11 كارثة كونية ضرب الأقليات باسم مكافحة الإرهاب

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:16
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    

لقد أحدثت أحداث 11 سبتمبر هزة كونية أثارة حرب عصابات عالمية بين الغرب وكل التنظيمات المسلحة ذات التوجه العقائدي الجهادي وصارت الجاليات الإسلامية في الدول الغربية تدفع ثمن تمسكها بأصولها وأثير الحديث حول حرب عالمية ضد الإرهاب أطرافها أمريكا والدول التي تسير في فلكها ضد الجماعات والتنظيمات العقائدية .
وقد نجم عن أحداث 11 سبتمبر فوضى في العلاقات الدولية حيث لم تقبل واشنطن الحلول الوسط أو الحياد من جانب الحكومات الأخرى ومنحت الشرعية الدولية لأنظمة كانت تعتبرها إنقلابية مثل برويز مشرف وأخرى تعتبرها ممارسة للاضطهاد الديني وبالتالي داست واشنطن علي قيم الديمقراطية الأمريكي الذي سنه الدستور الاتحادي وقضت على حقوق الإنسان من أجل مكافحة الإرهاب رغم أن انتهاك حقوق الإنسان وقمع الأخر هو ما يدفعه للقيام بما يصفه الطرف الأخر بالإرهاب وفتح العالم على مصراعيه لتسييس مكافحة الإرهاب متخذين من الأستاذ الأمريكي القدوة في ممارسة انتهاك حقوق الإنسان تحت غطاء حماية الأمن القومي للأمة الأمريكية .
مما سبق في مسار الصراع الأمريكي مع خصمها الوهمي الإرهاب والفواجع التي حدثت في العراق وأفغانستان لا نرى أفق يبشر بأن هذا قرن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإنما تنامي شعبية التيار الإسلامي خاصة بعد النصر الكاسح لحزب الله في مواجهة إسرائيل وتنامي بغض الشعوب العربية للأنظمة الدائرة في فلك واشنطن خصوصا وأن اغلبها بات ملكية بمسمى جمهوري رئيس مدى الحياة ونجله خليفة له وكل جرائم الأب والإبن تحت الحماية الأمريكية لقد أغلت التنظيمات المسلحة دور الأحزاب الديمقراطية والعلمانية في الوطن العربي وصار القوميون من ناصريون وبعثيون وحتى اليساريين والشيوعيون في مزابل التاريخ العربي المعاصر فهي لم تهز امريكا ولا وإسرائيل كما فعل تنظيم القاعدة وحزب الله وباتت الديمقراطية في العالم العربي وحلم التغيير السلمي هما المتضرر الأكبر من أحداث 11 سبتمبر إلى إشعار اخر .
وأن ما حدث في العراق وأفغانستان يمكن أن يتكرر في مناطق أخرى كالصومال في ظل النجاحات التي تحققها المحاكم الإسلامية أو في دول غرب إفريقيا حيث يتنامى المد الإسلامي في السنغال عبر الطائفة التجانية وفي النيجر عبر الحركة الوهابية وقد يؤدى اكتساحها الساحة إلى غضب فرنسا وامريكا ومن ثم يتكرر سيناريو أفغانستان بعد هيمنة طالبان .
وحتى تحقق الشعوب العربية تقدما في مضمار الديمقراطية وحقوق الإنسان يتعين على الأحزاب العلمانية فرض مشروعها السياسي لتتغير السلمي وإقناع واشنطن أنها بديل أكثر مردودية للسياسية الأمريكية ولتحقيق هذا الهدف على قوى الإعتدال والعلمانيين العرب تبني استراتيجية سلمية حيال إسرائيل كوضع المبادرة العربية للتطبيع مع إسرائيل كخيار استراتيجي خروج إسرائيل من الأراضي المحتلة مقابل التطبيع ويكون هذا التطبيع حكومي وشعبي وأن يبادر ممثلوا هذه الأحزاب في الدول الغربية إلى عرض فكر مسالم نحو الأخر ليقتنع الغرب أن الشعوب العربية ليست عدوا للإنسان اليهودي وإنما هي عدو للممارسات القمعية المرتكبة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني .
لقد أثرت أحداث 11 سبتمبر على كافة مناحي الحياة الاقتصادية لدى المواطن العربي ففر السفر للدول الغربية والعمل وتحويل الأموال للوطن الأم أصبحت شبه مستحيلة في ظل استهداف كل من هو عربي ونعته بالإرهاب .
وكانت المراة ضحية أحداث 11 سبتمبر فقد وجدت الأنظمة المتسلطة الرافضة لمنح المرأة حقوقها في تلك الأحداث فرصة للنيل منها وأصبحت المراة إما حبيسة دارها أو سلعة للبيع والاستعراض الإعلامي دون الفطنة لرسالة المرأة الأساسية والتي تدرس وتتعلم من أجلها وهي لعب دور مكمل للرجل في العمل وشريكة اقتصادية إضافة لبناء أسرة متماسكة وفي غياب أي وعي ديمقراطي يستحيل منح المرأة أي حقوق لأنها تثمر وتنتج في المجتمعات الديمقراطية المتحضرة وتقمع وتقصى في غيرها .
إن حقوق المرأة وإسهامها الايجابي يتناسب طرديا مع دمقرطة المجتمع فالمرأة هي الانسان وحقوقها جزء من الحقوق الشاملة للانسان فلا حقوق إنسان بدون حقوق المراة.
لقد وضعت أحداث 11 سبتمبر الشعوب العربية في قفص كبير من التضييق على الحريات والتدخل حتى في الحياة الخاصة للناس وصار تسييس مكافحة الإرهاب هو السمة السائدة وفتح المجال للمخابرات والمباحث ليصفوا حساباتهم مع من يشاءا تحت غطاء مكافحة الإرهاب وصارت الجاليات العربية والمسلمة في الغرب مستباحة الحمى يمكن اقتراف أي جرم بحقها تحت غطاء مكافحة الإرهاب
وقد أصبحت الأقليات العرقية هدف لكل نظام مستبد مالي تريد إبادة الطوارق باسم مكافحة الإرهاب وهناك وتركيا تقوم بالعمل ذاته ضد الأكراد ولم يعد هناك قانون دولي يحمي القليات العرقية من التصفية والإبادة

#أبوبكر_الأنصاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات