أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام إبراهيم - بمناسبة المؤتمر الرابع للطائفة المندائية..يا عراق متى تنصف أبنك المسكين؟!.















المزيد.....



بمناسبة المؤتمر الرابع للطائفة المندائية..يا عراق متى تنصف أبنك المسكين؟!.


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 10:00
المحور: حقوق الانسان
    


في الطريق إلى مالمو لحضور المؤتمر الرابع للطائفة المندائية في الخارج تلبية لدعوة وجهت لي. كنت أتأمل من نافذة القطار الذي خرج لتوه من نفق حُفِرَ تحت البحر قبل أكثر من خمس سنين ليسير على جسر معلق يشهق بعيدا عن أمواج البحر المتلاطمة الزرقاء تحت شمس ذلك اليوم المشرق. كنت أتأمل حالنا، حال العراقيين جميعاً. فهاأنذا ذاهب لحضور مؤتمر تضامنا مع بشر يشاركوني بقعة وطني منذ أكثر من 2000 عام مهددون الآن بالقتل أو التشرد في المنافي.
أتأمل المعنى والقصة والمناسبة
فبلادي ـ بلاد الرافدين ـ بقعة من الدم في تاريخ البشرية. أقول ذلك يقينا فلو جمع دم الضحايا ممن سقط على تراب ما بين النهرين على مد التاريخ.. ألا يغطي ذلك اللون الحار تراب العراق.؟!.
رغم كل هذا العنف والغزوات والسحق صمد أبناء الطائفة الصابئية في أمكنتهم الأولى حيث مجرى الأنهار والماء المقدس الذين يعمدون به أهم طقس بشري يديم الخلق ـ الزواج ـ صمدوا باقين في مدن الجنوب العراقي محتفظين بتقاليدهم وطقوسهم ونمط حياتهم الاجتماعية.. عابرين الحروب القديمة قبل مولد المسيح بكل وحشيتها، والاحتلالات من الإسكندر المقدوني.. هولاكو.. جنكيز خان.. ..الصراع المرير بين الدولة الفارسية والتركية العثمانية في العصر الوسيط.. وحتى أوائل القرن الماضي لما أحتلَّ الإنكليز العراق. بقى الصابئة ملتصقين بالمدن الحضرية أصحاب حرف وإبداع متميز عن الجموع القادمة من الصحراء، وعن سكان الأرياف الممتهنين الزراعة. بشٌر مسالمونَ لديهم علاقة حميمة بالخلق والإبداع يصوغون الذهب والفضة والنحاس ويعاشرون كل الأقوام والملل والنحل.
أتأمل والقطار يمخر عباب الضوء والريح فوق السكة العالية، مصيبة قومي التي ليس لها مثيل في الحياة المعاصرة. ليس لها علاقة بما توصلت إليه البشرية من علم ومعرفة ومنطق، فالجسر الذي أجلس مسترخيا فوقه على كرسي بعربة قطار لم يكن موجودا لما وصلت الدانمارك سنة 1992.
هنا الشعوب تبني وتتأمل وتصعد
وهناك في بقعتي الحميمة نخرب ونقتل ونهبط
حتى وصل الأمر إلى هذا القاع المخيف. أقدم مجموعة بشرية تمثل جذر سكان العراق مهددة أما بالقتل أو التشرد وبالتالي الزوال.
من المسبب؟!.
هذا السؤال يحمل تأويلات عديدة تفضي إلى دهاليز السياسة القذرة التي خبرتها طوال عمري وأنا أخوض في خضم رحم أعرق حركة يسارية عراقية.
لست بصدد هذا النمط من الأسئلة التي تربك المثقف والحزبي والسياسي لكنها لا تستطيع أبداً إرباك الإنسان العراقي البسيط الذي نصادفه كل يوم على شاشات الفضائيات يجهر بوضوح عن نظافته وشدة التصاقه بعراقيته بغض النظر عن انتمائه الديني أو الطائفي أو القومي وهو يطلب الأمان فقط. المفردة الصغيرة التي صارت حلما بعد الاحتلال الأمريكي الذي لا يشبه أي احتلال في تاريخ البشرية.
الأمان مفردة تشطب على كل القوى السياسية العاملة!.
الأمان مفردة أصبحت أكثر من بديهية لدى هذه الشعوب التي تبني فوق البحار جسورا تقرب نثار اليابسة وقلوب البشر.
كنت أجلس متأملا موجة عابرة وسط البحر متحسرا حتى على سبب عبوري إلى مالمو لحضور حفل تضامني مع أبناء أقدم وأعرق سكان بين النهرين.
أخذني الحنق!. ثم خنقتني عبرة.
ماذا دهاك يا ابن ترابي؟!.
ماذا ألم بك حتى توغل بالجهل والقتل والضياع وكأنك خلقت لتقتل لا لتعيش!.
ماذا ألم بك يا عراقي ماذا؟!.
* * *
لما لجأت إلى كردستان في أوائل الثمانينات هاربا من جبهة الحرب بقيت نصيرا مع المقاتلين حتى الأنفال. وخلال تلك السنوات كنا نصطحب الكثير من العوائل الآشورية ـ الذين هم من أعرق شعوب بلاد ما بين الرافدين أيضا شأنهم شأن الصابئة ـ حتى الحدود الإيرانية كي يهاجروا من هناك إلى أوربا وأمريكا وكندا. كنت أدخل معهم ونحن نقطع تلك الشعاب والأودية والقمم الوعرة، في حوار وبقلبي مرارة، وهم يقولون:
ـ نحن أقلية، لا نريد أن نموت في حرب ليس لنا شأن بها!.
عندها كنت أذهب بعيدا وأنا أتأمل وجوه الرجال والنساء والأطفال المتعبة متخيلا مجدهم الأول على ضفاف دجلة وهم يبنون حضارتهم التي ما تزال آثارها شاخصة على أرض نينوى.
بعد أكثر من 3000 عام تهجر هذه الشعوب القديمة أمكنتها الأولى لتتشرد.
كنت أشعر وقتها بالعراق ينزف أبنائه، هربا وقتلا في السجون والجبهات والشوارع.
هاأنذا أجلس على مقعد في عربة قطار يعبر البحر بعد أكثر من عشرين عاما على هجرات الآشوريين من بغداد ومدن الشمال العراقي متوجها إلى مؤتمر طائفة عريقة أخرى مهددة بالشتات والضياع من بغداد أيضا ومدن الجنوب العراقي كالعمارة والناصرية والبصرة في ظروف تختلف عما كانت عليه زمن حروب الدكتاتور.
زمن الاحتلال الأمريكي وأوهام ديمقراطيته التي هيجت الطوائف والملل كي تتناحر وتتقاتل في عنف عبثي مطلق، وصل إلى حد تهديد أكثر الطوائف العراقية سلاما وصمودا في كل التاريخ العراقي إلا وهم الصابئة المندائيين الذين بدءوا يهربون إلى دول الجوار تاركين بيوتهم وأمكنة عباداتهم ومصالحهم خشية من تهديد المليشيات العمياء والقتل القادم مع كل طرقة باب أو نقطة تفتيش، أو سيارة تنفجر وهي تسير إلى جوارك أو قذيفة تسقط فوقك وأنت في غرفة نومك الحميمة.
أمام بوابة محطة قطارات المدينة وقفت طويلا أتتبع بعيني الحزينتين ألوان البشر الداخلين الخارجين من وإلى أرصفة القطارات المنشغلين بشأنهم.. تتبعت لون الجلود والعيون والملبس وإيقاع الحركة علي أعثر عما يميزهم عن أبناء جلدتي لكنني لم اعثر على شيء، بل أن الشخص الصابئي المكلف بنقلي من بوابة المحطة لم أتعرف عليه رغم أنني رأيته مرتين يمر من جواري فلون بشرته فاتح وعينيه ملونتين وشعر رأسه يميل إلى الشقرة ولا يختلف عن السويدي بشيء حتى أنني بادرت وتقدمت مرتبكا نحو سيارته التي أبطأت، فنطق حالما انحنيت نحوه قائلا:
ـ سلام مو!.
بلهجة عراقية خالصة!.
فلم يا رب السماء دمنا العراقي ينثر كل يوم على الأرصفة والطرقات، في المطاعم والأسواق والبيوت والجوامع، وبم نختلف عن خلقك وما الذنب الذي اقترفناه والذي لا تكفيه كل أنهار الدم السائحة المعروضة على الشاشات وكأن دمنا.. ماء؟!.
* * *
في الباحة الواسعة التي تنتهي بقاعة المؤتمر وقف أحد رجال بملابسه البيضاء الطويلة ولحيته المنسدلة حتى منتصف الصدر ليشير إلى كتبهم المقدسة الموضوعة على منضدة صغيرة شارحا شرحا موجزا مضامينها السماوية وهما:
1 ـ الكتاب المقدس ـ الكنزاربا ـ
2 ـ كتاب يوحنا المعمدان
ثم جرى تمثيل لطقوس الزواج المندائي وهو من أقدم طقوس الزواج المتبقية من العالم القديم، فقام رجل الدين بترديد قسم الزواج على الزوجين ليكسر شخص أخر جرة فخارية قرب قدميها حال الانتهاء من قول العهد بالمحافظة على هذا الرباط المقدس، ليقوم رجل الدين بتقريب رأسي الرجل والمرأة حتى يتلاصقا فيقوم نفس الشخص بكسر جرة أخرى. وطبعا في الحالة الحقيقة يجرى الطقس في ماء نهر جاري. فصفق الحشد للطقس ودخل قاعة المؤتمر. وهنا لا أريد نقل تفاصيل المؤتمر فهذا ليس من شأني، لكن أود أن أشير باختصار شديدة إلى الكلمات النبيلة التي ألقيت من قبل مكتب السكرتارية، وكلمة اللجنة السياسية العليا للصابئة، وكلمة رجال الدين، وكلمة الجمعية المضيفة، وهي كلمات رسمية ليجري بعدها افتتاح جلسة المؤتمر الأولى والتي أدارتها الدكتورة ـ ليلى الرومي ـ وحوت مداخلة بالإنكليزية عن مجموعة حقوق الإنسان المندائية ألقاها د. سلام جاوي. تلتها ست مداخلات سويدية ختمت بها الجلسة الأولى.
في الجلسة الثانية بعد وجبة الغداء جلست على كرسي في القاعة وشردت بعيدا حالما صعد صديقي وحبيبي ـ يحيى غازي الأميري ـ ليدير جلسة التضامن بقامته القصيرة وعينيه الجاحظتين وحركته الحيوية التي لم يفقدها منذ كان يافعا أيام دراستنا الجامعية في المعهد الزراعي الفني ببغداد قبل أكثر من ثلاثين عاما لما تعارفنا وعملنا معا في تنظيم ـ اتحاد الطلبة العام ـ وقتها كنا نناوئ سلطة البعث التي لم يقو عودها بعد، وكنا نحلم بتغيير العالم، نجتمع في المقاهي وبغرف نستأجرها في البتاوين ونتكلم كثيرا وكأن الدنيا ملك أيدينا نطوعها كيف نشاء. نوغل ونضيع في الكلام والأحلام غير عارفين ما تخبأ لنا الدنيا من دمار وضياع، لكننا كنا نتمسك بما نحلم بذلك الجنون الذي وسم شبابنا. شردت بعيدا قريبا من يحيى المعتلي منصة الجلسة المتحدث بحرقة وهي يدعو ضيوف المؤتمر الواحد تلو الآخر كي يقولوا ما لديهم. لمست روحه اليافعة التي لم تفقدها السنين والصعاب واختلاف الأحوال وهجها، فرغم كل هذا الخراب وجدت بحركة جسده وقوله ونمط تفكيره وكأنه لم يزل يجلس على أرض تلك الغرفة المقسومة بجدار من خشب يفصلنا عن عائلة مسيحية فقيرة في بيت بالبتاوين يناقش بحرارة كيفية الوصول بالعراق إلى مجتمع الفضيلة حيث لا فرق بين عراقي وأخر، لا فقير ولا غنى، لم يزل يحلم لكن هنا في هذا المجلس بحدود الطائفة التي هُددتْ وبالتالي هدد كيانه كذات بالضياع، سيلقي في الجلسة التالية مداخلة أكثر حيوية من كل ما قيل واضعا كلماته على جرح هذه الطائفة الآني من حيث سبل الخلاص من خطر التبدد والضياع، حتى أن مطلب مما طالبته ورقته نفذ فورا، إذ بادرت القناة السريانية بتخصيص ساعة من فضائيتها كل أسبوعين لتغطية أخبار وهموم الصابئة.
سرحت بعيدا متأملا هذه الدنيا العجيبة فبعد أكثر من ثلاثين عاما على فراقنا، إذ ضيعته وضيعني في خضم عراق الدكتاتور والحروب والذبح، لقط عنواني الإلكتروني وبعث برسالة مقتضبة ورقم تلفونه. عرفته فورا وهل يضيع المحب حبيبه. وفي محطة كوبنهاجن وجدته ينتظرني بذات الكيان وحيوية الحركة عانقني وبكى. عانقته وكأن الثلاثين عاما محيت. وجدته مثلما فارقته محتشدا بالعراق والهم. أخبرني بأنه قبل سنين فقط ترك العراق، ومنذ وقت باكر ترك الوظيفة بدائرة زراعية عائدا إلى مهنة أبيه الصياغة وعاش في سوق السراي بقلب بغداد كل أهوال الحصار والقمع، كنت وقتها أخوض في قاع مختلف وسط الثوار بالجبل، ثم الأنفال ومعسكرا اللجوء في تركيا وإيران. هاهو يجلس على المنصة يقدم ضيوف المؤتمر الخمسة من غير الطائفة. وكنت أعرف أربعة منهم.
الأول د. كاظم حبيب الذي يقترب من السبعين لكنه حيوي الذهن نشط كنا نتابع لما كنا في زمن الشباب ما يكتبه في صحف اليسار العراقي من تحليلات اقتصادية تتناول الشان العراقي وأفاق المستقبل الذي تشرد هو الآخر مع حملة تصفية اليسار أواخر السبعينيات، لكنه ظل يكتب ويحلل واليوم يعتبر من أنشط الشخصيات الوطنية العراقية التي تواصل الكتابة والتضامن مع حقوق العراقي والأقليات والطوائف من منطلق إنساني يسمو بعيدا عما آلت إليه سياسة الأحزاب الطائفية زمن الاحتلال الأمريكي لتزيد الخراب خربا، فألقى كلمة تضامن.
الثاني ـ زهير كاظم عبود ـ بقامته الفارعة ولون بشرته الملوحة بشمس الجنوب وشعر رأسه وشاربه الناصع البياض، فذكرني بمدينتي ـ الديوانية ـ وهو في المركز منها يعمل كقاطع تذاكر في سينما الجمهورية والخيام، حافظا العديد من الطرائف عن ـ حمد ـ صاحب السينما التي يسر لي ببعضها كلما التقينا في مثل هذه المناسبات، والعارف بأسرار وبواطن شخصيات المدينة الشعبية حتى أنه كتب كتابا طريفا يروي في قالب قصصي أجواء المدينة وشخصياتها الشعبية. هاهو في المنفى بعدما تخرج وعمل قاضيا في العراق لسنين طويلة، لكنه ظل متمسكا بالعراق وأهله عبر نشاطه الصحفي المحموم وكتبه المختلفة حول الأقليات من صابئة ويزيدين وشبك، وحول القضاء والعدالة. هاهو يصعد إلى المنصة ليلقي كلمة عن جمعية عراقية خاصة لنصرة الأقليات العراقية المهددة بالتشتت والضياع في زمن الطوائف الكاسرة التي استأسدت تحت ظل الاحتلال.
الثالث القاص ـ يوسف أبو الفوز ـ الذي وجدته في أول قاعدة للأنصار التحقت بها بين سلسلة جبال ـ قره داغ ـ في السليمانية في الشهر الثامن عام 1982. وكنا معا في موقع قرب قرية بيتوشت الإيرانية نكتب القصص على ضوء الفوانيس ونريها لبعضنا. وكان عاشقا من الطراز الأول يتعلق بكل صبية جميلة ويظل يحلم ويكتب الأشعار وترتفع حرارته من هاجس الحب ورائحة المرأة في تلك الجبال المقفرة والموحشة. أتذكر تعلقه المجنون ببنت أحد الرفاق الأكراد التي كانت تسكن مع عائلتها القرية القريبة من القاعدة والتي ظل يلاحقها بقلب حار، بعينيه وقدميه وهي تجوب أثناء النهار في القاعدة ويسر لي ولنصيرة استشهدت لاحقا لما تسللت إلى الداخل ـ أم حسين ـ تباريح عشقه الذي كان من طرف واحد. في الاستراحة سألته عن أحواله فقد تفارقنا منذ عام 1990 أيام معسكر اللجوء في أقصى الشمال الإيراني ـ أوردكاه زرعان ـ بعد أن عشنا تجربة الكفاح المسلح في الجبل حتى الأنفال فأخبرني بأنه تزوج كردية من حلبجه وتعيش معه في ـ فلندة ـ وبسبب أصابتها بقصف كمياوي لم ترزق بأطفال وهي تعالج الآن، أردت تغير مسحة الحزن من الحديث فضحكت وقلت له وكان يجلس بيننا ـ زهير كاظم عبود ـ
ـ ظلت الكردية بنفسك وأخيرا نلت مرادك!.
فضججنا بالضحك وأنا أروي لزهير قصة حبه الأنفة الذكر.
صعد ـ يوسف أبو الفوز ـ مستهلا قراءته بمقتطف من كتاب الصابئة المقدس قبل أن ينشد نثراً مركزاً عن شهيدة صابئية من الأنصار ـ أحلام ـ سقطت في بشتاشان مع تفاصيل صغيرة تخاطب الفقيدة بدافئ الكلام عن العيش المشترك وحلم بتحقيق مدينة فاضلة صار مستحيلا، عن تحول أسمها لاحقا إلى كلمة سر في ليل الجبل المظلم المكتظ بالمخاطر والأسرار. والمقتطف من كتاب يوميات الأنصار الذي صدر له قبل سنين. كنت أنصت وكلماته أخذتني إلى تلك الأيام الصعبة وأحلامنا التي كانت تخفف من عنائها..
أي أحلام مغدورة تكتظ بها أيها العراقي الشريف!.
وكيف آلت بك الأمور هذا المآل؟!.
الرابع ـ علي القطبي ـ شيخ شيعي معمم متنور التقيت به في غرفة الكتاب والأدباء العراقيين أيام الشاعر المرحوم ـ كمال السبتي ـ وكان يشارك بفعالية في الحوارات الثقافية وأغلب الحضور من المثقفين العراقيين والأدباء المتنورين، فألقى كلمة مقتضبة مؤثرة عن علاقة ـ الشريف الرضي ـ جامع كتاب نهج البلاغة بعالم صابئي والعلاقة الروحية العميقة التي ربطتهما معا رغم اختلاف المذهب وفي ذلك الزمن البعيد زمن صعود الحضارة الإسلامية بانفتاحها على الرأي الآخر وتحاورها وتجلي معانيها الإنسانية الشاملة وبالعكس من هذا الزمن حيث كل طائفة انغلقت على نفسها ولم تعد تسمع الطائفة الأخرى كما هو الحال في عراق اليوم حتى تكاد أو توشك الطوائف هذه على تضييع العراق بتحويله إلى بحيرات جارية من الدم المسفوح كل يوم في الشوارع والجوامع والأزقة والأسواق.
الخامس كان ممثل البرلمان السرياني في أوربا صعدت امرأة سمراء معجونة بشمس العراق لتلقى كلمتها باللغة الإنكليزية.
بين كلمات الضيوف كانت تلقى رسائل وبرقيات التضامن. كنت أنتظر سماع الرسالة التي بعثتها إلى أن أخرسني العجب لما أقتطف من رسالتي المكثفة الشاملة لمعنى التعايش بين الطوائف والأديان في البيئة العراقية، إذ أن المكلف بقراءة تلك الرسائل أقتطف ما يخص الطائفة الصابئية في الرسالة مما أفقدها محتواها الإنساني في سياق يتجاوب مع ما جيشه الاحتلال الأمريكي من غرائز الطوائف العمياء، وبدلا من أن تكون الرسالة صرخة محبة صارت صرخة من أجل الطائفة المندائية فقط. وقتها لم أستطع الاعتراض بل أنصت على مضض آسفا لسريان عدوى الانغلاق الذي حذرت منه في رسالتي على القائمين على المؤتمر الذي من المفترض أن يعرضوا الوجه الآخر للعراقي لا سيما وأنا محسوب على طائفة الشيعة كعائلة ونسب. هذا نص الرسالة:
(الأخوة في أتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
محبتي وأعتزازي
.. لعبق الشعوب القديمة رائحة مسكرة، ذلك ما رواد مخيلتي منذ الطفولة لما كنت أتأمل مكتب "يوسف قجمان" اليهودي الكائن مقابل دكان والدي النجار في خمسينيات القرن الماضي. والصائغ الصابئي في السوق المسقوف صاحب العينين الواسعتين والمنشغل طوال الوقت في ترتيب حلية، وكامل المسيحي بائع الخمرة ودكانه الملاصق لدكان والدي. ومحمود الكردي صاحب محل تصليح الأحذية الكائن بمدخل نفس الشارع.
كان ذلك في مدينة الديوانية الصغيرة حيث كان الجميع يعيش بأمان وسلام رغم أحتدام الحياة السياسية العراقية وقتها.
.. للشعوب القديمة عبق متفرد ينثر من بقايا ناسه طفولة الإنسانية.
الجميع كان يعيش بسلام
هذا ما حملته من طفولتي من أرث روحي منفتح راغب في معرفة المزيد عن تلك الأقليات والطوائف والقوميات التي تسكن بقعة وادي الرافدين.
هذا الشأن لا يخصني وحدي بل يخص جيلي وأجيال لاحقة تفتحت على هذه الروح السمحة المنفتحة.
كيف تجلت هذه الروح في تجربتي؟
الشيء الجوهري في ذلك التجلي أنها أمحت هذه الفوارق في ذهني وسلوكي كما هو الحال في ذهن وسلوك جيلي وجعلتني أتجرد من أي بعد سوى البعد الإنساني المحض!.
وإليكم هذه التجربة!.
في عام 1973 ـ 1974 بدأت الدراسة في المعهد الزراعي الفني في أبو غريب ببغداد. وهنالك نشأت علاقة صداقة قوية ومتينة مع ـ يحيى غازي رمضان ـ الذي كان يسكن مدينة العزيزية. وفي خضم تلك العلاقة المشتعلة كنا نقضي وقتنا في الحوارات وشؤون حياة الطلبة الأخرى.
وعلاقات الصداقة العميقة مثل علاقة الحب ليس هنالك سببا واضحا لها!.
أخذني في عطلة أسبوع إلى بيت أهله في العزيزية. لما وصلنا باب بيتهم كان نصف موارب دفعها ودعاني للدخول. قطعنا المدخل لكنني توقفت مبهورا أمام باب غرفة الضيوف المضيئة ووجه شيخ جليل بلحيته الشيباء الطويلة وثوبه الناصع البياض يجلس ممارسا طقسا لم أفهمه وكأنه ولي من أولياء الله الصالحين. سحبني يحيى من يدي لنواصل السير فقلت له:
ـ من هذا الشيخ؟!.
أتذكر إلى هذه اللحظة ضحكته القصيرة الصاخبة وهو يردد:
ـ هذا أبوي
فلما أمعنت في الأستفهام عن هيئة التي تبدو قدسية عنذاك أخبرني أنه من الطائفة الصابئية والزي الذي يرتديه والده هو زيهم الفلكوري.
لم تكن قضية الطائفة شاغلا أو حاجزا في العلاقات بين العراقيين أبدا.. بل بالعكس يشير التاريخ العراقي المعاصر إلى أن الطوائف ساهمت برجالها البارزين في التأسيس لبنية الدولة العراقية الحديثة. لا أريد الخوض في هذه التفاصيل التي عادت معروفة وشائعة.. لكنني وددت الإشارة إلى العلاقات العفوية الإنسانية التي تربط العراقيين في الشارع قبل المد الديني المسعر للنزعات الطائفية.
لرجال الطائفة المندائية في كل مدن الجنوب العراقي دورا حيويا في تاريخ المدينة ورجالها المتحضرين. إذ أن أبناء هذه الطائفة أصلا من سكنة المدن المنشأة أصلا على حافة الأنهار في العراق، إذ ساهم رجالها في النضال وقت الأحتلال والعهد الملكي وتبوؤا مراكز مهمة في حركة اليسار العراقي الذي قاد النضال الوطني منذ الثلاثينات من القرن الماضي وحتى 1958.
يحضرني الآن شخصيتان من الطائفة المندائية كان لوجودهما في مدينة الديوانية ثقلا إجتماعيا وثقافيا وحتى سياسيا. والمدينة لحد زيارتي لها عام 2004 لا زالت تتذكرهما
الأول الأستاذ حزام عطية الذي كان من أبرز عناصر اليسار العراقي الذي كان يرشح دائما عن قائمة اليسار ـ المهنية ـ في أنتخابات نقابة المعلمين.
والثاني الأستاذ المهندس لؤي زهرون الذي لدي معه أيضا قصة خاصة تتعلق بقصة حب توسط فيها بحماسة لي عام 1977.
ما يجري الآن من تجيشش لمشاعر التعصب الطائفي والديني والقومي ما هو إلا بداية لتأسيس جديد يؤدي إلى طغيان ثقافة الطوائف المنغلقة والتعصب والقتل والكراهية وهذا المدخل لو تعمق فلا مخرج قريب منه.
والقضية خطيرة حقا فيما يتعلق بالطائفة المندائية، فهي طائفة صغيرة ومنغلقة ومحدودة محاولة تشتيتها في بلدان المهجر سيؤدي رويدا رويدا إلى أندثارها وفي ذلك خسارة كبيرة للتاريخ البشري والإنسانية.
أتمنى أن يكون المؤتمر مدخلا لأطلاق نداءات جديدة لحماية المندائيين في مكانهم الأول بين الرافدين. كما أود أن لا تؤدي هذه الظروف الشاذة إلى إنكفاء الطائفة مما يؤدي إلى فقدان دورها المميز في كل مشروع عراقي يدعو إلى وحدة العراق وبشره دون تمييز)
وما أقتطفه هذا المقطع فقط
( ما يجري الآن من تجيشش لمشاعر التعصب الطائفي والديني والقومي ما هو إلا بداية لتأسيس جديد يؤدي إلى طغيان ثقافة الطوائف المنغلقة والتعصب والقتل والكراهية وهذا المدخل لو تعمق فلا مخرج قريب منه.
والقضية خطيرة حقا فيما يتعلق بالطائفة المندائية، فهي طائفة صغيرة ومنغلقة ومحدودة محاولة تشتيتها في بلدان المهجر سيؤدي رويدا رويدا إلى أندثارها وفي ذلك خسارة كبيرة للتاريخ البشري والإنسانية. )
أورد ذلك كي ألقي الضوء على خطورة الوضع العراقي من زاوية غير محسوسة حتى لأكثر الطوائف العراقية تنويراً إلا وهي الطائفة المندائية التي التصقت منذ ثلاثينيات القرن الماضي بحركة اليسار العراقي واجدة فيه حلمها في مدينة فاضلة تكفل حقوق الجميع، واليسار العراقي من اكمل الحركات في التاريخ على مستوى الفكر يكفل للجميع حق العيش في مجتمع تتوفر فيه العدالة والمساواة دون تمييز لعرق ولون ولطائفة هذا الحلم اليوتيبي وجدت الطوائف فيه مبغاها لذا التصقت بهذه الحركة ليس الصابئة فحسب بل اليزيديين والآشوريين وغيرهما من الأقليات. ما يميز الطائفة المندائية أنهم من بين كل الأقليات يعيشون في العمق العراقي في بغداد ومدن الجنوب ولهجتهم هي لهجة المدن التي يسكنونها. ومن منظور تاريخي نجد انهم أس العراق وجذره فالعراق بهم لغة وجغرافية وتقاليد وتاريخ أمتزج بكل جديد وبقى طقسا خالصا.
هذا المفهوم الفكري والتاريخي تضمنته الرسالة، لكن قارئ الرسائل التضامنية أختار أضيق ما بالرسالة لما يُقتَطعْ ويوظف لتيمة ضيقة تتجاوب مع التجييش الطائفي الذي حذرت منه.
في اليوم التالي لم احضر الجلسات التي كانت تخص الطائفة رغم أن الدعوة لي مفتوحة، فضلت التسكع مع البيرة وحيدا في فستفال مالمو السنوي، فضعت ببهجة هذه الشعوب التي تعلمت كيف تبتهج في الحياة أياما تنقض فيها صرامة يوم العمل ومتطلبات الحياة الجدية، فيهرع بشرها للتسكع والشرب والمشاهدة والغناء لنسيان جدية الدنيا في كرنفال تحييه كل مدن أوربا في زمنها الآمن. قلت مع نفسي لأضيع وسط هذه الجموع وحيدا وأستمتع بلحظتي. فعلتها.. في كل بار عابر احتسيت كأسا من الجعة حتى ثُملتُ فلجأت إلى مقبرة غناء كالجنة وعلى مصطبة أخذت قيلولة عراقية، واصلت بعدها التسكع وسط الفرح الغامر الوجوه والشارع والأشياء إلى حين موعد حفلة المساء عند الثامنة، فتوجهت إلى قاعة الحفلة. أول ما واجهني يحيى بسيل من الأسئلة:
ـ وين كنت؟!.. قلقنا عليك!
كنت أحملق في عينيه صامتا، فهو خير من يعرفني كأكثر البشر قدرة على قتل الوقت بالتسكع دون هدف وبلا ضجر منذ كنا طلبة في المعهد الزراعي في أبو غريب أوائل السبعينيات.
القاعة واسعة تستوعب أكثر من ألفٍ احتشدت. وكان مكاني كضيف أقرب إلى فسحة الفرقة الموسيقية، لكن يحيى سحبني عنوة إلى مائدتهم لصق الحائط المقابل، ففصلنا عن فسحة الغناء حشد من الكراسي. أبتدأ الغناء فهبت الصبايا والصبيان إلى الرقص على إيقاع أشد الأغاني الجنوبية بعفوية وكأنها تنطلق من الغريزة والدم، سألت يحيى فأخبرني بأن أغلبهن ولدن أو ترعرعن هنا في السويد وبلدان النفي، فعلقت:
ـ يرقصن رقص عراقي خالص وكأنهن ولدن بالعراق!.
