أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - سحر حويجة - أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة















المزيد.....

أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:19
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


على مدى نصف قرن، نجحت أمريكا في قيادة المعسكر الغربي في مرحلة الحرب الباردة، حيث كان الكلمة الفصل للقوة العسكرية التي يملكها القطبان، لكن مع دخول المجتمع العالمي مرحلة جديدة، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والسعي الأمريكي المحسوس للاستفادة من الفراغ الذي شكله غياب القطب السوفيتي، لإعادة تشكيل العالم من جديد، وفق المصالح الأمريكية، عصر سمي بحق العصر الأمريكي.
ولاشك إن أكثر الدول تأثراً، للأوضاع الجديدة هي الدول التي كانت تعيش على التناقضات القائمة بين القطبين، وقد نالت هذه الدول ضربات ، اختلفت قوتها حسب دور كل نظام في المرحلة السابقة.
السياسة الأمريكية تميزت بالنسبة للدول المتخلفة في المرحلة السابقة، على الدعم الأمريكي للأنظمة الديكتاتورية العسكرية المنتشرة في المنطقة العربية بحجة الاستقرار، على اعتبار محدودة الأهداف والمصالح الخاصة المتناقضة لهذه الأنظمة ، التي تمنع من تحولها نحو المعسكر الاشتراكي ، في نفس الوقت كانت تدعم الاتجاهات المتطرفة، الدينية ضد النفوذ السوفيتي وضد الأنظمة محاولة لإضعافها والضغط عليها، وما أن أصبح العالم ذو اتجاه واحد تغيرت السياسة الأمريكية حيال هذه الدول، وأخذت تطرح شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية، هذا التحول يبرره مجموعة أسباب: فهذه شعارات أساسية تجتمع عليهما المعارضة في هذه الدول، وجزءاً أساسياً من مشروع أي معارضة في مواجهة سلطة الاستبداد ، ومآسي المرحلة السابقة من القمع والعنف، فهي محاولة لركب موجة الرغبة في التغيير الديمقراطي، خاصة بعد ضعف المشروع القومي، والمشروع اليساري، وضد المشروع الإسلامي المتشدد ذات المد المتنامي، الذي يتعارض مع المشروع الديمقراطي الحقيقي، لذلك تسعى أمريكا من طرح هذه الشعارات من أجل مد الجسور بينها وبين المعارضة بهدف السيطرة أو التحالف مع المعارضة. من جهة أخرى تعتبر هذه الشعارات، من أهم وسائل الضغط ضد الأنظمة العربية، حيث إن هذه الأنظمة ترى في الديمقراطية وحقوق الإنسان نهاية حتمية لسلطتها، وبالتالي يتم الضغط عليها باتجاه التنازل والمساومة، حيث إن هذه الأنظمة لا يمكن لها الاستمرار، والحياة بدون دعم خارجي. لذلك نلاحظ تناقض في الموقف الأمريكي، تبدو غير جادة في مبدأ التحول الديمقراطي، بل تستخدم هذه الشعارات للضغط ولدفع الأنظمة للتنازل لصالح أمريكا، مع بعض التنازلات الشكلية للمعارضة، وبالتالي ربط المجتمعات اقتصادياً بأمريكا وتحقيق الأهداف الأمريكية على حساب تحقيق مطالب المعارضة، وإن كان سمة هدا التغيير إنه بطيء. لكن ضريبته أقل بالنسبة لأمريكا.
في نفس الوقت ، لم تعد هذه الشعارات مهددة للسيطرة الأمريكية، على الرغم من المزاج الشعبي المعارض لأمريكا، لعدم وجود نظام اجتماعي اقتصادي منافس، وتعتمد امريكا على قوتها المنافسة مع القوى العالمية الأخرى، لتفوز بالسبق، وحاجة هذه الدول سواء المعارضة أم السلطة للمساعدات والدعم بكل أنواعه من الخارج، خاصة في مرحلة التحولات الأولى التي تعتبر لبنة أساسية في إرساء ورسم اتجاه التحولات المستقبلية، لا شك إن أمريكا، تعرف حق المعرفة ، أفاق هذه التحولات خاصة في المرحلة الأولى، من التحرر من الاستبداد ، حيث المجتمع الخارج في هذا الطور ، يعاني من الانقسامات الطائفية والقبلية ، والفئوية، أشكال من الوعي البدائي، ما قبل الأمة ، هنا تبرز صعوبة مهمة المعارضة في قيادة المجتمع، في مرحلة التحولات الكبيرة، عندما يتم إسقاط النظام بالقوة، من الصعب على هذه القوى أن توحد المجتمع وفق خطاها وتسير لتحقيق مشروعها.
المعارضة التي تعاني الأمرين من الأنظمة الاستبدادية ، فهي من جهة عاجزة عن فرض نفسها كقوة منافسة للنظام تدفعه للتنازل لها من اجل التحويل الديمقراطي، ومن جهة ثانية سيف القمع مسلط على رقاب المعارضة، من خلال تقويض أي إمكانية للفعل والانتشار. لذلك يسود في المعارضة اتجاهات، يرى بعضها في أن النضال السلمي لتحقيق مشروع الديمقراطية، لا يتم ولا يمكن أن يتم ، بدون ضغوط من الخارج، وهذا صحيح إلى حد كبير. في ظروف الاستبداد والقوة الغاشمة وقدرة الأنظمة على ا لتكيف مع الأوضاع الدولية، في نفس الوقت لهم برنامج مستقل ويسعى إلى تعبئة الجماهير وتطوير المؤسسات. أي التعاون مع الخارج وفق المصالح المتبادلة.
اتجاه آخر يرى أن المشروع الأمريكي بكل أهدافه يعتبر مثالاً، وبرنامج عمل لهم، يتفقون مع أهدافه ، في نفس الوقت يقولون أن هذه الأنظمة يستحيل تغييرها بدون قوة وبدون الحسم العسكري، التي تنتهي بإسقاط هذه الأنظمة، لذلك تراهم يعيشون حالة الانتظار السلبي ، عجزهم يتعدى الخوف من التعبير عن وجهة نظرهم، إلى عدم جدوى النضال قبل تحقيق مهمة إسقاط النظام. مخاطر هذا الاتجاه هو الروح الاستسلامية والاعتمادية، على أمريكا ، ومن ناحية أخرى قناعتهم بمشروعية المشروع الأمريكي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. يؤدي هذا المشروع إلى ربط المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمصالح الأمريكية بل الارتهان لها، ومن الصعب في الواقع أن يحوز هذا الاتجاه على قاعدة جماهيرية، ويتم تغييب المسألة الوطنية بشكل كبير. هذا الاتجاه لن يكون إلا ذات طابع نخبوي. هذا ما تريده أمريكا. أمريكا كي تحقق هدفها في السيطرة لا تريد مجتمع متماسك بل هي المستفيدة في المرحلة الأولى للتحولات التي تجري في هذه البلدان من مكونات الضعف الطائفية والقبلية التي يسهل السيطرة عليها، عبر استخدام السلاح الطائفي للفتنة، وإضعاف القوى والتحكم بها، ومن ثم إعادة ترتيب الأوضاع بما ينسجم مع المصالح الأمريكية.
لذلك تبقى المصالح العامة المرتبطة بمشروع وطني للبناء وفق المصالح العامة للمجتمع هي شرط أساسي لنجاح أي دعم أو تحالف مع الخارج، وهنا يتم الاعتماد على قوة الذات، وقدرتها على التأثير والفعل، ورسم منحى التغيير ، وإلا سيكون أداة ومطية ، في يد الخارج، حيث إن أمريكا تسعى في هذا الاتجاه ، سواء بالنسبة للأنظمة التي أخذت ترتهن أكثر فأكثر ، أو بالنسبة لبعض قوى المعارضة، التي ترى إن التغيير لا يتم إلا بالحسم وبقوة الخارج، وبالتالي يكون دورها ، مرتبط بدور هذا الخارج وتأثيره.



#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعاً عن قانون الزواج المدني
- حقائق على خلفية القرار الدولي 1701 القاضي بوقف إطلاق النار ع ...
- الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي
- معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية
- العلمانية ما بين فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة
- مشاركة المرأة حق أم منحة؟
- محاولة في إضاءة جوانب الوحدة والتعارض بين الليبرالية والديمق ...
- مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الا ...
- عينك على السفينة: رواية عن معتقلات الرأي في سوريا بقلم مي ال ...
- أهمية استقلال العمل النقابي للطبقة العاملة
- وصول حماس إلى السلطة خطوة باتجاه التنازل
- من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن
- الأزمة مستمرة رسوم هزت العالم
- إنهم يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية باستشهاد عرفات :؟
- خدام والصراع على السلطة في سوريا
- المسار السوري، بين السلطة والمعارضة وبين الخارج
- كيف نحارب الفساد
- جرائم الإرهاب السياسي في لبنان إلى أين؟
- هل ميليس ينصب فخاً للنظام السوري؟
- إعلان دمشق تناقض ومسار غير واضح


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - سحر حويجة - أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة