوتي وأنا أطلب منه بحقّ الله أن يتأكد ثانيّة…
- بربي بربي تأكد يا أحمد…هناك من يبدو أنه مات ولكنّه لم يمت …
أجابني بالإيجاب…وانقطع الخطّ وخيط الرجاء وسقط الخبر يفرك قطعة الكبد المتورّم …

يا حول اللّه…إبنتي لا تتحمّل البكاء منذ ماتت أمّها قبل خمس سنوات …
تنظر المسكينة صوبي مذعورة…

بابا بابا ….آش بيك بابي ؟؟
تبكي بابا ؟؟؟

ممسكا بالهاتف في يدي…واليسرى أكمم بها فمي أنظر إلى ياسمينتي ولا أعرف ماذا أفعل…

اللّه أكبر…

ضرب الجرس اللّعين…وقرات اسم الكبيري…

طلبت من ياسمين أن تذهب إلى غرفتها…وأخبرتها أنّ عمتو مليكة في المستشفى…وربّما تموت…الغريب أنّ ياسمين تعلّق صورة مليكة مستظرف بغرفتها منذ عدت من المغرب…صورتها معي ومع أحمد الكبيري بمدخل معرض الكتاب بالبيضاء…

- ماتت يا كمال…متأكد

لا أعرف ماذا قلت له…وربّما أخبرته أنّني سأنشر الخبر أو شيء ما من هذا القبيل…

مليكة في ذمّة اللّه….

ماذا أكتب…ياحبيبتي مليكة….

( غير كان ترجع لكازا…غير كا تشوف البحر معايا…أنا عندي حكايات معاه…يا سردوك…غير كا تجي.)

قلبي مرّ …مرّ….علقم….
يا وحدي المرّ …يا وحدي المرّ…

المكالمات تتهاطل مطر …من كلّ أصقاع العالم…من السعوديّة ومن تونس ومن أوروبا ومن أمركيا ومن فلسطين ومن مصر….

عشرات المكالمات…وأنا العاجز عن تدبير كلمتين…

ماذا أقول لهم يا مليكة ؟؟

قلبي ماء…قلبي ماء حارّ يشوي…

أعود لإبنتي وأخبرها وأنا أتمالك نفسي…أنّ عمتو مليكة مسكينة أرتاحت…كانت مريضة برشة…برشة…يا ياسمين…وربّي رتّحها من العذاب….قول عيّش بنتي…إنّ لله وإنّا إليه راجعون
- إنّ لله وإنّا إليه راجعون…بابي نقرأ سورة ياسين…؟
- إقرئي حبوبتي…إقرئي كلّ ما تحفظين…

أهرب إلى غرفتي…

يا وحدّي المرّ….يا وحدي المرّ…

أريد أن أفعل أيّ شيء حتى لا يعصر قلبي أكثر….

لا بدّ أوّلا أن الوّح لمليكة الحبيبة بتلك الكلمة التي تحبّ سماعها

( برشة…برشة…يا مليكة…. وحقّ اللّه أنت رائعة برشة…برشّة…..)

كان اللّه في عوننا جميعا
…يا كيف ترحلين…يا كيف…يا كيف ترفعين عنّا هذا الذي تعوّدنا عليه منك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
….يا حبّة القلب …يا أنت…
يا سيّدتي ويا صاحبتي ويا أختي مليكة مستظرف….كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يــــــــــــــا كيــــــــــف ؟؟؟

فين غادي بيّا آصاحبي…فين غادي بيّا…
أعصب أذنيّ بالسماعة…وأرفع صوت أحبّ أغاني مليكة إلى نفسها
تلك التي أهدتها لي مساء سبت آخر بكازابلانكا

فييييييييييييين غاااااااااادي بيّا آصاحبي…فين غادي بيّا ؟؟؟

ربّي…
حبيبي…
ألست أنت من غفر بالمحبّة جبال الذنوب…
ألست من مسح بألم الدنيا كلّ الذنوب………..
وانت الذي تعرف ما في الصدور يا مولاي…وتعرف كم تعذبت أختي العروس مليكة….
إجعلها حبيبتك يا ربّي… عوّضها عمّا رأته في حياتها القصيرة….وإلهمنا يا ربي بعض الصبر والسلوان…..






******************


عزاؤنا أن الملائكة لا تموت...
..

(هشام بن الشاوي)



كل الشكر لدروب البهاء التي ورطتني في أبهى انكسارات…


لم أحظ

بشرف التعرف عن قرب الى صاحبة “جراح الروح والجسد”…


التي لن

تندمل ..في دواخلنا…


مكالمتان عابرتان..كانت أولاها…


للاعتذار عن شغبي الدروبي …

أذهلتني طيبة قلبها وطفولته…..من أول وهلة….


بينما

أعلن الكثيرون حروبهم على شغبي…بطرق شتى…..

وحده قلبي اليتيم يحتسي فناجين مرارتها وحيدا.. وحيدا….

ياااااااااااااااه .. كل هذا الحزن يسكنني دون أن أدري… ؟؟


من يصافح وجعي الخرافي…دون أن يلعنني في سره.. مع تهم اضافية … لا تنتهي … ؟؟

الحزن/جرحنا الوجودي … لغتنا الوحيدة الموحدة التي لا نجيد سواها في هذا الوجود الذي لايستحق طفولة قلوبنا …

مليكة …رحيلك مفجع بشكل لا يطاق…

مليكة …هل تكفي كل هذه الدموع… لأسامح نفسي…على أني لم اكلمك ..وأرسلت اليك رسالة هاتفية قصيرة….


بدون حتى * مساء الخير مليكة* … ؟؟

.كانت رسالة جماعية الى عدة اصدقاء أدعوهم فيها الى

قراءة قصتي .. "بيت لا نفتح نوافذه"…


هل تعرفين….فداحة…أن نكتشف… أن من كنا نظنهم أصدقاء

لايستحقون حتى ثمن ارسال رسالة قصيرة…. ؟؟

لايساوون درهماااااااااااااااااااا ؟؟ ؟؟ ؟؟

مليكة نامي قريرة العين… يا عرس الملائكة وعروسهم …


عل دموعي تسقي ورود جنانك….يا رب !!

وكم بكيت أمام هذه الشاشة التي لاتفقه شيئا في لغة *أن تكون طفلا* في عالم بلا أحاسيس…يقتل أنبياءه

وأبرياءه… فكتبت شهادة *موت*هم…موتنا …جميعا…. ؟؟

عزاؤنا وعزاؤكم واحد….


مليكة لن تموت …لأن الملائكة لا تموت…واسم فقيدتنا الغالية مشتق من اسم أبهى خلق الرحمان…طوبى لها.




***********


كم هو مؤلم فراق الأحبة… ؟؟



كيف أصدق أن مليكة رحلت.. ؟؟ ألست نذلا مثلهم…ورسالتي القصيرة

الأخيرة… لازالت مسجلة .. ؟؟ كيف أقرأ الرسالة أو رقم هاتفها….دون ان أرتعش…كيف أعود أصابعي ألا تمتد الى رقم هاتفها دون ان…..؟؟

يا ربي…. أيعقل أن ترحل مليكة وتترك هاتفها مشغلا…؟؟

عفوكم ان كنت أهذي…هذيان مفجوع ..مفجوع مفجوع

********

لن نسامح كل الأنذال الذين خذلوك…. يا مليكتنا .

لن نسامح القتلة ....أبدا


فهذا حرام الذي يقع لي، حرام فأنا سوف لن أكلفهم أي شيء، فالكلية سوف لن يكلف ثمنها حتي ثمن سيارة من السيارات التي ابتاعها الوزراء المغاربة مؤخرا، فلماذا أنا منعت من كلية، ربما ستون مليون فهو ليس بمبلغ كبير لانقاد حياتي، حرام عليهم ذلك الذي قاموا به اتجاهي


من حوار مع القاصة والروائية المغربية الراحلة

مليكة مستظرف



#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وشاية بأصدقائي ( مرثية لزمن البهاء)
- بيت لا تفتح نوافذه ...
- الصفعة
- *في بيتنا رجل


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - رسالتان الى روح مليكة مستظرف...أميرة جراح الروح والجسد