أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - فلورنس غزلان - الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة















المزيد.....

الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:18
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


أن يواجه المرء كوارثاً طبيعية، تسرق منه الحياة أو تخطف منه أحبة له، فأعتقد أنه يتقبلها ويعتبرها جزءا من صراعه مع الكوارث وتقع ضمن محاولاته اكتشاف الخلل الطبيعي ودراسة أسبابه والتغلب عليها بالعلم والمعرفة وتجنب حدوثها أو تلافي نتائجها مستقبلاً، لكن أن يقوم الإنسان نفسه بالنيابة عن الأعاصير والزلازل باستخدام هذه التكنولوجيا للتدمير والقتل حباً بالانتقام وسفك الدماء البشرية، مما يجعل الإنسان أكثر بشاعة وأكثر توحشا من أي حيوان مفترس ، وحاشى لله ..أن نضع الحيوان على نفس النسق معه، لأن الحيوان يقتل جوعاً أو دفاعا عن النفس، أما الإنسان الفاقد لإنسانيته ولضميره ومغسول الحس الإنساني ، فغالباً ما يقتل حبا بالقتل ..يدمر لأن الدمار يمنحه إحساسا بالتفوق والقدرة على التخريب هي بنفس المستوى للقدرة على البناء والتعمير عند آخر يملك حس الإبداع وبناء الحضارة والإنسانية ويسعى لخير البشرية.
لن أتناول موضوع الحادي عشر من سبتمبر من زاويته السياسية التحليلية، أو محاربة أمريكا للارهاب بعد الكارثة ...فقد أريق الكثير من الحبر في هذا المجال، لكني سأتناول الموقف من خلال بعده الإنساني، خاصة حين قرأنا وما زلنا نقرأ بعض عبارات الفرح والشماتة بالموت الأمريكي!!، كما وتصدر بعض الأصوات لكتاب وصحفيين من الدرجة الأولى يبررون لمواقفهم المريبة، أن أمريكا أيضا تساهم بقتلنا بل تقتلنا في العراق بدون رأفة وتقتل في أفغانستان، وفي فلسطين ولبنان...الخ..
نعم إن القائمين على سياستها يفعلون وسيفعلون وسيكررون غباءهم السياسي وساديتهم تجاه البلدان الأكثر ضعفا وحسب مقاييس " رخرترهم " في المصالح الاقتصادية وسيطرتهم على الأسواق العالمية ، ومنابع ومصادر الطاقة، لكن هذا يرسمه سياسيو أمريكا لا شعبها، لكني أسألكم:ــ
ـــ بماذا يختلف الموت الأمريكي عن الموت العربي؟
ـــ وهل تقاس الوطنية والعروبة بعدائي للإنسان الأمريكي المسالم في مكتبه أو الذاهب لعمله في القطارات اللندنية أو المدريدية؟
ـــ لماذا أحب الموت للشعب الإسباني ، الذي خرجت جموعه بعشرات الآلاف تطالب سلطتها بالانسحاب من العراق ، وتقف مع القضية الفلسطينية العادلة وأهلها؟
ـــ كيف يمكن للعقل العربي أو الإنساني أن يبرر القتل والحقد على هذه الصورة المغرقة في العمى بكل أنواعه؟
ـــ وهل الانتقام والثأر صفة حميدة ، إنسانياً؟
لقد عرض التلفاز الفرنسي فيلما وثاقياً عن الكارثة، مع مقابلات لرجال إطفاء قدموا مشاهداتهم الحية، وصدمتهم الكبرى، إلى جانب الهزة النفسية ، التي عانوا ومازالوا يعانون منها، خاصة من فقد صديقاً أو أخاً أو رفيقة درب..الخ..لن أروي قوة المشهد وآثاره المؤلمة، لكن ما شدني بعنف هو انخراط معظم رجال الإطفاء بعد نجاتهم من الموت في ( ورلد تريد سنتر ) في بكاء ونحيب ..وبحث كلا منهم عن عزيز أو زميل..وسؤال وجهه أحدهم ..قائلا:ــ" نبكي ونحن رجال ..نعم ماذا تعني الرجولة، وكيف يكون الإنسان رجلاً أمام هذا الحدث المريع؟ : ..
.لكني أضيف هل من قاموا بهذا التدمير رجالاً؟.
أن نحارب سياسة أمريكا، هذا أمر مشروع وحق، أن نقاطع منتجاتها حين تؤذي شعبنا وتدعم الاحتلال والاستيطان، هذا واجب علينا، أن نحارب عولمة الأسواق الرأسمالية واستغلالها للإنسان ، ونعمل على تحجيم وتقليص انتشارها وقدرتها على قهر الشعوب الضعيفة..فهذا يعني أننا نحمي مواطننا وبلداننا ومنتجاتنا من ابتلاع السوق العالمية الكبرى لها...
أن نناهض كل الظلم والقمع في أي بلد من بلدان العالم، وأن ندعم قضايا الحق والعدل والمساواة للإنسان أينما كان، وأن نسعى لاستتباب الأمن والسلام، فهذا يعني أننا بشر متحضرون ونستحق الحياة والعيش الآمن بتآخي ومحبة فوق أرض هي ملك للإنسانية، وكما يعني أيضا أننا نمارس فكرا وقناعة تربو على ضيق الأفق وتعلو على الحقد والضغينة، وتتسامى على الكراهية والثأر ، وتسعى لخير البشرية، هذا يعني أننا نحمل فكرا ناضجا وإنسانيا ...يعمل على نزع فتيل الحروب، لأنه ثبت بالواقع العملي ومن خلال التجارب الإنسانية وحروبها الطويلة والعديدة، أن القوة واستخدام القوة لا يبني علاقات إنسانية قائمة على العدل ، ولا يبني ديمقراطيات حرة ، ولا يحرر بلدانا من أنظمة استبدادية، ولا من محتل غريب...وأن الإنسان خلق ليحسن القول والحوار، خلق ليفكر ويحلل ويعمل على إيجاد السبل والوسائل الأكثر حضارة وسلمية من أساليب القمع والقتل والإرهاب والتدمير، وأن إنتاج الكون المادي والفكري هو ملك لكل من وجد فوق هذه الأرض..
أما تبرير قتل المدنيين المسالمين بحجة أن الآخر يفعل نفس الشيء، فهذا يعني أن دائرة العنف لن تتوقف وأن أوار الحروب سيظل مشتعلاً يهدد حياتنا ويشل إبداعنا، ويجعل منا آلة تسيرها برمجات التخلف وتتحكم بها سلطة الحقد، وسلطة الإرهاب، التي تسعى لقتل الروح والوجدان الإنساني فينا، وخاصة نحن أبناء العروبة والإسلام، حيث جعل منا أسامة بن لادن ضحية فكره التدميري باسم الإسلام، وبينه وبين المتطرف الآخر السيد بوش تضيع أصوات الحق والسلام ونداءات العقلانية ، فلا ابن لادن حقق لإسلامه سوى مزيدا من التطرف وردود الأفعال، ومواقفا أكثر تشددا تجاه الإسلام عنها في السابق، ولا السيد بوش استطاع أن يبني عالما خاليا من الإرهاب، أو يحقق نصرا حقيقيا على الإرهاب، بل أصبحت شعوب الأرض بما فيها الشعب الأمريكي ضحية هذا التنافر والتناحر بين قوى ترى في الإسلام سيفاً يحارب كل من لا يعلن انتماءه ولا يشهر إسلامه ويعارض طريقة الطالبانية في الرؤية الإسلامية، وبين السياسة البوشية الخاطئة والقائمة على استخدام القوة لفرض هيمنتها على العالم، وزيادة حدة المراقبة والقمع والتضييق على حرية المواطن أمريكيا كان أم غير أمريكي، بما تحمله هذه السياسة الهوجاء من هوس وانفعال وصل حد انتهاك أبسط الحريات الإنسانية ، من تنصت على الهواتف، إلى مراقبة المواطن والصحافة وكل وسائل
الإعلام، ولأن الأيام تمضي وتثبت أحداثها قصر النظر الأمريكي، وسوء تخطيطه في القضاء على الإرهاب بطرقه المرضية واتهامه الإسلام والمسلمين بشتى أنوع التهم.. ك ( الفاشية الإسلامية)، بمواجهة ( العالم المتحضر)..ناهيك عن نعوت ابن لادن والظواهري للكفار والأشرار ..ومحاولته تجييش الجيل الشاب المهزوم والمضيع من أنظمة الاستبداد العربية، فيجد فيه ضالته بزراعة ثقافة الموت بدلا من الحياة وتكريسها باسم الجهاد المقدس ومحاربة الكفرة!!!.
دورنا إذن كمثقفين ، يقع بين هذه الخطوط، ويحملنا مسؤولية محاربة هذه الثقافة الخاطئة بالحوار المثمر والعقلاني، فلم أقرأ يوما أو أسمع بحديث شريف أو قول مأثور أو آية قرآنية ، تدعو المؤمن إنهاء حياته لقتل العدو!! وما هذا الموت المختار، والذي يقتطع مقابله السيد ابن لادن قطعة من الجنة ويهديها لمن يقتل نفسه!! إلا بدعة خارجة عن الإسلام وتراثه وقيمه، كما يدفعنا بالوقت نفسه إلى توجيه النقد الصائب والمثمر لكل سياسة منحرفة تهضم حقنا وتبيح قتلنا باسم حرية بوش، وسيطرته على مقدراتنا وبلداننا.
المشوار طويل بعد، لأن الخراب كبير والدمار الداخلي للإنسان العربي يحتاج لصبر ومثابرة ولقدرة على مقاومة الثقافة الخطأ وبناء ثقافة المحبة والإنسانية، ثقافة الديمقراطية والحرية...يحدونا الأمل وتملؤنا الثقة بأن ينتصر الإنسان وتنتصر ثقافة الحق والعدل ..على ثقافة الباطل والقوة، ربما يكون الثمن باهظاً، وربما نعيش بعد حروبا أوسع وأكبر، لكن هل نفقد الأمل؟.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو دور الشباب في صناعة المستقبل؟
- عالم الأشباح والكوابيس السورية
- المرأة السورية والحجاب
- صارت كبيرة بحجم بيروت
- ما الذي ينتظر المنطقة بعد حرب ال 33 يوماً...حزب الله...سورية ...
- هل يحق لإيران امتلاك السلاح النووي، وعلى من يشكل خطراً؟
- دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد
- الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي ...
- بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - فلورنس غزلان - الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة