أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الزهرة العيفاري - حول الدعوة الى خصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب















المزيد.....



حول الدعوة الى خصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:11
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


موضوع الخصخصة والإرهاب أمـــر ذو شجون ً. ويتهيأ لنا ان الحديث حول " الدعوة لخصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب " ضمن البحث الموسوم : " المسافة بين الازدهار والدمار " يتطلب رسم ما يشبه المنظر العام ( بانوراما ) للعلاقة بين الدعوة للخصخصة والارهاب الجاري في العراق مع القاء بعض الضوء على جوانب من الحالة السياسية المحيطة بالموضوع . وستظهر مع مرور الزمن الزمن أسئلة كثيرة وكثيرة جدا ً بخصوص ارتباطهما . وكل الأسئلة تلك تتطلب أجوبة صـــريحة وكاملة !
الأمر وما فيه ،إن المجريات السياسية تدل دلالات واضحة على وجـــود مخطط عالمي بعيد المدى يتمحور ــ حسب وجهة نظرنا ــ على الاستحواذ على كافة الموارد الطبيعية في العالم في صالح الشركات العملاقة متعددة الجنسية ( ت . ن . ك ) و ( ت . ن . ب ) . وان الاسلوب المفضل لتحقيق هذا الهدف ليس العنف والاجراءات القسرية وانما الخصخصة . اي انتقال ملكية الدولة الى الاشخاص والشركات عن طريق المساهمة و البيع بالمزاد !!! .
وكما شرحنا في مقال سابق ان الا هداف النهائية لهذا المخطط هي قبل كل شيء غلق القنوات المالية التي ترفد بغزارة خزينة الدولة المنتجة للنفط بالاموال وبالتالي جعل الدولة دائما ً تشعر بالضائقة المالية وعدم تمكنها من اداء التزاماتها كدولة امام الشعب ثـــم العجز في اداء الالتزاما ت الخارجية مما يجعلها مطواعة لارادة رأس المال الأجنبي واسرع قبولا للشروط السياسية للدول الاخرى .
و مثلما رأينا من حالات مشابهة في روسيا وغيرها ان انتقال الملكيات الحكومية الى القطاع الخاص بواسطة الخصخصة جري ضمن حق حرية التبادل التجاري . ولكن هذه الحرية اردنا ام لم نرد فتحت الباب على مصراعيه لدخول الشركات الاجنبية الى البلاد عن طريق تكرار شراء المؤسسات او الاسهم المخصخصة ( وبالطرق القانونية ) من القطاع الخاص المحلي . والذي حصل بالنهاية ، ان الممتلكات التي كانت للدولة من الناحية القانونية انتقلت " سلميا ً " او تلقائيا ًالى الشركات الاجنبية .
هذه المادة -- جزء من مقال سابق وقد جرى تنقيحه واضافة افكار جديدة عليه .

وبكلمة اخرى ان هذه الملكية الهائلة اصبحت اجنبية بالنسبة لأبن البلد !!!! بدون اي عنف او مواجهات عدائية .
ومن هنــا ينظر الستراتيجيون الى ان خصخصة الثروات النفطية عبارة عن ثوب القتصاد ي تكسى به هذه العملية .اذ تتم على شكل بيع وشراء للمؤسسات النفطية أولاسهم فيها وذلك في بلد واحد على الاقل .. واخيرا ًتحـويـلـه الى سابقة
سياسية . ومن ثــم سحبها على البلدان المنتجة للنفط الاخرى .
وهكذا يبدو ، ان المنطلق الاساس في هذا الظرف العالمي الراهن وبوجود الوضع السياسي القائم في الشرق الاةسط بالذات ليس العنف كإجراء مفضل بالنسبة للشركات البترولية العالمية الكبرى طالما الهدف ذاته يتم تحقيقه عن طريق اعطاء الخصخصة غطاء سياسيا ًثم تسريبه الى البلدان النفطية .
ان الكثير من الاقتصاديين سيما من لهم اطلاع كامل بالتشابك الاقتصادي العالمي ، لا يختلفون على وجود هكذا مخطط بعيد المدى لدى النظام العالمي الجديد .
وفي سبيل إعطاء انطباع كاف عن مشكلة الخصخصة يجب الرجوع الى ما تسعى اليه الشركات الاحتكارية الكبرى بخصوص الدخول الى العالم النامي بحرية وبدون عوائق . وهذا في الواقع واحد من اجندة العولمة التي دعى لها ليس فقط ممثلو الشركات العالمية الكبرى بل و مؤسسات لها طابع ثقافي واقتصادي على نطاق عالمي وفي مقدمتها نادي رومــا و اساتذة جامعات من ذوي الاسماء العالمية وكذلك اقتصاديون وصحفيون مرموقون سواء كانوا في الشرق او الغرب .
وفي هذا السياق عقد باحثون يمثلون عشرات الدول كونفرنسا في ريودي جانيرو – البرازيل برعاية هيئة الأمم المتحدة (عام 1992 ) وافصحوا عن أرائهم بالنسبة للسياسة الاقتصادية العالمية وتحديد وجهتها في الظروف الراهنة .
وكما كان متوقعا فان اتجاهاتهم الفكرية وتوصياتهم العامـــة اشتملت صراحة على دعوة البلدان الضعيفة التطور والغنية بمواردها الى ابداء التساهل و ذلك بفسح المجال للدول التي تمتلك التكنولوجيا المتطورة لاستغلال تلك الموارد استغلالا فعالا . طالبة فتح حدودها لشركات التكنولوجيا ولو ادى ذلك الى ترك التمسك بمبدأ السيادة والاستقلال الوطني و اعتبارهما مفردات لغوية بالية و( مفاهيم عتيقة) !!!.
وبكلمة اوضح أن المجتمعين اعطوا كل اهتمامهـــم للتعبير عن مصالح ا لدول الصناعية الكبرى عن طريق افساح المجال لها باستغلال الثروات الطبيعية هناك بحرية . و من ثم تغيير كافة مقاييس تقسيم العمل الدولي مستقبلا.
والمفارقة في هذا ان المشتركين في الكونفرنس وضعوا اراءهم بهذا الاتجاه فقط . وليس با تجاه التاكيد على المصلحة الوطنية للبلدان صاحبة الموارد . وبذلك عبروا عن جوهر " الحضارة " المعولمة التي اليها ينتمون !!!! .
وينبغي ملاحظة أن توصيات كونفرنس ريودي جارنيرو هذا كانت تنسجم بصورة واضحة مع التوجهات المعاصرة لاستراتيجية الاحتكارات بشأن خصخصة ممتلكات الدولة ، اي تحويلها الى القطاع الخاص .
وتمشيا مع هذا النهج اصبح من المألوف أن تشترط الجهات المالية الدولية على البلدان النامية عند طلب القروض ا والإعانات في الوقت الحاضر القيام بالخصخصة اي بيع ممتلكات الدولة جميعها بما فيها قطاعها الإنتاجي ذي الصفة الاستراتيجية وذلك على الراغبين في الشراء ومن ضمنهم الموظفين الكبار في الدولة . ثم يصفون الخصخصة هذه وكأنها أداة الديمقراطية والحرية و الرفاه العام التي ينشدها المجتمع . وما تزال تجري الاحداث العالمية ضمن هذا الاتجاه وهي في اوج عنفوانها . و ربما تنتظر ذلك ايضا أطراف سياسية ومالية وحتى حزبية لها تواجد في منطقتنا ًوفي المنطقة العربية .
وبما ان السياسة في تقلب دائم . وان الخطط تبعا ً لذلك لابد ان تكون في تغير مستمر . فيجب التحقق دائما اذن من ماهية التغيرات تلك وعمقها واشتمالاتها . وبما اننا ازاء الامرالعراقي فمن الطبيعي ان تتحدد اسئلتنا في هذا النطاق بالدرجة الرئيسية .
والسؤال الكبير : هل ان نسخة من هذا المخطط ، هي التي اريدت للعراق ؟ ثــم جــاء ت على لسان كوهين في مقاله "سبيل الازدهار الاقتصادي بعد صدام "؟ ( التي نشرته خطأ ً مع الاسف الشديد مجلتنا الوطنية "الثقافة الجديدة " في بغداد ) والذي كان محتوى المقالة : يدعو الى خصخصة النفط ورفــع القيود عن اسعار الخدمــات والطــاقة . وهل كان هدف كاتب المقال : اخضاع العراق للشركات النفطـية والبــنوك الاحتكارية العالمــية عن هذا الطريق ؟ . ام ان نسـخة من المعادلة الروسية المتكونة من طرفين هي التي كانت مرسومــة لتحقيق وضع جديد في الشرق الاوسط بواسطة الركوب على ظهر الدكـتــاتــور الطاغية وباستخدام سياسته الداخلية والاقليمية الهوجاء ؟؟؟!!! .
علمـــا ان طرفي المعادلة بالنسبة للعراق ــ برأينا و كما نستنتج من المقال المذكور ــ كانتا حسب المنطق السياسي ـــ على النحو التالي :
(الغـاء الكـيـان المـتـهرئ لـدولة الدكـتـا تور الواحد + الخصخصة التي سـتـجعـل نـفـط الـبـلاد تدريجيا بأيدي الشركات الأجنبية ) أي كما كان الأمر تقريبا في روسيا . ولــو جــرى الأمر على هــذا النحـو لانـتـهى العراق كـبـلد ، ولحكــم على شــعبــه بالـفـقـر مدى الحيــاة (؟؟؟؟ !!!) . مع العلم أن الطاغية كان قد هدد في إحدى خطاباته انه لن يترك العراق إلا حجرا على حجر !. وفي مرة أخرى قال : إلا ترابا ً بدون بشـــر .!!! .
واذ نقوم نحن بهذه المحاورة المبنية أصلا على تقديراتنا لما جرى ويجري من أحداث سياسية كبرى في البلاد بعد سقوط النظام الدموي ، ذلك لكي نقترب من الصورة ونقربها إلينا ثــم نتصور الاحتمالات التي قد تنجم فيما لو تم تنفيذ المخطط الظلامي المذكور. اي لو تحولت بلادنا إلى ما اريد لها أن تكون !.
الا اننا يجب ان نلاحظ شيئا ً جوهريا ً وهو ان العراق اليوم يقف على قدميه بالرغم من انه مثخن بالجراح . بل وان الخصم اخذ يبدي العجـــز احيانا ً في حلبة الصراع خلافا ً لما كان عليه في البداية ً. ونود ان يكون هذا دليل على قرب الانتصار على الارهاب .
ولعل قليلا من الناس ، من يعلم ان لشعب العراق ميزة خاصة عبر كل تاريخه . انه شعب يتوق دوما الى الحرية و الديمقراطية ولا يتنازل عن حقه وكرامته . وانه يملك ثروة تفوق في قوتها وجبروتها كل القوى الاخرى . انها ممثلة بالطاقات العلمية المتميزة في ابنائه .
وبناءً على هذا بالذات اعود الى المعادلة لأقول : ان العراق بالرغم من الجراح العميقة في جسده ومن الدماء التي تسيل انهارا بدون انقطاع منه وجد القوة والبأس لكي يفوت الفرصة على المتربصين به والساعين الى النيل من سيادته على نفطه وثرواته الستراتيجية . وهكذا ذهبت "دروس" كوهين الى الجحيـم . وبقي الدرس العراقي قائمــا . وبالنتيجة لم تمـــر هذه المعركـــة دون ان نلاحظ من خلالها استنتاجين جوهريين غـايــة في الاهمية :

1 ـــ من الناحية العملية ان العراق بدأ يعيد كيان دولته . وهو الآن في طريقه لاعادة مكانته في المحافل الدولية وسمعته العالمية . و يغمرنا الرضا ان الشـعب بعشـــائره و احـزابه ومنظماته الوطنية ، برجاله ونسائه ،استطاع وسط صعوبات لا تصدق الســير بعـد سقوط الدكتاتورية البعثية ــ الصدامية سيرا ً محاطا بالمخاطر والتناقضات . ولكنه بالرغم من الارهاب والدماء والرعب المنقطع النظير ووسط هذا الاعلام العربي والعالمي المعادي لبلادنا واخيرا بالرغم من كل الاخطاء والضلالات ( لبعض السياسيين وبعض التيارات الظلامية ) خاض الشعب كفاحا مشهودا ً ثلاثة انتخابات ناجحــة . وهو اليوم يتمتع بوجود برلمان وحكومة منتخبة تشترك بها كافة الاطراف السياسية و بدستور يحكم البلاد .
نعم ... ان ضعف الاداء البرلماني والحكومي امر ينطوي على مخاطر جمــة غير ان كافة الملاحظات والانتقادات لا تنفي كون الانجازات التي تحققت في هذا الجانب ما هي الا مأثـــرةً عراقية حقا ً . ومن الصعوبة بمكان ان تجد شعبا ً مــن خلق الله يمخر عباب هذا الارهاب ذي الامواج المتلاطمةفي البلاد ثــم يفــوز مع ذلك بالوجود ويطارد الارهاب البعثي ــ الصدامي . وبالنهاية يحافظ على الوحدة الوطنية ويأبى ان ينزلق بحرب اهلية او طائفية كما انتظر ذلك اعداءه .
لا ينكر ان هذه العملية الكبرى جرت في جو من الصخب و الاتها مات العادلة وغير العادلة ، ومناوشات متجنية واخرى متطرفة ، وحملات كلامية جارحة واخرى فيها من العتاب اجمله ـ وبين هذه وتلك التقت طموحات ممثلي الاحزاب العلمانية با فكار اخوانهم في الوطن من بعض الجهات الدينية غير المتطرفة . ثم تقدمــت المرأة بقــوة وجــلال مع اخــيها الرجـل. كما اختلط الصوت العربي بالصوت الكردي والتركماني ، وصوت الشيعي بالصوت السني والمسيحي والصابئي .. وجلجل صوت المرأ ة من خلال اصوا ت الرجال مما انتج الثمرة المشتركة المتمثلة اليوم بالنهج الرامي الى تكوين الدولة العراقية المعاصرة .
وبالنتيجة ارتفع صوت العراق على كل الاصوات . وهو الذي انتصر في نهاية المطاف . مما خلق الامل فينا انه سيبلغ بواسطة الوحدة الوطنية النصر المؤزر النهائي قريبا بعزة الله .
و الخلاصة .. ربما لا نخطأ اذا ما اعتبرنا ان اكثر الكيانات السياسية التي لها حضور على الساحة العراقية خلال الفترة الزمنية العصيبة التي اعقبت انهيار الدكتاتورية وذلك بالرغم من تشاجرها وتعاكس خطاباتها وحتى اخطائها ...كانت لها مساهماتها الايجابية المشتركة في اعادة كيان الدولة العراقية الاتحادية السائرة في طريفها نحو اليمقراطية اليوم .

اما الطرف الثاني من المعادلة وهو النفط فهو ما زال مضمونا ً والحمد لله بفضل حرص حكومتنا عليه. واكثر من كل هذا هوالفهم العميق لدى اقتصاديينا وابناء الوطن عمومــا لمكانة ملكية الدولة للبترول وضرورة إحكام قبضتها على الثروات البترولية وغيرها من الفروع الاستراتيجية التي دخلت تقليديا ً في ملكية الدولة وهي مستمرة بالدفاع عنها انطلاقا ً من مبدأ الحفاط على سلامة اقتصاد البلاد من الانهيار .

