أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - تفكك العراق حالة موضوعية. ولكن















المزيد.....

تفكك العراق حالة موضوعية. ولكن


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان اهم ميزة في عالم اليوم ابتعاده شيئا فشيئا عن الطوباويات وتخليه عن العقائد كاساس لانظمة الدول. ولحق مفهوم الدولة ذاته الكثير من التغيير، وهناك الكثيرون في عالم اليوم من يقف على قناعة بان حياة الانسان هي القيمة الاغلى. واذا ما كان خيار بين بقاء الدولة او الحفاظ على حياة الانسان فانهم سيختارون حتما البقاء على حياة الانسان . باعتبارها قيمة مقدسة فيما الدولة حالة متغيرة. ان التطورات المروعة في العراق تطرح ايضا مشروع تقسيم البلد للحفاظ على القيمة المقدسة. حياة الانسان العراقي.لوقف اراقة الدم وطاحونة الموت. واذا خير العراقيون بان تقسيم بلدهم سيوقف طاحونة الموت ويوفر الامن، فاي خيار سيقعون عليه ياترى؟. ان دخول مشروع التقسيم لحيز الوجود سيلحق دون شك الضرر الفادح بكافة مكونات شعب العراق والمنطقة باسرها ، ولكن قوى الشر والظلام التي لا ترى الا القتل المجاني والجماعي اليومي للعراقيين، وسيلة لتحقيق اهدافها السياسية تدفع بالبلد نحو هاوية الانقسام والتشرذم.ان كل من يمارس العنف لتحقيق هدفه السياسي سيكون المسؤول الاول، عن تشرذم ابناء العراق.
الدولة العراقية كانت دائما كيانا هشا.ويدرجها علماء السياسة بين الدول حديثة التكوين. فالمعروف انه وحتى بداية القرن العشرين لم تكن هناك دولة اسمها العراق بالفهوم القائم، بل كانت ارض العراق التاريخية ذات الحدود الهلامية. وكانت هناك ثلاث ولايات منفصلة بعضها عن البعض الاخر وهي البصرة وبغداد والموصل. ولم تكن بين هذه الولايات علاقات اقتصادية متينة ومتفاعلة، ولم يربطها جيش واحد او هيئات دولة موحدة وحكومة مركزية. وتجسد التباعد بمظاهر عديدة خاصة ظهور اللهجات المحلية السائدة في هذه الولايات ومفرداتها،فابن الموصل يتحدث بلهجة مغايرة عن ابن العمارة مثلا. وظهرت بانعكاسات انهيار الدولة العثمانية على كل منها، فالجهات الغربية تضررت اكثر لوضع حدود بينها وبين المناطق السورية التي كانت ترتبط بها بعلاقات اقتصادية وانسانية اكثر متانة مع ولايتي بغداد والبصرة. وظلت لفترة قريبة حالة من الاغتراب قائمة بين اهل المناطق العراقية. وحينما يدور الحديث عن امكانية تفكك العراق فان الذاكرة تعود مباشرة لذلك التقسيم القديم، ولكردستان العراق التي كانت لها خصوصية في زمن الدول العثمانية، وكانه الاكثر طبيعية للتقسيمة الجغرافية في العراق. وافرزت التفاهمات الدولية التي تجسدت باتفاقية سايكس بيكو التي فضحتها الثورة البلشفية بنشر نصوصها للتشهير بالامبريالية العالمية، عن ظهور الدولة العراقية التي ضمت لها ايضا منطقة الكرد وسلخت عن ولاياتها اقسام ضمت لذك الطرف او هذا وجرى الصراع حول عائدية مدينة الموصل، التي مازالت حية بذاكرة القوميين المتطرفين الاتراك.
وحينما وصل الملك فيصل الاول العراق راعه المشهد والتكوينية السكانية لهذا التشرذم والتباين في الشرائح والطبقات والطوائف والقوميات. وقال ما معناه ان هدفه سيكون صهر هذه المكونات في بوتقة واحدة لولادة شعب واحد هو شعب العراق. بيد ان المنون وبصورة غامضة طالت فيصل الاول الذي تميز بالحذاقة الدبلوماسية والاخلاص فلم يتنته من انجاز المهمة التاريخية التي نذر نفسه لها. ولم تول الحكومات المتعاقبة في العراق الجهد الكافي او قل حتى الاخلاص من اجل تحقيق ذلك الهدف النبيل، وظهرت في العراق حقا مكونات الدولة التقليدية كالجيش والاقتصاد الموحد وغيرها وغيرها، ولكن الشرخ في الكيان الاجتماعي ظل مستديما وعميقا، واخذ في كل مرحلة ياخذ اشكالا من الصراع. وظل باديا للعيان ان ثمة شرائح محددة هيمنت على السلطة واخذت بقبضتها كافة المواقع الحساسة متجاهلة مصالح المكونات الاخرى وعمدت حتى لتهمشيها، مستخدمة اجهزة الدولة السياسية لقمع تطلعاتها، وتصاعد الصراع الخفي في العراق متزامنا مع التطورات الداخلية والخارجية، وتجلى ذلك في الانقلابات والثورات والاعدامات الجماعية للزعماء السيسايين وقمع الانتفاضات والوثبات العماليةوالطربية والفلاحية وابناء الطوائف. ونهضت في خضم الصراع الشرس، قوى سياسية جديدة الى جانب القوى التقليدية المعروفة، وعلى خلفية انهيار المشروع القومي والاممي ( الشيوعي) اشتد عود التجمعات الدينية لتطرح مشروعها كبديل للمشاريع السابقة، والتفت حولها الجماهير المحبطة.ولكن الانقلاب بعد 2003 كان عميقا هذه المرة وانذر بتغيرات جذرية في الاصطفاف الاجتماعي فاكستب طابعا دمويا اريقت على في سياقة دماء مئات الالاف، لست ادري هل ستبلغ ضحاياه المليون .وغالبية العراقيين قتلوا على ايدي العراقيين والارهابيين الاغراب، وليس على يد الاحتلال. وفي هذا مؤشر واضح على طبيعة الصراع وخلفياته واسبابه. وعادت مع انهيار النظام الدكتاتوري الموضوعة القديمة/ الجديدة تحويل العراق الى دولة عصرية حقا. وكان المشروع الديمقراطي هو الخيار الوحيد لتحقيق ذلك الهدف النبيل. ولكن القوى التي ادرك انها الخاسرة في العملية الديمقراطية، القوى التي كانت تهيمن على السلطة والمال والنفوذ وتسيير العراق وفق مصالحها، تخوفت من اشاعة الديمقراطية، لان عقليتها بقيت عقلية ضيقة، لم تر الا اسلوبا واحد في الصراع، ورفضت لتحويله الى صراع سياسي طويل الامد لتاكيد حقوقها وحضورها وجر قوى وشرائح الى جانبها بالاقناع وليس بالسلاح. انها جرت لجانبها فقط الارهابيين الاغراب الذين جاءوا العراق لتحقيق هدفهم الطوباوي باقامة دولة الخلافة الاسلامية. ودون شك فان التحالف بين هذه القوى هو تحالف مؤقت، وسينفرط او هو اخذ بالانفراط في ظروف معينة.
ان القوى التي تواصل اعمال الارهاب والقتل الجماعي، الذي يلوح وكانه عملية ابادة جماعية لشعب العراق، هي التي ستكون مسؤولة عن تفكيك العراق، هي التي سوف تحي في الذاكرة التاريخية ان العراق كان متالف من ثلاث ولايات ويمكن بعث هذا المشروع للحياة لوقف طاحونة الدم. فهناك الكثير من يفكر ان الحفاظ على حياة الانسان اكثر قدسية من الحفاظ على وحدة الدولة. وحقا فهناك وعلى مدى التاريخ الالاف من الدول التي قامت ومن ثم غربت، واغلبها بغباء قيادتها والقوى المتصارعة فيها. وليس من المستبعد ان يدفع " بلهاء" العراق اليوم بلدهم للتفكيك، لاسيما وان الممهدات والاسباب قائمة.هناك مجال واسع للتمعن والالتفات الى البدائل الاخرى لتحقيق الاهداف السياسية وليس بالقتل وحده، حينها ستواصل القوى الجديد تحقيق حلم الملك فيصل الاول بتكوين شعب اسمه شعب العراق.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحادي عشر من سبتمبر وانعكاساته على روسيا الاتحادية
- الحرب في لبنان وافاق التسوية في المنطقة
- روسيا من انذار خروشوف الى برغماتية بوتين
- رغم عدالة قضيته. لماذا أشاح الغرب بوجهه عن لبنان؟
- هولوكوست صنعتموه بأيديكم
- الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة
- لمصلحة من اختطاف الدبلوماسيين الروس ببغداد؟
- روسيا تقترب من المياه الدافئة
- على انقاض الوطن العراقي
- روسيا للتخفيف من الرد على اعلان طهران النووي
- حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية
- وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العب ...
- حوار مع صديق روسي حول العراق 2
- حوار مع صديق روسي حول العراق
- معوقات الديمقراطية في العراق
- موت ميلوسيفتش كقضية حضارية
- طبول الحرب تقرع في ساحة الاتحاد السوفياتي السابق
- المسلمة والهروب من الحرية
- دعوة حماس والسياسة الخارجية الروسية الجديدة
- العراق على مفترق الطرق


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - تفكك العراق حالة موضوعية. ولكن