أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - شاكر الناصري - الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة














المزيد.....

الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:19
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


ليس هناك ما هو اشد وطأة من الالم الذي كون ذاكرة من يعيشون في هذا العالم يمكنه ان يكون مرادفا لاستذكار الاحداث الارهابية الدامية في 11 ايلول 2001، فكل شيء في هذا الحادث الكارثي الذي ترك بصماته على كل الاحداث العالمية التي اعقبته، مؤلم ومرعب وهاجس دائم من تكرار تلك المشاهد المرعبة، على الرغم من انها تكررت ولكن بصور مغايرة، في مدريد ولندن واسطنبول وبالي وبغداد ...واماكن اخرى يصعب تعدادها.
الاحداث المفرحة في هذا العالم بدأت تترك لحظاتها الى ما يحمله لنا الارهاب من فجائع تدفعنا لاستذكارها وكانها علامات شاخصة في مسيرة البشرية المعاصرة وأن العالم قد نسي احداثا كثيرة مفرحة وتحمل معاني انسانية وامآلا كثيرة. انه عالم اليوم الذي يراد له ان يكون عالما مشحونا بالقلق وترقب لحظة الانفجار وتطاير الاشلاء والابنية والقطارات.عالم اصبح فيه الانسان رهينة للاعلام التهويلي وانتظار ما تسفر عنه قرارات رجال السياسة واتجاهاتها والحكومات ومصالحها وستراتيجياتها او الشركات العملاقة التي تجد في ما يحدث لهذا العالم فرصة للربح وتحقيق ما عجزت عنه قرون طويلة وان كان ذلك عبر تطوير أسلحة هائلة التدمير اوعبر تصنيع ما يبقي العالم يعيش دوامة الحرب والقلق .
الاحداث الدامية في 11 أيلول 2001 احدثت شرخا كبيرا في الاوضاع العالمية وغيرت مسار الاحداث والمعادلات السياسية التي كانت قائمة آنذاك. لقد أوجدت عالما آخرا يشكل الارهاب والتطرف الديني والقومي او البروز المتصاعد للحركات العنصرية واليمينية المتطرفة علاماته المميزة، عالما تشكل الصراعات الدينية ظاهرة مميزة ومتحكمة في تعقيد اوضاعه ورسم مستقبل قاتم ومضطرب، فيما وجدت الجماعات والكيانات القومية في ما يحدث لهذا العالم فرصة لاظهار عزتها وتعاليها القومي وطموحاتها في اقامة وتحقيق كيانات ودول قومية، عالما أصبحت فيه الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية راية لشن حروب مدمرة وحصدت أرواح عشرات الالاف من الابرياء، عالما تعززت فيه مكانة تيارات الاسلام السياسي واصبحت قاب قوسين او ادنى من الوصول الى السلطة السياسية في الكثير من البلدان العربية والاسلامية واصبحت هذه التيارات تمارس ضغطا كبير ومتواصلا في الكثير من الدول الاوربية من أجل الاعتراف بوجودها واقرار شريعتها .
الارهاب الاسلامي ممثلا بالقاعدة والحركات السلفية الجهادية وبن لادن او مجرم ومتعطش للقتل كمحمد عطا وغيره ممن أرتكبوا جريمة 11 أيلول و شنوا غزوة مانهاتن قد اعطوا لامريكا فرصة تاريخية نادرة للانفراد بقيادة العالم وتسييره وفقا لمعطياتها ومصالحها. الجرائم الكثيرة التي اقترفت تحت ستار مكافحة الارهاب وأسقاط الانظمة الدكتاتورية وحروب امريكا في أفغانستان والعراق كثيرة وكلها تستحق ان تكون علامات شاخصة في مسيرة البشرية وان يستذكرها العالم كما يستذكر جريمة 11 ايلول 2001 كونها دليلا على البشاعة والانحطاط السياسي والغطرسة التي فرضتها امريكا على العالم وتريد ان تجعل منها سمة لهذا العصر.
الارهاب و التهديدات الارهابية المتكررة لبن لادن والظواهري وابي حفص المصري وغيرهم جعلت الانسان وفي كل مكان يعيش هاجسا مرعبا من ان جسده سيتطاير في لحظة ما يقرر فيها ارهابي ان يطرق ابواب الجنة وان تكون ارواح الابرياء وسيلته للتمتع بجنة سماوية ورضا الالهة عنه.السفر بقطار او طائرة او التواجد في اماكن عامة ومزدحمة باتت محكومة بظلال بن لادن والظواهري وتهديداتهم ، بل انهم باتوا موضوعا دائما في مجالس واحاديث الكثير من الناس. الوصول الى نهاية امنة لرحلة قطار او طائرة ما أصبحت أملا يراود الكثير من سكان معظم العواصم والمدن الاوربية.
ان البشرية التي تعيش على وقع الالام الكبيرة التي خلفتها احداث 11 أيلول 2001 قادرة على تجاوز هذه الالام وايجاد مساحات شاسعة من الامن والحرية السلام. غير ان أنقياد البشرية لسياسات امريكا والليبرالية الجديدة واليمين المتطرف وصراعهم الاعمى ضد قوى الارهاب سيجعلنا نعيش واقعا مؤلما يتكرر كل يوم وان جريمة 11 ايلول قد لاتشكل شيئا أزاءه. وان استذكاراتنا وذكرياتنا ستكون مؤلمة على الدوام.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشيوعية وبوش وبن لادن
- ياسيد مسعود..(31 آب 1996 ) يوم أسود أيضاً
- الاعترافات الخطرة لقادة الحروب
- قانا 2 عار ..الأنسانية
- عن الحرب والدمار والالهام الالهي
- دمار لبنان يثمر شرق أوسط جديد
- حروب لبنان المتواصلة


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - شاكر الناصري - الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة