أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسقيل قوجمان - التمييز ضد الطائفة اليهودية في العراق















المزيد.....

التمييز ضد الطائفة اليهودية في العراق


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 09:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


راسلتني السيدة وفاء حول مشروعها في اخراج فيلم عن يهود العراق والصابئة والدروز وارسلت لي مقالات باللغة الانجليزية حول الموضوع وطلبت مني التعليق او كتابة بعض الملاحظات حولها فجرت بيني وبينها المراسلات التالية وقد وجدت من المناسب نشرها في الحوار المتمدن وغيره من المواقع العربية.
وفاء العزيزة
جاء في احدى المقالتين اللتين ارسلتيهما لي شيء عن التمييز ضد اليهود العراقيين واود ان ابدي رايي استنادا الى تجربتي كيهودي عراقي في النصف الاول من القرن العشرين.
ان الطائفة اليهودية التي عاشت في العراق آلاف السنين عاشت كجزء من الشعب العراقي لا يميزها عن العراقيين الاخرين سوى الدين. فيهود العراق عراقيون في مشاعرهم وثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم وطعامهم وكل شيء عدا الدين. وكان اليهود يتمتعون بحرية ممارسة طقوسهم الدينية وتعددت الكنس في بغداد والبصرة والموصل وجميع المدن الاخرى في الشمال في المنطقة الكردية وفي الوسط والجنوب في المنطقة العربية. وكانت لليهود مدارسهم الخاصة الابتدائية والثانوية اضافة الى دراسة العديد من اليهود في المدارس الرسمية الحكومية.
ان ما نسميه التمييز او الاضطهاد لا يخص العلاقة بين اليهود وغير اليهود في الحياة الاجتماعية. فلم يكن بين اليهود وغير اليهود اية حزازات اجتماعية او اضطهاد او كراهية. ففي الحقيقة كان اليهود وغير اليهود شعبا واحدا لا يتميز جزؤه اليهودي عن جزئه المسلم او جزئه المسيحي. ان التمييز او الاضطهاد هو من اعلى، من الحكومات فقط. منذ تكوين الدولة العراقية حتى اواسط الثلاثينات من القرن الماضي لم يكن اي تمييز من جانب الحكومات تجاه اليهود. واكبر برهان على ذلك ان اليهود احتلوا الاغلبية من موظفي السكك الحديد ووزارة المالية ودائرة البريد. وكانوا يشكلون الاغلبية بين طلاب الجامعات خصوصا كلتي الطب والصيدلة. كان اخي احد الطلاب الذين نجحوا في بعثة الى مصر لدراسة الطب البيطري فكان ثلاثة من البعثة من اليهود ومسلم واحد ومسيحي واحد وصابئي واحد.
منذ حوالى سنة ۱٩۳٥ بدأنا نشعر ببعض التمييز من قبل الحكومة تجاه اليهود. فقد اصبح قبول اليهود في كلية الطب والصيدلة محدودا اذ لا يقبل اكثر من اربعة طلاب في كل كلية كل سنة وقد لعبت الرشوة دورا في حرمان الطلاب الفقراء والمتفوقين من دخول هاتين الكليتين نظرا لهذا التمييز. وفي وزارة ارشد العمري في تلك الفترة جرى طرد المئات من الموظفين اليهود في مختلف الدوائر الحكومية من الوظيفة بدون سبب وقد شاع انذاك القول "ضربوا بالذيل". واصبح توظيف اليهودي في الدوائر الحكومية صعبا جدا. وطبيعي كانت سياسة الجيش لا تشجع اليهودي لكي يكون ضابطا في الجيش او الشرطة. هذا كل التمييز الذي شعرنا به منذ منتصف الثلاثينات وحتى تسفير اليهود الى اسرائيل.
يلاحظ ان هذا التمييز لم يكن من قبل الشعب العراقي. سكنت من ۱٩۳٥ حتى ۱٩۳٩ في بيت تطل شرفته على جامع الخلاني مركز الشيعة في بغداد. فلم اشعر انني اعيش في محيط ليس محيطي وكانت علاقتنا مع الجيران ومع سكان المحلة علاقة صداقة ومحبة. وكنا في ايام عاشوراء نجلس في شرفتنا لنراقب جميع التمثيليات التي تجري في تلك الفترة. وسكنت من ۱٩٤۰ الى ۱٩٤٤ في بيت لا يبعد عن الاول سوى خمسين مترا على شارع باب الشيخ تطل شرفته على الشارع وبابه في بداية المحلة التي تسمى الصدرية او العوينة وهي منطقة شيعية بحتة. وكانت علاقاتنا هنا ايضا مع الجيران والمحلة علاقات اخوية لا يشعر الانسان فيها باي فرق بين انسان واخر بسبب اختلافهما في الدين. وفي الفرهود انتقلنا لدى شعورنا بالاوضاع غير الطبيعية الى بيتنا القديم في المحلات اليهودية وقد حاول بعض الرعاع نهب بيتنا في باب الشيخ الخالي من السكان ولكن الجوار منعوهم ولم يسمحوا لاي انسان ان يدخل بيتنا لنهبه.
فالتمييز في الواقع تمييز من الاعلى، من الحكومات، وله اغراض سياسية لا علاقة لها بالدين. فجميع الحكومات استخدمت اضطهاد الاقليات لصرف اذهان شعوبها عن الظلم الذي تمارسه ضدها.
اود ان اشير الى تجربة شخصية اخرى حدثت لي تظهر العلاقة الحقيقية بين افراد الشعب العراقي. درست في الثانوية المركزية الحكومية، وهي المدرسة الثانوية الحكومية الوحيدة في بغداد في السنتين ۱٩۳٨/ ۱٩۳٩ وهما السنتان اللتان سادت فيهما الدعاية النازية في العراق والتي انتمى اثناءها اغلب الطلاب غير اليهود واغلب المدرسين الى نادي غروبا على اسم السفير الالماني الذي كان يدفع لكل طالب ينتمي الى النادي ربع دينار شهريا حين كانت وجبة الطعام في المطاعم ۱۲فلسا. ولكن العلاقات بين الطلاب اليهود وغير اليهود كانت علاقات اخوية لا اثر للتمييز فيها رغم ان ادارة المدرسة كانت تضطهد اليهود وتطرد اليهودي طردا نهائيا من المدرسة لاتفه الاسباب.
بعد المجزرة التي جرت في آب ۱٩٥۳ في سجن الكوت جاء وفد طبي الى الكوت لاعداد تقرير عن المجزرة وكنا نحن المصابين في مستشفى الكوت حيث عولجت جراحنا من قبل الاطباء مع ابداء عواطفهم الجياشة نحونا واستنكارهم للمجزرة الفظيعة. كان رئيس الوفد الطبي احد زملائي في الثانوية المركزية فلما اقترب مني وانا جالس على الارض مكبل بالحديد ومشوه الوجه بالجروح عرفني فما كان منه الا اخذ بيدي وصافحني وبقي يتكلم معي اكثر من عشر دقائق امام انشداه مدير السجن وغيره من موظفي السجون الكثيرين الذي كانوا هناك. هكذا كانت العلاقة بيننا نحن الطلاب بصرف النظر عن اختلافنا في الدين.
اليهود في العراق كانوا عراقيين شأنهم شأن كل عراقي اخر ولم يجر الاضطهاد والتمييز الا من الجانب الحكومي.
ساكتب لك في المستقبل عن الفرهود الذي ذكر في احدى المقالتين.
عاطر تحياتي
حسقيل


عزيزتي وفاء
جاء في تعليقك على رسالتي حول اضطهاد يهود العراق عدة اعتراضات اود ان اوضحها فيما يلي:
الاعتراض الاول هو قولي ان يهود العراق هم عراقيون في كل مشاعرهم وصفاتهم فيما عدا الدين. وقد عبرت عن الدين في اعتراضك على انه اليهودية “Judaism” وانا لم اتحدث عن ذلك وانما بينت ان اليهودي العراقي هو كالمسلم العراقي وكالمسيحي العراقي سوى انه يهودي وليس مسلما ولا مسيحيا.
واعتراضك الثاني هو اننا لسنا نناقش عراقية اليهود وانما عربيتهم.
ان القول بان يهود العراق هم عرب خطأ وغير صحيح. ان اليهودي العراقي هو عراقي قبل كل شيء. واليهودي الذي عاش في القسم العربي من العراق هو عراقي عربي ولكن اليهودي الذي عاش في القسم الكردي من العراق هو عراقي كردي وليس عربيا لذلك لا يمكن القول بان يهود العراق كانوا عربا الا اذا ميزنا بين اليهودي العراقي العربي وبين اليهودي العراقي الكردي او ربما حتى التركماني.
واعتراضك الثالث كان حول كون بداية التمييز ضد اليهود كان في الثلاثينات. وانك لا تنكرين وجود بعض الاشخاص الفاسدين في الشعب او الحكومة ولكنك تريدين التركيز على ما حدث في الابعينات.
ان القضية لم تكن وجود بعض الاشخاص الفاسدين في الشعب والحكومة وانما كان التمييز ضد اليهود مقصودا من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة وهذا كان تعبيرا عن محاولة الحكومات توجيه غضب الشعب عن استغلالها وموالاتها لبريطانيا. وسياسة توجيه عضب الشعوب على حكوماتها نحو اضطهاد الاقليات معروف في جميع البلدان الاقطاعية والراسمالية. اما ما حدث في الابعينات فهو موضوع اخر وعدتك ان اكتب عنه حول موضوع الفرهود.
تسألين لماذا بدأ التمييز ضد اليهود في اواسط الثلاثينات. ان عدم التمييز ضد اليهود في بداية الحكم العراقي كان ضروريا لان البريطانيين ومن بعدهم الحكومة الموالية للبريطانيين كانوا في البداية بحاجة الى المثقفين الذين يجيدون الانجليزية اذ كانت الادارة البريطانية تدير الامور بهذه اللغة ولم يكن في الشعب العراقي من يجيدون اللغة الانجليزية غير اليهود الذين كانت مدارسهم تدرس الانجليزية منذ الدراسة الابتدائية وذلك حتى تحت الحكم العثماني. ولكن التمييز ضد اليهود واقليات اخرى بدأ في الثلاثينات لان الشعب العراقي بدأ يشدد النضال ضد الانتماء البريطاني لحكوماته وضد المعاهدة البريطانية العراقية وضد السيطرة البريطانية على سياسة الحكومات. ولم يكن لذلك دور للملك غازي في هذا الاتجاه لان الحكام الحقيقيين في العراق كانوا السياسيين الاخرين مثل نوري السعيد وامثاله. ان الملك كان منصبا صوريا بالدرجة الرئيسية. ان التمييز ضد الاقليات وبضمنهم اليهود كان واضحا في الحرب ضد الاشوريين واليزيديين ايضا في الثلاثينات.