2 ـــ الكفاح ضــد الحملة الارهابية.. وهذه حقيقة اخرى تجري حتى الآن امام انظار المجتـمـعات الدولية . وما وقوف رجالات العراق بعشائره وابناء مدنه مع السلطة الوطنية في هذا الوقت العصيب من تاريخنا فهو يدل على استبسال العراقيين وسعيهم الى التوحيد مهما اختلفوا بالفكر والسياسة اذا ما تعلق الأمر بمصير وطنهم وشعبهم . وهذا فخــر لنا امام العالم .
ومما يشرف العراقيين ايضا انهم خيبوا امل القيادات الارهابية ومؤيديهــا من دول الجوار عندما لم ينجروا الى الحرب الاهلية الطائفية التي خطط لها الاعداء وبذلوا الاموال من اجل احداثها . و من الفخر ايضا ً انه قد تـحـول العــراقيون الوطنيون الى طائفة عراقية واحدة تكافح بايمان وشجاعة في سبيل دحر الارهاب بالذات وتفويت الفرصة على المتآمرين . واذا كان هناك عناصر وتيارات تثير بين الفينة والاخرى حزازات وتنشر شعارات اعتباطية صارخة كمحاولة لتفرقة الصفوف فهذا مر ليس غريبا ًفي الظروف الانتقالية كالتي في العراق .
في الواقع ، ان الحملة الارهابية التي تتعرض لها بلادنا غير عادية وغريبة من حيث الأصناف المشتركة بها . اذ كيف نفسر تكالب كل الفئات الارهابية والتكفيرية في كل انحاء العالم على العراق ؟ . حملة تجري وسط صمت الدوائر الرسمية العربية والاسلامية و حتى عدم استنكارها العوة التكفيرية لقتل ابناء العراق المسالمين اينما وجدوا : في المدن أوالاسواق أوالمدارس والمساجد ؟ . ولم يسمع الناس تفسيرا للصمت المطبق لتلك الجهات الاسلامية !!! ازاء تفجير العتبات المقدسة و حرق المساجد وقتل المصلين فيها .؟ !!!.
بل والاغرب من كل ذلك هو تأكيد اوساط عربــية و" اسلامية " ، سواء كانت رسمية او اعلامية وحتى دينية وقانونية على ان الذي يجري في العراق من قتل المواطنين وتدمير البنايات والشوارع والبيوت على ايدي الارهابيين والتكفيريين والقتلة المحترفين وتفجير السيارات والعبوات الناسفة بين الناس في الاسواق والمطاعم اوقتل الاطفال في المدارس او في الشوارع حين يلعبون هو "مقاومة " للاحتلال!!! . وما هذا الا تشويش يقوم به الاعلام العربي المناصر للارهاب علناً والذي اصبح الواسطة لنشر الاكاذيب لصالح القوى الارهابية السوداء طالما هي ضد العراق .
كما يلفت النظر بخاصة ارسال ارهابيين من دول بعيدة عن حدود بلادنا بحجة مقاومة " المحتل الكافر " ولكنهم في واقع الامر يقـتـلون المواطنين الامنين ويستهــدفون رجال القوات المسلحة العراقية فقط لأنها قوات مهمتها المحافظة على الامن . ناهيك عن قتــل العلماء واصحاب الاختصاصات النادرة . .... الخ ...والخ .

والأسئلة هنا كثيرة :
اولا ً ـــ من هو المنظم الاعلى لهذه الحملة الشعواء ؟ . علما ً يبدو انها جهة ذات سيطرة وسطوة لها صفة قيادية حاســمـة . وربما ذات ســلطة ماليــة بالنسبة لهم ايضا ً . ً
ثانـيا ًـــ ان خلع الطاغية صدام مسألة عراقية داخلية . كما هي الحال بالنسبة لتواجد قوات التحالف باعتباره موضوع داخلي ايضا .. واذا كان الاحتلال السبب في "اثارة " الارهابيين فلماذا البدء بالعراق ؟ . خاصــة هناك اراض عربية محتلة مثل الجولان ( السورية ) وفلسطين واراض لبنانية اضافة الى تواجد قوات وبوارج حربية واعلام اسرائيلية او افواج من المخابرات الاجنبية في اكثر البلدان العربية اذا لم نقل كلها .ولكن لم يذكرها احد بشيء . كما لم يذهب (او يرســل )الى هناك انتحاريون !!! . علما ان تسريب الارهابيين عبر الحدود للعمل ضد العراق امر يقع خارج القوانين و التقاليد الدوليةاساسا ً. ولم يذكر التاريخ مثلا يؤكد حدوث شيء من هذا القبيل في بلدان عربية او اسلامية او غيرها بدون عقوبات دولية ضد المتجاوزين ؟؟؟!!
ثالثا ً ـــ ان الارهابيين ( المحليين من فلول البعث والمتسللين عبر الحدود السورية وغيرها ) يقتلون المسلمين حتى اثناء الصلاة في المساجد ودور العبادة الاخرى في العراق ( بحجة الاحتلال ) وهم يعلمون تمام العلم ان القتل يعتبر من الكبائر وتحرمها كافة الاديان السماوية .فما بالك بقتل شعب مسالم في بيته ؟ . فما هي اذن "التعاليم" التي يتلقاها الارهابيون من شيوخهم ؟ ثم لماذا لم تصدر فتاوى من مؤ سسات اسلامية رئيسية مثل الازهر وغيره تحرم بموجبها هذه الجرائم في العراق وهي من صلب واجباتها الدينية ؟ . هل هناك جهــة عليا ( لها قوة تفوق قوة كتاب الله ) تقرر كل ذلك ولا مــرد لقرارها ؟؟ .
رابعا ً ـــ ماهي الجهة التي تربط الفضائيات العربية وتجعلها تضخ بصورة مكثفـــة اعلاما مبرمجا ً معاديا للعراق والطوائف المتآخية فيه ؟ علما ً ان تلك البرامج على نسق متـشابه ومتقارب ، الغرض منــه اثارة الفتن الطائفية والعرقية والسياسية ؟ ثم ما هي الجهة التي تدفع التكاليف؟ !!! .
خامسا ـــ لماذا يقوم النظام السوري البعثي خصوصا ً بدور نشيط في صالح الهجمــة الارهابية ؟ ً ًو ماهي القوة التي تجبره على تدريب الارهابيين القادمين من بلدان اخرى ثم تسريبهم عبر حدوده الى بلادنا ؟ ثم يحتفظ بازلام البعث العراقي المقبور وهم من عتاة الارهابيين في الشرق الاوسط ومن المتمرسين في الجريمة ؟ . في حين ان النظام البعثي السوري نفسه الأن في مهب الريح ؟. وان موضوع ازالته اصبح مطلبا ً شعبياً ودوليا وذلك نظرا ً لجرائمه واحتضانه للارهاب الاقليمي والدولي !!!. ً
(وبالمناسبة ، الا ينبغي النظر بتعمق في امــر هذا الحزب . فربما تدلنا الدراسة العميقة على علاقتـة المباشرة ( منذ تأسيسه ) بالنشاطات الارهابية الاقليمية وبعث الفرقة والتشويش الفكري و السياسي بالنسبة للشارع العربي عموما وليس فقط بالنسبة لمآسي العراق وحده .؟!!!!) و لصالح اسرائيل تحديدا ً .
سادسا ً ـــ ما هذه القوة شديدة البأس التي تجبر الحكام العرب ان يتجاهلوا ويصمتوا وينسوا صولات وضحايا الجيش العراقي والمظاهرات الجماهيرية التي شهدها التاريخ الحديث خلال المعارك والا زمات انتصارا ً للبلدان العربية قاطبة حتى يشيحوا بعيونهم اليوم وكأنهم لايرون هذه الهجمة التــدميرية ضد ابناء شعبنا ؟؟ ليس هذا فحسب وانما يطلقون العنان كاملا ً لاعلامهم الرسمي لمعادات الشعب العــراقي ؟ !!!.
سـابعا ً ـــ اين الجامعة العربية ؟ انها تتظاهر بالحماس للعراق ولكن بمظهر خجول . انها تبدو دائما بين الاضطرار وعدم الرغبة في الظهور . وموقفها يبدو في اغلب الاحيان هزيلا ً.
ان الجامعة العربية في كل تاريخها تقف متخاذلة عندما تتعرض دولة عربية لمحنة ما . وهي بالنسبة للعراق اليوم كذلك . كما كانت بالامس !!! . مع ان العراق كان من مؤسسيها وانه اصبــح الآن يواجه اعتا حملة ارهابية في تاريخ العالم (وليس فقط في تاريخ العرب ) . وان بلدانا عربية ( معينة !!) لها مساهمة مباشرة في الجريمة . فماذا عملت الجامعة لاصلاح الامــر ؟ ربما هناك اوامر تأمرها بالصمت ؟ من اين ؟ .
ثـامنا ــ نلاحظ ، نحن وغيرنا ، ان الاعلام العربي خاصة يقيم الدنيا ولا يقعدها عند استشهاد طفل اوشاب في هذا البلد العربي او ذاك ولكنه لم يكترث باستشهاد عشرات الضحايا يوميا في العراق . علما ان الضحايا دائما من الرجال والنساء والاطفال الأبرياء وهم في الاسواق او في بيوتهم اوحتى في امكنة العبادة !!! . بل ، وليس نادرا ، نسمع منهم عبارات التشفي فيما يحدث لنا !!. والامثال كثيرة على ذلك تقدمها فضائيات الجزيرة والعربية والسورية وفضائيات عربية اخرى مأجورة لا يبعد مراسلوها سوى بضعة امتار من اماكن الجريمة !!! الا يحق لنا بعد هذا ان نعتبره اعــلاما ً تكفيريا ًيسير جنباً الى جنب مــع الارهابيين التكفيريين اصحــاب السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ؟ .
في الواقع لدينا اسئلة اخرى كثيرة من شأنها ربط الاقتصاد بالسياسة . ولكن دعونا ننظر الى هذه الحملة الارهابية العالمية والاقليمية من خلال الدعوة مباشرة الى الخصخصة !!! التي تزامنت مع ايذان نظام الطاغية بالغروب .
ان مجريا ت الامور تؤيد ان هناك مخططا ً كان وما زال ضد امــن العراق منذ حكم البعث وطاغيته . و بما انه بلـد ذو ثروة نفطية هائلة ، فالدعوة الى الخصخصة فيه بالذات تعتبر امرا ليس غريبا بل مكملا ًلما قبله .ً
النفط ــ كما هو معروف ــ يؤلف قوة اقتصادية ضاربة . وهذه القوة تقاس تناسبيا مع الكميات الاحتياطية المخزونة منه في باطن الارض . اذن يمكن تصور مقدار تلك القوة اذا ما عرفنا أن بلادنا تعد الثانية في العالم . وربما يأتي يوم يؤكد فيه العلماء والاختصاصيون حيازة العراق على الموقع الاول من حيث الاحتياطي من النفط في العالم .
و نحسب ان ان اختيار مشروع الخصخصة في هذا الظرف بالذات ، كـان يستهـدف سحب هذه القوة من ايدي العراق وتـركه بلدا ً ضعيفا ً، تابعا ً ، ومطيعا و لكي لا يشكل خطرا ً على احد !! في المنطقة . سيما وهو البلد المعروف تاريخيا ً بقابلياته العسكرية والقتالية الفريدة ( في فلسطين وغيرها ) . ً هذا فضلا ً عن احتمالات انتقال تلك الثـروة الطائلة اوبعضها الى الشركات والبيوتات المالية العملاقة وراء الحدود امر ليس قليل الشأن . وربما فكرت اطراف اقليمية وحزبية داخلية طامعة المكوث في ابراج السلطة مدة اطول للتمتع بالسلطة والثروة . مع العلم ان حصة الاسد دائما مشخصة لرأس المال الاجنبي . على ان يترك بعض الفتات للعناصر التجارية المحلية . ولا يستبعد ان تشترك في ( الوليمة ) تلك العناصر السلطوية التي تمرست في اجهزة السلطة الدكتاتورية البائدة وذات الدور " البارز " في ارهاب الشعب لسنين طوال ابان حكمهم ولعل مهمتها ستكون :اخضاع البلاد لشروط الشركات الاجنبية .
وهكذا .. فان الجهات التي تسعى الى العودة الى عروش السلطة والمواقع السلطوية مرة اخرى وتلك القوىالاجنبية التي حلمت بالاستحواذ على الثروات النفطية او على جزء منها ـــ برأينا ــ هي نفسها التي تـتـزعم الآن تنفيذ جريمة استمرار العـمـليات الارهابـيـة وتمويلها في بلادنا . و يبدو انها ما تزال ناجحة في دفع المرتزقة الى الجريمة على ارضنا مما يسمح لها بالاستمرار في سـكب الزيت على النار املاً بتحقيق ما تريده ولعلها تستطيع من تنفيذ ذلك المخطط الوارد في المقــال الذي نـشــره كــوهــين سيء الذكر ! .

***

و من المفارقات في السياسة : ان بعض "اخواننا " من العرب لم يحدث لهم ان اتفقوا على شيء في كل تاريخهم الا اليوم . و اتفاقهم هذا مكرس لقتل العراق بالذات والـفـتـك بابـنـائـه !!!! فهل هناك مغريات تقدم لهم بالقدر الذي يعمي الابصار ؟ ؟؟؟.
فلم يحدث ان اتفق الوهابيون وساديـو القاعدة ذوو الشهادة العالمية بالارهاب ، و الاسلاميون ( المزيفون ) والقوميون البعثيون مع حكومات واحزاب وشخصيات اقليمية واجنبية انخرطت بكل ثقلها الاعلامي والامني ( والحزبي في سوريا مثلا ) ثــم السير سوية في درب مشــبوه ، كهذا الدرب المــؤدي الى الفتنة . والملاحظ انهم اتفقوا فجأة عندما سقط عرش الطاغية الذي كان يمدهم برشــاوى اما من البترول مباشرة او بشيكات من مبيعات الذهب الاسود أو عبر مصالح سياسية !!! .
ولا ينبغي اسقاط سبب جوهري اخــر ، وهو الخوف ً من " العدوى " الناجمة من فوز البلد الذي اسمه العراق بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة بعد انهيار حكم الطغيان الصدامي ثم التوجه صوب الديمقراطية والتنمية .
على ان المفارقة المؤثرة الكبرى يمكن مشاهدتها من خلال الموقف المخزي لبعض العرب ، دولا واحزابا ً وصحفا . ً انهم ينتصرون لذلك النظام المهزوم بالرغم من انه كان يكرر اهاناتــه لهم في كل مناسبة وغير مناسبة . وقد سبى اهل الكويت والغى دولتهم العربية وهدد سوريا اكثر من مرة واطلق صواريخه على مناطق سعودية ..هذا .بالاضافة الى سلسلة من الجرائم الاخرى تجاه العرب وغير العرب .
وتبقى الاسئلة كثيرة : كيف اجتمع كل هؤلاء مع اختلاف اصوافهم ؟ ومن هو الذي جمع قطعانهم كلها في مرتع واحد ؟؟ من هو الممول للمرتزقة الارهابيين في العراق ؟ الم تكن الاموال التي تصرف على التخريب والتقتيل هي تلك الاموال المسروقة من العراق والموجودة بيد العناصر البعثية الهاربة من الشعب العراقي وهم متواجدون في
بلدان عربية مجاورة ؟ اليس هي مليارات النفط العراقي التي حولها صدام ونظامه الى البنوك الاجنبية لحسابات الحزب والحزبيين البعثين وافراد عائلته في الخارج لاستخدامها لصالح اعادة سلطتهم و تثبيت مواقع حزبهم في حالة السقوط والهزيمة .
وبجانب كل هذا الا يعتبر العراق ( الشعب العراقي ) وقواه المسلحة قوة ضاربة لنصرة فلسطين ؟ . علما ان الشعب الفلسطيني قبل غيره يعرف هذه الحقيقة . وان اضعاف العراق وتخريب البنى التحتية لاقتصاده تصب مباشرة في مصلحة اعداء العرب وفلسطين بالذات .؟ اذن أ ليس من منطق الاشياء اعتبار ان الهجمة الشرسة على العراق ذات صلة بجرائم الحرب ضد فلسطين ولبنان الشقيق ؟؟ خاصة وقد تزامنت تلك الجرائم كما هو واضح للجميع .
اذن العـلة في جرثومة البعث العفلقـي ( ذات الارتبــاط بمخابرات "اقليمية " واجـنـبـية. علما ً ان الجرثومة داخل الجسم تسهل عـادة هجوم طفيليات اخرى من المحيط الخارجي .... وبما ان الامر كذلك ، الا يقودنا المنطق الى الاشارة بالاصبع الى التعاون :
( البعثي العراقي ــ السوري ـــ الاسرائيلي )
في هذه الهجمة الواسعــة على بلادنــا .
ان اسرائيل لاتنسى جبروت القوات العسكرية العراقية في ميادين الحرب ضدها من اجل فلسطين .
والبعثيون ادركوا الان ان غايــة العراق ـــ الظفر بالديقراطية والحرية بدون تسلط احــد . وان الحركة الوطنية بكل اطرافها لا تقبل مشاريع البعث ولا تدخل في مؤامراته . اضافة الى ان اغلب اجهزة الاعلام العربي والعالمي قد حرموا من الرشاوى الصدامية ومن " هدايا " المربد وغيرها . وربما هم الآن " ينعمون " بالتمويل المفرط ايضا ًمن جانب فلول البعث الصدامي المنهزم في بلدان مجاورة .
وهكذا اصبحت هذه الاطراف كلها تتبارى في عداوتها للعراق . وقد سبق لها وان تكالبت و على مرآى ومسمع كل العالم عندما قتلت ثورة ( 14 ) تمــوزالوطنية واغــرقــت بلادنا بالدماء عام 1963 . ثم هي تتعاون اليوم اكثر من اي وقت مضى لتنفيذ مشروع الطاغية المهزوم الذي توعد العراق به بخصوص تخريبه وقتل ابنائه في حالة سقوط نظامه الفاشي . وهذه القوى ( الثلاث ) ذاتها تقوم بلا هوادة ببعث الفرقة والتبعثر بين العرب ، بـلـدانا ً وشعوبا ً، وهذه حالة ، برأينا ، واحدة من المصائب الرئيسية في الشرق العربي وليس في العراق وحده .
ان الواجب والحالة هـذه يقع على البلدان العربية ، شعوبا ً وحكومات ، ان تقف بجانب العراق و تساعده في مكافحة الفتنة الداخلية التي يديرها بـيـنـما البعث السوري هو هذا الذي نراه في المأساة اللبنانية والفلسطينية .
ان البعثيين عبثوا بلبنان الجريح قدر ما استطاعوا . واخيرا ً تركوه وحيدا ً . مدنه مهدمة وشعبه مشرد . ثم اذا كان لبنان يهدم بأيادي اسرائيلية ، فان ابناء العراق يقتلون على ايدي فلول البعث العراقي والارهابـيـيـن من دول الجوارالمد ربيـن في ثكنات البعث السوري .
فهل هناك من ينكر الربط بين البعث واسرائيل ؟ انهما ينفذان عملية اجرامية واحدة موجهة ضد " العروبة " التي يزعم القوميون البعثيون انهم منهــا .
وهكذا برأينا ، ان انقاذ لبنان واعادة بنائه ومساندة العراق من قبل الشعوب والحكومات العربية لاقامة السلم فيه اليوم يعني الوقوف وقفة شرف ( كما تتطلبه الاخوة العربية ) وكذلك استقرارا للمنطقة كلها . و ليرى العرب الموقف المشرف للعراق اليوم وهو مثخن بالجراح . ولكنه يقف بجانب لبنان ومؤيدا لفلسطين كعادته . انــه العراق العظيم بعربه واكراده وبمختلف طوائفه الدينية المتآخية ابدا ً .
هذه هي الخلاصة السياسية التي نعتبرها واحدة من الدروس العراقية التي يجب الانتباه اليها وليس " الدروس " التي املاها كـوهيـن ، ممثل الأيديولوجية الأجنبية !!في مقالته الكسيحة .
كمـا علينا ايضا ً التوجه الى حكومتنا وكياناتنا السياسية المخلصة للوطن ثــم الى عشـائرنا ورجالات السياسة والقانون و الى شعبنا عموما لاستيعاب اسباب الكارثة المحدقة ببلادنا والتصرف بشأنها بإرادة رجل واحد و هدف واحد هو : اقامة العـــراق القــوي الأمـــين .