هل كان محرجا من كلامي وأنا ألعنه على هذا المكان البعيد الذي لا يسمح لي إلا برؤية جسد الراقص العلوي، أما حركة القدمين والورك فمحجوب بالجالسين حول الموائد الفاصلة بين جلستنا والساحة:
ـ اللعنة عليك!.
أكرر لعناتي ويحيى يكركر. هو لا يدري مدى شوقي لرؤية صبايا عراقيين وعراقيات يرقصون على إيقاع أغاني الجنوب.
أمتد الحفل إلى بعد منتصف الليل بقليل.
ـ أي عطش للفرح والرقص والغناء تحرزه يا عراقي!.
رددت متابعا تلك القدرة على الرقص لساعات دون توقف.
هؤلاء إذن الصابئة أكثر الطوائف التصاقا بالرقص وإيقاع الغناء العراقي الحزين!.
هؤلاء إذن المهددون بالتشرد والضياع في المنافي!.
سيقضى إذن على بهجة أخرى من مباهج العراق!.
فيما كنت أتابع الرقص والبهجة والملبس والأنوثة والرجولة في نسقٍ قريب إلى مفهوم يحترم الحرية الشخصية للإنسان. فالصبايا لهن الحرية في شكل الملبس والتصرف، يضاف إلى عيشهن في مجتمع من أرقى المجتمعات في احترام الحرية الفردية.. كل هذا يتناقض مع تعاليم الطائفة في الزواج داخلها فقط. ويحرم تحريما تاما الزواج من خارجها...
هذه الحرية الفردية وضيق تلك التعاليم.. سألت يحيى:
ـ هل يتوجب على كل هذه الصبايا الزواج من داخل الطائفة؟!.
ـ نعم!.
ـ وإذا واحدة منهن أحبت شخصا!.
صمت طويلا وقال:
ـ هذا محرم!.
سألته:
ـ ألم يؤدي هذا النمط من الزيجات إلى ظهور معاقين؟!.
ـ نعم ظهر ذلك!.
قلبت الأمر بذهني طويلا، فالطائفة مهددة بسبب هذه الظروف بالتشتت والزوال التدريجي، وقوانينها الداخلية تساعد في هذه الحالة في تسريع هذا التلاشي التدريجي. فقلت ليحيى:
ـ لو كنت من الطائفة لدرست تلك القوانين في محاولة لتجديدها، مثلا قضية الزواج التي أشرت لها بورقتك، أجد من الضروري كي تضخ الطائفة بدماء جديدة وذلك بالزواج من خارجها على أن يعود نسب الأطفال إلى الطائفة بالنسبة للنساء خصوصا!.
لم يجب، يبدو أن الفكرة محرجة.
في طريق عودتي على نفس الجسر الرابط بين كوبنهاجن ومالمو كنت أجلس وحيدا في عربة قطار جوار النافذة أتأمل البحر في الأسفل البعيد هائجا متلاطم الأمواج وكأنه العراق في حومة حربه المستمرة منذ منتصف القرن الفائت متذكرا صديقي الشاعر العامي ـ جمعة الحلفي ـ الذي كتب عن البحر والدم العراقي عام 2000 وكأنه يتنبأ بما آلت إليه الأمور، وهي لسان حالي الآن:

هذا البحر... مو بحر
هذا.... دمّي المسفوح
وهذي السفن مو سفن
هذي مراكب نوح
دم أهلي هذا البحر
من نينوى.. من أكد
من أور.. من آشور
من أول التاريخ لليوم
دم أهلي مهدور!.
هذا البحر.. مو بحر
هذا البحر جذاب
هذي السفينة جذب
وهذي المراكب جذب
هذا البحر تابوت
دم أهلي هذا البحر
دم اهلي ياقوت
من أور من آشور
من نينوى من أكد
من أول التاريخ لليوم
بس العراقي يموت
2000

فإلى متى يا عراق؟!.
متى تنصف أبنك المسكين؟!.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالت لي: أنا عندي حنين


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام إبراهيم - بمناسبة المؤتمر الرابع للطائفة المندائية..يا عراق متى تنصف أبنك المسكين؟!.