كان الفرهود منظما ومقصودا

في السنوات ۱٩۳٨ و ۱٩۳٩ انتشرت في العراق الدعاية النازية وكان المصدر الرئيسي لهذه الدعاية نادي غروبا على اسم السفير الالماني في بغداد. كان هذا النادي يضم اغلب الطلاب العراقيين والاساتذة وبعض الموظفين ويدفع لكل طالب ينضم اليه ربع دينار شهريا ويدفع للمدرسين حسب درجات رواتبهم الحكومية. وقد تعاظم هذا الاتجاه حين سافر وفد رياضي عراقي الى اوليمبياد برلين في صيف سنة ۱٩۳٨ بقيادة رياضي كبير هو اكرم فهمي وعضوية عدد كبير من مدرسي الكليات والمدارس الثانوية. وقد ساعد على ترسيخ هذا التثقيف تطبيق نظام الفتوة في المدارس الثانوية حيث كان يجري تدريب الطلاب تدريبا عسكريا واجبارهم على ارتداء ملابس شبه عسكرية. اجرى هذا النظام مدير التربية والتعليم انذاك سامي شوكت المعروف بميوله النازية ومعاونه فاضل الجمالي. وكان شعار سامي شوكت هو "اخشوشنوا فان الترف يزيل النعم".
استمر هذا التثقيف النازي حتى انقلاب رشيد عالي الكيلاني سنة ۱٩٤۱ . كانت حكومة الكيلاني ميالة الى التعاون مع المانيا ضد بريطانيا ونشبت الحرب بين الجيش العراقي والجيش البريطاني طيلة فترة حكم الكيلاني. جرت خلال هذه الفترة بعض الاعتقالات والمضايقات ضد اليهود لاسباب تافهة. وكانت هناك تهديدات بمصير مظلم لليهود لدى مجيء هتلر الى العراق. وانتصر الجيش البريطاني على الجيش العراقي في نهاية ايار ودخل الجيش البريطاني بغداد في الاول من حزيران.
كان الاول والثاني من حزيران عيدا دينيا لليهود كنا نسميه عيد الزيارة لان الكثير من اليهود كانوا يزورون الكفل والعزير في هذا العيد ولكن المناسبة الدينية هي عيد نزول التوراة. ولكن اليهود في تلك السنة لم يقوموا بالزيارة كعادتهم نظرا لوجود الوضع الذي كان يهدد اليهود بظروف قاسية لو جاء النازيون الى العراق وقد كانوا على حدود مصر.
في اليوم الاول من حزيران لبس الكثير من اليهود افخر ملابسهم كعادتهم في الاعياد وخرج الكثير منهم لاستقبال الجيش البريطاني الذي كان في الصالحية. ولم يعد الكثير من هؤلاء لانهم قتلوا. وبدأ الفرهود في مساء هذا اليوم. ولا اظن ان التثقيف النازي كان العامل الاساسي للفرهود. فقد اقتصرت الدعاية النازية على المثقفين من الطلاب والمدرسين بالدرجة الرئيسية وليس هؤلاء في مستوى يجعلهم رعاعا يقومون بمهاجمة البيوت والحوانيت وقتل سكانها او اغتصاب نسائها او نهب اثاثها. ان الذين هاجموا البيوت في الفرهود ليسوا المثقفين الذين تلقوا التثقيف النازي في نادي غروبا وانما كانوا بالدرجة الرئيسية رعاعا دخلوا بغداد من خارجها او من ضواحيها.
اقول كان الفرهود منظما ومقصودا. اولا كان الفرهود مقصودا لان الجيش البريطاني امتنع عن عبور الجسر من الكرخ الى الرصافة وهو كان في الصالحية اي كان بمقدور الجيش ان يعبر الجسر ويحتل الرصافة ويرعى النظام فيها ولم يكن في الرصافة من يقاومه لان حكومة الكيلاني انتهت وهرب قادتها الى المانيا. ولكن الجيش البريطاني فضل البقاء في الصالحية في الكرخ وابقى الرصافة من بغداد بدون حكومة مما جعل بامكان هؤلاء الرعاع ان يقوموا بما قاموا به في الفرهود. ان امتناع الجيش البريطاني عن عبور الجسر لمدة ٤٨ ساعة كان مقصودا وكان الغرض منه احلال الفرهود والدخول بعده كمنقذ. ان نهاية الفرهود كانت على ايدي الجيش العراقي الذي نقل من كركوك واحتل شوارع بغداد وقتل كل متحرك فيها. فالفرهود كان مخططا ومقصودا من قبل القوات البريطانية. واكبر دليل على ذلك ما جرى في البصرة. فقد اراد الجيش البريطاني ان يحقق نسخة ثانية من الفرهود في البصرة ولكن سكان البصرة لم يلبوا رغبة الجيش البريطاني فنزلت قوات من الجيش الى اسواق البصرة وفتحت ابواب الحوانيت بطلقات نارية ودعت الناس الى نهبها.
واقول ان الفرهود كان منظما. جرى الفرهود في سوق الشورجة الذي كانت اغلب حوانيته لليهود وفي المحلات الفقيرة من التجمعات اليهودية في بغداد. اما المحلات اليهودية التي تضم اغنياء اليهود فلم يمس بها اي انسان لان الشرطة حافظت على هذه المناطق والاحياء ولم تسمح لاي انسان ان يتقرب منها.
اما موقف سكان بغداد الحقيقيين فكان معاديا للفرهود وقد قامت الكثير من البيوت المسلمة بالدفاع عن جيرانهم اليهود وحتى ضحى بعضهم بحياته في هذا السبيل. وكان موقفهم مشرفا بعد الفرهود اذ فتحوا بيوتهم لايواء اليهود الذين نهبت اموالهم وقدموا لهم كل المساعدة من اموال وغذاء وملجأ.
كان الفرهود من اهداف الجيش البريطاني ومن تنظيمه.
لم يدم الفرهود سوى يومين. وعادت الحياة في العراق وبغداد خصوصا الى ما كانت عليه قبل الفرهود. ولم يتغير سلوك الحكومة تجاه اليهود في هذه الفترة عما كان عليه قبل انقلاب الكيلاني. اي ان التمييز اقتصر على مضايقة اليهود في دخول الجامعات والوظائف الحكومية.
ان التغيير حصل بين الشبية اليهودية بصورة خاصة. فقد كان الفرهود حافزا للشبيبة للبحث عن وسيلة تنقذهم من تكرار مثل هذا الوضع. وقد كانت نتيجة ذلك ميل الشباب عموما الى الحركات السياسية. ونشأت في تلك الفترة بصورة رئيسية حركتان سياسيتان اجتذبتا اغلب الشباب اليهودي هما الحركة الصهيونية السرية والحركة الشيوعية السرية. واذكر ان الشبيبة اليهودية انجرفت كلها تقريبا لاحدى هاتين الحركتين. ولكن اغلبية الشبيبة فضلت الحركة الشيوعية على الحركة الصهيونية لانهم رأوا في الحركة الشيوعية خلاصا للشعب العراقي كله وبضمنهم اليهود العراقيون.
في الفترة بين ۱٩٤۱ و ۱٩٤٨ تاريخ قيام الدولة الاسرائيلية تطور الاضطهاد الحكومي الى اضطهاد هاتين الحركتين السياسيتين السريتين وخصوصا منهما الحركة الشيوعية. وشمل هذا الاضطهاد للحركة الشيوعية ليس اليهود فقط بل كافة الشبيبة العراقية التي انتمت الى هذه الحركة. فسنت القوانين الجنائية ضد الشيوعيين والصهاينة وارسل الكثير من الشبيبة العراقية الى السجون. وقد توسعت هذه الحركة بعد نشوء اسرائيل بحيث ادت الى اعدام يهودي من اغنى اغنياء اليهود اسمه عدس بحجة علاقته مع اسرائيل واعدام قادة الحزب الشيوعي. ولم يكن ثمة فرق بين الاحكام ضد اليهود او المسلمين او النصارى سوى ان الحاكم كان اقسى على اليهود وغير المسلمين منه على المسلمين. ففي مجموعتنا امام الحاكم العسكري السيء الصيت النعساني كنا حوالى عشرين حكم على يهودي واحد بالاعدام وحكم على خمسة منا بالاشغال الشاقة المؤبدة كان منهم اربعة يهود وارمني واحد وكانت الاحكام الصادرة على المسلمين من جماعتنا اقل من ذلك.
ارجو ان يكون في هذا الشرح لظروف ما بعد ۱٩٤۱ بعض الفائدة في اتمام مشروعك عن يهود العراق.
مع تحياتي
حسقيل


عزيزي حسقيل :

شكرا جزيلا على هذا الرد التفصيلي الممتع والمزعج في آن واحد .

لأول مرة أقرأ عن الفرهود بكونه تنظيم بريطاني مقصود , فلقد أنيطت اليه تحليلات بأنه تنظيم نازي مباشر أو عراقي مائل الى النازية بقيادة رشيد علي الكيلاني أو تعصب متعمد ضد اليهود أو الثلاثة معا. وعند التطرق الى البريطانيين المعروف أنهم تدخلوا لتوقيفه. لكون البريطانيين أدهى في الخداع وتنظيم العصابات والحروب من الألمان , فأنا أجد فيما كتبته من تحليل أكثر منطقيا .

أنا أعلم بما حدث من تحيز وإن لم يكن جدي قبل 1947 ضد اليهود في الأربعينيات ومن قِبل مَن ولماذا ولكن ليس فيما يخص ما كتبت أنت عنه في ردك السابق بكونه ابتدأ في 1935

شكرا لك مرة ثانية
وفاء



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخ العزيز ابو نبراس العراقي
- ماذا وراء تعزيز اليونيفيل
- مبروك اولمرت – نجحت بامتياز
- من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي
- هل اسرائيل تحارب الفلسطينيين وتدمر لبنان ام الولايات المتحدة ...
- التعايش السلمي بين الشعوب
- مصالحة مع صيادي الخنازير البرية
- الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين
- قوانين المجتمع الطبيعية وكيفية نشوئها
- الفرق بين الانتقاد والكتابة عن سير الحياة
- كلمة شكر للاخ الدكتور فالح الجبار
- الحركات العمالية والاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
- حميد عثمان ودوره في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- جواب على رسالة انتقادية
- التناقض والانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج
- الشعار الاستراتيجي للمرحلة ومقاومة الاحتلال
- رسالة ثانية الى الاخ احمد الناصري
- التغيرات التي طرأت على الطبقة العاملة وتأثيرها السياسي
- رسالة الى الاخ احمد الناصري
- اليسار العالمي واليسار العراقي - النكسة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسقيل قوجمان - التمييز ضد الطائفة اليهودية في العراق