واخـيـرا ً... من السرور العـمـيم ان الحكومة اخذت تتفاعل مع الاحداث عموما بحكمة ودراية . فبما ان الارهاب له هذه الصفة العالمية والاقليمية . وان العراق مستهدف شعبا وثروة ً. وبما ان الارهابيين خليط من المتسللين الاجانب و من العصابات التابعة لأوكار البعث الغاشم وان بعض الفئات التي انخرطت بصفوف الارهابيين بدعوى انهم " يقاومون الاحتلال "
و ما هم الا من عصابات السلب والسراق وامثالهم من سقط المجتمع ، قامت الحكومة ومجلس النواب كما جاء على لسان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي باعداد وثيقة المصالحة الوطنية لاستقطاب العناصر " النظيفة " التي لم تقترف جرائم دموية ضد ابـنـاء الشعـب .
والفكرة الاساسية التي نفهمها من هذه المصالحة ان ابناء الشعب العراقي ملزمون بالتـكـاتـف وان يصـبحوا ابناءً لوطنهم ويذودوا عن حـيـاضه . امــا اولئك ( الضباط او غيرهم ) من جيش صدام عليهم ان يأنفوا ان يكونوا ادوات طيعة بأيدي مجرمين اجانب او يأتمرون باوامر ارباب السوابق ليقـتلوا ابناء جلدتهم حقدا وانتقاما او لفاء ثمن هو اصلا ً مسروق من البلاد .
لقد فتحت الحكومة ذراعيها للعناصر " المناهضة " لكي يدخلوا في العملية السياسية ويتركوا هذا التخريب في وطنهم . و اذ تقوم الدولة بذلك فانها لا تأ لو جهدا ان تشدد من اجــراءاتها لدحرالارهاب و افشال المخطط العام للقوى التي بعثته ونشرته في العراق .
ولكن مــع كل هذا لاينكران هناك قوى دينية وقومية واعــلامية ما تزال لها ارتباطات بشكل او بآخر بالنشاطات التخريبية الجارية في البلاد بدليل انها لم تقم باستنكار الارهاب والجرائم التي تقع على المواطنين . وحتى لم تقل كلمة واحدة ضد التفجيرات وتفخيخ السيارات او ذبح الضحايا ورميهم في الانهار !!!!. بل ومنها من يستنكر ولكنه يأتي بمثلها.
و الحكومة هي الاخرى لم تستفد من الروابط العشائرية كما يجب واثارة النخوة العراقية المعروفة و من ثم توجيهها بشكل منظم ضد الارهاب . كما لم تتجه للضباط والعسكريين الذين يساهمون بالجرائم ضد الوطن بحيث تثير بهم الحمية العراقية وتذكرهم بالشرف العسكري ليلتحقوا بالشعب . اللغة الاعلامية لها دورها في الصراع . وهذه اللغة التي نقصدها غير متوفرة في اللغة الاعلامية الرسمية لدينا للاسف الشديد .
هذا فضلا عن وجود تيارات مشبوهة من حيث نشاطاتها داخل المجتمع . اذ تحاول تسويق " وطنيتها " الزائفة من خلال الزعيق ضد قوات التحالف في ظروفنا الامنية الهزيلة التي لا نزال نعيشها او عن طريق استخدام الشعوذة والفتاوى التي ليس فيها الا تفرقة ابناء الشعب وتسليط البعض منهم على البعض الاخر . وحتى يذكر عنها انها تضم عناصر من جلاوزة النظام المقبورومن ارباب السوابق المتمرسين في القتل والسرقة . ونعتقد ان " قادة "هذه التيارات حان لهم ان يدركوا ان الدين الحنيف قوة مقدسة مؤثرة تنتظر منهم ان يكونوا مع شعبهم ووطنهم وان يدخلوا العملية السياسية افرادا ًبعد عزل المشبوهين في تياراتهم ومن ثــم الانضواء تحت مظلة الحكومة المنتخبة ومجلس النواب والاشتراك في المصالحة الوطنية وفق ميثاق الشرف الذي يجري الكلام عنه يوميا ً . ففي ذلك ضمانة لكسر شوكة الارهاب و انجاح جهود البناء والاعمار وازالة خطر الخصخصة تماما عن الثروة النفطية العراقية وكل ما يضمره الكوهينيون لبلادنا .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار لبنان وموقف العراق المشرف
- المقاومة على لسان مخضرم
- المسافة بين الازدهار والدمار
- مسودة مشروع
- دراسات في الإقتصاد السياسي حول خصخصة ممتلكات الدولة
- مكافحة البطالة والتنمية في عراقنا الجديد
- مسودة مشروع برنامج اقتصادي لعراقنا الجديد
- lمشروع برنامج اقنصادي


المزيد.....




- كوريا الشمالية ترسل وفدا اقتصاديا إلى إيران
- ارتفاع أسعار النفط بعد بيانات أمريكية عن المخزونات
- النفط يرتفع بعد هبوط مفاجئ لمخزونات الخام الأميركية
- كوريا الشمالية ترسل وفدا اقتصاديا إلى إيران
- النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية ...
- “حتتوظف انهاردة” وظائف شاغرة هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ل ...
- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الزهرة العيفاري - حول الدعوة الى خصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب